منتدي المحامين العرب المنتدى العام العرب خيمة وسوق
يعتبر هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أكثر وزراء الخارجية شهرة في أمريكا ، إن لم نقل في العالم بأسره ، وهو الذي تزامنت وزارته مع حكم الرئيس الأمريكي نيكسون
كيسنجر هذا ( اليهودي الأمريكي ) تثار حوله الآن زوبعة اتهام كمجرم حرب لضلوعه بعمليات الإبادة إبان حرب أمريكا في فيتنام، ولكن من جهة أخرى ما زالت الدبلوماسية الأمريكية تعتبره رئيس الدبلوماسية الأمريكية الأكثر نجاحا في تاريخها رغم براعته في الكذب وتضليل الرأي ونقل الرسائل الرئاسية بصورة مغايرة لما هي بالأصل. لقد شغل كيسنجر منصبه كوزير لخارجية أمريكا مع رئيسها نيكسون الذي أقصي عن الحكم بإجباره على الاستقالة بعد فضيحة ( ووتر غيت ) الشهيرة عندما اكتشفت طريقته للتنصت على أعضاء الكونغرس الأمريكي ليستمر بعدها وزيرا لخارجية نائبه جيرالد فورد ( الذي أصبح رئيسا) لحوالي السنتين ليكمل معه ولاية (نيكسون وفورد التي استمرت لعام 1976و ليأتي بعدهما مرشح الحزب الديمقراطي جيمي كارتر ( صاحب كامب ديفيد ) الشهير . كارتر بدوره استبعد كيسنجر عن وزارة خارجيته ( رغم نجاح هذا الأخير) بقوله ( لا أريد وزيرا للخارجية يسرق النجومية من الرئيس). ليس هنا مربط الفرس بعد أن استبعد كيسنجر من منصبه السابق أراد أن يعيد البريق لحياته ، فشرع في كتابة مذكراته (شأنه شأن الكثيرين ممن لفظهم التاريخ)، وحيث أن الحدث الأبرز من مهامه هو دوره كوسيط (للسلام) في الشرق الأوسط بعد حرب أكتوبر ، (تلك الحرب الأكثر إثارة في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية) فقد أفرد لتلك الأحداث الحيز الأكبر في مذكراته تلك . يقول كيسنجر في مذكراته ، أنه تروى كثيرا ليجد مدخلا لطريقة التحاور والتفاوض مع العرب وهو الذي يجهل جوهر هذه الأمة، فأخذ يستشير العديد من أصدقائه الذين يعرفون شيئا عن هذا الشعب ، فاستشار عدد من أصدقائه العرب(لم يسمهم) واستشار دبلوماسيين سابقين ورجال أعمال ، ومحللين سياسيين وأساتذة جامعات(على حد قوله) ولكن النصيحة الأكثر فائدة جاءت من رجل المال الشهير روكفلر صاحب الاستثمارات النفطية في الخليج وإيران (الشاه) . نصيحة روكفلر تقول : لكي تنجح مع العرب عليك أن تتعامل معهم من خلال مبدأ وهو ( العرب خيمة وسوق) !! كيف هذا ؟ يسأله كيسنجر : يجيب روكفلر : أما الخيمة ، فالعرب أمة ما زالت تعيش حياة البداوة والقبيلة ،والقبيلة تبقى فيها الكلمة الأولى والأخيرة فيها لشيخ هذه القبيلة أو زعيمها أو رئيسها ( حسب تركيبة الحكم) وما عليك سوى أن تتفق مع هذا الزعيم ، ولا تعر اهتماما للرأي العام أو للشعب ، فهذه الفئة مغيبة عندهم ولا رأي لهم لأن الديمقراطية لديهم ليست سوى شعارا ( يكفيك أن تمسك زعيم الخيمة) واتفق معه على ما تريد وستحصل عليه. وأما السوق : إن العرب في تفاوضاتهم السياسية ما يزالون يعيشوا فيها على أيام سوق عكاظ ،والسياسة لديهم هي مجرد صفقات فهم يبازرونك على الصفقة بطريقة السوق ، فإن طلبوا عشرة ادفع لهم اثنان وسترسوا الصفقة على خمسة ، فهم يطلبون كثيرا و يتنازلون أكثر في تفاوضاتهم . وإذا أتقنت هذه اللعبة فلن تستعصي لك مهمة عند العرب . يقول كيسنجر :كانت هذه النصيحة هي الأثمن ، وكانت السبب في نجاحي في مفاوضاتي معهم في تلك الفترة . يبقى لدي سؤ لان: الأول :هل نحن فعلا خيمة وسوق ؟؟ الثاني : إلى متى تبقى هذه الخيام ؟
الانتقال السريع اختــــار ------ منتـــدي المنتدى العام ------ ------ منتـــدي من أعلام القضـاة والمحـامين العرب ------ ------ منتـــدي استراحة المنتدى . ------ ------ منتـــدي منتدى الاستشارات القانونية ------ ------ مكتبـــة الأبحاث القانونية------ ------ مكتبـــة القوانين العربية------ ------ المكتبـــة الصوتية------