اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
10/28/2004 6:40:12 AM
  المقارنة ما بين شناني .. وديك الجن       

 

الإهداء

إلى رفيق القلم

وزميـــل المهنـــــــــــة

الأديب المبدع.. موسى شناني

فيما يلي: بضاعتـــكم .. ردت إليكــم

وبعض وقفات من وحي كتاباتكم

فالأمور ســـــائرة إلى مسايرها

كما أنها صادرة من مصادرها

كما يقول أبو حيان التوحيدي

مع تحياتي وتقــــديري

**********

*******

                                                                 مأمون خوجلي 


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  31/10/2004



المقدمـــــــة

 

في مشاركة  التهنئة بشهر رمضان  المشرف ينشر الأشقاء مشاعرهم وأشجانهم. ويشذ أن تشد انتباه الشخص الأشياء المشهورة. حتى شاهدت اسم شناني فاستشرفت شأنا شيقاً. ولم يشنأ شغفي .. حيث اشتعل الاشتباك بين المستشار شناني والشامخة الشيماء ، ولا مشاحة ، شاميا.. شاميا.. وشينيا .. شينيا..

 

لقد جعلني الاشتباك المذكور أتأمل العلاقة ما بين شناني وديك الجن..

 

وديك الجن هو عبد السلام بن رغبان.. المولود عام 161هـ والمتوفى عام 236هـ. وهو شاعر علم .. ويكفيه مكانة في الأدب أنه أستاذ أبي تمام..

 

وعند تأمل العلاقة بين شناني وبين ديك الجن ، تجد أنهما يشتركان في أمور جمة..

فكلاهما إذا ما استهل شامي..

 

وكلاهما إذا ما بدأ حمصي..

 

وكلاهما مثير للجدل.. وإن شئت الدقة فقل: شغب أو.. 'مشاغب' وأرح بالك.

 

وكلاهما ساخر..

 

وكلاهما ظريف.

 

وكلاهما قد تختلف معه ، ولكنك لا تملك إلاّ أن تقرأ له وتستمع بقراءة أسلوبه اللطيف..

 

وإني أزعم أن بين الاثنين شبه كبير..

 

وسأحاول أن أفصل ما أجملناه كلما سنحت الفرصة وتيسر الحال..

 

وأنا أعلم بأن ما سأكتبه لن يستقصي كل أوجه الشبه ولن يتعمق في البحث للمدى الذي أرضى عنه..

 

فلا الزمن متسع ولا الأمل منقطع..

 

وإنما هي إشارات وإيماءات موجزة..

 

 

وطـــــــــــــــابت أوقاتكــــــــــــــــــــــــــم


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  احمد حلمى    عدد المشاركات   >>  318              التاريخ   >>  31/10/2004



مرحبا زميلنا المأمون ...

وأنا بدورى أسألك ... لماذا تأخرت ثلاثة أيام فى شرح الموضوع ؟؟؟

ثلاثة أيام وأنا أبحث فى معنى كلمة ' ديك الجن ' ولم أصل إلى نتيجة .

ولا أخفى عليك أننى خشيت أن يكون المقصود منها غير ملائم فيأتى شنانى بدوره ويمسك بتلابيب الإدراة . باعتبار أن الإدارة هى ' الحيطة المايلة ' فى المنتدى . وكل من لا يعجبه شىء يفرغ كبته فى انتقاد الإدارة .

أرسلت ابحث وأسال الزملاء .. ما معنى ديك الجن ... ولم يعرف أحد ... وبقيت ثلاثة ايام لا افهم مقصدك من هذا الموضوع حتى تكرمت علينا بهذا الشرح .

بقى أن تكمل لنا مشاركتك بعقد المقارنة التى تحدثت عنها حتى تتبين الصورة .

لك خالص التحية .


أحمد حلمى 

المحامى بالنقض 

www.almohameen.com

 


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  3/11/2004



تصويب:

 وإني أزعم أن بين الاثنين شبهاً كبيراً..


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  3/11/2004



المشـــــــــــــاغبة

 

حب إثارة الحوار .. أو الولع بإشعال الجدل.. أو الوله بتبني الرأي الغائب.. أو الغرام بتسخين النقاش ، كما يقول فيصل القاسم ، هو سمة الشغب (بكسر الغين) أو المشاغب..

 

ولعل حب المشاغبة ، وكما يقول العقاد ، هو مفتاح شخصيتيّ كل من شناني وديك الجن..

