أخى العزيز الأستاذ مود .. لقد قرأت رسالتك أو مشاركتك الجميلة ورأيت قيمتها وموضوعيتها ورأيت أنها تستحق جهدا للرد يحتاج إلى وقت وتأنى .. فاعذرنى على تأخرى فى الرد
سألتنى : ماالهدف من تلك المحاكمة ؟ وأجيبك بسؤال .. وماذا نملك غير محاكمة شعبية نفضح خلالها سياسات الحزب الحاكم ؟ حزب يسيطر على مقاليد كل شئ فى مصر الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية .. الخ الخ
وهناك ملفات كثيرة لا نملك القدرة أو المكنة على بسطها أمام سلطات التحقيق أو محاكمة جنائية عادلة , أدراج النائب العام متخمة بالبلاغات والشكايات التى تصرخ فى وجه فساد وفاسدين , لا تتحرك منذ عشرات السنين!! تعلم يا صديقى أنا قدمت بلاغا منذ عام 1986 حتى الآن .. لم يحفظ ولم ير النور .. هو جثة هامدة فى أحد أدراج النائب العام .. ما رأيك !! فضلا عن عشرات البلاغات قدمناها تكشف وقائع فساد
هل قرأت مقالاتى التى أكتبها فى المصرى اليوم منذ شهر تقريبا .. تتضمن وقائع فساد فى البحر الأحمر , بالمستندات والأرقام واتهامات صريحة بارتكاب جرائم استيلاء واختلاس واهدار مال عام .. فساد مالى وأخلاقى .. ولا حياة لمن تنادى !!
سألت المستشار محمود الخضيرى من عامين , إذ كنا نحضر وقتها لمحاكمة شعبية لمحاكمة وزيرى الثقافة والنقل , عن استراتيجية المحاكمة الشعبية .. قال لى وقتها الجُرسة !! باختصار هى فضح سياسات ليس إلا وهى تقليد معمول به منذ قديم الزمن من لدن الدولة الرومانية , ودوليا تقليد معتمد , وهو وسيلة من وسائل التواصل مع الجماهير , ووسيلة من وسائل رصد الازمات والبحث عن حلول لها , وقد مل الناس أحاديث المؤتمرات الرتيبة , فتكون المحكمة الشعبية عوضا عن المؤتمرات الرتيبة, وأقيمت فى نقابة المحامين نفسها – قبل أن يتبوأ رئاستها الأستاذ حمدى خليفة – عدة محاكمات شعبية , وأزعم أن لصاحب هذه السطور شرف تطويرها , إذ كانت المحاكمات الشعبية من قبل تقتصر على محاكمة شارون وبوش وبلير وهلم جرا خارج مصر , لكنى أول من فّعل هذه المحاكمات بتنظيم محاكمات لوزراء ومسئولين فى سدة الحكم
وسألت : وهل سياسات الحزب الوطنى لديكم وفسادة محتاجة لمحاكمة شعبية ؟ والحق أقول لك ولا أضلك انها تحتاج لمحاكمة جنائية وتحقيقات فى النيابة العامة لو كان أمرها بيدها .. لكن من يحاكم من ؟ إذا كان قانون خاص لمحاكمة الوزراء لم يصدر بعد!! نحاكم مين يا أستاذ .. سياسات الحزب الوطنى يحتاج لنخبة صادقة طاهرة تقود الشعب المكلوم المظلوم المقهور المسروق , للثورة والعصيان المدنى حتى تقصى حومة الحزب أو حزب الحكومة .. لكن كما يقول عمدتنا أبو اليزيد "خيبتنا فى نخبتنا"
وسألت : من يمثل الشعب فى تلك المحاكمة هل الرجل الذى لايجد حق شراء كيلو لحمة أم شاب لايجد شغل أم محامى مطحون ام ماذا ام كاتب صحفى من أصحاب السلطة الرابعة؟
هى محاولة يا أخى الكريم .. محاولة تجميع مجموعة بقايا قيم تلقى احترام الشعب .. نرسل من خلالها رسائل إلى دوائر اتخاذ القرار وأيضا إلى الشعب ( لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق ) .. وإلا لم تظن حاولوا اثناءنا عن عقدها , ولما عقدناها حاولوا وقفها !! قالوا لنا أولا اعقدوها فى النادى النهرى بلاش تعقدوها فى النقابة .. قلنا حاضر, ولما عقدناها فى النادى النهرى أرادوا قمعها وجاءوا بالشرطة تحاصرننا وأغلقوا النادى وصفدوه بالأغلال وسيحوه بالمياه , كان تصرفنا سريعا عقدناها سريعا فى حرم متاخم بالنادى فى بارك سيارات المحامين وليس فى قارعة الطريق كما حاولوا نشر اراجيفهم , فلماذ أذهلتهم المفاجأة جاءهم القرار اقتحموا المحاكمة قسرا وعنوة .. وهو ما كان
