اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
محمد عبد الرحمن
التاريخ
8/4/2004 1:07:56 PM
  قضية فيلم " بحب السيما " بين إزدراء الأديان وحرية الإبداع       

 

مازالت ازمة فيلم "بحب السيما" للمخرج اسامة فوزي والدعوة التي حملها للاصلاح الديني والسياسي تتفاعل في الاوساط الثقافية المصرية مع الندوة التي دعت اليها المنظمة المصرية لحقوق الانسان والتي دلت على وجود خلاف بين مثقفين مصريين حول الرؤية التي حملها الفيلم وتسببت في اغضاب غالبية ابناء الطائفة القبطية.
 فقد تعددت وجهات النظر في الندوة التي اقامتها المنظمة تحت عنوان "من اجل حرية الفكر والابداع +بحب السيما+ هل اضحت المؤسسة الدينية في مصر جهة رقابية" فظهر بين المتحدثين من اتهم الفيلم "بالاستجابة للدعوة الامريكية للاصلاح السياسي" واخرون اتهموا "السلطة بالوقوف وراء الازمة" في حين وجه اخرون اصابع الاتهام الى "الخلل القائم في العلاقة بين الطوائف".
 فقد اعتبر الكاتب والناقد لويس جريس ان الفيلم "شكل اختراقا للكنيسة القبطية، اقدم الكنائس المعروفة في العالم، في مواجهة ما يجري الان على المستوى السياسي في العالم مستجيبا للدعوة الاميركية الى الاصلاح على المستوى السياسي العام".
 وقال "الفيلم ليس فيلم راي عام يطرح قضية الحرية للنقاش ولكنه يخترق الكنيسة القبطية اختراقا واضحا حتى تبدو كنيسة متخلفة وبحاجة للاصلاح والمؤهل للقيام بذلك هو الكنيسة الانجيلية (ذات الاصول الانغلو ساكسونية)".
 واختلف الناقد طارق الشناوي مع جريس مؤكدا ان "النقد الذي يوجهه الفيلم للتزمت لا يقتصر على المسيحيين دون المسلمين كما لا يرتبط بطائفة من الطوائف المسيحية فعلى سبيل المثال بطلة الفيلم الانجيلية المتحررة (ليلى علوي) تحولت في نهايته الى رمز للتزمت".
 وحمل الشناوي "الدولة المصرية والرقابة والاعلام مسؤولية المعالجة الخاطئة للفيلم منذ اللحظة التي طرح فيها موضع عرض الفيلم على الكنيسة قبل عرضه في دور السينما" وابدى استغرابه من الدعاوي القضائية التي رفعت ضد الفيلم بقوله "كيف نطالب بالحرية ولا نسمح بالراي الاخر بالتعبير عن نفسه".
 ومن جهته قال راعي الكنيسة الانجيلية في شبرا القس اكرام لمعي ان "مشكلة العالم الثالث هي الخلط بين الخيال والواقع فالفيلم ليس من الضروري ان يمثل نموذجا للعائلات المسيحية فهو يحمل رسالة روحية دينية تحث الشباب على العلاقة مع الله".
 يتناول الفيلم قصة ابن لاسرة قبطية متزمته يعشق السينما الا ان والده المتزمت والمتسلط (محمود حميدة) يمنعه حتى من مشاهدة الافلام التي يرى انها تدعو الى الفساد والانحلال كما يمارس كل انواع القهر على زوجته الرسامة (ليلى علوي) ويكبت ابداعها الفني.
 وحمل كاتب السيناريو فايز غالي مسؤولية الازمة التي اثارها الفيلم ل"صناعة السينما المصرية التي تنتج افلاما دون المستوى المطلوب والهبوط بذوق المتلقي وعندما يظهر فيلم رفيع المستوى مثل +بحب السيما+ يضع تساؤلا لدى المشاهد الى جانب الرقابة على المصنفات التي تعمل تحت مظلة ثلاث مؤسسات، الدينية والعسكرية والسياسية، التي حدت من هامش الحرية في نطاق السينما".
 وفي النهاية رفض راعي الكنيسة الانجيلية في ارض الشريف رفعت فكري "اي رقابة لرجال الدين على الفن او ان ينصبوا انفسهم اوصياء على الاعمال الادبية والفنية فبدلا من رفع دعاوي قضائية ضد هذا الفيلم كان الاولى ان يرفعوا دعاوي قضائية ضد الاعمال الفنية التي قدمت لنا تاريخا مزيفا عن تاريخ مصر".
 وكان راعي كنيسة العذراء ضمن 15 من رجال الدين و26 من رجال القانون المسيحيين والمسلميين تقدموا في الخامس من تموز/يوليو الماضي بشكوى رسمية الى النيابة العامة المصرية يطالبون فيها بوقف عرض الفيلم وتقديم المسؤولين عنه للمحاكمة.
وتعرضت مذكرة الشكوى الى المشاهد التي اعتبرت مسيئة ومن ابرزها عبارات على لسان بطلة الفيلم قالت انها تتضمن سخرية واستهجانا لتعاليم الدين المسيحي فيما يتعلق بالصوم والربط بينه وبين الانحلال الخلقي اذ جعله نظاما متزمتا ومقيتا يؤدي بالزوجة الى الخيانة الزوجية وذلك في اشارة الي مشهد تشكو فيه بطلة الفيلم من امتناع زوجها عن معاشرتها بسبب التزامه بالصوم لتبرير خيانتها له بعد ذلك.
 واعتبروا ان الفيلم يسيء للسيد المسيح اذ يظهر فيه طفل يقف امام صورة للمسيح ويخاطبه بالعامية المصرية محتجا على ارادته قائلا "انت ماعندكش غير جنة ونار" كما يتضمن اساءة وتحقيرا للكنيسة كمكان للعبادة من خلال مشاهد تدور داخل الكنيسة من بينها مشهد شاب وفتاه يتبادلان القبلات ومشهد اخر لطفل يتبول من برج الكنيسة على الجالسين فيها.

