هذه نص رسالة وجهها أحد أساتذة القانون الدولي الى الأمين العام للأمم المتحدة
الرسالة مترجمة من الفرنسية
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
عشيّة الحرب اللاشرعية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا على العراق كان تضامنك مع هذا العدوان واضحاً رغم كلمات المشاركة الوجدانية التي قلتها في حق الشعب العراقي وما تحملّه من آلام. لقد اعترفت بانتهاك الولايات المتحدة الأمريكية للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ، لكنك قبلت هذا الانتهاك كأمر واقع ، ثم بنيت عليه نتيجة هي إعادة إعمار العراق فيما بعد الحرب ، ودعوت الدول الأعضاء إلى الاتحاد في هذه المهمة . ولقد بنيت على العدوان نتيجة فورية هي سحب المنظمات الإنسانية من العراق وإيقاف العمل ببرنامج ( النفط مقابل الغذاء ) الذي قرّرته هيئة الأمم المتحدة وهكذا فانك ، بدلاً من أن تدين العدوان ، كرّسته وسهّلته .
إنه لمؤسف جداً وإنها لفضيحة أن أميناً عاماً للأمم المتحدة ، حصن القانون والسلام ، يمهّد لعدوان عسكري أدانته الأمم اكثر مما أدانت أي عدوان آخر. وبهذا التصرف فانك قد أسأت إلى موقعك في قائمة الأمناء العامين ؛ لأنك ، بدلاً من أن تساهم في إنهاض المنظمة الدولية من ضعفها ، قد أصبحت من المشاركين في انهيارها .
سيدي الأمين العام
مع تقديري العالي لك فإني ينبغي أن أقول لك إن عليك ، ولا بد ، أن تختار بين موقفين:
فإما أن تدين الآن العدوان الواقع على الشعب العراقي الذي يضرب في هذه الساعة العصيبة بقنابل القوات الأمريكية البريطانية وصواريخها ، وتدعو إلى وقف فوري للعمليات بواسطة مجلس الأمن ، أو أن تستقيل من منصبك . ستكون استقالتك، إذا تعذر العكس ، عملاً مشرِّفاً بقدر ما سيؤكد احترام الشرعية الدولية ورمزها، الأمم المتحدة.
وباتخاذ أي من هذين الموقفين فانك ستترك ذكرى طيبة في تاريخ الأمم المتحدة .