منتدي المحامين العرب المنتدى العام أخلاق المحامى و فضـائـله
المحاماة رسالة سامية نبيلة الأهداف والمقاصد وتحتاج ممن يمارسها إلى أن يسلح نفسه ويحصنها دائماً بمقومات الخلق الحسن وبأسلحة أدبية أخرى لكى يتغلب على إغراءات تصادفه وصعوبات تجابهه وسلبيات تجذبه إلى الهاوية إن لم يكن يقظاً
فما المطلوب من المحامى إذن لكى يصبح ناجحاً متألقاً ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال من الممكن أن تقودنا إلى تفاصيل علم الأخلاق والكثير من مبادئ الشرع الإسلامى الحنيف التى تحث الإنسان على التحلى بالفضائل وتجنب الرذائل ولكنا نؤثر أن نركز هنا فضائل محددة تخص المحامى وتساعده على النجاح والتألق وخدمة الناس حسبما تقتضيه أصول المهنة ويأتى فى مقدمة هذه الفضائل ما يلى : 1- الأمانة 2- الشجاعة فى إبداء الرأى والثقة فى النفس ويكفى ذلك للحديث عن أخلاق المحامى الذى يفترض فيه أن يكون ملتزماً الفضائل التى حثت عليها مختلف الشرائع السماوية الأمانة فضيلة مطلوبة بوجه خاص فمن يمارس مهنة المحاماة وقد أتت في مقدمة الفضائل الإنسانية التي اهتم بها الشرع الإسلامى الحنيف أمانة المحامى تأتي االأمانة فى مقدمة الفضائل الانسانية التى اهتم بها الشرع الاسلامي الحنيف والنصوص من الكتاب الكريم والسنة المطهرة فى شأن الأمانة كثيرة نورد منها مـا يلى : قال تعالى: { إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا} (سورة الأحزاب الايه 72) والمقصود بالأمانة في هذا النص الكريم هو مختلف التكاليف من أوامر ونواه ائتمن الانسان على الخضوع لها و الالتزام بها .. وهى أمانة خطيرة فى عبئها و تبعة حملها حتى إن السموات والأرض والجبال أشفقن منها وأبين أن يحملنها كما قال تعالى : { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل }(سورة النساء- 85 ) وقال سبحانه : { فإن آمن بعضكم بعضاً فليؤد الذى اؤتمن أمانته وليتق الله ربه } (البقرة ? 283) وكانت الأمانة من أهم الفضائل والصفات التى وصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يوصف بأنه ( الصادق الأمين ) ولو كانت هنالك صفة أسمى وأجل من الأمانة لوصفوه بها وقال صلى الله عليه وسلم : { أد الأمانة إلى من ائتمنك, ولا تخن من خانك} ( أخرجه أبو داود والترمذى والحاكم ) والأمانة هى الوصف الذى قالته المرأة لأبيها عندما قصت عليه قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما سقى لها هى وأختها كما ورد فى قوله تعالى: { قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين } ( القصص ? 26) وهى فضيلة مطلوبة فى كل البشر ومطلوبة بوجه خاص فيمن يمارس مهنة المحاماة لأنها مهنة الذود عن الحقوق المشروعة والضائعة أو المهددة بالضياع ورفع الظلم ومحاربته وإحقاق الحق وإنصاف المستحقين ولا يتصور ممارستها على النحو الذى يحقق غايتها إلا ممن يعى هذه الغاية ومدى سموها يفترض فى المحامى أن يكون ملتزماً أحكام الشرع الإسلامي الحنيف كمسلم صالح يعرف دينه ويخاف ربه أمانةالمحامى تجاه ربه سبحانه وتعالى فالله سبحانه هو المطلع على ما في الضمائر والنفوس لا تخفى عليه خافيه في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فأي شيء في نفس المحامي أو صدره عند تعامله مع الناس وعند ممارسته لمهنته يطلع عليه سبحانه وهو مؤاخذ به إن كان حسناً فحسن وإن