اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
7/12/2007 4:02:13 AM
  روح العدالة ( من مفكرة محام كويتى)      

 
خليني أبوس رجلك يا أبى

منذ شهرين تقريبا جاءني عميل في مكتبي ، كان رجلا كهلا يتوكأ على عصاه وقد اشتعل الشيب في كل جسده ، جلس امامى بصعوبة بالغة ، جاء يشتكى من ابنه الأكبر الذي تعدى عليه بالضرب والسب 0
قمت بشخصي بعمل اللازم قانونا ، وتم القبض على الابن وتم تحويله إلى محاكمة عاجلة ، وفى يوم المحاكمة حضرت مع هذا الكهل ، كما حضر الابن أيضا ومعه محاميه ، نظر القاضي في الأوراق نظرة سريعة ثم وجه كلامه للابن وقال :
بتضرب أبوك ليه ؟

فرد مدافعا عن نفسه : محصل هالشيء يا قاضي وأنا مضربت ابوي 0
فقال القاضي : وفوق هذا كذاب !!!
وأراد محاميه البدء في دفاعه ، إلا أن القاضي قاطعه قائلا
:
شوف يا أستاذ أنا عارف انك تبي تؤدى واجبك ، لكن في نفس الوقت أنا ابيك توفر جهدك ووقتك لانى سأصدر حكمي بحبس المتهم ثلاثة سنوات مع الشغل والنفاذ 0

وعندئذ رأيت هذا المحامى قد تغيرت نبرته واشتدت حدته واعترض على هذا القاضي اعتراضا شديدا ،، ولكن القاضي بعد ذلك قال له :
يا أستاذ أنا عارف إن أناهذامخالف القانون ، لكن المتهم هذا يستاهل القتل ،، يا أستاذ في احد محترم يضرب أبوه ؟ يا أستاذ أنا خلاص قررت إصدار الحكم ، وفى نفس الوقت راح اكتب استقالتي 0

وفى خضم هذا الحوار والنقاش وإصرار القاضي على موقفه ،، وفجأة ،، رأيت هذا الكهل الذي جاوز الثمانين عاما قد تحركت فيه مشاعر الأبوة وسارع نحو ولده يضمه لصدره ليحول بينه وبين الشرطة التي تتأهب لاقتياده للمعتقل ، وارتفع صوته فوق صوت الجميع واخذ يصرخ بأعلى صوته :
لا يا سعادة القاضي،، أنا متنازل عن الشكوى ،، ابنى ما ضربني ،، أنا اللي كذاب يا قاضي ،، مابيه ينسجن ، لو أنا مت وهو في الحبس من اللي ياخذ عزايا ويقوم فيه ،، أنا اللي استاهل الحبس ما هو ، أنا اللي مقصر معاه ، أرجوك يا قاضي لو تبي تسجنه لازم تسجني معاه 0

ورأيت الكهل قد انسابت دموعه وأجهش في البكاء حتى ابتلت الأرض من تحته بالدموع ، ورأيت القاعة على الرغم من اكتظاظها بالمتقاضين قد أصبحت وكأن الجميع قد غادروها ، فلم اعد اسمع صوتا ، غير أنى قد لاحظت بعض النساء لم يملكن دموعهن فامسكن بأكمام جلابيبهن ليمسحن العيون 0
ويبدو أن القاضي أيضا كانت تداعبه دمعة تكاد أن تسيل ولكنه حاول إخفاءها خلف نظارته الطبية ثم قرر رفع الجلسة مؤقتا على أن تعود للانعقاد بعد عشر دقائق 0
أعيدت الجلسة للانعقاد مرة أخرى ، وحضر الخصوم أمام القاضي ، ثم وجه كلامه للابن وقال له :
شوف يا بنى ،، أنا سأعطيك فرصة عمرك ومستعد أخليك تروح اللحين ،، ولكن بشرط انك توطى وتبوس رجل أبوك قدام كل الناس الموجودة في القاعة هذي 0

وأسرع الابن نحو أبيه :
اسف يا ابي ،، سامحني يا أبي ،، حقك على

وحاول الابن النزول لتقبيل قدم والده ، ولكن عاطفة الأبوة وحنان ومشاعر ورقة الأبوة منعت هذا الكهل أن يقوم ابنه بهذا التقبيل على ذلك النحو محافظة على كرامة وهيبة ولده أمام جميع الحاضرين ، وهنا سمعت الكهل يصرخ مرة أخرى
:
لا يا سعادة القاضي ،، طول ما أنا عايش ،، ابنى ما اخليه ينذل أبدا ،، ما اسمح لنفسي أبدا انه يبوس رجلي بالشكل هذا أبدا قدام الناس ،، ولو سعادتك شايف أنى بخالفك ،، تقدر تحبسني زى ما أنت تبي ،، المهم أن ابنى هو اللي يروح لعياله وزوجته 0

واخذ القاضي يفكر مع نفسه برهة ، ثم قرر إصدار الحكم بعد المداولة ، واخيرا صدر الحكم الاتى :
حكمت المحكمة بحبس المتهم ثلاثة سنوات مع الشغل ، وإيقاف تنفيذ العقوبة
0
وهنا صرخ الكهل ،، يحيا العدل يحيا العدل ، وذهب حاضنا ولده والدموع تسيل على جسد وملابس الابن ،، ولكنها في هذه المرة كانت دموع الفرح نتيجة عدم سجن فلذة كبده
0
المهم ،، أن هذا الكهل من شدة فرحه ، قام باصطحاب ابنه وخرجا سويا ، ونسى أن يعطيني باقي الأتعاب ،،، يالله ماهو مهم ،، أنا مسامح 0

لكن السؤال الذي دار في ذهني ولم استطع الإجابة عليه هو :
هل أقول لهذا القاضي انك قد أخطأت على تعنتك وإصرارك على حبس الابن على الرغم من تنازل الأب عن شكواه ، وكان يجب عليك تطبيق القانون وليس مخالفته ؟ أم أقول له أنك قد أصبت لأنك أردت تطبيق روح ومبادىء العدالة بأسمى معانيها ؟

منقول 
http://www.kuwaitup.com/vb/showthread.php?t=57633


  سعيدعبدالمقصود    عدد المشاركات   >>  33              التاريخ   >>  12/7/2007



هل أقول لهذا القاضي انك قد أخطأت على تعنتك وإصرارك على حبس الابن على الرغم من تنازل الأب عن شكواه ، وكان يجب عليك تطبيق القانون وليس مخالفته ؟ أم أقول له أنك قد أصبت لأنك أردت تطبيق روح ومبادىء العدالة بأسمى معانيها ؟

عزيزى الغالى/ ابو فواز تحية عطرة من القلب 0000 وانى ارى ان القاضى فى هذة القضية لم يخطأولكنة أصاب كل الصواب فى ان طبق روح القانون لان الصلح جائز بين المسلمين ولعل موقف القاضى المتشدد فى بداية الامريكون رادعا لهذا الابن العاق  وأمثالةوشلت يداة وأيدى امثالةاما عن مشاعر الاب فلاغرابةفى هذا الامرفاالاب بعد الرب سبحانةوتعالى




 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1358 / عدد الاعضاء 62