 

شناني يهاجم العرب إلى حد السلخ ، أو المصر أو الغسيل (حسب اللهجة التي تفضلها) حين أنه يقاتل مدافعا عن العروبة..

 

وديك الجن يهجو العرب ، إلى حد الانسلاخ من جلده ،  في موضع.. ولكنه يفتخر في موضع آخر بأنه ينتمي إلى قبيلة عربية..

 

و قد يبدو هذا أنه تناقض..

 

ولكنه في رأيي هو مجرد مشاغبة ..

 

شناني مثلاً يصف العرب بالغباء فيقول: وبدل تعبير : العقل العربي = تعبير : السطل أو الجاط العربي.

 

ويقول : فأنا ( متعود ) على سوء فهم طروحاتي دائما لدى العربان.

 

ويقول: في الدول العربية والإسلامية المتخلفة فقط ، تثار مثل هذه المسائل  والخلافات نظرا لارتفاع نسبة الجحشنة والتناحة في العقل العربي.

 

ويقول:  نحن قوم ليس لنا دين ، هجناء ، غرباء ليس لنا أرض ولا سماء.

 

ويقول: وبدل تعبير : الجماهير المؤيدة ، تعبير : الحمير الهائمة .

 

ويقول: وفي كل رمضان ، وفي كل عام ، وكل عيد ، نقول : كل عام وأنت بخير وقد قلت قبل هذه المرة ، بأن هذه المعايدة لا تجوز للمواطن العربي ، لأنه حاله من سيئ إلى أسوأ ، وفي كل عام ، ينحدر فيه مصيره إلى الهاوية أكثر من العام الذي سبقه.

لذلك ، عندما جئت لأنزل معايدتي بشهر رمضان الكريم ، تذكرت بعضا من علامات انحطاط الشعب العربي. وهي النفاق ، وهناك مشكلة أعمق كان يجب أن تدركيها من حديثي ، وهي تحول الدين إلى طقوسية وشكلانية بدون التزام بأخلاقه ومبادئه.

 

ويقول: وإلى متى ستبقى الجحشنة على حساب العقلنة في الوطن العربي الذي بدأ يخرج من مؤخرة التاريخ بالفعل.

 

ويثبت الموقفين في جملة واحدة  فيقول : بقي أن أقول لك أنني أتفهم مشاعرك ، ونؤيدك فيها ، ولاشك أننا كلنا مع عودة الوفاق العربي بشكل عام ومع التضامن العربي وكل الشعارات القومية الأخرى ووقف مسلسل الانحدار والانحطاط العربي هذا..

 

ولكنه لا يتردد في الإفصاح عن حبه للعروبة قائلاً : ونحن جميعا متفقون على أن كل الدول العربية تشكل جسدنا جميعا ، وإذا مرض عضو تداعى له سائر الجسد

ونحن لا نفضل بمحبتنا وعروبتنا أي بلد عربي على آخر

وكلنا في الهم عرب ، وكلنا في سلة واحدة بالنسبة للمطامع الصهيونية الأميركية

لابد من تجاوز جراحات الماضي

لسبب بسيط

هو أن الشعوب العربية ليست مسؤولة عنها

وفي الوقت ذاته

هي التي تدفع الثمن باستمرار

يجب أن ننقذ ما يمكن إنقاذه.

 

ولعل نعيه وفاة الشيخ زايد ، يرحمه الله ، هو أحدث الأمثلة على حبه للعروبة.

 

ويقول ديك الجن هاجياً العرب (1) :

إني ببابـــــــك لا ودي يقربني       ولا أبي شافع عندي ولا نســبي

أو كنت وافقته يوماً على نسب     فأضمم يديك فإني لست بالعربي

إني امرؤ في ذروتي شـــرف       لقيصــر ولكسرى محتدي وأبي

 

وقال يهجو أهل بلده :

سمعوا الصلاة عن النبي توالي      فتفرقوا شــــيعاً وقالوا: لا ، لا

ثم استمــر على الصلاة إمامهم       فتحزبوا ورمى الرجال رجالا

يا آل حمص توقعوا من عارها       خزياً يحـــــــــل عليكم ووبالا

شاهت وجوهكم وجوهاً طالما       رغمت معاطسها وساءت حالا

إن يثن من صلى عليه كرامـة       فالله قد صـــــــــلى عليه تعالى

 

ثم يقول في موضع آخر مفتخراً بعروبته:

كلب قبيلي وكلب خير من ولدت  حواء من عرب غر ومن عجم

 

شناني ينتقد الرمز الديني ، ولكن بحذر.. ويكاد يلامس الحمى .. ولكنه يضع لنفسه حداً لا يتجاوزه..

