التهمة الأولى

1- نزار ليس بشاعر و لايفقه معنى الشعر

نزار لايعرف معنى الشعر بل يشوهه بتعريف يحط من جماله وروعته ووظيفته وهدفه .فمفهومه الخاص لايدل الى عدم

شاعريته فقد اخرج الشعر من طبيعته الجمالية وغاياته النبيله والقى بها في مهب الريح فاذا كان كان الشعر عند سلام الجمحي

((الشعر صناعة وثقافة يعرفها اهل العلم والثقافه كسائر الصناعا ت)) وعند الاديب معروف الرصافي(( الشعر مراه من

الشعور تنعكس فيها صور من الطبيعة بواسطة الالفاظ انعكاسا يؤثر بالنفوس انقباضا وانبساطا والشعر يكون في المنظوم كما

يكون في المنثور ))
ويقول رمزي الفرنسي ((ان الشعر لايكون شعرا الابالاتصال بين روحين منسجمين ))

هؤلاء هم الادباء والشعراء الين فهمو معنى الشعر فهو المرتبط الاول بالاحاسيس والمشاعر والخيلات المجنحة لدرجة

الانسجام بين قارئه وكاتبه فيبكي لبكائه ويضحك لضحكه ويعشق لعشقه فهو كما قال الشاعر الشعر دمع الذي لادمع يسعده

والشعر مالم يكن ذكرى وعاطفة او حكمة فهو تقطيع واوزان .. وهو كما قال ارسطوطاليس (( الشعر يطهر النفوس من

ادرانها مما يتيح لها التنفيس حين تنفعل بالبكاء ))اذا الشعر يسمو بالنفس البشريه ولايحط منها الشعر يطهر القلوب من ادرانها .
ويخلق لها احساسا مرهفا ساميا اما عند نزار فأن لايفقه كل هذه التعريفات بل لايؤمن بها لان ماخطته يداه طوال السنين لايعد

شعرا وهو في حقيقه الامر اسفافا واخلالا بالاحاسيس فيقول في مفهوم الشعر ( الشعر هو هذه اللغة ذات التوتر العالي الذي

تلغي كل لغة سابقه وتعيد صياغتها من جديد )
ويقول في موضوع اخر (( الشعر هوالكلام المجنون الذي يختصر كل

العقل ,والفوضى التي تختصر كل الكلام ))
ويقول في موضع اخر ((الشعر ذلك الفن الخارج عن القانون ويعكس قمة العداله ))وكل تعريفاته الثلاثه ترتبط بالتوتر فهو لغة لكنها متوترة بل عالية التوتر تلغي كل اللغات ولاتعترف بسواها حتى اصبحت لغة

مجنونة تلغي العقل ولاتقبل الحكمة وتلغي النظام وتمجد الفوضى وهو فن لايعترف بالقوانين فيعد الخروج عليها عدلا كما هو

عند المدعو نزار فتحول الشعر الى كتابه هيستريه وتصادميه وارهابية ..

فيقول في قصيدته شمعة ونهد ..

يسكن فيها شاعر
افكاره بدعه
يرمقها ويثني
يخط في رقعه
صنعته الحرف فيالهذه الصنعة



فهو يتلذذ اذ خرح عن التصنيف بافكار بدعه فحتى يكون شعرا يحب ان يخرج عن القانون ويخدش الحياء ويقل الادب ويثير

القلق ويكسر الشريعه ويزيل القناعه ويحرق العالم بالكلمات ..

سرقة النار كانت هوايتي
منذ بدأت كتابة الشعر
لم اسرق نار السماء كبروميثيوس لان السماء لم تكن تهمني
كانت نار الارض مطلبي
واشعال الحرائق في وجدان الناس وفي ثيابهم هو هاجسي
كنت اؤمن ان الشعر هو اشعال عود ثقاب في اشجار الغابه اليابسة !!!!


