سيدي الفاضل
بعد التحية
ما عرضته يشكل عقبة خطيرة في الرقي بالمهنة وتطوير الممارسة من أجل خدمة مهنية تتماشى مع مقتضيات العدل وانجاز المساواة بين المتقاضين في حقهم في الدفاع بوجود محام يدافع عن كل خصم في المنازعة القضائية. واعتقد المشكلة في المغرب تقف على عدد من المحاور:-
الزبون - اوالموكل صاحب القضية
المحاكم والعمل القضائي ويتعلق بتشتت اماكن المحاكم دون تجمعها في قصر واحد.
المهنة (اي ممارسة المحاماة في المغرب ) ومدى تقليدية دور المحامي حتى اصبح الزبون يطلب خدمة المحامي فقط اذا استشعر بضرورة .. او لدية مقومات ثقافية تدفعه للاستعانة بمحام.
والذي اعرفه عن ممارسة المهنة في المغرب ان المحامي لا يصبح محام بمعنى الكلمة الا بعد مرور الشخص بمرحلة البكالوريا زائد ثمان (8) سنوات من الدراسة ( 4 سنوات اجازة الحقوق + شهادة الاهلية للممارسة
فاعتقد ان المشكلة ليست في المحامي المغربي ولكن في عقلية الزبون نفسه
والعملية القضائية في المغرب خصوصا
بالارتجال وعدم التخطيط من جانب وزارة العدل التي من الاجدر تسميتها وزارة الشؤون القضائية لأن هذه الوزارة لا تستطيع التحكم ، رغم المجهودات المبذولة منذ سنوات ، لا في شكل الشأن القانوني و لا في موضوعه
وأذكر بالخصوص المجهودات الجبارة المبذولة يوميا من طرف المحامين في هيئة الرباط
وتستطيع هذه الوزارة التفكير في تشييد قصر عدالة حقيقي لتجميع كل المحاكم التي ستحتفظ داخله بالمميزات الخاصة واختصاصاتها فيسهل بالتالي على كل المتقاضين ودفاعاتهم من محامين الولوج الى العدالة ؟ أليس في هذا التشتت للمقرات ضرر ا كبيرا على اتاحة المحامي للعمل لصالح اي زبون
فتجمع المحامين في قصر واحد يضع المحامين امام انظار الزبون..
ويكون من السهل تقريب المسافات بين الزبون والمحكمة والمحامي
هذا ما أراه قياسا على حالة المحاماة في مصر .. واستفادة من تجربة تعدد اماكن المحاكم او توحدها في قصر او مجمع واحد
واستفادة من آراء بعض الأصدقاء والزملاء المغاربة
ودعواتي الخالصة بمزيد من التطوير في ظل عهد حضرة ملك المغرب الذي هو ليس ببعيد عنا رجال القانون
ورغم ذلك فمعاناة المحامي المغربي في ممارسة المهنة تأتي من تكاليف المعيشة اليومية وضرورات الحياة
والمواطن المغربي ليس ببعيد عن تكاليف الحياة لذلك فما اسهل عليه ان يسجن .. لا ان يوكل محاميا
وللاسف
وفي الختام ارجو ان اكون اصبت في ردي على معاليكم سيدي الفاضل
فان كان شرا فمن نفسي وان كان خيرا فمن الله
ولا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم
وتفضلوا بقبول أسمى آيات الاحترام والتقدير
( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء ان الله هو السميع البصير)
مصطفى عطية المحامي
ج مصر العربية
1/1/2005
Arab Advocates group
Mostafa Attiya's Firm
|