 

فيقول: نحن نعبد عمر وعلي وعثمان ومعاوية وعائشة وفاطمة..

 

ويقول إنه ينظر للأمور : نظرة علمانية يعني .. رغم ما تثيره هذه الكلمة عند بعض الجهلاء..

 

ويقول: الطائفية الحقيرة هذه من اصطناع بعض الحمير من المتمشيخين.

 

وكما قلنا فإن شناني يضع لنفسه خطاً أحمر لا يتجاوزه .. فيقول: حتى رجل الدين ، فأنا لا أعارضه على طول الطريق ، وقد بينت لماذا ومتى وربطت المعارضة بأسبابها الموجبة ، ولكن رجال الدين المتنورين ورجال الدين الذين قادوا الثورات وحرضوا عليها ضد الغزاة والمستعمرين قديما وحديثا ، فهؤلاء أيضا صورة أخرى لها كل الاحترام والتبجيل .

 

ويقول: فأنا لست ضد الصيام ، ولكني أنادي بإعادة الصيام إلى أخلاقه ومبادئه..

 

أما ديك الجن ، فيقول غير آبه:

أأترك لذة الصهباء عمداً   لما وعدوه من لبن وخمر

حياة ثم مـوت ثم بعـــث    حديث خرافة يا أم عمرو

 

وقال مشتطاً:

     هي الدنيا وقـد نعموا بأخرى    وتسويف النفوس من السوافي

     فإن كذبوا أمنت وإن أصابوا     فإن المبتليك هــو المعــــــافي

     وأصــدق ما أبثــــك أن قلبي     بتصديق القيامـــة غير صاف

 

وقال شاطحا:

  لا زال من بغض الصيام مبغضاً        يوم الخميس إلى والاثنين

 

ولكنك قد تفاجأ عندما تقرأ قوله:

  وأغث واستغث بربك في الأزل        إذا جلحت صروف الليالي

 

وقوله:

    فأقعد وقم عالماً أن لو تطوقها        بغير أحمد لم تقعد ولم تقم

 

وقوله:

      جــــــــاد على قبرك من ميت        بالروح رب لك لا يبخـل

 

وقوله:

 وإن تعبسي لدم منا هريق بها   فقد حقنا دم الإسلام فابتسمي      

 

وقوله:

فوالله ما فارقتها عن قلى لها  ولكن ما يقضى فسوف يكون        

 

وقوله:

    وإن الذي أزرى بشمس سمائه        فأبداه نوراً والخلائق طين

    تأنق فيه كيف شـــــــــاء وإنما        مقالته للشـــيء كن فيكون

 

ولعل مشاغبة ديك الجن هي التي أوحت لأبي العلاء المعري أن يقول في رسالة الغفران: ورأى بعضهم عبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن في النوم وهو بحسن حال فذكر له الأبيات التي فيها:

     هي الدنيا وقـد نعموا بأخرى     وتسويف النفوس من السوافي

أي: الهلاك. فقال: إنما كنت أتلاعب بذلك ولم أكن أعتقده.

 

وتأمل المشابهة بين شناني وديك الجن حتى في بعض الألفاظ كـ 'الصيام' و'الحمير' التي أوردها ديك الجن قائلاً:

  أضبع غير علي كان رافعــــه       محمد الخير أم لا تعقل الحمر

 

أما الأسماء ، وبعضها أورده شناني ، فإن ما قاله عنها ديك الجن لا يمكنني أن أرويه وإنما أشير فقط إلى ما قاله عنها مثلاً في قصيدته التي مطلعها:

   ما أنت مني ولا ربعاك لي وطر   الهم أملك بي والشوق والفكر

 

غير أني أود أن أعود إلى شناني متسائلاً ، ألا يجوز تفسير نقده اللاذع وهجومه بل وشتمه أحيانا للعرب من موقع حبه للعروبة؟. تماماً كما قد يشتم الوالد ابنه وقد يسمعه أنه لا فائدة منه ترجى ، وهو في قرارة نفسه لا يتمنى له إلاّ الخير.. وهذا المعنى ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان (2) ، كما ذكره العقاد في كتاب سعد زغلول (3). (الكتاب الكبير وليس الموجز الذي نشرته دار الهلال).

