الخبر :
مفكرة الإسلام [خاص]: ذكر مراسلنا في مدينة الفلوجة المحاصرة أن قوات الاحتلال الأمريكي أسقطت حتى الآن أكثر من 200 ألف قنبلة، فيما يتواصل القصف. وأوضح مراسل 'مفكرة الإسلام' أن الطائرات الأمريكية ألقت حوالي 90 حاوية قنابل تحتوي على أكثر من 200 ألف قنبلة، هذا بالإضافة إلى القنابل الانشطارية والصواريخ الحرارية. وقال شهود عيان: إن القصف أشد مما تعرضت له العاصمة بغداد قبيل سقوطها في قبضة الاحتلال. وعلى الرغم من الحالة المعنوية العالية لأهالي الفلوجة وإصرارهم على المقاومة، فقد أشار المراسل إلى أن الأوضاع على المستوى الإنساني مأساوية، حيث يتكدس المصابون دون وجود علاج أو أطباء مختصين، خاصة بعد قصف مستشفى الحضرة ومستشفى زايد المتنقل. وكان الطبيب محمد إسماعيل عضو إدارة مستشفى الفلوجة العام قد توجه بالنداء إلى أطباء العراق لمساعدة أهالي المدينة من ضحايا العدوان الأمريكي الغاشم.
التعليق :
لم تكن الحشود العسكرية الأمريكية والمدرعات العملاقة والطائرات القاصفة لتقنع المتآمرين على مدينة الفلوجة السنية , ولكن كانت تلك المؤامرة العسكرية الصليبية بحاجة إلى غطاء قذر من التآمر الإعلامي يتستر على المذابح ويقلب الحقائق وربما جعل الهزيمة – بعد الزور - نصرا !
ولو كانت المؤامرة الإعلامية غربية صهيونية يبثها الأمريكيون أو ينشرها اليهود أو يغذيها الأوربيون لقلنا إنه المتوقع منهم ولا ينتظر منهم غيره ....
ولكن الفاجعة التي تدمى القلب وتنزف العين وتكسر الظهر هو ذلك التواطؤ الإعلامي العربي على أهليهم وأخواتهم وبنى دينهم في الفلوجة
لقد تواطأ الإعلام العربي لدرجة غير مسبوقة فكفت يداه الصائلة يمينا وشمالا تبث التفخيم والتضخيم وتعظم الهالة الأمريكية , كفت تلك اليد المغوارة ! عن أن تنقل ولو مشاهد صدق لبعض الضحايا الساقطين تحت القصف الأمريكي الغاشم
لقد تسارعت وسائل الإعلام بأجمعها لتبث تهديد علاوي لبنى وطنه بما أسماه بالتحذير الأخير للمقاومة !!
وسارعت وتسابقت لبث إعلانه لحالة الطوارئ للتغطية على المذابح الشنيعة في الفلوجة , وتسارعت وتسابقت لبث تهديدات رامسفيلد والمغاوير من قتلة الأطفال من الجنرالات الأمريكيين والمسئولين العراقيين ذوى العمالة المخلصة للاحتلال
ولكننا لم نسمع من بثنا الإعلامي ذي الانتشار الواسع أنه نقل لنا أنات الأطفال في الفلوجة تحت وطأة القصف العشوائي الذي بلغ ما يزيد عن 90 حاوية عنقودية تحتوى على عشرات الآلاف من القنابل الصغيرة كفيلة بتدمير قطر بأكمله
بل لم يتجاسر إعلامنا الهزيل على إعلان أية خسائر للقوات الأمريكية ولا حتى العراقية الشيعية التابعة للسيستانى في اقتحامها للمدينة الجريحة , وكأن هؤلاء لا يقتل لهم جندي ولا يصاب لهم عسكر ولا تدمر لهم مركبة ولا يطرف لهم رمش عين !!
لقد قصمت الفجيعة المؤلمة الظهر حقا , وغلبت الأفهام وحيرت كل عاقل .. أن يصل حد التبعية والخنوع إلى حد يخالف المعقول من الفهم البشرى ...
