في تفسير ذلك يقول الألوسي:
{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكلب } وهو الحيوان المعروف وجمعه أكلب وكلاب وكلابات كما قال ابن سيده وكليب كعبيد وهو قليل ويجمع أكلب على أكالب؛ وبه يضرب المثل في الخساسة لأنه يأكل العذرة ويرجع في قيئه والجيفة أحب إليه من اللحم الغريض نعم هو أحسن من الرجل السوء ، ومما ينسب إلى الشافعي رضي الله تعالى عنه :
ليت الكلاب لنا كانت مجاورة ... وليتنا ما نرى ممن نرى أحداً
إن الكلاب لتهدأ في مرابضها ... والناس ليس بهاد شرهم أبداً
وفي شعب الإيمان للبيهقي عن الفقيه منصور أنه كان نشد لنفسه :
الكلب أحسن عشرة ... وهو النهاية في الخساسة
ممن ينازع في الريا ... سة قبل أوقات الرياسة
والمثل بمعنى الصفة كما قال غير واحد فصفته كصفة الكلب ، وقيل المراد أنه كالكلب في الخسة { إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ } أي شددت عليه وطردته { يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ } على حاله { يَلْهَثْ } أي أنه دائم اللهث على كل حال.