ويذكر أنه من قبل التقدم بهذه الشكوى إلى مكتب النائب العام كان قد أقام أحد المحامين دعوى مستعجلة أمام محكمة عابدين للقضاء المستعجل يطلب فيها وبصفة مستعجلة وقف عرض فيلم بحب السيما وكان قد تحدد لنظر الدعوى جلسة 3/7/2004 وفى الجلسة المحددة طلب المدعى إدخال راعى الكيسة الانجليلية فى الدعوى بينما حضر بعض المحامين وطلبوا تدخلهم تدخل هجوميا فى الدعوى وانضماميا للمدعى عليه .

وفور انتهاء الجلسة بداءت بعض مراكز وجمعيات حقوق الانسان تعلن انضمامها للمدعى عليهم فى الدعوى حتى وصل عددهم الى تسعة عشر مركز ومنظمة . والذى معه تحولت القضية الى قضية رأى عام ما بين من يرى أن الفيلم يتضمن إزدراء للأديان وانتقادات لبعض العبادات والطقوس الدينية بينما البعض الآخر يرى أن إقامة الدعاوى ضد الافلام والروايات يعتبر إهدار لمبداء حرية الفكر والإبداع .

يذكر كذلك أن رافع الدعوى قد رفعها بشخصه ويصفته رئيس مجلس إدارة مركز الكلمة لحقوق الانسان بينما تدخل ضده مراكز أخرى لحقوق الانسان أيضا والذين وصفوا رافع الدعوى بالعنصرية والطائفية .

ولازلت الدعوى متداولة أمام المحكمة المستعجلة حى تاريخه .


  Faares11    عدد المشاركات   >>  13              التاريخ   >>  4/8/2004



الحقيقة موضوع هذا الفيلم قد أخذ أكبر من حجمه الطبيعي ، وأعتقد أن الطائفة الأرثذوكسية في مصر وهي المعنية بنقض الفيلم قد استثمرته أفضل ما يكون الاستثمار ..

فهذه المظاهرة الاعلامية الغير مسبوقة أثار الأقباط في غمرتها كل ما يريدون قوله أو اشهاره سواء كان له علاقة بموضوع الفيلم أم لا ..

