حدثنا محمد بن الحسن قال دخل اللصوص على رجل فأخذوا متاعه واستحلفوه بالطلاق ثلاثا أن لا يعلم أحداً قال فاصبح الرجل وهو لا يرى اللصوص يبيعون متاعه وليس يقدر أن يتكلم من أجل يمينه فجاء الرجل يشاور أبا حنيفة فقال له أبو حنيفة أحضرني أمام حيك والمؤذن والمستورين منهم فأحضره إياهم فقال لهم أبو حنيفة هل تحبون أن يرد الله على هذا متاعه قالوا نعم قال فاجمعوا كل ذي فجر عندكم وكل متهم فأدخلوهم في دار أو في مسجد ثم أخرجوا وأحداً واحداً فقولوا هذا لصك فإن كان ليس بلصه وإن كان لصه فليسكت فإذا سكت فاقبضوا عليه ففعلوا ما أمرهم به أبو حنيفة فرد الله عليه جميع ما سرق منه.
حدثنا يحيى بن جعفر قال سمعت أبا حنيفة يقول احتجت إلى ماء بالبادية فجاءني أعرابي ومعه قربة من ماء فأبى أن يبيعها إلا بخمسة دراهم فدفعت إليه خمسة دراهم وقبضت القربة ثم قلت يا أعرابي ما رأيك في السويق فقال هات فأعطيته سويقاً ملتوياً بالزيت فجعل يأكل حتى امتلأ ثم عطش فقال شربة قلت بخمسة دراهم فلم أنقصه من خمسة دراهم على قدح من ماء فاسترددت الخمسة وبقي معي الماء.
أحمد فراج - اسكندرية