فشعر نزار يحرق ولايورق يغرق ولاينقذ يحطم ولايجبر يهبط ولايحلق يغلق ولايعتق

فجميع ما كتبه لايعد إلا ضربا من الهذيان وجرعة من الغثيان وقتلا للأحاسيس الجميع وزرعا للسموم الخبيثة
سيدي القاضي حضرات المستشارين
انني ادحض مزاعم المدعي العام واطعن باقواله اذ لا تستند الى وقائع انما هي مجرد افتراءات وعداوة شخصية تكنها المدعي العام لموكلي وهو براء مما الصق به من تهم ونقي نقاء الثوب الابيض من الدنس والخطيئة __________________
التهمة الثانية

2- نزار نرجسيا معقدا اوديبيا ساديا شاذا

المدعو نزار مصاب بمرض نفسي خطير يجعل شعره سما لايلتهمه انسان الا ويمرض ,فصاحبه المرض طفلا وشابا وكهلا

وعجوزا متصابيا ,,فالنرجسيه المعقدة تركت اثارها على فكره وسلوكه وشعره .ولم يحاول الخلاص من هذه النرجسيه البالغة

حد المرض بل رضي بها مختارا ومعجبا ومفتخرا بها فوفر لها التربه الخصبه لتنمو في نفسه وتخرج ثمرا مريض لايألكه سليم

معافى الا وقام منها مريضا ,,فظل نزار مفتخرا بنرجسيته وساديته غير مدافع عنها يتجلى ذلك بوضوح في عشقه لذاته عشقا

جنونيا ظهر بجلاء في موقفه من نفسه وفي موقفه من الاخرين وماجنون العظمة الا مرحله متأخره من انواع النرجسيه فشاعر

القرن العشرين هو شاعر مجنون . فهو الوحيد الذي لاينتمي الى المجتمع وهو المميز, وهو الامر الناهي, الذي يحكم في كل

شي بل انه المتحكم في الحكام انفسهم من الملوك والامراء وهو الذي يوليهم ويعزلهم !!بل زعم انه اله متسلط لايربطه

بالبشر الا الشكل الخارجي فحسب فيقول متفاخرا بجنونة النرجسي ..

الم تسألي صاحباتك
ماذا اقو ل انا ملك النرجسية حينا
وحينا سفير الجنون
الم تسالي من انا يا امرأة
انا بطريارك الفضيحة والسمعة السيئه
انا راسبوتين
انا شهريار
فكيف رضيت الزواج بشعري
ويقول ايضا
لماذا تحبين ييا امراه ؟
انا القرمطي القاتل نفسي
انا المتشكك في كل نص
فلست اصدق الا كتابي
اناالمتنقل بين اكتئابي

وبين اكتئابي فاكتب فوق زجاج المقاهي واركب ليلا قطار العذاب اناالفوضوي انا العبثي
.
.
الانه ملك الرنجسيه وملك الاباحيه التي ذهبت به بعيدا حين يرى ان الله هو دبيب شعره

( ان الله عندي دبيب شعري وايقاع صوفي داخلي ))


النرجسية المعقدة هي ان يحب ذاته حبا جنوني ويرى في نفسه الملك المعظم .. وهذا ما يتجلى بوضوح في شعر نزار
سيدي القاضي
حضرات المستشارين
موكلي ليس مصابا بالنرجسية ولا الانانية وليس عبثيا انما هو مؤمن بالله وكان يكتب اشعاره بلسان الحال اي بما يمليه عليه ضميره الحي ولم يعص لله امرا ولم يخالف احكام الشريعة الاسلامية السمحة والاباحية هذه شطحات فكر هي اعلى درجات الابداع والتصوير الذي يفوق الخيال وشعر موكلي هو من السهل الممتنع اذا يتعذر على الاخرين الوصول الى مواطن المعاني الكامنة في اعماق نفسية الشاعر وبما انه من الشعراء المتمكنين من لغتهم العربية بصرفها ونحوها فهو يجيد التلاعب بمفردات اللغة حيث ينقلب القارئ لاشعاره من متن السفينة الى قاع البحر فيغرق القارئ في متاهاته ويطفو شعر موكلي على سطح الماء دون ان يلتفت الى الوراء لنقد النقاد الحاقدين عليه شخصيا وعلى اشعاره لانه ابلى بلاء حسنا حيث احسن توظيف الكلمات في مواطنها الاصلية
__________________
.....
التهمة الثالثة


3- نزار مهين المرأة وعدوها الاول

جل شعر نزار كان متصلا بالمرأه فهي تتصل اتصلا جذريا بنرجسيته المعقده فالمرأه بغير لغته مجرد امرأه مثل باق النساء

واذا خضعت لرغباته وغرائزة فانها تختصر كل محاسن النساءوتصبح كل النساء مختصرات في تلك المراه المذعنه المستسلمة

واذا تمردت عليه فانها خرجت من جمهورية النساء التي يتزعمها وتكون اشاعة امرأة او قصاصة امرأة او امرأة مهمله

لايعتني بهاالناس بلا لغته تكون المرأه خرابا وحقلا جافاا ووردة محبوسة العطر.

