ليس كلا من كان اباه وزا  يكون عواما
 
مثل مصرى قديم عشش بعقولنا فكان له تأثير سلبي علي حياة البعض منا  وهو يقول ( ابن الوز عوام )  - ربما صدق هذا المثل في ناحية واحدة من النواحي وهي التمثيل – لانه طبيعه وجينات وراثيه في الشعب المصرى – فنحن لدينا اكثر من  قناع نضعه علي وجهونا حسب الموقف _ ومنذ مرحلة الطفولة ونحن نمثل علي الاباء والامهات , ثم عندما نكبر نمثل علي رؤساؤنا في العمل .. نفاقا او رياء او قرفا – المهم نحن بارعين جدا في التمثيل . ومادون ذلك اثبتت الحياه بانه ليس كل ابن الوز عوام.
انما الموهبه الحقيقية هي في حد ذاتها ومع اصقالها هي التي تؤدى الي النجاح-  فكم رأينا لاعبين كرة مثل علي علي زيوار وشريف مدكور والذين مارسوا كرة القدم بالنادى الاهلي واحسوا بانهم ليسوا بالقدر المهارى الذى يمكن من خلاله اضافة مزيد من التاريخ الناصع الي اسم الاسرة – لم يفكروا في لمس الكرة ,   ال صالح سليم – والذى استشعر اولادة بعظمة ابيهم وتاريخه – لم يفكر احدا منهم لعب الكرة او حتي الترشيح لمجلس ادارة النادى الاهلي وهو حق لهم كفلته لهم العضوية والدستور – احساسا منهم بانهم لن يضيفوا المزيد الي تاريخ اسرتهم.
اضافه الي اننا لم نرى احدا من اسرة الراحل محمد نجيب طمع في ان يلعب دورا سياسيا – فاكتفي بصفحات التاريخ القصيرة لوالده .  واولاد الرئيس عبد الناصر اختلفنا او اتفنقا عليه  فلم يفكر احدا من اولادة في العمل السياسي  لانهم وللظروف الدوليه لم ولن يتمكنوا من اضافة المزيد الي انجازات والدهم , لذلك لم يحاولوا -  كذلك الانسان الخلوق جمال السادات وباستشعارة بان انجازات والده سوف تكون خالده خلود الزمن – لم يحاول اقتحام مجال والده بعد وفاته – فلن يضيف الي اسم اسرته شيئا .
وعلي المستوى العام  فكل اب يتمني صنع تاريخ لاسرته , واسما لامعا – لكن هذا يعود الي مكونات ومتطلبات قد لا تتوافر للبعض – فمنهم من يحجم طموحاته قصر اليد – ومنهم من يملك المال لكن تنقصة الموهبه والعلم . فلا يتحقق لاى منا ما يتمني  من صنعه لتاريخ عائلي – فيتلاشي مع الهواء ولا يحقق ما يتمناه.
وقد تتجمع كل الظروف المادية والنفاقيه والنفعيه  في تلميع شخص معين لاستكمال مشوار ابيه  والذى لم تكن له اضافه حقيقية  فيحاول جاهدا وبفريق مقرب له ان يصنع تاريخا جديدا لاسرته. هذا في شتي المجالات – هل ينجح في الاضافه ام يكون خصما من رصيد والده. هذا في مجال الطب والهندسه والمحاماه وحتي ينطبق علي المهنين والحرفيين .  لكن يبقي في النهاية ليس كل ابن وز عواما.
 
سامي عبد الجيد احمد فرج