جزى الله الشدائد كل خير ، عرفت بها صديقي من عدوي
شكرا لكم أستاذ طه على هذا الشعور النبيل الذي تعودناه منكم ، ثم الشكر والتقدير لكل زميل بادرنا بالتهنئة متصلا أو مراسلا أو معقبا، والتهنئة الكبرى لفريق الدفاع جميعا وعلى وجه الخصوص الزميلين الفاضلين الأستاذين محمد عبدالمنعم والأستاذ أحمد سويد الذين تعاونا في إدارة قضايا شبكة القاهره تقديما ومذكرات ومرافعة ومتابعة ومنها هذه القضية ، وعلى وجه الخصوص أيضا تلك المذكرات الرائعة التي كتبها الأستاذ محمد عبدالمنعم وتلك المرافعات التي قدمها الأستاذ سيد جادالله .. ولن يكون هذا الحكم الأخير الذي سنحصل عليه بحول الله وقوته ، بل سيتبعه احكام ..
وإن غدا لناظره قريب
****
نهدي هذا الحكم إلى كل من وقف معنا بكلمة حق وساندنا بموقف .. وعلى رأس من وقفوا معنا الرجل الكبير الفاضل الأخ محمد أبو اليزيد ، رجل المواقف النبيلة قولا وفعلا .. هذا الرجل الذي طوقنا بمعروفه واسدى إلينا جميلا لن ننساه ما حيينا ..
كما نهديه إلى كل من تضرر من هذه التصرفات الحمقاء وعلى رأس من تضرر تلك المجموعة من النساء العفيفات الطيبات التي جنى عليهن مدعي الوطنية مستغلا ضعفهن ، وطردهن من أعمالهن دون ذنب ، ودون ان يقف معهن احد من تلك المجموعات التي ساندت الباطل ..
وفي نفس الوقت - ومن باب شكر لله - نهدي هذا الحكم إلى الذين كتبوا ضدنا في ذلك المنتدى البائس البائد الذي كان وبالا على صاحبه ومعيارا على مستواه العلمي والأخلاقي والمهني ، وخاصة ، خاصة أولئك الصغار الذين كتبوا ضدنا بلغة سوقية تليق بهم وبمن احتضنهم ولم تكن إلا دليلا على تربيتهم وبيئتهم ، وإذا كنا يومها قد تجنبنا الرد عليهم والدخول معهم في مهاترات فإن ذلك لم يكن إلا احتقارا لهم ، بل إمعانا باحتقارهم ، لأنهم خاصمونا دون سبب ، وتجاوزا ضدنا كل حدود الأدب ، دون أن نعرفهم او نراهم ، وقد اعتبرناهم مجرد مرتزقة طبالة لا يستحقون الالتفات إليهم ، واليوم هذا الحكم سيلقمهم الحجر ، وما يتبعه بحول الله سيلقمهم الحجر تلو الحجر .. وبارك الله في هؤلاء المحامين الذين تكفلوا بهذه المهمة ، والذين علموهم كيف تكون المحاماة واخلاقيات المهنة .
كما نهديه كذلك – ومن باب العتب - إلى الزملاء الذين وقفوا متفرجين علينا دون كلمة حق كنا ننتظرها منهم ، مع أن الحق أبلج وظاهر وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، لكنهم وقفوا متفرجين رغم فداحة ما أقدم عليه قصيروا النظر وعديمي البصر والبصيرة ..
ونهديه أخيرا إلى كل مستثمر تسرب إليه اليأس من طول إجراءات التقاضي في مصر ، لنقول إن الحقوق في مصر محفوظة وتعود لأصحابها وإن طالت المدة ، وإن القضاء في مصر قضاء شامخ لا يتأثر بالعواطف وإن لجلج بها بعض اللصوص .