فحتى تكون امرأه عليها ان يكون نزار

معشوقها االاول الوحيد المطارد فبلغت به نرجسيته المريضة ان جعل النساء يركضن خلفه يبحثن عن حبه ويهيمن في عشقه,

وتصل به الجراءة ان يبقى معبود النساء فيطلب منها ان تضع اسمه بين نهديها لان تقدسه كالمسيح وان تعانقه على مرأى

من الناس في الميادين العامة في دعوة صريحة الى الاباحية تعودنا عليها في شعر نزار


بلا لُغَتي..

أنتِ امرأةٌ مثل باقي النساءْ

وبها، أنتِ كلُّ النساءْ

بلا لُغتي..

أنتِ إشاعةُ امرأَهْ..

قُصاصةُ امرأهْ..

مشروعُ امرأه..

رَسْمٌ تجريديٌ لم يستوعبه أَحَدْ..

ومخطوطةٌ شِعْرِيّةٌ

كُتِبتْ بحبرٍ سريّ

ولم ينتبه إليها الناشرونْ...

بلا لُغتي..

أنتِ فراشةٌ من حَجَرْ

لا تحطُّ .. ولا تطيرْ

وبيدرٌ لا تهاجمه العصافيرْ

وجزيرةٌ لا تقصدها المراكبْ

وشفةٌ مكتظّةٌ بالعنبْ

لكنَّها..

لا تعرفُ طعْمَ النبيذْ...

بلا لغتي..

أنتِ كتابٌ لا يزالُ تحت الطبعْ

وقبلةٌ مؤجَّلةُ التنفيذْ

وصلصالٌ لم يتشكَّلْ بعدْ..

ووردةٌ لم تكتشف عطرها بعدْ..

ونهدٌ .. لم يعرف ما اسمُهُ بعدْ..

فهو ينتظرني حتى أسمّيهْ..
*********


حتى ان اعف النساء واكثرهن

محافظة على شرفها لم تقاوم اكثر من اربع وعشرين ساعة ..

انت اول لعبة

قاومت بين يدي

اكثر من اربع وعشرين ساعه!!


ونزار زيادة على انه نرجسي واوديبي سادي فانه لايكلف نفسه عناء الدفاع عن هذه التهمة حتى حلت منه محل الروح .

فهو المعشوق المطارد وشعره تسبيح يدخله الجنه وحبيبته معذبة مقهورة باكيه تي وهذه هي الساادية بعينها اتي تجبره على

تعذيب محبوبته وهذا من قبيل المازوخية ..!!
سيدي القاضي
حضرات المستشارين
لا اعتقد ان انسانا بمكانة موكلي وما وصل اليه من تربع على عرش الكلمات ان يسئ الى المراة وهو شاعرها والمدافع عن حقوقها انما ما اراده من خلال نقده الذاتي لمجتمعنا العربي المصاب بانفصام الشخصية حيث اصبح لا يعي ما يقصده موكلي
من تكريم للمراة واسترجاع حقوقها وتحريضها على العالم الذكوري المتجني على المراة الذي سلبها ابسط حقوقها التي منحها اياها الله سبحانه وتعالى __________________......
التهمة الرابعة

4- نزار عدواني يتلذذ بجلد وضرب المرأه على مرأى من الناس ويفرح اذا رأها باكيه حزينة

لدي نزار اعلان متمرد نزاري يتلذذ بضرب المرأة بسوط ناريلاسيما اذا كانت معشوقته ..

فنزار يخرج عن كل شيء كلاسيكي حتى في علامات الحب يكون شاذا مارقا متمردا وحشيا ..

ولا يطيب له ضرب الحبيب إلا على مراى من الناس متجردا من كل احساس وماتلك الصورة الدامية غير صورة السادية

الدائمة .. فحبه للمرأة لاينتمي للرومانسيه ولا لأي شي مألوف

فهو حب نزاري نرجسي مازوخي سادي من علاماته ان يجلد المرأه التي يحبها ثم يعترف لها بعد هذا الجلد المبرح انها

حبيبته . فهل هذه نفسا سوية تملك احساس البشريه وتعبر عنه بإريحيه . وهل هذه نفسا مقبوله على الخير مجبوله

اما انها نفسا شيطانة خبيثة للشر والشذوذ تمشي حثيثة . ويقول المغفلون هو للمرأة شاعر وان شعره في الحب زاخر

فكان اول حبه

يخطر لي احيانا ان اجلدك في احدى الساحات العامة


حتى تنشر الجرائد صورت يوصورتك في صفحاتها الاولى


وحتى يعرف الذين لايعرفون انك حبيبتي

لقد ضجرت من ممارسة الحب خلف الكواليس


ومن تمثيل دو العاشقين الكلاسيكيين .!!


