من موقع منتدى المحامين العرب قراءت هذه القصيدة لشاعر محبط جدا ... فى غاية الاحباط ... يقول أنه كتبها فى حالة شعرية نادرة ... أظنها كتبها وهو يتابع مجزرة الفلوجة على قناة الجزيرة التى أقسم مائة مرة ألا يشاهدها ... ومع ذلك فهو لا يشاهد غيرها ......
أي شيء في العيد أهدي إليك
حبيبتي .. أنت الكلمة الوحيدة التي بقيت لي .. دون أن تلوثها الأكاذيب .. ودون أن تدنسها حماقات البشر .. أنت ما تبقى لي من زاد أواجه به مفاجآت القدر .. هذا هو العيد .. يأتي .. وأنت بعيدة .. خلف الكواكب .. وبين جنبات القمر .. لم لا تهطلين مع المطر .. أو تمرين كغيمة فوق شجوني .. لترويها من عطرك السرمدي .. تسأليني ماذا سأهديك .. حسنا حبيبتي : سجلي عندك : أشلاء أطفال العراق .. وبقايا شرف ممزق .. ودم مراق على سفح فلسطين .. دم وآلالام وأنين .. لم يعد عندي متسع للحنين .. سوى لذاك التراب .. ولجرح السنين .. سأهديك وطني كله .. يا وطني كله .. ويا عمري .. ويا دفقة الحنين .. نحن محكومون بالأمل ولكني محكوم بالموت على صمتي الدفين .. وبحبك .. الذي يأتي ولا يأتي .. الذي يقترب ويبتعد .. الذي يغفو ويرتعد .. أي شيء في العيد أهدي إليك .. هل تريدين أكواما من الاكتئاب .. هل تريدين أكداسا من المقالات السياسية .. هل تريدين جبالا من الهموم الوطنية ..
هل تريدين أكياسا من التصريحات والشعارات .. يا لبؤسك حبيبتي .. إن حبيبك كائن خرافي المزاج .. ولكن أنت أيضا خرافية الجمال والرونق ..والحضور .. لأجل عينيك تشرق الشمس .. والكواكب تدور .. أي شيء أهديك .. لا أعرف .. تنورة قصيرة .. حمراء .. كلون الدم .. هذه هي الحرية الحمراء .. ألم أقل لك أنك جميلة وخرقاء.. لأنك أحببت شخصا مثلي .. يا لحظك العاثر .. كل همساتك .. ورقتك .. لم تجعل القمر يغني.. ولم تطفئ ضوء غرفتي .. ولم تفجر عتمتي .. ولم تأت بغد ماطر ولم تلن قلبي الثائر .. يا لحظك العاثر.
حبيبتي ..
لقد أخطأت العنوان
نحن أمة من المخنثين
والمرددين
والمصفقين
فعم ، بربك ، تبحثين
عن عمر أو معتصم أو صلاح الدين
نحن أمة لم تعد تنجب الرجال
لدينا أنصاف الرجال في أحسن الأحوال
ماتت النخوة فينا
مات الإنسان فينا
لدينا ظهور فتركب
ولدينا ضروع فتحلب
لدينا النفط والأرض والسلام
وقد بعنا كل شيء
ولم نحصل على شيء
أخذوا كل شيء والسلام
وتسألين بعد
أي شيء في العيد أهدي إليك
هل تعني لك شيئا زجاجة العطر
وهل لها أن تذهب رائحة الدماء
وتلك الجثث في شوارع بلدي
أي شيء أهديك
خذي كل همومي
والبسيها
لتدخلي عصر الببغاوات
لن تسمعي مني تلك الكلمات
التي لا تشبه أي كلمات
كان زمان
أما الآن
فدعيني أرحل
أبحث عن بندقية
ورفاق
أو واد سحيق
غير ذي زرع مثلنا
يضم رفاتي
وما تبقى مني
لا وقت للحب لدي
دعيني أرحل
فربما .. تصبحين برحيلي أجمل
ولكن ، وقبل الرحيل
لن أقول كما يقولون
كل عام وأنت بخير
بل سأقول
أنت الخير لكل عام
.............
موسى شناني
في حالة شعرية نادرة
أحمد حلمى
المحامى بالنقض
www.almohameen.com
|