فلو كانت الحشود الأمريكية لا يمسها السوء في احتلالها للفلوجة فلماذا إذن لم يستطيعوا دخولها عبر قرابة عام وثلث ؟ بل لماذا إذن جمعوا لها خيلهم ورجلهم وأحاطوها ب 20 ألف جندي أمريكي مدرب وفرقة مدرعة وكتيبة جوية كاملة هذا عدا الأذناب من القوات العراقية الشيعية أتباع آية الله في خلقه السيستانى؟!!
ولماذا إذن اعترف ربان سفينة مصاصي الدماء الوزير رامسفيلد أن الفلوجة قد استعصت على الجيش الأمريكي وصرح بالأمس أن عملية الفلوجة قد تستغرق وقتا لشدة مقاومة من فيها؟!
لقد تواطأ إعلامنا العربي – وللأسف الشديد – مع المؤامرة الخسيسة ضد الفلوجة وذلك من عدة وجوه :
1- ساعدت وسائل الإعلام العربي في بث الرعب في أبناء الشعوب العربية والإسلامية وخصوصا في أبناء الشعب العراقي الصامدين بإعلانها تصريحات الجيش الأمريكي وتصويرها لحشوده وطائراته وجنوده ومدرعاته , ثم بثها تصريحات حالة الطوارئ والإنذارات المتكررة من أذناب الاحتلال ومسئولي الحكومة العراقية المعينة من قبل الاحتلال
2- بثت أحاديث ومحاورات وتعليقات المسئولين الأمريكيين وجنرالات الجيش الأمريكي في صورة بدت مفروضة من قبل السياسة الأمريكية عليها
3- فرضت تعتيما إعلاميا كاملا على أخبار المقاومة الصامدة والتي اعترفت بها كل وسائل الإعلام العالمية واكتفت بوصفها بالفئات المتمردة وبأتباع أبو مصعب الزرقاوي!!
4- منعت نشر ما وصلها من أفلام وصور لانتصارات فعلية للمقاومة على أرض الواقع
5- لم تنشر أية خسائر في صفوف جيش الاحتلال بتاتا غير النزر النادر الذي يسمح به الجيش الأمريكي وهو ما لا يبلغ واحد من مائة من الحقائق الفعلية للخسائر الأمريكية الكبيرة والتي ينشر موقع مفكرة الإسلام جزءا منها بقدر ما تيسر له عن طريق مراسليه .
6- فرضت وسائل الإعلام العربية تعتيما كاملا على فظائع ارتكبها الجنود الأمريكيون لم يكن آخرها اقتحام مستشفى الفلوجة والقبض على المرضى وقتلهم بلا هوادة .
والآن وأثناء كتابة هذه السطور , يتعرض أهلوكم وإخوانكم وبناتكم من أبناء الفلوجة السنية إلى أبشع أنواع المذابح على يد الحملة الصليبية الأمريكية يساندهم جنود الشيعة أتباع السيستانى بنسبة لا تقل عن 80% من القوات العراقية .
تتعرض الفلوجة لأبشع المذابح التي يشهدها هذا القرن وسط صمت مخز من هذا الإعلام , والمؤسف أن لا نجد من الإعلام الإسلامي نصيراً في كسر حلقة التعتيم الإعلامي على جهاد الأهل في الفلوجة .. ومن هنا ألا يحق أن نسأل عن ملايين أنفقت على الإعلام الإسلامي ليرى المسلم من خلاله الحقيقة ناصعة بكل شفافية ..
أليس طبيعياً أن يرى الإعلام الإسلامي الصورة هناك بعدسة غير أمريكية ؟! أيها العرب .. أيها الإسلاميين : ليس الكماة الأباة الأحرار الشرفاء في الفلوجة نعاجاً تنتظر الذبح في الفلوجة من دون مقاومة .. وليس الأمريكيون الغزاة أسوداً لا يشق لهم غبار .. لم يخلق الله الأجساد الأمريكية من الفولاذ .. فاستقيموا يرحمكم الله. |