حزب المسجات
اكرم الزعبي
27 / 12 / 2004
تعجبني فكــرة التصويت والاستفتاءات عبر الإنترنت , ويعجبني اكثر التصويت عـبر الرسائل الخلويــة القصيرة , فلولاهما لما فازت ( ديانا كرزون ) بلقب ( نجـم نجوم العرب ؟!! ) ولما حصلت على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتغني ( للجاليات العربية ) هناك .
ثراء ديانا وسفرها المتواصل بعيدا عن القاعدة الشعبية لا يهمني , فأنا لم أشارك بالتصويت لها , ولم أخسر أي ( مسج ) من رصيدي في الموبايل , على الرغم من حبي الشديد لأغنيتها ( إنساني ما بنساك ).
وباعتباري ( كحته ) فقد قررت أن لا أشارك بالتصويت على مطربي مهرجان الأغنيـة الأردني الرابع خوفا على ( رصيدي ) من النقصان , وخوفــا من أن ( تستغني ) شركــات الهواتف المحمولة ( على حسابي ) . إلا أن موضوع التصويت عبر الرسائل أعجبني كثيرا فصرت أتخيل اشياءا ( ما كانت أبدا في الحسبان ) تخيلت أن الانتخابات النيابيـة ستكون من خلال هذه الطريقة , وان الحكومة هي التي ستدفع تكاليف هذه ( المسجات ) كما تخيلت كذلك أن الحكومة قد تلغي مجلس النواب لتكون العلاقة بينها وبين الشعب علاقة ( مسجات ) فإذا تشكلت حكومـة جديدة فمن الممكن التصويت عليها بالثقة من خلال ( المسجات ) , ولــن يكون هنالك حاجـة لإصدار قانون مؤقت , إذ يكفي لإقرار القانون أو عدم إقراره تصويت الشعب عليه مباشرة بنفس الطريقة , ويسري الحال كذلك على محاسبة الوزراء في حال الخطأ والتقصير , ولمحبـة الشعب لهذه الطريقة فإننا سنصل إلى أرقى وأعلى درجات الديمقراطية , وسنسبق بطبيعـة الحال ( أم الديمقراطيـة أمريكا ) وستكون هذه الطريقة ( المسجات ) اسهل وسيلـة وأسرعها للتنميـة السياسية من خلال المشاركة المتميزة في صنع القرار , وسيتم الاستغناء بالتالي عن المجالس البلديــة والبرلمانية ومؤسسات المجتمع المدني وأحزاب الشعارات , وسيكون بدلا منها هيئات تنفيذيـة تقوم بترجمة الرغبات الشعبية إلى واقع عملي ملموس , وبما أن الفكرة ستعجب الدول الأخـرى وستسير على هذا النهج الجديد المبتكر , فسيتحول التصويت في مجلس الأمــن كـذلك إلى التصويت عبـر ( المسجات ) وعن طريق جميع شعوب العالم بدون حاجة لمندوبين وممثلين للدول , لكن أخشى ما أخشاه هو ( الفيتو ) عند التصويت التقليدي على هذه الفكرة.
وبما أن ( الفيتو ) سيحسم هذه المسالة , فلا باس من بقائها محلية مع التنبيه على أن التنميـة لن تقتصر على الشان السياسي وحده بل ستنتقل إلى الشان الاجتماعي إذا فرضت الحكومـة رسوما على ( المسجات ) , فبدلا من أن تدفع الحكومة نفقات الانتخابات ورواتب ومكآفات السادة النواب , سيقوم الشعب بدفع ثمن مشاركته السياسية بالتصويت , وبالتالي ستستغلها الحكومـة - بالإضافة إلى الضرائب المفروضة على شركات الهواتف المحمولة - في إعانـة ( الغلابى )
وذلك بتزويد كل مواطن بلغ الثامنة عشرة بهاتف محمول لغايات المشاركـة في التصويت والاستفتاءات , أما باقي المبالغ الزائدة فسيتم توزيعها على ( ذوي الدخل المحدود ).
ولأن هذه الفكرة الجميلة أعجبتني فقد قررت أن أشكل حزبا ( بعد الحصول على موافقة الداخلية) واسميه ( حزب المسجات ) , وبيقيني أن غالبيـة الذين سيشتركون في هذا الحزب سيكونون من الطلاب الذين يتعاملون ( بالمسجات ) باعتبارها ارخص وأسرع وسيلـة للتعبـير عن المشاعر الجياشة وتحديد أماكن وأوقات المواعيد الغراميــة , وبما انهم سيحاولون تغيير اسم الحزب من ( حزب المسجات ) إلى ( حزب حبَيبة المسجات ) إلا أن ذلك لن يمنعني من المضي في تأسيس وترخيص هذا الحزب , وإذا أرادت الهيئة العامة للحزب تغيير اسمه فليكن لها ذلك شريطة أن يتم التصويت على الاقتراح بتغيير الاسم عبر ( المسجات ).
هذه دعوة للمشاركة والتسجيل في ( حزب المسجات ) تحت التأسيس , فعلى الراغبين بالاشتراك إرسال ( مسجاتهم ) إلى هذا الرقم ( ( 00 000 0 ) صفرين ثلاث أصفار صفر ) وأهلا بكم في ( حزب المسجات ).