أحمد زكي عدد المشاركات >> 30 التاريخ >> 12/10/2002
|
الاخوة الكرام..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد،
قبل الدخول في نقاش حول الموضوع المطروح أرجو أن نتفق على ما يلي:
أن الاسلام في الأصل عقيدة ومنهاج وطريقة حياة. وقد كان على مر العصور كتلة واحدة لاتتجزأ. كما أن الاسلام كان منظما للحياة السياسية والاقتصادية. ولا يضره سوء تطبيق البعض فيما أدخلوه عليه من (كهنوت) كالكهنوت المسيحي فصار هؤلاء البعض يمارسون الحياة السياسية والاقتصادية كما لو أنهم أنبياء لا يخطئون. وأصبح (إسلامهم) فيما بعد عُرضة لنفس ظروف التزمت المسيحي الذي نشأت في رحمه العلمانية. وحاشا الاسلام أن يكون كذلك.
إن كنا اتفقنا على ما سلف، فإن الخروج على النظام (اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا) والتمرد عليه ينطبق بحقه جريمة الخيانة العظمى، بغض النظر عن تفاصيل ومعايير توجيه التهمة. وبالتالي فإن عقوبة الردة مثلها مثل عقوبة السرقة التي تُعتبر تعديا بحق المجتمع قبل أن تكون تعديا بحق فرد في هذا المجتمع. ولحماية هذا المجتمع ينبغي وضع ما ينظمه من قوانين.
أما بالنسبة إلى أنه خير للمجتمع أن يجاهر فيه مرتدٌ من أن يعيث فيه منافقٌ يخفي ردته، فهذا مطلب لن يتحقق. لأن المنافقين كانوا متواجدين في أكثر العصور مثالية.. عصر سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام. كما وأن مطلب عدم وجود المنافقين مطلب لا يتحقق لعدم معقوليته.
فهل تواجد، على مر البشرية، مجتمع واحد لم يكن فيه سارقون؟
أما بالنسبة إلى الآيات بخصوص الحرية في الاعتقاد والمذهب التي سردها الأستاذ/ موسى، فالحرية هنا هي حرية الذي لم يدخل في دين الاسلام بعد. أما وأن دخل في الدين فإن عليه من الالتزامات بقدر ما له من حقوق.
والقرآن الكريم لم يتطرق إلى تفاصيل الدين. بل تركها للسنة كي تنظمها، فعلى سبيل المثال لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم تتطرق إلى تفاصيل الصلاة على الرغم من أنها عماد الدين.
أما القول بأن حديث واحد (من غير دينه فاقتلوه) قد نسخ جميع تلك الآيات وبالتالي يتعين الأخذ بالآيات وترك الحديث منطق لا يصح في رأيي. لأن ما جعلك توافق على ما جاء في الآيات يجعلك توافق على ما جاء في الحديث. لأن الحديث والآيات قد وردا إلينا بنفس الطريقة: التواتر.
كما قد ورد في الأثر قول سيد البشر: (لاتجتمع أمتي على ضلال).
وموضوع الردة قد أجمع عليه أغلبية العلماء، وهو ليس موضوعا علميا تنقضه الحقائق العلمية الحديثة.
فلماذا التفرق في الرأي؟
يتبادر هنا إلى ذهني تساؤل أرجو إجابته ممن يطرح وجهة النظر الأخرى:
هل هذا الذي كانت له القوة النفسية لمواجهة مجتمع بأكمله، حين يكفر بتعاليمه وأنظمته، سيجلس في بيته مسالما لا يدعو الآخرين إلى اتباع نفس ردته؟
أما النقطة الحرية بالنقاش، في رأيي المتواضع، هي:
أن المولود من أبوين مسلمين لم يُعط الفرصة لاتخاذ قراره فيما يتعلق بدينه.
دمتم بخير
|