رسالة برسم الحقيقة
في عقول البشر تبدأ الحروب وفي عقولهم قد تنتهي..ولكن ما بين اتخاذ قرار الحرب,وما بين وضع نهاية لها تكون مجازر قد حصلت,وارواح كثيرة قد سفكت , وأملاك قد تهدمت,واراض قد انُتكهت,ودماء قد سفحت.
والذي يدفع الثمن ليس من اتخذ قرار الحرب بل الأنسان البريء الذي اصبح كناية عن وقود للحروب, او ركيزة للطامعين بالوصول الى السلطة.
هذا ما حصل في الصومال وكوسوفو والبوسنة والهرسك والشيشان وفلسطين,وهذا ما يحصل حالياً في العراق حيث لا زالت الحرب في بدايتها ورغم ذلك فقد سقط حتى الأن مئات القتلى والاف الجرحى وتهدمت عشرات المدن والقرى, ونسفت سائر البنى التحتية الى حد ان المواطن بات يفتقد للمواد الحياتية الضرورية من ماء وكهرباء وغذاء ودواء..وكل هذا من اجل ماذا..؟
تقول اميركا انها تفعل هذا من اجل تكريس الديموقراطية في العراق بعد ان عانى شعب هذا البلد عشرات السنوات من حكم ديكتاتوري. ولكن هل اقدام القوات الأميركية على قتل الأبرياء هي ممارسة ديموقراطية..؟ وهل احتلال بلد ذات سيادة تأتي ضمن سياق الديموقراطية الأميركية..؟ وهل قمع الأعلاميين وحجب الحقائق عن وسائل الأعلام هو فعل ديموقراطي..؟
وهل الذهاب بنظام وتعيين نظام اخر مكانه برئاسة اميركي هو عمل ديموقراطي..؟ وهل صم الأذان عن كل تظاهرات الأحتجاج الرافضة للحرب والتي تجوب كل عواصم العالم هو اجراء ديموقراطي..؟
تقول اميركا انها تفعل ذلك من اجل تكريس الأستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط بعد ان بات النظام العراقي يشكل تهديداً لكل جيرانه بحكم ما يمتلكه من اسلحة دمار شامل.. ولكن اين هي هذه الأسلحة التي فتش عنها خبراء الأمم المتحدة عدة اشهر دون ان يجدوها..؟ وماذا ستقول واشنطن للرأي العام العالمي اذا دمرت اميركا العراق بأكمله دون ان تجد ما يثبت فعلاً وجود اسلحة كيماوية او بيولوجية او نووية..؟وكيف ستتعامل اميركا مع الترسانة النووية الأسرائيلية..؟
تقول اميركا ان النظام العراقي يستأثر بالنفط العراقي لجمع الثروات وبناء القصور بدلاً من توظيف عائداته في توفير متطلبات الشعب العراقي.. ولكن هل اتخاذ الأدارة الأميركية قرار بأستغلال النفط العراقي لتغطية نفقات الحرب التي ستدفعها اميركا والتي ستبلغ نحو مائتي مليار دولار يخدم الشعب العراقي..؟
وهل توقيع عقود مع شركات اميركية لأستثمار النفط مستقبلاً دون موافقة العراق يخدم الشعب العراقي..؟
قالت اميركا انها ستسعى لتحقيق النمو والأزدهار والرخاء في العراق.. فهل التهديد بمحاكمة العلماء او بقتلهم او بنفيهم من بلدهم يخدم فعلاً رخاء ونمو العراق..؟
هل ما يجري في العراق مقدمة لبلورة النظام العالمي الجديد الذي بشرت به اميركا..؟
هل تعلم..؟
هل تعلمون ان واشنطن ستستثمر 20 مليار دولار في قطاع النفط العراقي لترفع سقف الأنتاج الى 5 ملايين برميل يومياً وذلك بعد انتهاء الحرب دون اخذ موافقة العراق.
هل تعلمون ان واشنطن قد لزٌمت اعادة اعمار العراق الى شركات اميركية قبل تدميره.
هل تعلمون ان مسؤول اميركي سيدير شؤون العراق بمساعدة دمى من المعارضة.
هل تعلمون ان التوقعات تفيد ان اكثر من مئة الف مدني سيقتلون في الحرب
هل تعلمون ان العراق قد يشهد نزاعات اهلية وطائفية واثنية بعد انتهاء الحرب دون ان تتمكن اميركا من لجمها او السيطرة عليها.
هل تعلمون ان الحرب على العراق سيؤدي الى ركود عالمي وأن خسارة الأقتصاد الدولي ستصل الى نحو 3500 مليار دولار.
هل تعلمون ان ايرادات السياحة العالمية تصل الى 460 مليار دولار وان هذا القطاع سيخسر نحو 160 مليار دولار بسبب الحرب على العراق.
هل تعلمون ان الأستثمارات الفرنسية في اميركا تبلغ 118 مليار دولار وأن الصادرات الفرنسية الى اميركا تبلغ 28 مليار دولار سنوياً فيما الصادرات الألمانية الى اميركا تبلغ 65 مليار دولار
هل تعلمون ان رجال اعمال اميركيين يملكون 40 بالمئة من الأسهم في بورصة باريس.
هل تعلمون ان الحرب الأميركية على العراق تكلف يومياً مليار دولار اميركي.
د.صـالح بكـر الطيـار –رئيس منظمة العدالة الدوليــة /باريس
www.int-justice.org
info@int-justice.org