اي امرأه ترضى بمثل هذا الحب الذي لايروق لنزار إلا باهانه المرأه وضربها ضرب مبرح حقا لا اعلم كما لا اعلم

لماذا لا يحب حبيبته الا وهي باكيه حزينه ولايحبها ضاحكة مستبشرة ان هذا ياسيدي له الشذوذ النفسي والعدوانيه المقيته

والخروج عن المألوف ,

اني احبك عندما تبكين ويكون وجهك غائما وحزينا

الحب يصهرنا معا ويذيبنا من حيث لا ادري واتدرينا


تلك الدموع الهاويات احبها واحب خلف سقوطها تشرينا

بعض النساء وجوههن جميلة وتصير اجمل عندما يبكين !!!!!!!



ان نظرة نزار للمرأة ترتبط ارتباط مباشر بنرجسيته ,,,, فكان او ل ماكان منه ان كفر بالمرأة التقليدي او بالمراة الشرقية

او التراثية اوبالاصح المرأة العربية ويتمثل بدلا من ذلك المرأة الغربية ومن الظلم ان يسمى نزار شاعر المرأة وهو الذي

اساء لها اساءات لاتغتفر وصور المرأة في شعره تصويرا يندى له الجبين تصويرا يخدش الحياء وحياء المرأه على وجه

خاص فامتنعت الشريفات عن قراء قصائده المحرجة حيث كان خطابه قائما على الاباحية الجنسية الي صدرت من نرجسيته

المعقدة فهو الرجل الوحيد في جمهورية النساء وهوعشيقهن وذكوريهن الاوحد فهو يوسف وعشيقته امراه العزيز والنساء

صويحباتها فلم يكفيه تشويه الحب لينبرى بتشويه المرأه التي طالما كانت ملهمة الشعراء والادباء في كل انواع الادب من شعر

ونثر وقصه ورواية فابراز جمال المرأه بزينة الحشمة والاعتدال ومتى شذ هذا فهو انتقاص لها وكم يعشق نزار قباني

الشذوذ .

ماذا يهمك أن أكون ؟
حجر ٌ.. كتابٌ.. غيمةٌ..
ماذا يهمك من أكون ؟
خليك في وهمي الجميل..
فسوف يقتلك اليقين..
ماذا يهمك من أنا ؟
مادمت أحرث كالحصان على السرير الواسع..
مادمت أزرع تحت جلدك ألف طفل رائع..
مادمت أسكب في خليجك..
رغوتي و زوابعي..
ما شأن أفكاري ؟ دعيها جانباً..
إني أفكر عادةً بأصابعي
*****
.
سيدي القاضي
حضرات المستشارين
موكلي لم ولن يكون في يوم من الايام عدوانيا ولا مؤنبا للمراة وانما انب الضمير العربي من خلال اشادته بمكانة المراة
فهو يتحدث باسلوب ولغة وثقافة مبسطة حيث من خلال كتاباته عن المراة اراد توجيه اصابع الاتهام الى التخلف العربي والعقول التركية التي اكل الدهر عليها وشرب اؤلئك تلامذة السلطان عبد الحميد اي الطابور الخامس الذي لا يخلو مجتمع منهم __________________
التهمة الخامسة


نزار يدعو الى التخلف والتحر من قيود الادب..

نزار يدعو الى الحريه المختلطة وهي الحريه التي تدعوه الى التخلي عن قيود الادب وحدود القيم وتاج المبادئ

وهي الحرية التي تعد عفة النساء خرافة وتاج الشرف قاتل لللمرأة حتى ااعتدى على عنترة و انتقص من قدره لا لشئ سوى

لا ن حبه لعبله غلف بالعفة وتوج بالشرف فالعفة تقتل الحب والملابس المحتشمة والرجل الشرقي هي مايرفضه الشاعرفهو

يرفض النموذج العفيف من النساء ويفضلها سافرة متبرجة بل خائنة مبتذله فكانت في شعره محتقره أي احتقار



