|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 5/1/2006 11:52:11 PM
|
مقال اعجبنى !
|
لا أظن أن يوما أتى على مصر وقد باتت فيه تبكى كرامة قضاتها المهدرة على أيدي العابثين الخاطفين للسلطة الساعين إلى توريثها حماية لفساد استشرى ولأوضاع استقرت على الحرام، ولا أظن أنه خطر ببال أحد، ولا الشياطين المردة خطر ببالهم أن يأتي يوم يسحل فيه قاض ورئيس محكمة، فقد كان القضاء دائما خطاً أحمر أرفع شأناً من أن تحاول جهالات السلطة التنفيذية أن تتخطاه، وكان القضاة دائما أشد حصانة من تلك التي يعطيها لهم القانون والدستور، وكانت الأنظمة مهما بلغ حمقها ومهما تحامقت سطوتها تتوقف عند حدود الاحترام الواجب لقضاء مصر وقضاتها، ولم نسمع ولم يسجل التاريخ ولا حتى فيما سمي بمذبحة القضاة كل هذا الصلف والجهل والعنفوان والإرهاب فى التعامل مع ملف القضاء!
فى كل عصر كان لصلف السلطة حدود، وكان لديكتاتورية الحاكم مجال لا تتعداه، وفى هذا العصر لم يعد لصلف الحكم حدود وتخطت ديكتاتورية السلطة كل مجال!
لم نعش يوما كل هذا العبث بمصير البلد وبمستقبله، حالة لم تعهدها مصر، رئيس يمسك بخناق البلد على حافة الهاوية، ولا مبالاة غير محدودة أمام مخاطر حقيقية تحيق بالنظام وتخنق البلد وتضعه فى مهب ريح صرصرٍ عاتية، ولا أحد يتحرك أو يحرك ساكناً أمام وطن يكاد يحترق بمن فيه، تأكله نيران الفتنة الراقدة تحت جمر مشتعل، وتتحرك في جوفه تيارات للإرهاب أطلت برأسها منذ أكثر من تسعة عشر شهراً، وأوضاع معيشية تسوء كل يوم بوتيرة متسارعة، ولا أحد يبدو مهتما بغير ملف واحد يحرك كل الأمور في مصر المحروسة بنواطير تحولت إلى ثعالب وكادت العناقيد تفني، ولم يعد في مقدور شعب أنهكته الخصخصة وأقعده الفساد أن يواصل الحياة تحت حكم منهار يريد أن يأخذ في طريق انهياره الجميع!
لا يمكن أن يحكم بلد في حجم مصر وتاريخها بالعناد، وقد وصل العمى إلى الحد الذي لا يرى أهل الحكم غير مجالس التأديب أسلوباً للتعامل مع القضاة، وهل يحتاج قضاة مصر إلى تأديب، أم أن غيرهم أحوج إليه!
ليس في مقدور أحد أن يتحايل على غضبة قضاة مصر، فعندما يغضب القضاة فلابد أن يستجيب الحاكم لا أن يعاند!
لا يمكن لهراوات البوليس أن تحكم بلداً، ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن بلداً ينتفض فيه القضاة يمكن أن يبقى مستقراً!
لا يمكن أن تترك الأمور تمضى هكذا من سيئ إلى أسوأ وأنتم لا تفعلون شيئا غير أن تضيفوا إلى جذوة النار المتأججة حطباً وجازاً وبنزينا!
لقد فاق طغيانكم كل حد، ولم يعد يفرق بين القضاة رموز العدل وسدنته وبين المسجلين خطر فيسحل قاض في الشارع وبأيدٍ أحقر من أن تصافحه فضلاً عن أن تؤذيه!
نحن لا نطلب منكم أن تكونوا ديمقراطيين، فقط كونوا آدميين، كونوا ديكتاتوريين، أو كونوا كما تشاءون، فقط لا تأخذوا البلد معكم إلى جحيم!
بداية أرحب بكم الأستاذ الفاضل حسين وأقول لكم أهلا بكم أخاً جديداً في واحة منتدى المحامون العرب حيث ستجدون الفائدة والمعلومة القيمة
ومن ثم أشكر اختياركم لهذا العمل بما ورد فيه من معان ومعاناة لواقع الحال
لكم كل التحية
المحامية مجد عابدين
فأنا هنا جرح الهوى ...وهناك في وطني جراح
وعليك عيني يا دمشق .... فمنك ينهمر الصباح
|
|
|
|
|
|
|
الانتقال السريع
|
|
|
عدد الزوار 2240 / عدد الاعضاء 62 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
| |