كان غير ذلك فليتحمل تبعته فى الدنيا والاخرة وتقتضى الأمانه من المحامى أن يتذكر دائماً أن الله تعالى هو الرزاق ذو العرش المجيد وأنه ما من تضحيه من جانبه أو إكرام للناس أو رحمه بهم عند التعامل معه إلا و كان جزاء ذلك عند الله عظيماً في ميزان حسناته فضلاً عن الجزاء العاجل في الدنيا والذي يتمثل سريعا في حب الناس وتقديرهم لطيب أخلاقه وحسن تعامله وفرط انسانيته ورحمته ومن أحبه الناس أحبه اللـه فعلى المحامي أن يتقي ربه في جميع تصرفاته ولا يأتي منها إلا ما يراه حسناً أو رحمة أو عدلاً بمعايير الشرع الإسلامي الحنيف الذي يعرفه بحكم دراسته ومهنته معرفه واسعة متميزة بالمقارنة مع غيره من الأشخاص العاديين أمانة المحامى تجاه نفسه ومهنته فيأتي في مقدمتها وجوب العناية بتنمية مقومات شخصيته من مختلف الجوانب فهو يصون نفسه من أي أذى بإكرامها بكل تصرف سوى والبعد بها عن كل تصرف مشين وبأن يكثر من خدمة الناس وخصوصاً المحتاجين منهم و لو بغير مقابل وسيجد من رضا هؤلاء الضعفاء وعميق دعواتهم له ولأسرته ما يفوق في قيمته أي مال مهما كان وعلى المحامى واجب تجاه فنه ومهنته بأن يسعى دائما إلى تلمس كل أسباب الرقي والنجاح في ممارستها فلا ينقطع عن الدراسة والبحث المتعمق وانتهاز فرصة مختلف القضايا للقراءة المتعمقة في أمهات المراجع لخدمتها بنفسه ولا مانع من أن يستعين بمساعدين له ولكن على أن يراجع كل شيء بنفسه وأن يضيف إليه أو يعدل فيه بحسب خبرته وحصيلة بحثه وقراءاته التي ينبغي ألا تنقطع بأي حال فطلب العلم المستمر أمر مستحب بل واجب على المحامي طوال حياته مهما ارتقى ونال من نجاح أو شهرة وأؤكد للجميع أن المحامي الذي يواظب على ذلك يصبح تحصيل العلم والإستزادة منه عادة من عاداته وسيشعر دائماً بالمزيد من الرضا والغبطة والسرور فضلاً عن رد فعل نفسي عظيم عندما يظهر أثر ذلك في مذكراته ومرافعاته و سائر أعماله وما يصل إليه من نجاح وشهرة ومايلقاه من حسن تقدير عملائه ورفقاء مهنته وغيرهم وتقتضي أمانة المحامي تجاه نفسه وفنه أيضاً أن يعتني بحياته الشخصية وبمركزه وأولاده ومراعاة حسن تربيتهم وتعليمهم و الرقي بهم وأن يعتني كذلك بمظهره الشخصي وتصرفاته مع الغير مع وجوب التدقيق والإحتياط في إختيار الأماكن التي يرتادها... فكل شيء محسوب عليه وعلى أسرتة وعلى مهنته ويدخل فى نطاق أمانة المحامى تجاه نفسه وفنه أيضاً مدى عنايته بمكتبه من حيث الموقع وحسن التأثيث ومدى ملاءمته لتلك المهنة الراقية السامية وكذلك مدى عنايته فى اختيار من يعملون معه من محامين ومعاونين وإن هذا الأمر يختلف من محام إلى آَخر حسب تربي وتنشـــئته ومدى الإحساس بأهميته وحسب مدى تقديره وحسن توظيفه للمبلغ المتوفر لديه ولو كان محدوداً ولا بد - في يقيني - من خضوع هذا الجانب للرقابه من جانب جهة مسؤوله ويكون هدفها الرئيسي الإرتقاء بهذه المهنة السامية وحمايتها من كل تصرف يسيء إليها من المحامين أنفسهم أو من غيرهم.. قد يقول قائل ليست العبرة بالمكان وإنما بحسن التصرف ولكننا نؤكد ونقول إن الشخصيه القويمة التي نتطلع إلى توافرها في المحامي الجيد لا تتجزأ وينبغي أن يصدر عنها كل تصرف لائق ومقبول من أهل المهنة نفسها قبل غيرهم من العملاء الذين سيشعرون حتماً بالإستياء عندما يقابلون محاميهم في مكان غير لائق ليعهدوا إليه بحماية مصالحهم ويتفاهموا معه في