اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
7/10/2005 8:41:28 AM
  افتراء وحسد بالعدل ينال المرء ما يستحقه      

افتراء وحسد

هذا مقالة للدكتور وهي جزء من اجزاء نشرت في مواقع هامه وجميعها مؤثره وهي موقع الاقتصادية

جريدة الاقتصادية الأربعاء 1426-02-20 هـ الموافق 2005-03-30 م العدد 4188

« إشكالية» مشاركة المرأة السعودية في المجتمع (3 من 3 )

د. عبد الله بن مرعي بن محفوظ
بعد كل م تقدم في الجزء الأول والثاني من المقال، علينا أن ندرك أن مشاركة المرأة في المجتمع لا يمثل هزيمة للرجل بل سيكون ذلك دافعاً للرجل للمزيد من الإجادة، وسيمثل للمرأة الفرصة لإثبات جدارتها والترشح لمناصب تستطيع من خلالها أن تزيح الظلم الواقع على عاتقها وأن تقدم الصورة الحسنة للإسلام ولتقاليد أمتنا المحافظة في عملها وتعامله في المجتمع، وتعمل على تكريس النظام ضد من يعمل علي تجاوزه، مثل تعدي بعض الأزواج عليهن بالضرب وحرمانهن من أبسط حقوقهن الزوجية، وسلب رواتبهن وأموالهن، وتزويجهن بغير رضائهن وعدم تمكين الكثيرات منهن من رؤية أطفالهن عند وقوع الطلاق وغير ذلك من أنواع الظلم الأخرى .
من الضروري أن نعي أن السماح للمرأة بالمشاركة في المجتمع ليس منحة نمنحها إياها، وليس صدقة نتصدق بها عليها، بل هو حق أصيل لها تكفله له حقوق المواطنة، ومشاركتها في كافة شؤون الحياة من البديهيات التي لا خلاف عليها، لأنه من غير المعقول تهميش نصف المجتمع ونمنعه من حقوقه إرضاء لأوهام تسيطر على أفكار قلة من ""المتوجسين"" من التغيير والتطوير، والذين يعضون بالنواجذ على المتوارث. وذكرت جريدة ""عكاظ"" يوم الأحد 27 آذار (مارس) تصريحا حول تعيين محضرات خصوم يباشرن إجراءات المدعى عليهن من النساء، وذكر الدكتور صالح المحيميد رئيس محاكم المنطقة أن تعيين المحضرات سيتم قريبا سعيا لتعامل أفضل مع النساء. وأكد المحيميد أن هذا الإجراء (ليس صعباً .. ولا مخالفاً للشريعة الإسلامية ).
ذكرت الأميرة موضي بنت خالد من جمعية النهضة الخيرية النسائية، التي تعين نحو ألفي عائلة فقيرة، أنها تعمل جاهدة على الترويج لفكرة توظيف السعوديات بديلا عن العمالة الوافدة. تقول إهم على استعداد بعمل بتكلفة أقل، كما تقول، ولن يحتاجوا إلى إسكان أو رسوم تأشيرة أو تذاكر سفر. هناك عدد قليل نسبيا من النساء يعملن وسبب ذلك غالب يعود للقيود التي تمنع اختلاط النساء بالرجال في مكان العمل وهذا عمل شرعي يمنع تجاوزه ولكن ما الحل في الوضع الحالي؟ نعمل قطاعات نسائية كاملة. ولتخطي ذلك فإن جمعية النهضة تدير ثلاثة مصانع صغيرة جميع عمالتها من النساء بارك الله في عمله .
إن المطلوب ليس مجرد مشاركة المرأة في الانتخابات، بل يتجاوز ذلك بكثير ليشمل أملا من الأمة في مكرمة من ولي الأمر بمنحها مقاعد في مجلس الشورى بالتعيين وم المانع في هذا؟ حيث أكد الأستاذ أحمد اليحيى مدير عام الجلسات في مجلس الشوري في جريدة ""اليوم"" بتاريخ 31 كانون الثاني (يناير) أنه (لا يوجد هناك ما يمنع أن تكون المرأة عضوا في المجلس خاصة وأن المرأة السعودية حاضرة في العديد من المشاركات التي يستدعيها فيها المجلس لمناقشة قضايا تهمها)، وتأكيدا على ما ذكر نقول يجب توليته المناصب القيادية في القطاعات التي تمس حياة المرأة بصورة مباشرة، وتوسيع نطاق مشاركتها في بناء الوطن وتطوير حركة المجتمع، وتوفير الوظائف لآلاف الخريجات العاطلات ومنحهن حقوقاً وظيفية مساوية لما يناله أقرانهن من الخريجين .
ولا جدال أن الوقت الحالي بات ضرورياَ لإيجاد آلية تُمكن النساء من متابعة قضايا الأحوال الشخصية الخاصة بهن من نفقة وطلاق وغيره، ولا سيما إذا ما أخذنا في الاعتبار النسبة المرتفعة للطلاق في السعودية والتي قاربت 30 في المائة من إجمالي عدد الزيجات. ومن الأهمية بمكان إزالة العراقيل التي تقف أمام انطلاق المرأة في المجال الاقتصادي .