أخاف أن أقول مالدي من أشياء


أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يستعمل السكين
والساطور
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع والأشواق
والضفائر السوداء
و شرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء
لا تنتقدني سيدي
إن كان خطسيئاً
فإنني اكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب
يا سيدي
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني
إذا رأى خطابي
يقطع رأسي
لو رأى الشفاف من ثيابي
يقطع رأسي
لو انا عبرت عن عذابي
فشرقكم يا سيدي العزيز
يحاصر المرأة بالحراب
يبايع الرجال أنبياء
ويطمر النساء في التراب
لا تنزعج !
يا سيدي العزيز … من سطوري
لا تنزعج !
إذا كسرت القمقم المسدود من عصور
إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
إذا انا هربت
من أقبية الحريم في القصور
إذا تمردت , على موتي …
على قبري
على جذوري
و المسلخ الكبير
لا تنزعج يا سيدي !
إذا انا كشفت عن شعوري
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر و لا الشعور …
الرجل الشرقي
لا يفهم المرأة إلا داخل السرير …
معذرة .. معذرة يا سيدي
إذا تطاولت على مملكة الرجال
الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً
من حصة الرجال
والجنس كان دائما ً
مخدراً يباع للرجال
خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
أخرى ، سوى حرية الرجال





وماهذه الى دعوة الى التخلف والرجعية باسم التحضر والمدنية والحرية !
سيدي القاضي
حضرات المستشارين
انا لست مع ادعاء المدعي العام في هذا السقط واللقط من المفردات الموجهة الى موكلي فهو لم يكن في يوم الايام بوقا حزبيا او نطعا متسلطا على رقاب الشعوب وانما الحرية التي كان يطالب الجميع بها هي حرية الفرد الشخصية مذ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا فالله سبحانه وتعالى منح الانسان حرية الاختيار اما شاكرا واما كفورا فكيف نحن بنو البشر حيث لا حقوق ولا عدالة اجتماعية وحكام زنادقة اقطاعييون تربو في احضان امريكا والانكل سام والشمطاء رايس وال........... حذفته الرقابة ......... ليفني ايعتبر التحريض من اجل استعادة الحقوق الفردية للشخص والكرامة تمردا
التهمة السادسة

نزار يرى ان المرأه لعبه يلهو بها ويرميها وكاذبه وخائنة وذئبه وشيطانة وحمقاء غبية

بل يتمادى بالاحتقار والاستهانة بها الى كونها مجرد وعاء لصديده ورغوته فلم ارى افضع من هذا الاحتقار لام الرجال .وهي لديه جارية
مستعبده ليس لها الى السمع والطاعه وليس مجبرا ان يقدم لها كشف حساب حتى لو كان مستهترا فوضويا فهو ملك

الجمهورية والعالم باحوال النساء والمحقق لرغباتهن



لاتطلبي مني حساب حيات ان الحديث يطول يامولاتي

كل العصور انا بها فكأنما عمري ملايين من السنوات

تعبت من السفر الطويل حقائبي وتعبت من خيلي ومن نزواتي

لم يبقى نهد ابيضا او اسود الا زرعت بارضه راياتي

لم تبقى زاوية بجسم جميلة الا ومرت فوقها عرباتي

فصلت من جلد النساء عباءةً وبنيت اهراما من الحلماتي


أي صورة صورها نزار قباني تقشعر منها الابدان ليس له علاقة بفن التشبيه البلاغي الذي ينشد الجمال الفني فلاصياغة ولا

مضمون إلا صورة قبيحة تشمئز منها الابدان أي عباءة تلك التي فصلها نزار من جلد النساء مادة غريبة شاذة , ليست الا كناية

عن مدى استغراقة بالجنس وقمة السخرية من شاعر النهود ان فصل حلماتها عنها وبنى منها اهراما وتربع على قمتها وينظر

باحتقار الى النساء التي اصبحن بلا نهود كل هذه الصورة الشاذة ليثبت لنا ساديته وذكوريته الواهمة ..

أحب هذا المكر في عينها

وزورها إن زورت قولها

اكرهها عين كعين الذئب محتالة

طافت أكاذيب الهوى حولها

قد سكن الجنون أحداقها

وأطفأت ثورتها عقلها

اشك في شكي إذا أقبلت باكية

شارحة ذلها

ماكره.. شيطانه,, هرة ,,هل هذا هو وصف المحب لحبيبته؟؟ أم انه وصف يغلب عليه طابع التكبر والاهانه

هل يكتب نزاروهو بكامل قواه العقليه ام يكتب وهو سكران اشك في ذلك

فأنا اكتب كالسكران

لا ادري اتجاهي وحدودي

اتلهى بك بالكلمة تمتص وريدي


وفي مكان اخر يرى ان المرأة لاتستحق الحب


انتهت قهوتنا

وانتهت قصتنا

و انتهى الحب الذى كنت أسميه عنيفا

عندما كنت سخيفا ..