فالمقالات الأسبوعية التي تتناول الموضوع هي في الحقيقة تشرح مزايا المعتقدات الدينية الأرثذوكسية وتفصل فيها باطناب واسهاب مفرط تحت مظلة الهجوم على الفيلم ..

ومظاهر الاحتجاج السياسي التي برزت في مظاهرات محدودة قاموا بها داخل كاتدرائية العباسية بالقاهرة

ومطالبهم المتجاذبة تارة بالرفض وأخرى بالقبول للرقابة الكنسية على الاعمال السينمائية والفنية .. يعد هذا في حد ذاته خطوة غير عادية أن تطالب هيئة كنسية بسلطة رقابية على النتاج الثقافي والفني للشعب المصري ، كتفا بكتف مع الأزهر ( الذي طالما حاربوا دوره الرقابي المماثل) ..

أما عن الصراع الفكري أو الديني بين الطوائف النصرانية في مصر ، فهو يخلق بيئة ملائمة لأن يلقي كل طرف ما في جعبته على من يشاء من أطراف أخرى لا علاقة لهم بالقضية  كما ورد في مقالة الأستاذ ((لوير)) بأن الانجليكان يقولون أن الأولى هو مراجعة الأعمال التي زورت تاريخ مصر ، والمقصود هنا هو بالطبع الأعمال التي تناولت فترة الفتوحات والتاريخ الاسلامي لمصر ، فالسينما المصرية لم تؤرخ فنيا الا لمصر ما بعد الفتح ..

هنا ضربة أخرى خارج الموضوع أخذت من معركة الفيلم غطاءا لها ..

أتمنى أن نحاول قدر المستطاع غلق الطريق على كل هذه الجهود الهدامة المبالغ فيها والمستغلة لموضوع فيلم بحب السيما ، وأول ما ينبغي بذله هو تهميش دور الموضوع في الساحة المصرية شعبيا وثقافيا واجتماعيا

فقضية الفيلم تخص طائفة الأرثذوكس فقط .. فهو لا يعبر عن غالبية الشعب المصري ولا يمثله ولا حتى على مستوى النصارى جميعهم

كما أن مفردات الفيلم الثقافية لا تزيد في ثراء الشعب المصري ولا تنقصه في قليل أو كثير

كذلك التبذل في طرح الجانب الاجتماعي والأخلاقي لهذه الشريحة الضيقة من المجتمع (زوج أرثذوكسي و زوجة انجليكية) هو أمر بعيد تمام البعد عن الظواهر والمشاكل الاجتماعية المستشرية في المجتمع المصري الآن .. هذا ما أحببت أن أقوله عن موضوع الفيلم

ومبروك متأخرة ( جدا)  لجميع أعضاء المنتدى وادارته على ثوبه الجديد .. ولكن كوني من عشاق التاريخ فأجد في نفسي حنينا وعاطفه لمنتدانا القديم

وشكرا


ما بال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ويفكرون بحزم ويعملون بعزم ، ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون .. عبد الرحمن الكواكبي


  المصرى    عدد المشاركات   >>  73              التاريخ   >>  6/8/2004



(بيان وصلنى بطريق البريد)                                                                                                                                                                                                            
بحب السيما ... و بحب الحرية

أغسطس 2004

'أنا بكره كل اللي بيتحكموا فينا بحجة أنهم عارفين مصلحتنا أكتر منا'
الطفل نعيم من فيلم 'بحب السيما'


تدعوكم أسرة التضامن عن فيلم 'بحب السيما' إلى التواجد مع هيئة الدفاع عن الفيلم في الجلسة المقررة يوم السبت 7 أغسطس 2004 أمام محكمة عابدين للأمور المستعجلة بشارع رشدي.
وكانت القضية قد تم تأجيلها في الجلسة السابقة يوم 30 يوليو لأسباب إجرائية، إلا أن الجلسة قد شهدت احتكاكا من جانب المجموعة التي قامت برفع الدعوى بهيئة الدفاع عن الفيلم، كما ظهر اتجاه إلى محاولتهم التكتيل للتأثير على سير القضية.
لذا فالتواجد مع هيئة الدفاع أصبح أمرا واجبا وضروريا في مثل هذه الظروف.

