السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرى أن أفضل أسلوب للتعامل بين الطوائف المختلفة بين المسلمين هو القاعدة الذهبية للأستاذ محمد رشيد رضا : نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
وأعتقد أن ذلك لا يتحقق الا بتربية أنفسنا وتربية أبنائنا على عدم التعصب للرأى وقبول الآخر والتحاور معه وعدم ازدرائه لمجرد مخالفته لرأينا والقرآن الكريم ملئ بمثل هذه الحوارات فالله جل في علاه وهو أغنى الأغنياء عن كل الخلق يحاور خلقه من الملائكة : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ، بل إنه يحاطب السموات والأرض : ( ائتيا طوعا أو كرها ) ، ويخاطب النحل ( وإذ أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون )،
بل الأكثر من ذلك أنه جلت قدرته حاور ابليس وقد ورد ذلك في أكثر من موضع في القرآن
كما أن الانبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا جميعا في حوارات دائمة مع أقوامهم ولم يكن الخلاف بينهم وبين أقوامهم مجرد خلافات فقهية فرعية وإنما كانت خلافات عقدية جوهرية خلافات بين الكفر والايمان ،
أما فيما يتعلق بأدب الحوار كما ورد في مداخلة الاخ حمورابي فهو أمر بالغ الأهمية وقد علمنا القرآن الكريم وعلمتنا السنة النبوية المطهرة كيف يكون أدب الحوار فالقرآن يأمرنا بالجدال بالتي هي أحسن مع المخالف في الرأي ، ثم هل هناك أدب في الحوار أكثر مما ورد في قول الله تعالى : ( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما كنتم تعملون )
إن الله يبغض الكفار والطغاة والظالمين والمستكبرين وكلها صفات تحققت في فرعون ومع ذلك حينما أرسل إليه موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام قال لهما ( فقولا له قولا لينا )0
والسيرة النبوية العطرة مليئة بحوارات النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مع مشركي مكة ومع اليهود والنصارى وكيف كان يصبر على أذاهم ويحاورهم ويجادلهم بالتي هي أحسن
والكلام في هذا الموضوع كثير ، وأظن أن هناك من هو أقدر مني على الكلام فيه وإنما أردت أن أدلى بدلوي فيه بما أرجو أن يتقبله مني وأن ينفع به المسلمين ،
بقى أن أعلق على ما ورد في مداخلة الأخ حمورابي من مسألة حب آل النبي فقد رأيت في كلامه ما قد يشتم منه رائحة إتهام لأهل السنة بعدم حبهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع حسن ظننا بأخينا فإني أؤكد بأنه لا يوجد من أهل السنة بل لا يوجد مسلم واحد على وجه الأرض لا يحب آل بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أن هذه مسألة عقدية لايمكن الفصال أو الخلاف فيها
فمن منا لا يحب فاطمة بنت محمد سيدة النساء واحد المصطفيات الأربعة وهي قطعة من النبي ، ومن منا لا يحب على الامام العادل والمؤمن الصادق زوج البتول أخا الرسول أبا السبطين ، ومن منا لا يحب سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما ، من منا لا يحب سيد الشهداء حمزة وجعفر الطيار : ( اللهم صلى على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآ ل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )0
وبالنسبة لكتب الفقه عند أهل السنة فإنك لا تكاد تجد مسألة فقهية لا يوجد فيها رأي ابن عباس ، كا أنها مليئة بآراء سيدنا على رضى الله عنه ، ، وجعفر بن محمد الصادق وغيرهم الكثير والكثير.
هذا وجزاكم الله خيرا ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين المطهرين وعلى صحبه الغر الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وقولوا للناس حسنا ) محمد المغني |