و ضعيفا ..

عندما كانت حياتى مسرحا للترهات

عندما ضيعت فى حبك أزهى سنواتى

سيدي القاضي
حضرات المستشارين
موكلي لا يلهو بمشاعر المراة الرقيقة الحساسة التي هي هبة الله لبني البشر فالمراة هي الام والجدة والزوجة والكريمة والاخت والمربية والمرضعة والحاضنة والقابلة فبالله عليكم بعد كل هذه المزايا والصفات للمراة هل يتجراْ موكلي على اهانتها
وتحقيرها وهو محامي الدفاع عن حقوقها
.................................
التهمة السابعة




نزار قباني يحتقر الام والجده والمربيه الفاضلة
..


نزار يرى ان باطن الارض خيرا لهن من ظهرها وخيرا لها ان تدفن نفسها فلامكان لها في جمهوريته فشرط النساء في

جمهوريته ان يكن حسنوات شابات مشبعات لرغباته فالويل الويل لها اذا اصبحت عجوزا فهي كما يزعم مثارا للقرف مستودع

للدود


وفي الاربعين ستفقدين حماسا يديا
ونار الرجوله في شفتيا
وسوف يدور الزمان عليك

كما يدور عليا
وسوف تقولين في ذات يوم حزين سلاما على الحب
يوم يعيش ويوم يموت
ويوم يبعث حيا


اما اذا اصبحت عجوزا ..

عبثا جهودك بي الغريزة مطفأه
اني شبعتك جيفة متقيئة
مهما كتمت ففي عيونك رغبة تدعو
وفي شفتيك تحترق امرأه
اني قرفتك ناهدا متدليا
وقرفت تلك الحلمة المهترئه
انا لاتركني العجائز فارجعي
لك اربعون
واي ذكرى سيئه شفتاك عنقودا دم وحرارة
شفة اقبل ام اقبل مدفأة
والابط أي حفرة ملعونة
الدود يملا قلبها والاوبئه


هذا هو القدر الذي تحظى به جداتنا وامهاتنا ومربياتنا ومعلماتنا


لم يعد لها مكان على البسيطه لان اصبحت كبيرة ولم تعد فتاة حسنا ء.

.هذا هو نزار وهذا هو تقديره للأم والمربية الفاضل

والجدة الحنونة..
سيدي القاضي
حضرات المستشارين
موكلي كرم المراة من خلال قصيدته العصماء بلقيس التي رثى بها زوجته العراقية بلقيس رحمها الله وهي شهادة اعتزاز موكلي بكل نساء الارض ولم اقرا لاي مستشعر قصيدة رثائية برصانتها وابداعها وهندسة كلماتها حيث كان موفقا مبنى ومعنى
التهمة الثامنة

نزار يفضل المرأة الغربيه السافرة الهمجية ويرفض العلاقات الطبيعيه بين المرأة والرجل

نزار يفضل المرأه الغربية السافرة الهمجية الماجنة المستجيبه لرغباته ويصب جام غضبه على العلاقات الطبيعية بين الرجل

والمرأة وهي العلاقة التي اقرتها كل الاديان المتناسبه مع فطرة الانسان الجسدية والنفسية فالحب خارج بيت الزوجية علاقة

متحرره نموذجية قويمة والزواج الشرعي يعد افتراسا واغتصابا !!


لكنك تعبت من حصان الحرية
فركبتك حصان الحرية
تعبت من غابات صدري
ومن سيمفونية الصراصير الليليه
تعبت من النوم عارية
فوق شراشف القمر
فتركت الغابة ليأكلك الذئب على سنة الله ورسوله
شيخ القبيلة

فيرى نزار ان الزواج على سنة الله ورسوله اغتصابا وفتلاللحرية ..