و كانت مجموعة من المحامين قد قامت بأتخاذ إجراءات القانونية ضد الفيلم تتمثل في قضية أمام محكمة الأمور المستعجلة لوقف عرضه. وأخرى أمام مجلس الدولة (والمحدد لها جلسة يوم 22 أغسطس 2004) لسحب ترخيص الفيلم. وأخيرا تقدموا ببيان للنائب العام ضد الفيلم والعاملين فيه على غرار تلك القضايا التي نشهدها ضد حرية الفكر والإبداع و قضايا الحسبة. و الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من القضايا التي تتعلق بحرية الفكر والإبداع التي يشهدها المجتمع الآن ضد مجموعة من الكتاب (ا. نوال السعدوي، ا.إقبال بركة، ا. شريف الشوباشي) .... والتهمة واحدة في كل هذه القضايا أنهم يحبون الحرية.

فليجتمع كل من يحبون السينما و كل من يحبون الحرية وراء هيئة الدفاع
في محكمة عابدين للأمور المستعجلة بشارع رشدي
يوم السبت 7 أغسطس في تمام الساعة العاشرة صباحا
دفاعا عن حرية الفكر والإبداع
 

محمد أحمد كمال المحامى


  محمد عبد الرحمن    عدد المشاركات   >>  21              التاريخ   >>  11/8/2004



من باب العلم بالشىء ... أنعقد جلسة المحكمة فى هذه القضية فى يوم السبت 7/8 /2004 وفيها قررت المحكمة حجز الدعوى للحكم لجلسة باكر .

وبجلسة الحكم المحدد أصدرت المحكمة حكمها والذى قضى بعدم اختصاص المحكمة نوعيا بنظر الدعوى .

وقالت المحكمة فى أسباب حكمها أن القضاء المستعجل يختص بنظر القضايا من ظاهر الأوراق ويمتنع عليه البحث فى موضوعها أو المساس بأصل الحق . ولما كان الموضوع الذى يطرحه المدعى فى دعواه إنما يتطلب من المحكمة التعمق فى موضوع النزاع وبحثه الأمر الذى يخرج عن اختصاص المحكمة لذلك حكمت المحكمة بعد اختصاصها نوعيا بنظر الدعوى .


    محمد عبد الرحمن 
المحامى بالاستئناف العالى


  المصرى    عدد المشاركات   >>  73              التاريخ   >>  12/8/2004



بحب السيما...و بحب الحرية

'أنا بكره كل اللي بيتحكموا فينا بحجة أنهم عارفين مصلحتنا أكتر منا'

الطفل نعيم من فيلم 'بحب السيما'

سقطت أولى دعوات تقييد حرية الإبداع باسم الدين في قضية فيلم بحب السيما بعد صدور حكم محكمة عابدين للأمور المستعجلة بعدم اختصاص المحكمة في نظر الدعوى المرفوعة .

إلا أن ذلك لا يعني انتهاء هذه الحملة فما زالت القضية الخاصة بسحب ترخيص الفيلم منظورة أمام مجلس الدولة ومحدد لها جلسة يوم 22 أغسطس 2004. كما أن البلاغ المقدم للنائب العام ضد الفيلم والعاملين فيه بتهمة ازدراء الأديان، مازال منظور هو الآخر .

لذا تدعوكم 'أفق' نشطاء من أجل حرية الرأي و الإبداع إلى التضامن مع الفيلم والعاملين به من خلال التدخل أمام مجلس الدولة سواء بالتواجد يوم الجلسة وإعلان التدخل، أو من خلال عمل توكيلات للمحامين المدافعين عن الفيلم .