وسألت : أستاذ منتصر بإعتبار أنك رجل لك فى السياسية وتستطيع تقييم الأمور .. كم لجنة وكم جمعية وكم منظمة داخل نقابة المحامين .. نشاهد هجوم عنيف جدا على حمدى خليفة ولعلم سيادتكم انا من المعارضين له بشدة ولكن نشاهد كمية سباب وشتائم لماذا كل هذا؟ كم الفترة المتبقية من رئاسة حمدى خليفة للنقابة ولو فرضنا جدلا ان محاولات إسقاطة نجحت من البديل لديكم ؟ وهل البديل المتوفر فى حالة إسقاط حمدى خليفة ستكونون متاكدين من أنه ليس له اهداف سياسية أو حزبية .. تقولون أن حمدى خليفة عضو فى الحزب الوطنى يعنى ماشاء الله الراجل محامى من زمن وكان نقيب للجيزة اعتقد ولم يكتشف المحامون ان له إنتماءات للحزب إلا بعد ماتولى منصب النقيب العيب أين هل فى المحامين اللذين انتخبوة ام فية هو ناتى لنقابة المحامين؟
وأجيبك .. الهجوم الحاد أو النقد فهذا مباح لا شئ فيه .. طبيعى جدا أن يستمر معارضوه فى معارضته يعنى خصومه من قبل أن ينجح نقيبا .. هذا مفهوم .. لكن السب أو الشتم أو القذف فهذا غير مفهوم وغير مقبول وأبرأ منه ومن فاعليه .. فنقيب المحامين بحكم منصبه رمز للمحامين وهو نجح بانتخابات صحيحة على الأقل حتى الآن فلا يليق شتمه أو اهانته أو التحقير منه
وغير مفهوم أيضا أن يعارضه من كانوا محبيه ومؤيديه ؟ هذا يحتاج لرصد واستفسار وتحليل .. موضوعى ونزيه
وإذا كنت تسأل عن سبب الهجوم أو النقد رغم حداثة أو قصر فترة انتخابه فلأن الانهيار كان سريعا وعميقا , قد لا يكون هو المسئول بالضرورة , أو السبب , لكن بحكم منصبه مسئول طبعا
أفهم أن الصراعات من حوله شديدة , والمجموعات متناثرة ومبعثرة , والمحسوبين عليه متعددو الولاء جزء منه لاشخاص مثل عمر هريدى أو لاحمد عز , ومجموعة ليس لهم كبير حتى يكون لهم ولاء , لا منهج لديهم ولا فهم لحقيقة العمل النقابى جاءوا فى ظل قانون أعرج صدر تحت وطأة ضرورة التخلص من الاخوان فجاء مجلسا يضم 46 عضوا !! بعضهم كما قلنا لا هوية له جاء بـ 59 صوتا فقط !! تصور عضو بمجلس النقابة العامة للمحامين بـ 59 صوتا فقط !!
انتسابه للحزب الوطنى فى حد ذاته لا مشكلة فيه , فقديما كان النقيب أحمد الخواجه وفديا ذو صلة وثيقة بالسلطة والدولة الناصرية لكن كان نقيب كل المحامين , ولدينا بمجالس سابقة زملاء أعزاء أعضاء بالحزب الوطنى وجاءوا وقدموا أداء نقابيا راقيا
والاستاذ النقيب مافتئ يردد منذ الدعاية الانتخابية لا علاقة لى بالحزب الوطنى حتى صدقناه , قال وكرر " أنا عملت كارنيه عضوية زمان ولم أجدده وانتهت علاقتى بالحزب " ولو كان عضوا مش مهم المهم كيف هو أداؤه النقابى وأين يصب؟ أظن أن أداء الاستاذ حمدى خليفة - وهو صديق عزيز مساحة الود بينى وبينه أكبر بكثير من مساحات الاختلاف – يصب فى اتجاه دعم وتعزيز سيطرة الحزب الوطنى على مقاليد نقابة المحامين أو عدم مقاومته لهذا الاتجاه .. وإلا لماذا تم تحطيم قاعة الحريات؟ ولم تعمر حتى الآن!! لماذا تم تشريد لجنة الحريات؟ لماذا تم تخريب قاعة مجلس نقابة المحامين؟ لماذا يمنعون المحاكمة الشعبية للحزب الوطنى ؟
هذا قليل من كثير يمكن أن نقوله .. فى فمى ماء كثير , ولكنى لم أزل أحاول إدارة الأزمة بهدوء واتزان والله أسأل أن يهدينا سواء السبيل .. مع خالص محبتى واحترامى
|