كما يصب جام غاضبه على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من تعدد الزوجات . ولاغرابة في ذلك فالحياة الاروبيه

ترفض الزواج بأكثر من واحده بينما لابأس بالخيانه وهذا ما يؤيده نزار في شعره ..
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا
وصك زواجنا معنا
وقلنا : الله قد شرع
ليالينا موزعه
على زوجاتنا الأربعه
هنا شفه
هنا ساق
هنا ظفر
هنا إصبع
كأن الدين حانوت
فتحناه لكي نشبع
تمتعنا " بما أيماننا ملكت "
وعشنا من غرائزنا بمستنقع

سيدي القاضي
حضرات المستشارين
عندما كان يتحدث موكلي بلسان الامة العربية مستهزء بالمراة الغربية حيث حقرها اكثر مما كرمها وهذا الضرب من الشعر هو نقد ذاتي للامة العربية وامرائها وحكامها اللاهثين في بارات امريكا وهيوستن ونيويورك لكي يستنهض فيهم الهمم ويستعيد كرامتهم وشهامتهم حيث يقول متى تفهم ايا جملا من الصحراء لم يلجم اي هذا الملك المقصود - داير على حل شعره-
التهمة التاسعة

نزار يكره العرب ويفضل الانتماء الى اوضع الطبقات الاوربيه الغجر

نزار ينظر باحتقار الى ابناء الشرق العرب ويمقتهم ويحقد عليهم , فمن يقرأ شعر نزار لايتردد ابدا في الحكم عليه بانه

من قادة الحداثه .فلاتعجبه ارض العرب لتراه يتسكع في شوارع اوربا ويجاهر بعدائه ودعوته لنبذ كل قديم وكل شيء له

صلة بالماضي من اعراف وتقاليد وعادات وانتهاءا بالتراث على اختلاف اشكاله , فنبذ ارومة العرب البدو فصورة بصور تنم

عن وحشية وغلظة وقذارة ويفتخر بانه هجر البدوي المتأصل في نفسه ناسيا او متناسيا ان اجمل الشعر واجوده واكثره اصاله

هو الشعر الذي قالته الامم البدوية لما فيه من فطرة وعدم تكلف ..

كما ان الغزل العذري لاسيما غزل بني عذره وهو اجمل ماقيل في الشعر العربي للغزل . والغريب ان يصف نزار البدو

العرب بالقذارة والغلظة والتعامل الوحشي مع النساء . ليأتي هو ويقبل ايدي النساء ويترقق معهن حتى ينام على

صدورهن ويدعي الطهر والنقاء لمن يتجرد من البداوة والغريب ان يتبرء من البداوة لينتمي الى اوضع الطبقات الاوربيه

وهم الغجر !!

اذا هو يتنصل من بداوته العربية ليسلك نفسه مختارا مع طوائف الغجر الاوربيين مع علمه ان الغجر احط الشعوب

الاوربية فالغجري ذكرا ام انثى يتصف بالخسة والخبث واللؤم والخيانة ..

فهم حثاله الحثاله بالنسبه للاوربيين ودائما مايشبه حبيبته بالغجرية في شعره لجمال شعرها وعينيها وشدة بوهميتها

فنزار يكره كل قديم من بدو ومبادئ وقيم وميراث اجداد يلخص ذلك قصيدته :

افتح صندوق ابي امزق الوصية ابيع في المزاد ماورثته

الى قوله


اسحب سيفي غاضبا واقتل المعلقات العشر والالفية

واقتل الكهوف


الى نهاية قصيدته وهو الرفض لكل شي يتصل بتاريخ اجداده

بل يتعدى ذلك ليرفض التاريخ الاسلامي العربي وكل ما ورثه من عروبة يراه غبية. ويرفض الادب العربي القديم ويصفه

بالغبي الذليل :

ارفض ميراث ابي
وارفض الثوب الذي البسني
وارفض العلم الذي علمني
وكل ما اورثني من عقد جنسية
ارفض الف ليله وليلة
والقمقم العجيب والسجادة السحرية
ارفض سيف الدولة المغرور والقصائد الذلية الغبية


فنزار يريد مزيدا من الهستيريا مزيدا من الهلوسة مزيدا من كسر الشرائع ويعد من يقف في طريقه رجعيا متخلقا ..





سيدي القاضي
حضرات المستشارين
موكلي لم يسخر في يوم من الايام من ابناء جلدته بل العكس هو الصواب فقد تغني بانسانه العربي وكثيرا ما كان يفتخر باهلنا في غزة الصمود وباطفال الحجارة وانما ما حرف على لسان موكلي انما هو طعن في كبرياء شاعر الوطن العربي الكبير من المحيط الى الخليج __________________
التهمة العاشرة

نزار يسخر من الله ومن التشريعات السماوية

هنا اقف عند افضع التهم واخطرها على الاطلاق والتي ترتبط ارتباط جذري بشخصية نزار المعقدة ونظرته الشاذه والخارجه

عن كل مألوف . ومن الوقوف على شخصيته وتكوينه النفسي لايتوقع احد ان يخرج علينا نزار واعظا وداعيا او ناسكا او

داعيا الى فضيلة او مبدأ كريم لسبب بسيط جدا وهو ان نزار نفسه لايؤمن بهذه المبادئ ولايرى ان الشعر يضطلع بهذا

الامر , وان الشاعر ليس ذلك الموظف بوزارة الاوقاف التي تتطلب ان يعظ الناس ويرشدهم فهو يؤمن بان الشعر هو كسر

للقانون والجنون وخروج عن المألوف وثورة عليه ..