أمور خطيره جنائية أو تجارية أو إستثمارية كبرى أو غير ذلك ويدخل في نطاق أمانة المحامي تجاه مهنته وفنه كذلك حسن معاملته مع زملائه المحامين والتخلص في علاقاته معهم من أي كبر أو غرور أو حقد وهذا يتطلب الإلتزام بالمبدأ الإسلامي المعروف الذي يحث على أن يوقر الصغير الكبير وأن يرحم الكبير الصغير مهما تعارضت المصالح أو اَختلفت الاَراء حيث يجب أن يراعي جميع المحامين أيضاً مبدأ "أن الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يفسد للود قضية " فلابد إذن من وضع الأمور في نصابها الصحيح قدر الإمكان ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح الصدق في تقدير الظروف والعدل في تقدير الأتعاب دعامتان أساسيتان في سياسة المحامي عند تقديره أمانة المحامى تجاه موكليه فيأتي في مقدمتها واجب الحفاظ على أسرارهم ومستنداتهم ولا يفشي منها أي جانب بأي حال إلا ما تقتضيه طبيعة العمل القضائي وضرورات الترافع وإعداد المذكرات والمستندات في حدود أصول المهنة ويدخل في هذا النطاق أيضاً أن يراعي المحامي عدم التعارض بين مصالح موكليه فلا ينبغي أن يكون محامياً للخصمين وإن كان من المقبول أن يسعى إلى الصلح وتعميق علاقات المودة بينـــهما خصوصاً إذا كان كل منهما عميلاً منفرداً لديه قبل وقوع النزاع بينــهما عن موضوع (( أتعاب المحامي)) و كيفية تحديدها فهو أمر مهم للغاية إذ يجب أن يخلو تصرف المحامي من أي شبهة تحايل أو تدليس أو (نصب) ولا أريد أن أستطرد في ذلك وما كنت أرغب في أن أورد كلمة نصب هنا لشدتها وليقيني بأن الغالبية العظمى من المحامين ذوي الأخلاق الحميدة لا يرتضون وقوع شيء من ذلك من جانب أي منهم بل يحاربونه ولكن واقع الحال يشير إلى وجود فئة قليلة من المحامين الذين لا تهمهم الإساءة إلى مهنتهم وإلى أنفسهم وذويهم وإنما يهمهم فقط وبالدرجة الأولى أن يحصلوا على أكبر قدر من الأتعاب من موكليهم فتراهم يفرطون فى تفاؤلهم ووعودهم لموكليهم بما لا يتناسب مع ظروف وملابسات القضية ويحدث بعد ذلك مـا يحدث من مشكلات فمثل هؤلاء لا يسيئون إلى أنفسهم وأهليهم فحسب وإنما أيضاً إلى مهنتهم التي هي في الأصل مهنة راقية وسامية من حيث مقصدها وغايتها إن مسألة (أتعاب المحامي ) من أخطر المسائل التي يثور حولها الجدل في نطاق ممارسة مهنة المحاماة صحيح أنها مسألة مهمة وإن المحامي ما إجتهد في حياته ليصل إلى إلى ما وصل إليه من علم وخبرة وما افتتح مكتبه وتحمل في سبيل ذلك أعباء إلا مع وجود اَمال عريضة كثيرة لديه منها أمله في الحصول على أتعاب كافية كفيلة أن تزيل عنه تعب السنين وأن تعوضه عما تكبده في سبيل الإرتقاء بنفسه من جهود وفي سبيل إعداد مكتبه من تكاليف وأن تغطي كل ما يبذله من جهود ومصروفات لخدمة قضاياه وموكليه والواقع أنه ليست هنالك ضوابط أو معايير محددة أو مكتوبة يمكن إلزام المحامين بها في هذا الخصوص ومثلهم في ذلك مثل غيرهم من أصحاب المهن الراقية كالأطباء والمحاسبين والمهندسين ومع ذلك فهنالك حدود وضوابط متعارف عليها في نطاق كل مهمة لتحديد الأتعاب كما أن كل محام يحدد أتعابه وفقاً لظروف وملابسات كل قضية على حدة والمهم أن يكون صريحاً وعادلاً وموضوعياً وأميناً فلا يكون جل همه الحصول على أتعاب كبيرة فحسب ولا يكون ثراء موكله سبباً للمغالاة في تقديرها وإنما يكون مدى الجهد المطلوب للقضية أو