موجز الفضيحة أن الصحافي (صلاح محفوظ) المحرر في مجلة (الصدى) الأسبوعية التي تصدر من دبي، قرر الاستعانة بقرد من نوع الشمبانزي يدعى (شيتا) ووضعه أمام لوحة وفرشاة و ألوان ثم ترك القرد (ليشخبط : هل توجد كلمة فصيحة تؤدي المعنى؟!) على اللوحة، وعندما اكتملت اللوحة التي سماها (أمريكا والعالم) وطلب من مجموعة من النقاد والأسماء المعروفة في الساحة الثقافية وأقلام يشار لها بالبنان، أن يكتبوا قراءات نقدية عن اللوحة، بقوله لهم (إن اللوحة رسمها ثري عربي) وسوف يحصل النقاد الذين يكتبون عنها ويروجون لها على مكافأة مالية ، وسال لعاب كبار النقاد المستنيرين، وشمروا عن أقلامهم ، ونشر الصحافي صلاح محفوظ ما حدث بعد أن فجر الفضيحة ، فاللوحة رسمها "قرد" وليس لها علاقة برسام بشري.. وكعادة رواد التزوير لا التنوير لم يعترف النقاد بجهلهم وضلالهم، بل إن منهم من أنكر ما كتبه والبعض الآخر هدد المحرر بالقتل ومنهم من سماه "بمسيلمة الصحافة الكذاب".
***
والآن لنستعرض بعضا من كتابات النقاد القرود عن لوحة القرد:
"للوهلة الأولى لا يستطيع المرء إلا أن يقف مكتوياً بحرائق اللون وبراءة اندفاعاته أمام تجربة تشكيلية جديدة ومتمردة وباذخة في رؤياها، تبحث عن إطار تعبيري مختلف، لوحة الفنان (....) تتقدم إلى متلقيها مسكونة بحرية فائقة وخطيرة، تأخذنا إلى تخوم التجربة المطلق إن صح التعبير.
وهذا بحد ذاته يتطلب من قارئ اللوحة إن يتسلح بذائقة مختلفة، تبتعد بمسافة غير محسوبة عن أنماط المتلقي التقليدي الذي يبني على حسابات الكتل والمساحات وقوانين التشريح وكيمياء الألوان".
وكتب الآخر يقول: (لوحة أمريكا والعالم) للفنان (....) هي بمثابة رفض لوني أو إدانة ضوئية متوهجة عبر لوحة تجريدية ذات وجه فلسفي عميق يحرص على تكريس قيمه مواجهة ومقاومة هذا التوحش الحضاري المتكرر فقط على القوة والافتراس.
هكذا تبدو أمريكا بوصفها حضارة مادية مبنية على قوة مفرغة من المبادئ الإنسانية، وذلك هو سر الدماء الحمراء!!.
وجاء الدور على فنانة تشكيلية أصلا ولكنها وقعت في الفخ وقالت "تجربة" الفنان (....) مستويات عديدة تظهر البعد الفني والنفسي، وهي تطرح جدلاً خاصاً وتحاول إدراك الحلم بنكهة خاصة به بعيداً عما هو مألوف وزخرفي..
وكتب الآخر وهو ناقد فني يقول "يكتشف الناقد للوهلة الأولى جرأة هذا الفنان واقتحامه لعالم الألوان دون خوف أو خجل(...) فالأزرق الحالم يدخل في حوار هين وسلس مع الأخضر المستكين، ليقتحم المسن فجأة الأحمر الدموي بصخبه اللانهائي، أما الأصفر السقيم فيمنح اللوحة توازنها وعافيتها.. لا جدال بأن الفنان آثر إن يهجر المكرر والرتيب في الحركة التشكيلية العربية من اجل إقامة حوار لوني عفوي يستند إلى أحكام البناء وتجانس الدرجات اللونية.
وتأتي الورطة الأكبر لواحد من أشهر الأطباء النفسيين الذي شخص الحالة النفسية للفنان (القرد) بقوله: " إن قلة المساحات البيضاء باللوحة تشير إلى أمرين، أولهما إن هذا الفنان يزدحم عقله بثقافات مختلفة وكثرة اطلاع، والثاني انه متشائم بدرجة كبيرة، لأنه قلص مساحة الأصل التي يشير إليها اللون الأبيض، كما تشير طريقة رسمه للوحة إلى انه رسمها على مرحلتين، الأولى كان يمر فيها بمرحلة قلاقل نفسية نتيجة مشاحنات أو مشكلات عائلية، وهذا بدأ من التوتر اللوني الذي يعبر عنه بوضوح في الجانب الأيسر من اللوحة، أما الجانب الأيمن من اللوحة فقد رسمه وهو في حالة نفسية مستقرة، تعبر بوضوح عن حالة انسجام عاطفي وعائلي، حيث تميزت الألوان بالدفء والتناغم، لكن المثير في هذا الفنان (....) انه يعاني من أعراض فصام عقلي في بداياته أصيب به من كثرة قراءاته واطلاعه على تجارب الآخرين".
***
و..هؤلاء هم مثقفوك يا أمة!!..