في انتظار الفرص الكبرى ! د. فايز بن عبدالله الشهري (منقول)- (مجلة التنمية الإدارية - معهد الإدارة العامة) يتداول الناس في كل مؤسسة عامة أو خاصة اسم شخص يمتاز بالقدرة على إدارة الأمور من وراء الستار. هو "شخص" خفي وفي ذات الوقت هو معروف؛ لأن أثره في الإدارة واضح وكبير. وعادة ما يعزو الهامسون إلى هذا الشخص: مهام هندسة القرارات المصيرية، وتغيير المراكز الإدارية، وتحريك قواعد اللعبة في كل أركان المؤسسة. ومع أن "السيد الخفي" لا يحب أن يذكر في مشهد علني، إلا أنّه يستمتع أكثر بقياس مقدار قوته في عيون، وهمس الموظفين. وفي المناسبات العامة لن تجد هذا "الشخص الخفي" يتصدر المجالس، ولكنه يستمتع بالسؤال المتكرر عن سر غيابه عن هذه المناسبات. ويتميز "السيّد الخفي" بمزايا عديدة أولها استخدامه لتكتيكات عدم المواجهة مع أحد، وتمتعه بالقدرة على الانسحاب في الوقت المناسب. وهو لا يحرص على أن يكون بين الأسماء في قاعة الاجتماعات؛ فحساباته تتطلّب أن يظل خلف الكواليس يرتّب المسائل، ويطبخ القرار مركزاً على قائد المنظمة باهتمامه بالتفاصيل والاحترازات حتى يوصل القائد إلى مرحلة عدم القدرة على الاستغناء عنه، و"السيّد الخفي" لا ينافس علناً ويتحرك حسب ما تقتضيه الظروف، ويستمتع بتلميحات الزملاء التي تطري قدراته الفائقة، ويكتفي بالابتسامة الغامضة ردّاً على من يتجرأ على ذكر دهائه وعجيب قدراته. وأكثر متعة "السيّد الخفي" تأتي من تمركزه في المنطقة العجيبة بين القوة، والتأثير وادعاء التواضع حينما يتحدث عنه أحد. ومن مزايا "الرجل الخفي": قدرته على قراءة العيون، واستخلاص النوايا متسلحاً في ذلك بتاريخ إداري عميق وغوص أعمق في دهاليز البيروقراطية. ولدى "السيّد الخفي" القدرة أثناء الاجتماعات على: كبح الرغبة في الكلام، والاستغراق في صمت طويل، وممارسة لعبة التأمل. وبدلاً من استعراض آرائه أمام الآخرين يتعمد "السيّد الخفي" إرسال القصاصات، وأحياناً الرسائل النصية الحذرة للمؤثرين بتواضع متقن. و"السيّد الخفي" يكتفي بالتقرب من دوائر التأثير ولا يهتم كثيراً بمن يتواصلون معه ممن لا وزن ولا مستقبل لهم. وهو في هذا الاتجاه يأتي إلى مكتبه مبكراً ويتحاشى أن يلتقي زملاءه، وحين خروجه آخر النهار يخرج متسللاً لا يلتفت يمنة أو يسرة؛ حتى لا يضطره لقاء أو سلام إلى مجاملات لا تتفق مع شخصيته الغامضة. ومما يتميز به "السيّد الخفي" أنّه قليل الأخطاء الإدارية، وهو يحاول ألا يوقع الأوراق أو "يؤشر" عليها حتى لو كان صاحب الرأي والكلمة فيها. وقمة النجاح عنده عندما يرسم قائد المنظمة بتوقيعه على قرار من صنعه. و"السيّد الخفي" لا يستعجل الفرص وقد يبقى سنوات طويلة منتظراً فرصة مالية أو إدارية كبرى. والسؤال: هل تعرف (الرجل الخفي) في إدارتكم؟
الانتقال السريع اختــــار ------ منتـــدي المنتدى العام ------ ------ منتـــدي من أعلام القضـاة والمحـامين العرب ------ ------ منتـــدي استراحة المنتدى . ------ ------ منتـــدي منتدى الاستشارات القانونية ------ ------ مكتبـــة الأبحاث القانونية------ ------ مكتبـــة القوانين العربية------ ------ المكتبـــة الصوتية------