( للتفاصيل القانونية الاتصال بمركز هشام مبارك للقانون ت.:5758908 )

ليجتمع كل من يحبون السينما و كل من يحبون الحرية وراء هيئة الدفاع في محكمة مجلس الدولة شارع مراد بجوار فندق شيراتون

يوم الأحد 22 أغسطس في تمام الساعة التاسعة صباحا دفاعا عن حرية الرأي والإبداع

'أفـق '

نشطاء من أجل حرية الرأي والإبداع


  محامى مصر    عدد المشاركات   >>  56              التاريخ   >>  23/8/2004



طالب مثقفون ونقاد سينمائيون ورجال دين بضرورة فك الاشتباك بين الفن والدين بالشكل الذي يحافظ على قدسية الدين وفي نفس الوقت يضمن حرية الفكر والتعبير والإبداع للأفراد ، مؤكدين رفضهم قيام المؤسسة الدينية سواء كانت ممثلة في الأزهر أو الكنيسة بالرقابة على الأعمال الفنية المعتمدة على الخيال والإبداع ، كما قالوا أن الفيلم كشف عن العديد من الجوانب المسكوت عنها في المجتمع المصري 'المريض' على حد قولهم. وجاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تحت عنوان (من أجل حرية الفكر والإبداع ' بحب السيما ' هل أضحت المؤسسة الدينية في مصر جهة رقابية ) ؟ .

وأوضحت الكاتبة فريدة النقاش رئيسة تحرير مجلة أدب ونقد والتي أدارت الحلقة النقاشية أن تناول قضية فنية تخص ديانة ما مسيحية أو إسلامية أو يهودية أو وثنية من المفروض أن تحاسب فنياً فحسب ولا يحاسب العاملون فيه بمقاييس أخرى ، مشيرة إلى أن قضية حرية الفكر والتعبير في ثقافتنا العربية قد مرت بمراحل بالغة التعقيد ، حيث وقعت مصادرات لا حصر لها سواء كانت مصادرة لأفلام أو دواوين شعر ، فأول مصادرة كانت لكتاب طه حسين في الشعر الجاهلي وصولاً إلى أن التطرف الإسلامي قتل واحد من أبرز المفكرين في التاريخ المعاصر وهو د. فرج فودة ، وكانت هناك محاولة لاغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ ، مؤكدة أن قيام البعض برفع دعوى قضائية ضد فيلم 'بحب السيما' ظاهرة غير صحية على الإطلاق ، فإذا كانت هناك وجهة نظر معينة ينبغي الرد عليها بوجهة نظر أخرى ، مشيرة إلى أن سبب الأزمات التي يشهدها المجتمع المصري من الحين للآخر يرجع إلى غياب الحريات فيه .

ومن ناحية أخرى ، أشارت إلى أن هذه الحلقة لا تهدف إلى محاكمة الفيلم بل لاستماع وجهات النظر المختلفة حول القضية برمتها ، فالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان تؤكد احترامها لكل الأديان وحقوق العبادة ، ولكنها تود أن تدافع بقوة على حرية الفكر والتعبير والإبداع، وبالتالي التساؤل المطروح كيف سنحقق هذه المعادلة الصعبة بينهما ؟ . وأكد د القس أكرام لمعي راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا أن المشكلة في العالم الثالث هي الخلط بين الخيال والواقع ، فالفن خيال ووجهة نظر شخص ولا يمكن الرد على وجهة النظر هذه بمنعها مهما كان الاختلاف معها ، وإنما يرد عليها بوجهة نظر أخرى وترك الحكم للأفراد ، ففيلم ' بحب السيما' خيال ، مضيفاً أنه من الخطأ القول أن الأسرة المسيحية في الفيلم تمثل جميع الأسر المسيحية في مصر ، ويجب منع الفيلم لذلك ، لأننا بهذه الطريقة نسيء للأسر المسيحية ، لأن الفيلم لا يمثلها ، بل بالعكس هو خيال فنان رأى ذلك ، بل البعض قال أنه لو قمنا بتغيير أسماء الشخصيات الموجودة بأسماء مسلمة لأصبحت تمثل نفس الشيء ، فالفيلم يصور حياة أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة سواء كانت مسيحية أو مسلمة. كما أوضح القس لمعي أن الفيلم ليس موجه للمتدينين والكنسيين فهو موجه للشباب المصري الضائع البعيد عن الله والذي يضيع وقته في الكثير من الأمور التافهة مثل الجلوس على المقاهي ومشاهدة الأفلام الهابطة ، وبالتالي فأن مؤلف الفيلم حاول أن يوجه للشباب رسالة روحية دينية تحثهم على العلاقة مع الله، وشبه المرض الذي اعترى الطفل الصغير بالمرض المستشري في العالم الثالث آلا وهو غياب الحرية والتي يعود غيابها للسلطة الغاشمة في تلك الدول .