 

               وطـــــــــــــــابت أوقاتكــــــــــــــــــــــــــم

 


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  8/11/2004



الظـــــــــــــــــــــرف

 

من معاني الظرف الذكاء ، ومن معانيه البلاغة.  وإذا تمعنت ابتكار المعاني والمباني ، عند كل من شناني وديك الجن ، تبين لك حظهما من ذلك. غير أني أود أن أشير هنا إلى ميزتين أحدهما يشتركان فيها سوياً والثانية نرجح تفرد شناني بها. الأولى: أنك لا تكاد تجد لازمة لغوية لأي منهما وهذا يدل على غنى الثروة اللغوية وبراعة التصرف فيها. والثانية: هي ملكة السرعة في الكتابة. وهو ما يدل على وضوح الفكرة وذكاء القريحة. وأكاد أجزم بأن شناني حباه الله بموهبة الكتابة من مرة واحدة، وهي موهبة يتمتع بها عدد قليل من الناس.

 

وحري بالذكر أن عبارة 'ديك الجن' تضرب مثلاً للديك النجيب الحاذق ومنه سمي ديك الجن الشاعر كما قال أبو منصور الثعالبي.

 

وقد أسهب العقاد في تفسير وتعليل معنى الظرف في كتابه عن أبي نواس. وتوقف كثيراً عند قول الحكمي:

وإني على ما بي من لوثة عربية لظريف(4)

 

وقال ابن أحمد هاشم يرحمه الله: (5)

وســـائل الناس عنا إنا نُجـــــب     لنا التقى وســــوانا اللهو واللعب

وفي معاهد العلم لا تجـد لنا بدلاً   وما تعدى حمانا الظرف والأدب

 

ولكن بالظرف عنيت المعنى الذي يتبادر إلى كل ذهن ، وهو خفة الظل.. ومن سمات الظريف أنه لا يجعل بينك وبينه حجاب.. يتحدث بعفوية دون إخفاء أي شيء.. ونكاد نعرف من خلال كتاباته معظم مناحي حياته.. ولا أقول حتى الخاصة لأنه يكاد أن لا يترك حياة خاصة لنفسه.. إنه يتبسط ويطرح كل المواضيع أمام من يحدثهم دون تحفظ.. أنه يزرع الابتسامة حتى ولو كان الضحك عليه.. لا يتحكم في هذا إلا مزاجه هو..

 

والزكن هو الذي يستخدم ظُرفه لإيصال رسالته مهما كانت جافة. وقد استخدم الأبشيهي الظرف في كتابه المستطرف في كل فن مستظرف وابن حجة الحموي في كتابه ثمرات الأوراق وابن عبد البر في كتابه بهجة المجالس وابن حيان التوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة. ولعل الجاحظ هو أميز من استخدم الظرف في كتاباته.

 

وشناني يستخدم الظرف بمهارة لإيصال فكرته وهو يتحدث عن مسألة سياسية أو نظرة فكرية مثلاً. وقد يندهش القارئ لو ابتسرنا الأمثلة التالية من المواضيع التي  استخدمها فيها شناني استخداماً جيداً لعرض موضوع سياسي. من ذلك  قوله:

 

ويبدو أن الشباب العربي ، قليل الخبرة بالجنس ، يحب المرأة الممتلئة ، ذات البطن والأرداف و ........ كالبرتقالة تماما ، يمكن أكلها من حيث يحب ويرغب..

 

وقوله:

واشتريت أيضا  باقة جرجير

وهي نبتة خضراء تفيد الرجال المتزوجين فقط

لذلك ، شاع مثل يتداول سرا بين النساء المتزوجات

لو عرفت قيمة الجرجير لزرعتيه  قرب السرير

 

وقوله:

وما هو هذا الـ ( هن ) ؟؟

إنه عضو المرأة !!!!

 

أما ديك الجن فلم يذهب بظرفه أبعد ممن يحكي طرفة عابرة ، من ذلك قوله:

        ألا ليتنا كنا جميعين في الهوى    تضم علينا جنة أو جهنم

 

و قوله:

إذا الصبر أهدى الأجر فالصبر إثم  لدي وترك الصبر فيك هو الأجر

 

و قوله:

     يا ليت شعري ما اعتذاري لهم        إذا رأوني بعدهم حيـــــــا

 

و قوله:

    أنا مــــــن قــــــولي مليــــــح         أو قبيــــــــح مســــــــتريح

   كل مـــــــن يمشي على وجــه         الثـــــــرى عـندي مـــــليح

 

و قوله:

 نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى      كهوى جديد أو كوصل مقبل

 

ونتابع بعد العطلة بإذن الله.