الإستشارة هو العامل الرئيسي المؤثر في تحديد هذه الأتعاب ولا مانع من أن تكون هنالك عوامل أخرى إلى جانب هذا العامل الرئيسي مثل مكانة المحامي وخبرته وتكلفة مكتبه ونوعية الخدمات التي يؤديها لموكليه وحسن عنايته بهم فالصدق في تقدير الظروف والعدل في تقدير الأتعاب هما الدعامتان الأساسيتان لسياسة المحامي في تقديره لأتعابه وبالرغم من كل ذلك فينبغى أن يكون لكل شئ ضوابط وحدود للاسترشاد بها على أقل تقدير والله سبحانه وتعالى يبارك فى القليل الحلال ولا يبارك بأى حال من الأحوال فى الكثير الحرام أو المشبوه فيا معشر المحامين الأجلاء لابد أن يكون ديدنكم الصدق والأمانة والعدل والرحمة في معاملة موكليكم الذين ستتكون من انطباعاتهم واَرائهم سمعتكم على مر الأيام والسنين أمانة المحامى تجاه خصومه فيجب على المحامي أن ينزه نفسه عن الكيد لخصومه أو وكلائهم كما لا ينبغي أن يزدريهم أو يتهكم عليهم أو ينتهز فرصة خطأ لهم ليشهر بهم بل يجب أن يترفع عن كل ذلك وأن يعامل خصومه ووكلائهم معاملة طيبة راقية ليكسب بذلك احترام و تقدير الجميع وفي مقدمتهم السادة القضاة الذين يتناولون قضيته ومن المفيد أن نكرر هنا المبدأين الساميين القائلين: " أن على الصغير أن يوقر الكبير كما أن على الكبير أن يرحم الصغير " أن الخلاف في الرأي لا ينبغي أن يفسد للود قضية" إن المحامي الناجح هو الذي لا يحتاج في دفاعه أو تقوية مركز موكله إلى الأسباب المشينة المشار إليها حيث نراه يوجه كل اهتمامه للإعداد لدعواه أو قضيته أو دفاعه إعداداً جيداً مدعماً بالأدلة القوية والمستندات الصحيحة المؤيدة والعرض الجيد الواضح القوي لكل ذلك الذي لا يتوافر إلا بحسن البيان وقوة الصياغة وانضباطها ووضوحها ومنطقية وحسن العرض والتبويب والتيسيرعلى المطلع أو القارىء لكي يستوعب المحتوى في يسر وبغير عناء فللصياغة الجيدة فنها الذي لا يأتي إلا بحسن وطول المراس وحب المهنة والتفاني والإخلاص في ممارستــها أمانة المحامى تجاه المحكمة فيمكن القول أن البعض يخطىء إذا تصور أن غاية المحامي في عمله تختلف أو تتعارض مع غاية القاضي الذي ينظر قضيته فذلك نوع من القصور في فهم حقيقة الأمور ولعل مرجعه ما شاع - خطأ - عن بعض المحامين من أنهم يدافعون عن موكلهم مهما كان مركزه وسواء أكان صاحب حق أم لم يكن وهذا أمر غير صائب بل غير مقبول إذ أن التصرف الخاطىء أو السيء من جانب فئة منحرفة أو ضالة لا يمكن أن يغيـر من الأصول في شيء فالأصل أن كلاً من المحامي والقاضي بل مواجهة الإدعاء في القضايا الجنائية يسعى إلى غاية واحدة هي التوصل إلى حكم عادل منصف لجميع الأطراف فلو أن هناك قضية إدارية بين مقاول وجهة إدارية حكومية المدعي فيها هو المقاول والمدعى عليه جهة حكومية والمقاول قدم دعواه إلى الجهة القضائية المختصة عن طريق محاميه الذي يمثله في هذه القضية طالباً الحكم بالتعويض عن خسائر وأضرار تعرض لها أثناء تنفيذه للعقد المبرم بينه وبين الجهة المدعى عليها فهنا يجب أن يكون المحـامي أميناً مع القضاة فيعلن لهم من اَن لاَخر أن غايته و هي نفسها غايتهم وهي الرغبة في التوصل إلى حكم عادل منصف لجميع الأطراف ويجب عليه أن يترجم ذلك عملياً بأن يحرص على ألا يضمن مذكراته إلا الحقائق المؤيدة بالأدلة والمستندات وإن أراد أن يستعين في ذلك بسوابق قضائية مؤيدة فلا مانع من ذلك على أن يكون