ولنعترف أن هناك من يحاول إعاقة مسيرة المرأة السعودية واضعين أمامه العقبات ويعارضون منحها حقوقها المشروعة، وهم لأجل ذلك يفسرون نصوص القرآن والحديث بما يتماشى مع هذا الهدف عكس الدول الإسلامية الأخرى، ويقومون بما يشبه ""لي عنق "" النصوص من سياقها وتكريسها للمفاهيم التي تنادي بـ ""حصر النساء في المنازل وعدم إعطائهن الفرصة للإبداع والمشاركة لأنهن أصل كل فتنة وسبب كل مصيبة .
إن خطوات الإصلاح التي توليها القيادة السعودية الرشيدة جل اهتمامها، ينبغي أن تجد تأييد كل حادب على مصلحة هذا الوطن وأن نكون قوة دفع إضافية لها، لا أن نصبح عقبات أمامه . ولنا في الملك العظيم فيصل بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أسوة حسنة عندما أصر على فتح المدارس أمام البنات لينهلن من معين العلم كؤوساً صافية تعينهن على أداء وظائفهن السامية وتزودهن بالثقافة والعلم والورع ليقمن بنقل ذلك كله إلى أولادهن . إن الإسلام جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة والعمل فريضة، إلا أنه كانت هناك بعض الأفكار المرتبطة بالتقاليد التي عارضت ذلك القرار بشدة لأنه على حسب زعمهم سيجلب المفسدة ويسبب الكوارث، لكن الملك فيصل ـ رحمه الله ـ ثُت على موقفه وأصر عليه وأطلق قولته الشهيرة إن ""المدارس ستظل مفتوحة ولو لطالبة واحدة "" ، فاستجاب الكثيرون وأرسلوا بناتهم ، فنالت المرأة نصيبها من التعليم وأسهمت في تطور الوطن وتحقيق نهضته التنموية والفكرية .
ذكرت إحدى السيدات أنها حرمت من التعليم في مقتبل العمر وبعد وفاة زوجها في حادث سيارة ومنذ ذلك الحين تعول وحدها ست بنات وأربعة أولاد. تعمل هي واثنتان من بناتها بتقديم القهوة في حفلات الموسرين لتكسب بعض النقود، ويأتيها طعام من جمعيات خيرية. كان دخل الأسرة 20 ألف ريال في السنة من الضمان الاجتماعي، ولكن تم تخفيضه كثيرا منذ بلغ أبناؤها عمر 16 سنة، وأبناؤها لم يتمكنوا من العثور على عمل. بسبب أنهم لم يتخرج أي منهم في الجامعة ولم تقبلهم جامعة الملك سعود بسبب نسبة التخرج من الثانوية .
"" الحياة صعبة وأصبحت أكثر صعوبة الآن على الجميع""، إن إحساس المرأة بالظلم والتهميش والاضطهاد يمثل قنبلة موقوتة يجب انتزاع فتيلها إذا أردنا لهذا الوطن أن يتقدم ويتطور، لأننا إذا لم ننصفها فلن نحصد في المستقبل إلا أجيالاً هشة لأن من يحس في قرارة نفسه بالغبن والحقد لن يكون قادراً على تربية أجيال معافاة ومؤهلة وقادرة على تحقيق آمال الأمة . وعلينا أن ندرك أن الوطن في حاجة إلى جهود جميع أبنائه ولا يستقيم أن نمنع نصف هذه الطاقات لأعذار واهية، وعلينا أن نتكاتف جميعاً لتحقيق التنمية والمساواة والعدالة .
علينا أن نعلي من قيمة النقد الذاتي لمجتمعنا ومراجعة النفس، ليس جلداً للذات إنما للوقوف على المظاهر السالبة في المجتمع وتقويمها ومراجعة نقاط الضعف وتلافيها، واكتشاف ما هو رائج في مجتمعنا من تقاليد ألبسناها ثوب القداسة وأحطناها بهالات التقدير والاحترام .
نحن مطالبون بأن ندرك أن العالم يتطور من حولنا ويتغير وأننا لا يمكن أن نعيش في عزلة بدعوى الخوف من السقوط في ""البدع "" ، وعلى أصحاب ""الفكر المحافظ"" أن يدركوا أن إصرارهم على رفض التحديث ومواكبة العصر، إنما هو انتحار على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
ومن المنطقي هنا التأكيد على أن علماء الأمة وفقهاءها الثقاة يمكنهم أن يستنبطوا من الدين ما يساير واقع العصر، ويكون في الوقت ذاته متوافقاً مع الأصالة التي ترتبط ارتباطاً قوياً بهوية هذه الأمة التي تميل إلى المحافظة ومراعاة الخصوصية. ولا بد في الختام من أن نحني هاماتنا إجلالاً للكثير من العلماء والدعاة الصادقين، الذين أبدوا تفهماً كبيراً لقضية حقوق المرأة ولم ينكروا ما تتعرض له من ظلم فادح، وأكدوا على ضرورة معالجة هذا الجرح الدامي حتى لا تنكأه أيادي المتربصين بهذا الوطن، وحتى تؤدي المرأة السعودية بمهمة تربية أبناء الأمة وشبابها بنفوسٍ مطمئنة وقلوبٍ راضية . null


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2209 / عدد الاعضاء 62