 

                         وطـــــــــــــــاب عيدكــــــــــــــــــــــــــم


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  11/12/2004



الســـــــخرية

السخرية نوعان: الأولى وهي الاستهزاء من الغير ، وهذه بغيضة ولا علاقة لبحثنا بها. والثانية فهي الاستهزاء من موقف.. والساخر الماهر هو الذي يستخدمها دون أن يجرح أحداً ، وإلاّ انقلبت قدحاً وذماً.

 

ولعل إبراهيم المازني كان من أشهر الساخرين في الأدب العربي في القرن الماضي. ولقد روى عنه العقاد في كتابه 'حياة قلم' كثيراً من ذلك: وكان المازني الذي يسخر من كل شيء ويخرج لسانه لعابري الطريق ، هو الذي يسمي كتبه في أخريات حياته بـ 'قبض الريح' و 'صندوق الدنيا' و 'عالماشي' وحصاد الهشيم. ولعل هذا هو السبب الذي جعل سيد قطب يقول في كتابه 'كتب وشخصيات': إن المازني اكتشف نفسه في أخريات حياته..

 

والسخرية من موقف لصيقة بالظرف ، ولذلك قد تتداخل بعض الشواهد الواردة تحت أحد العنوانين مع الشواهد الواردة تحت العنوان الآخر. وكل من بطلينا ساخر حتى أخمص قدميه..

 

من ذلك ..

 

قال شناني عن الإنسان العربي:

وهو الإنسان الوحيد الذي يخشى أن  يجتمع مع امرأة في مكان مغلق أو شبه مغلق   حتى لا ( تنط ) عليه أو ( ينط ) عليها حيث تعتريه شهوة حيوانية لا يمكنه السيطرة عليها ، باعتبار أنه لا ينظر إلى المرأة إلا كمتاع وملك يمين وأداة للترويح عن النفس..

 

وقال:

ما هو الرابط بين الخيار والشيخ .

فيكون الجواب مثل : الخيار يزرع في الأرض. ثم يحتاج إلى قطاف كي يأكله الناس ، ثم تأتي امرأة لتقطف الخيار ، فيتدخل الشيخ فيفتي : بتحريم قطف الخيار من قبل المرأة. لأنه قد يثيرها!!!!!.

 

وقال:

وأهدي تحياتي إلى كل زعيم عربي

وأتمنى له دوام التصاق مؤخرته بالكرسي حتى وفاته

وأتمنى له حسن الطاعة لأميركا وإسرائيل

 

وقال ديك الجن:

 فإن مات لم يحزن صديقاً مماته   وإن عاش لم يضرر عدواً بقاؤه

 

وقال:

    يبرد نيران المصائب أنني        أرى زمناً لم تبق فيه مصائب

 

وقال:

ما الذنب إلاّ لجدي حين ورثني      عــلماً وورثه من قبل ذاك أبي

فالحمد لله حـــــــــمداً لا نفاد له   ما المرء إلاّ بما يحوى من النشب

والنشب هو المال.

 

وقال:

 قالوا: السلام عليك يا أطلال       قلت: السلام على المحيل محال

والمحيل هي الأطلال. ومحال أي لا فائدة منه.

 

ولعل قمة سخرية ديك الجن قوله عن نفسه:

        أيها الســـــــــائل عني        لســـــــــــت بي أخبر مني

        أنا إنســـــان براني اللـ        ـه في صـــــــورة جـــــني

        بل أنا الأسمج في العين       فـــــدع عــــــنك التظـــني

        أنا لا أســلم من نفسي ،       فمن يســــــــلم منـــــــــــي 

 

                        وطـــــــــــــــابت أوقاتكــــــــــــــــــــــــــم


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  20/12/2004



الخاتمــــــــــــــــــــة

 

حواشي:

(1)            اعتمدت في أشعار ديك الجن على ديوانه بتحقيق وشرح الأستاذ/ أنطوان محسن القوال.

 

(2)            قال الجاحظ في كتاب الحيوان:  فإن قال قائل فإن ذلك القول كله الذي كان من الهدهد إنما كان على الإلهام والتسخير ولم يكن ذلك عن معرفة به ، فلم قال : لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه؟.  قلنا: فإنه قد يتوعد الرجل ابنه وهو بعد لم يجر عليه الأحكام بالضرب الوجيع إن هو لم يأت السوق ، أو يحفظ سورة كذا وكذا ، فلا يعنفه أحد. وهو في ذلك قد حسن خطه وجاد حسابه ، وشدا من النحو والعرائض شدوا حسناً..

