بيروقراطية الموظف العام في اقبح صورها
اتصل بي احد الاخوة قائلا ان احدى الفاضلات ابتليت – بزوج مدمن- الى اخر القصة الطويلة. في النهاية اصبح الرجل الزوج ديو (عديم الغيرة على اهله). واصبح يستغل وفات ابوها وامها وسفر اخوها وعدم وجود من تلجاء اليه وشعورها بالضعف المهين. ووصلت درجة الانحطاط وذوبان الغيرة الى ان اصبح منزلة كالحانة. ابواب مشرعة ورجال من كل الاصناف داخلة وخارجة. يأتون في وضع مريب وفي كل وقت . وجوه مكفهرة عابسة هائمة عليها غبرة موحشة كدرة مستنكرة.
كانت تحتسب تصبر وتنتظر الفرج.
وصل اليها التربص والتحرش والابتزاز!
صار لزاما عليها حسم الموضوع نهائيا.
وصار الخيار الوحيد الطلاق أو الفرار الى أي طريق فهو ارحم.
اين تذهب وكيف تعيش؟!
كيف كان المجتمع سابقا وكيف اصبح الان؟
كيف كان هناك مكان للمراة ان تكون مع المراة في الحقل وتعيش بستر في كنف أي قريب أو جار في مثل هذه الظروف؟
المهم الام اصبحت اما لبنت عمرها 13 سنة.
اصبحت البنت محل الانظار التائهة الجائعة,, خصوصا انها رزقت بقوام انضجها قبل عمرها. ولا اريد ان اصف انوثتها المبكرة , ولكني اقول ان لديها انوثة مبكرة!!!
اصبح التحرش مباشرا ووقحا ومخيفا, ونسيت المرأة نفسها عند بنتها.
وصل الان الى بنتها التربص والتحرش والابتزاز!
صار لزاما عليها حسم الموضوع نهائيا... والاب في كل ذلك ليس غائبا فحسب بل انه مصدر الخلل. حيث ان وجوده هو سبب وجود كل هذه الحشرات.
وصار الخيار الوحيد الطلاق أو الفرار الى أي طريق فهو ارحم.
مالرأي ايها المحامي؟؟
واخذت في الفلسفة من غير لزمة!!!
يعني هذي قضية اجتماعية مو قضية قانونية!
يعني وين تبي تروح لما تطلق؟؟
يعني مو لونصلح حالهم وحال ابيهم افضل؟؟
انا مالي بالقضايا الاجتماعية وعمري مانظرت في قضية من هل القبيل؟؟؟ بس خليني اشوف والا خليني اتصل باحد الزملاء.
الله يخليك شوف ولا تتأخر! ترى الامور سيئة للغاية!
على كل حال حنا نقدر نرفع قضية خلع, بس يبي لنا مانبين انها قضية خلع على شان مانخسر تعاطف أو... القاضي! سارسل لك اللائحة غدا عاجلا كاول شيء اعمله غدا!
****
تقدمت الزوجة المغلوب على امرها بطلب الطلاق أو الخلع.!!
تقدمت وحيدة تجر ضعفها وهوانها, ومع ثقل ماتجر, تحمل كل احزان وهموم العالم.. تقدمت وحيدة الى عالم غريب جدا لم تألفه! وحيدة بدون المحامي الذي اكتفى بكتابة المذكرة من برجه العاجي, وحتى من دون الوسيط(فاعل الخير) الذي كلم المحامي عن الحالة في غمرة من غيرة النشاما العربية. ثم انطفأ !!!
وحيدة الى المحكمة
الى ظل العدل
الى فيء الرحمة
الى حنان قلب القاضي
الى حيث نصرة المظلوم
ايوه المظلــــــوم
الى حيث القوي ضعيف حتى يؤخذ الحق منه
الى حيث تصان كرامة الانسان
الى حيث تصان كرمة وعفة الحرائر
كانت الحالة قد تطورت الى حالة الغليان حيث اصبح الزوج يضرب زوجة صباح مساء , اصبح الضرب المشوه هو الغداء والعشاء وهو لذيذ طعام الافطار! اصبح نحيب الام امام اطفالها بشكل ليس يومي فقط ولكن متكرر يوميا ,, وجبة لاطفالها ايضا وهو مايؤلمها ويكسر قلبها.