اختراق للكنيسة
أما الكاتب والناقد لويس جريس فرأى أن فيلم 'بحب السيما' ما هو إلا اختراق للكنيسة القبطية في مواجهة ما يجري الآن على المستوى السياسي في العالم ، مشيراً إلى أنه مثلما تتحدث الولايات المتحدة عن ضرورة الإصلاح على المستوى السياسي العام ، يتحدث الفيلم عن الإصلاح داخل الكنيسة الأرثوذكسية المتعصبة المتعجرفة التي تقوم بدور الوصاية ، مؤكداً أن هذا الفيلم ليس فيلم رأي عام يطرح قضية الحرية للنقاش، ولكنه يخترق الكنسية القبطية -أول كنيسة في العالم - اختراقاً واضحاً حتى تبدو الكنيسة متخلفة وبحاجة للإصلاح والذي سيقوم بذلك الكنيسة البروتستانتية.

أزمة مجتمع
ومن جهته أعرب طارق الشناوي الناقد السينمائي عن اتفاقه في الرأي مع ما قاله القس لمعي ، مطالباً بضرورة رفع القيود - أية قيود- عن الأعمال الفنية ، ولكنه في نفس الوقت اختلف مع الكاتب لويس ، مؤكداً أن التزمت لا يقتصر على ديانة معينة سواء كانت المسيحية أو الإسلامية ، كما لا يرتبط بطائفة ما من الطوائف المسيحية ، فعلى سبيل المثال لم تبقى بطلة فيلم 'بحب السيما' متحررة حتى نهايته بل أصبحت متزمتة فيما بعد ، أن التزمت هو تزمت مجتمع طرح أشخاص بطبيعتهم متزمتين .وأضاف أن أكبر خطأ في الفيلم المعالجات الخاطئة التي قدمت له من قبل الدولة المصرية والرقابة والإعلام .

ورأى الناقد السينمائي أن رفع دعوى قضائية ضد الفيلم ليس تهمة ، بل مسألة شرعية ، متسائلاً كيف نطالب بالحرية ولا نسمح للرأي الآخر المختلف معنا بالتعبير عن نفسه باللجوء مثلاً للقضاء .وحول ما إذا كان فيلم 'بحب السيما' يعبر عن أزمة فيلم أم أزمة مجتمع ، أكد الشناوي أن الأزمة أزمة مجتمعية ، فالمجتمع المصري مريض فقد روح الدعابة ، كما أنه مجتمع ضعيف وقد أسهمت الدولة بجميع مؤسساتها في هذا الضعف .

وقال فايز غالي الكاتب والسيناريست أن التساؤل الخاص بشأن ما إذا فيلم 'بحب السيما' يعبر عن أزمة فيلم أم أزمة مجتمع يعتبر مدخلاً مهماً لمناقشة الفيلم محل النقاش ، مؤكداً أن الأزمة هي أزمة فيلم من ناحية ثلاثة عوامل وميكانيزمات : أولهما أزمة فيلم في علاقته بصناعة السينما في مصر خلال السنوات الأخيرة ، فهذه السينما تشهد حالة من التردي الملحوظ برغم زيادة عدد الأفلام المنتجة على مدار العام الواحد حيث تصل إلى حوالي 90 فيلماً ولكنها دون المستوى المطلوب ، وبالتالي فالمتلقي تعود على مثل هذه النوعية من الأفلام الهابطة ، وعندما يظهر فيلم رفيع المستوى يضع تساؤل عند المشاهد ، وفي نفس الوقت الرقابة في مصر تاريخياً تعمل تحت مظلة ثلاث مؤسسات هي المؤسسةالدينية والعسكرية والسياسية ، وفي ظل هذا المناخ أصبح هامش الحرية في نطاق السينما المصرية ضيقاً ومحدوداً لحد ما ، وبالتالي فيلم مثل فيلم 'بحب السيما' على مستوى من الجرأة يكون صادماً بالفعل. ثانيهما أزمة فيلم في علاقته بالثقافة ، فهناك أزمة في المجتمع المصري بشأن تذوق الأعمال الفنية ، فنحن غير قادرين على تذوق فيلم 'بحب السيما' ، وثالثهما أزمة مجتمع، حيث لا يستطيع أحد التعرض لما يجري تحت سلطات التدين و الدين سواء على الجانب المسلم أو المسيحي ، فلو تصورنا أن مخرجاً قدم فيلماً عن ما يجري تحت النقاب في مصر أو في العالم العربي ، سوف يخرج من يذبح صناع هذا الفيلم ، مضيفاً أن المجتمع المصري وصل إلى مرحلة من التزمت والتعصب على الجانبين ، فالفيلم فجر لدى المسيحيين المختبئ تحت السطح .