 

(3)            تحدث العقاد في كتاب سعد زغلول عن الذين شكوا في نشأة سعد من سلالة مصرية صحيحة وبيئة مصرية خالصة.. فقال: .. فهي تشك في نسبة سعد إلى طبقة الفلاحين من فرط الإعجاب به وفرط الأسى على وطنها وتبدي ذلك الشك وبين جوانحها شعور الأب الذي يقول لابنه 'إنه لن يفلح' وما يتمنى له من وراء قوله إلا الفلاح..

 

(4)            كتبت هذا البحث واعتمدت فيه على الذاكرة.. فلا هي أسعفت ولا أنا سلمت.. والاعتماد عليها كالمستمسك بخيط واه.. فحديث العقاد عن الظرف كان في كتابه 'مراجعات في الآداب والفنون' وهو يتحدث عن بشار بن برد.. وبيت الشعر الذي استشهد به العقاد هو .. تيه مغن وظرف زنديق.. وتكمله البيت كما هو في 'الشعر والشعراء' لابن قتيبة:

وصيف كأس محدثه ملك            تيه مغن وظرف زنديق

أما اللوثة العربية فقد ذكرها العقــــــــــــاد في كتـــابه 'حـــياة 

قلم' .. وصحة البيت هو:

وإني على ما في من عنجهية        ولوثة إعرابيتي لأديب

أما الظرف الذي ورد في كتاب 'أبو نواس' فهو قوله:

لم يرض إبليس الظريف فعالنا        حتى أعان فسـادنا بفساد

 

(5)            ابن أحمد هاشم هو الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم وهو أول شيخ لعلماء السودان.. وكان كاتباً للمهدي وللخليفة عبد الله من بعده.. وكان هو شيخ المعهد العلمي نواة جامعة أم درمان الإسلامية .. وكان والده قاضي مديرية.. وكان أخوه الشيخ الطيب هو أول مفتي للسودان.. وصحة البيتين هما:

      وسائل الناس عنا إننا نُجــــب    لنا التقى وســــوانا اللهو واللعب

     وفي المحامد لا يرجى لنا بدل    وما تعدى حمانا الظرف والأدب

 

                      وطـــــــــــــابت أوقـــــــــــــــــــاتكم

                                    



مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  شناني    عدد المشاركات   >>  172              التاريخ   >>  20/12/2004



الأستاذ المأمون الموقر

وأقول موقر بدون مجاملة لأن حضورك يضفي علينا وقارا يجعلنا نتمهل قليلا

وأنا في الحوارات لا أحب التمهل خصوصا عندما أقرأ بعض جمل تدل على عقم عقلي حقيقي ولا أدري ماذا ينتظر الأطباء لفتح عيادات لمعالجة هذا النوع من العقم

ربما لأن لا أحد يهتم بعقله مثلما يهتم بـ... أي شيء آخر

وربما لأن أخو الجهالة في الشقاوة ينعم

المهم

أشكرك وأشكر حضورك هنا وفي كل مكان من المنتدى

أحترم وجهات نظرك

رغم الخلاف ورغم الاتفاق

هنا أو هناك

المهم أننا كسبنا نكهة جديدة في المنتدى وزميلا له إبداعات أدبية وقراءة فنية للنص ، واستمتعت كثيرا لأني من محبي متابعة أخبار الشعراء بشكل عام

ولقد سئل ( زعيم السخرية ) في العصر الحديث برأيي الكاتب التركي عزيز نيسين عن سبب سخريته وانتقاداته اللاذعة ومن أين يأتي بمثل هذا الكلام

فقال بكل بساطة : إنني أكتب الواقع

فإذا كان الواقع لاذعا ومليئا بالسخرية والمتناقضات فما هو ذنبي

وأعود وأقولها أنا أيضا رغم الفارق الإبداعي الكبير

إذا كان واقعنا هكذا فـ شووو ذنبي أنا أيضا

فمثلا كيف نتكلم عن الزعماء العرب باحترام وتهذيب وعن العقل العربي بـ ( شويش ) م

أنا شخصيا لا أستطيع ، ولأن هذا النوم العميق يحتاج إلى قنابل حتى المواطن يستفيق ليطبق خارطة الطريق إلى الموت طقيق

تقبل تحياتي

ولي عودة مع سيادتك في مكان آخر

!!!


شرم برم كعب الفنجان


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1373 / عدد الاعضاء 62