أبو جهاد عدد المشاركات >> 71 التاريخ >> 24/11/2004
|
20 مسجدا بالفلوجة دمرها الهجوم الأميركي
بدأت القصص المروعة التي حدثت إثر الهجوم الأميركي على الفلوجة تخرج إلى العلن رويدا رويدا على ألسنة الذين كتبت لهم الحياة في هذه المدينة التي تعرضت لكارثة إنسانية شاملة ربما لن يتمكن أحد من معالجتها.
الذين أمكنهم النزوح من المدينة حدثوا الجزيرة نت عن الدمار الذي تعرض له البشر والحجر والشجر فيها، وعن الدمار الذي لحق بمساجدها ومآذنها.
الفلوجة التي يبلغ طولها أربعة كيلومترات وعرضها مثل ذلك، تتوزع على مداخلها ومخارجها وشوارعها أكثر من 70 منارة مسجد تعد العلامة الفارقة للمدينة التي سميت بسبب ذلك مدينة المساجد أو المنارات.
تلك المآذن لم يغادرها أصوات الأذان فحسب، وإنما غادرت هي نفسها الأرض التي كانت تقلها بل وحتى الفضاء الذي كانت تشمخ وترتفع سامقة في أجوائه. يقول محمد عبد الله العيساوي وأبو أيمن المحمداوي للجزيرة نت وهم من بين النازحين من الفلوجة وتمكنوا من الخروج منها قبل يومين، إن العديد من دور العبادة قد تم تدميره.
ويتجلى هذا التدمير للمساجد واضحا للعيان، ففي حي الجولان -الذي شهد مقاومة كبيرة- ظلت الطائرات الأميركية تلقي بحممها بصورة متكررة، حيث دمر في هذا الحي جامعان هما جامع أبو أيوب وجامع الشيخ زامل.
وفي حي نزال الذي شهد اشتباكات عنيفة منذ دخول القوات الأميركية إلى الفلوجة، أصيب على أقل تقدير أربعة مساجد لحق الدمار بثلاثة منها هي مساجد الفردوس والبراءة والهداية بالإضافة إلى مسجد الحاج نزال.
أما في حي الضباط فقد دمر عند مدخل المدينة جامعان هما جامع الخلفاء ذو المنارات الأربع الجميلة التي ترمز إلى الخلفاء الراشدين الأربعة رضوان الله عليهم، كما دمر جامع المدلل.
الحي العسكري الذي بقي هدفا كبيرا للقوات الأميركية طيلة الأشهر الماضية، دمر فيه مسجدا الحسن والحسين. ولم يسلم جامعا معاوية وحسين شلش في حي الجبيل من القذائف الأميركية حسب ما يروي للجزيرة نت شهود العيان الذين رفض بعضهم ذكر أسمائهم.
وفي وسط المدينة ومنطقة السوق أتى القصف الأميركي على مساجد أبو عبيدة والراوي والضاحي. ويؤكد شهود العيان من الفلوجة أن عمالا يرتدون بدلات برتقالية اللون برفقة القوات الأميركية يقومون بتسوية العديد من المساجد والبنايات المهدمة بالأرض.
وعن المعاناة التي تلحق بسكان الفلوجة، ذكر مرافقون لقافلة الهلال الأحمر التي سمحت لها القوات الأميركية بالدخول -وهي القافلة الوحيدة- أن القوات الأميركية تحتجز أكثر من 150 شخصا بينهم أطفال وشيوخ داخل جامع الحضرة المحمدية وترفض إطلاق سراحهم. ونفى مسؤول عسكري أميركي في اتصال مع الجزيرة نت احتجاز هؤلاء وشدد على أن الخبر عار من الصحة.
ويقول المهندس جمعة عبد الله -وهو أحد أعضاء القافلة- للجزيرة نت إن العديد منهم بحاجة إلى رعاية صحية وترفض القوات الأميركية السماح لهم بالخروج.
وأكد شهود عيان للجزيرة نت أن الفلوجيين لن يتمكنوا من معرفة موتاهم بسبب بشاعة الحرب التي شنت على المدينة.
( منقول من الجزيرة )
ابو جهاد
|