كما أكد أن الواقع الاجتماعي المصري مأزوم ومريض ، فالذين صنعوا التطرف في مصر ، والذين قالوا أن الدين عند الله الإسلام ، والإسلام هو الحل ، والذين قتلوا فرج فودة الدين الإسلامي بريء منهم ، فالإسلام دين سماحة ومودة وسلام ، وهؤلاء لا يدرون أنهم على الجانب المقابل أشعلوا هذا الغضب الشبه المجنون لدى الأقباط والذي فجره فيلم ' بحب السيما' ، وأنهى السيناريست غالي حديثه بقوله أن فيلم 'بحب السيما ' قيمة فنية كبرى لا يسعى لوقيعة أو إهانة أو اختراق للكنسية الأرثوذكسية بقدر ما هو فيلم اجتماعي بسيط .

رجال الدين ليسوا بأوصياء
أما القس رفعت فكري سعيد راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف فأكد أنه لا يجوز لرجال الدين - أي دين - أن يتدخلوا في الفن أو أن ينصبوا أنفسهم رقباء أو أوصياء على الأعمال الفنية ، وبدلاً من رفع دعوى قضائية ضد 'بحب السيما' كان من الأولى رفعها ضد الأعمال الفنية التي قدمت لنا تاريخاً مزيفاً عن مصر ودعاوى أيضاً لإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات في البلد والتي تكرس التمييز وعدم المساواة بين المواطنين والمنتهكة لحقوق الإنسان .
ومن ناحيتها ، أكدت ماجدة موريس الناقدة السينمائية أن المناخ الغير المواتي الذي قدم فيه الفيلم والمليء بالحساسيات وسوء الظن من قبل الطرفين المسلم والمسيحي هو الذي تسبب في الضجة التي أثيرت بشأن الفيلم ، مضيفة أن بعض الشخصيات المسيحية من أصدقائها سألوها كيف سينظر لهم المسلمون بعد مشاهدتهم للفيلم ، مؤكدة أن قيام بعض الشخصيات باقتطاع بعض المشاهد من الفيلم عن سياقها وتقديمها كدليل على أنها مهانة ولا تحترم أمر مأساوي بالفعل ، ولكن المؤسسة السياسية مسؤولة عن هذه الأزمة المجتمعية ، مشيرة إلى أن الفيلم قد حوى الكثير من الإيجابيات ومن بينها تحويل الكثير من المواطنين المسيحيين لأطراف مستعدة للتحاور حول الفن كما مستعدة في نفس الوقت أن تدافع عن نفسها وعقيدتها.

وفي ختام الندوة طالب المشاركون بإطلاق حرية الفكر والإبداع للأفراد ورفع وصاية المؤسسات الدينية عن الأعمال الفنية ، مؤكدين أنه لا يحق لرجال الدين التدخل في قضايا الإبداع الفني ، بمعنى آخر ليس من وظائف رجال الدين القيام بوظيفة النقاد السينمائيين .

محامى مصر


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 4840 / عدد الاعضاء 62