قد تتبع أكبر قدر منها حول الموضوع نفسه وعلى أن يعرض ما إنتهت إليه تلك السوابق في حياد تام وموضوعية خالصة ففي ذلك إلتزام بمقتضيات الأمانة وإثراء للعمل وينبغي أن يهدف إلى هذه الغاية النبيلة أيضاً كل أطراف القضية الذين يتعين عليهم إعلان الحقائق وقول الحق و لو على أنفسهم شجاعة المحامي في إبداء الرأي والثقة بالنفس من الأهمية بمكان بعد الكلام عن أمانة المحامي مع موكليه أن نتكلم عن وجوب أن يكون شجاعاً وصريحاً معهم كل الصراحة فيقول لصاحب الحق أنت محق وللمظلوم أنت مظلوم ولابد من معونتك لرفع الظلم عنك كما يقول للظالم ما يوضح له ظلمه بالأسلوب الذي يتخيره ويلائم الموقف ويكون المحامي خائناً لضميره ومغضباً لربه سبحانه وتعالى إذا لم يكن أميناً كل الأمانة في ذلك وهو ما يقتضي من المحامي أيضاً أن يقف بجوار صاحب الحق والمظلوم بشجاعة فائقة دون أن يخشى إلا الله وحده سبحانه فذلك هوغاية مهنته وذلك هو ما يجب أن يكون قد وعاه واستوعبه عندما ارتضى أن ينتمي إلى هذه المهنة السامية صحيح أن ذلك قد يضع المحامي الشجاع في حرج تجاه بعض السلطات أو الغير على النحو الذي قد يتطلب صبراً وجلداً وجرأة أكثر مما يتوفر غالباً للشخص العادي وهنا يترك لكل محام حرية التقدير ليوائم بين الشجاعة والإقدام من ناحية والتريث والإحجام من ناحية أخرى ولتجنب الإندفاع والتهور خصوصاً في القضايا الكبرى وذات الحساسية الخاصة التي تتطلب قدراً من اليقظة في التصرف ومن الدبلوماسية في القول إن المحامي الشجاع هو الذي ينهض ويسارع إلى نجدة الملهوف دون أن يمنعه من ذلك عدم قدرته على سداد ما هو مطلوب من أتعاب بل إن هناك حالات حرجة يجد المحامي نفسه فيها في مواجهة شخص ظالم أو مجحف لموكله الضعيف الذي لا يقوى على سداد أتعابه فهل يرفض الدفاع عنه أم يقدم له العون بالقدر الازم و الضروري وبما يلائم الموقف؟ إن في إمكان المحامي الجيد إذا لم ير ملاءمة قبول قضية معينة- أن ينصح ويرشد العميل الذي قرر عدم قبول قضيته إلى ما يجب أن يفعله وهذا أقل واجب يمكن أن يفعله كعمل إنساني ينال عنه رضاء الله سبحانه وتعالى فضلاً عن السمعة الطيبة التي سيكتسبها بسبب ذلك على مر السنين وإذا كان هنالك فرق بين الشجاعة والتهور أوالاندفاع فهنالك أيضاً فرق بينهما وبين فرط الثقة بالنفس والغرور فالثقة بالنفس مطلوبة للمحامي لكي يكون شجاعاً مقداماً يبحث عن الحق و يسير في دربه حتى يصل إليه واثقاً من حسن تصرفه ومن سلامة أعماله واّرائه وما يتخذه من إجراءات وهذا لا يأتي إلا بالصبر على الدراسة والبحث المتعمق والتزود الدائم من أوعية العلمولكن ينبغي على المحامي أن يحذر انقلاب فرط الثقة بالنفس إلى غرور وكبر فهما من ألد أعداء النجاح ومن أهم أسباب غضب الله سبحانه و تعالى وبذلك نكون قد المحنا إلى بعض الجوانب ذات الأهمية الخاصة فى تكوين أخلاق المحامى والفضائل التى يجب أن يتحلى بها ارتقاءا بالمهنة وكسبا للسمعة الطيبة وتوفيرا لأسباب النجاح
الانتقال السريع اختــــار ------ منتـــدي المنتدى العام ------ ------ منتـــدي من أعلام القضـاة والمحـامين العرب ------ ------ منتـــدي استراحة المنتدى . ------ ------ منتـــدي منتدى الاستشارات القانونية ------ ------ مكتبـــة الأبحاث القانونية------ ------ مكتبـــة القوانين العربية------ ------ المكتبـــة الصوتية------