هي ثلاث مرات هذا القاضي الفض الجلف بكل صلافة وتجاهل وصدود يطلب من المدعية ان تحضر محرمها معها, ويؤجل القضية بشكل جنوني. والزوجة تقول راجية ومسترحمة ان محرمها هو خصمها ولا تملك ان تحضره فكيف يكون لها ذلك.
في المرة الاخيرة كان القاضي في اقسى حالاته وفي اوضح حالات تهربه.تهرب من الزوجة وعنفها ونهرها. بل وهددها !
اسودت الدنيا اكثر في وجهها ودب يأس جديد الى يأسها.
صاحت في وجه القاضي في غضب وجد! إنه إن لم يحسم الامر سيقتل احدنا , انا أو زوجي أو بنتي!
تجاهل القاضي كل شيء
في هذا الأثناء سلكت كل السبل لحل معضلة القاضي , وراحت الى جميع الادارات الحكومية ذات الصلة من الامارة الى الضمان الاجتماعي!
راجعت الاحوال المدنية , حاولت الحصول على بطاقة! على برنت من سجلها المدني! على ورقة باثبات الحالة, خسرت الكثير على الليموزين رايحة جاية على موظفين لا يريدوا ان يعملوا أي شيء, وفي كل لحظة يقولوا خلي زوجك يجيء! والخافي اعظم! كمان!
خلال ايام كانت وجبة الافطار ضربا داميا ساحقا ماحقا استدعى دخولها المستشفى لمدة اسبوع, بعد رفض المستشفى قبول الحالة الا بتقرير من الشرطة.
ومرت الحالة في الشرطة والمستشفى ولا كان شيء صار, كانه شيء طبيعي!
كان جلوس الزوجة لمدة اسبوع في المستشفى كافيا لضياع اولادها!
خرجت من المستشفى, ونظرات اولادها زائغة وبدون معنى, حتى خروجها من المستشفى اصبح لهم من دون معنى, ولم يفرحوا به, وكأن القادم هو من الشارع وليس امهم! ظنت ان ذلك من هول الصدمة, وذهبت تسأل ابنتها يامهجة قلبي مابك؟ هل ضربك ابوك؟ هل تحرش فيك احد؟ والبنت ساكته أو نافية, ولكن قلبها ولسان حالها يقول ياليته بس تحرش!!! وليس هناك قلب يقرأ قلب البنت مثل قلب الام!!
كل يوم يمر كلما تكون الفتاة اسواء فاسواء , وكلما تزداد ظنون الام! ويزيد ايمانها العميق انه لم يعد لاي شيء أي قيمة أي شيء على الاطلاق!! أي شيء, حتى القاضي تمنت انه امامها وان معها سلاح بذخيرة لا تنتهي لتطلق عليه حتى تشفي غلها.
اربعة ايام فقط من حادثة المستشفى, البيت مدمر بالكامل !
الزوج يقتل والام وابنتها يغتصبون!
الاب يُعطى جرعة عالية ثم يذهب (ز) يغتصب البنت ثم تخيفه جريمته ثم يرجع على الاب وينهي حياته خنقا وركلا وطعنا! ويذهب (ب) - وهوالمدبر الرئيسي وكان يخطط لايقاع الام منذ تعرف على زوجها- يغتصب الام, تقاوم الام, تقاوم الام يعريها , ينال منها جنسيا , تنجح الام في طرحه ارضا بعدما اعياه المخدر والمقاومة الشرسة, الام تريد الهرب! ام تريد الاطمئنان على طفلتها! (ز) يخرج سكينا. تقاوم ليلى ! تسقط السكين! تلتقط ليلى السكين وتعاجلة ببضع واربعين طعنة!! اقلها قاتلته!
طبعا لاشيء سيتعدل لا شيء سيتغير! لتستمر المعاناة ويكثر الضحايا.
الرجاء مراعات ان هذا مختصر القصة, واتمنى ان لا يخل الاختزال بالمعنى!