****
مضى ما مضى من حياتنا ونحن ولله الحمد نكسب المعارف تلو المعارف من الأصدقاء و زملاء المهنة وغيرهم .. لم ندخل أبدا في خلافات مع أحد ، ونفضل دائما بناء العلاقات والصداقات مع الجميع ، وننهج دائما حل خلافاتنا بالتي هي أحسن ، ونطلب الصلح ونستقبل المصلحين والأصدقاء والزملاء لحل الخلافات متى ما وجدت ، وهي واردة دائما في عالم الأعمال ،ونحيل مثل هذه الخلافات للصلح والتسويات الودية وذلك حينما يكون خصمنا ندا شريفا يبحث عن الحق وليس الطمع في حقوقنا ..ونفضل لغة التعاون والحوار والبناء على لغة البلاغات والإنذارات والتقاضي .. هذا ما نفضله وتعودنا عليه كسلوك شخصي وإرث ثقافي وديني .
ولكن ما حيلتنا وخصمنا لم يكن سوى موظف أغواه الشيطان على الغدر بنا فوضع يده على ممتلكاتنا ، ثم اخذ يساومنا عليها عن طريق الصلح ..
كيف نتصالح مع هذا الخصم وقد دخل على قواعد بياناتنا متسللا ثم أطبق على موجوداتها وطرد موظفيها ، مستفيدا من ترتيبات أعدها مسبقا لهذه الخطوة ، ومستغلا ثقتنا فيه ومهنته التي تفترض فيه هذه الثقة ..
كيف نتصالح معه وقد غدر بنا غدرا ، وسلبنا ما أمكنه من مشروع علمي يعلم هو كم أنفقنا عليه ، وكم ضحينا من اجله بالمال والوقت ، ويعلم أننا لم نستفد ماديا منه لأننا كنا ولا زلنا نبي قواعد بيانات خدمت العلم ، واستفاد منها رجال المهنة من مستشارين وقضاة ومحامين ولم تتجه يوما بوصلتها للربح المادي ..
كيف نتصالح معه وقد انقلب خصما لدودا حاول أذيتنا بكل وسيلة يستطيعها ، وآذى وقذف كل من قال كلمة حق معنا ، وقد قام بكل ذلك دون أدنى سبب ، متجاهلا ومتناسيا وجاحدا مواقفنا معه حينما كان معوزا مطاردا في المملكة ، وأننا نحن من علمه استخدام الكمبيوتر لأول مرة في حياته ، ونحن من ساعده في أن يكون ذو قيمة بين أهل قريته و بلدياته وأقاربه في اقتراح توظيف من يشاء وفصل من يشاء منهم ، وقد وظف بالفعل في المكتب الذي أقيم في قريته عددا كبيرا من أقاربه وجيرانه ومعارفه ، بعضهم ثبت أنهم أشرف منه حينما تنكر لنا ..
ثم يأتي بكل صفاقة وقلة حياء ويطلب الصلح !! وكانه لا يعلم من طباعنا أننا يمكن أن نصرف أضعاف أضعاف ما خسرناه لرد ما سلب منا بطريقة الغدر ..
****
نجزم أن من رفع الدعوى ضدنا بطلب تصفية الشركة لم يكن يتوقع أن تكون نتيجتها عزله وفصله من الشركة ، والحكم عليه بتعويض قدره مليون وخمسمائة ألف جنيه ..
ونجزم أن من رفع الدعوى لم يكن يتوقع أن يتكبد رسوما حكومية تزيد عن ما استلمه من مرتبات طوال عمله في الشركة وسيدفعها رغما عنه أو الحبس ..
****
إذا كان حكم أول درجة كان قد صدمنا بنتيجته الغير منطقية ، رغم ان الشركة لم تعد تهمنا ، وقد أقمنا شركة بديلة عنها ، فإن هذا الحكم أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح ..
لدينا قضايا كثيرة أقمناها ونتابعها ، وقضايا اكثر لم تبدأ بعد ، ولم تكن هذه القضايا سوى استجابة لرغبة خصمنا الذي خيرنا يوما ما باختيار ما نشاء من محاكم مصر متحديا بترتيباته المسبقة وخبرته ، واليوم ها هو يدفع القسط الاول من الثمن بهذا الحكم النهائي ، وما يقي أكبر بحول الله ..
سيكون أمامنا طريق طويل لاستعادة كافة حقوق الشركة وموجوداتها ودفاترها المحاسبية وسجلاتها القانونية .. وإلا فالقضاء مرة أخرى ..
عبدالله الناصري