مماجعله ينظر الى الله نظرة غريبة شاذة تدور في فلك عقدة وشذوذة حتى نراه في نهاية المطاف ينزع في نظرته الى الله نزعة

كفرية فيصورالله بصور فوضويه ويصفه بصفات بشرية فهو يموت ويخاف ويحابي ويداهن ويتزوج ويقول شعر ويمارس

الجنس , بل يقوده غروره المجنون لئن يكون نزار اله او له حريه اله ,,


فترى في نصوصه سخرية متعمده مباشرة الى الله والى من يعبدونه من مسلمين ومن الغريب ان نزار لايذكر الله في نصوصه

الا ويتبعه باساءه متعمده يقصد بها السخرية ويفتخر بأنه لايتلقى الاوامر من الله !!!


ولاغربة اذ عرفنا شخصيته ان نعرف ان معبودة ذلكما النهدين الصنمينن !


سمراء .. صبي نهدك الاسمر في دنيا فمي


*************

************

صنمان عاجيان . . . قد ماجا ببحر مضرم

صنمان . . اني اعبد الاصنام رغم تاثمي



ويقول في مخاطبة حبيبته التي استعصت عليه ورفضت طلبه ,من هي حتى لاتستجيب لي ؟


ومن هي حتى تلقي بالاوامر؟؟ وانا الحر المتكبر الذي لا اتلقى الاوامر حتى من الله !!


ولاتستبدي برايك فوق فراش الهوى

لاني من الله .. لا اتلقى الاوامر .

ويعترف بقصائد اخرى انه ملحد اذ يقول

ماذا اعطيك اجيبيني قلقي .. الحادي .. هذياني


وينظر الى العالم نظره تكوينيه جديده يستحدثها نزار

ويجعل بداية الخلق امرأة ثم تكونت عناصر الاشياء

في البدء كانت فاطمة
وبعدها تكونت عناصر الاشياء
النار والتراب والمياه والهواء


وهناك الكثير من النصوص المسيئه لله!!

ويكفيك ان اخبرك ان نزار لم يذكر اسم الله في قصيده الا اتبعها باستهزاء وسخرية بالله

واخيرا يصرح نزار في قصيده طويله قال في اخرها
مارست الف عبادة وعبادة .. فوجدت افضلها عبادة ذاتي

زيادة على ذلك نزار يرى ان القران شعرا وان يكتب مابشبه

قولي احبك كي تصير قصائدي ,,,,,مائية وكتابتي تنزيلا

سيدي القاضي
حضرات المستشارين
موكلي نشاْ وتربى وترعرع في بيت متدين من اعرق عائلات دمشق ولا اظن انه يستهزئ او يجرؤ ان يتجاوز ويتطاول على الديانات السماوية او الذات الالهية لا سمح الله وانما هو ماْساته مثل ماْساة الحلاج عندما قال في يوم من الايام - اني رايت الله- وعدم وقتل واتهم بالكفر وبعد 200 عاما ثبتت تراءة الحلاج عندما كتب عنه الشاعر المصري الكبير صلاح عبد الصبور رائعته المشهورة- ماْساة الحلاج- فالحلاج كان زاهدا ويقصد في كلامه رايت الله اي راى نور الله في داخله لان الحديث يقول - الشعراء نور الله في الارض- وموكلي اتهم من يومها بانه يسئ الى الذات الالهية عندما قال في احدى قصائده مواساة الشعب الفلسطيني عندما ذبح في ايلول الاسود على ايدي زعران رجال البادية - الهمج- اني رايت الله مذبوحا علبى ايدي رجال البادية- فهو يقصد بكلمة لفظ الجلالة الله كناية استعارة عن الشعب الفلسطيني الذيذبح كالشاه وقطعت ايادي اطفاله في حي الاشرفية بدون اي ذنب اقترفوه والشاعر المصري يقول - شربت ماء النيل- استعارة مكنية اي شرب جزء من ماء نهر النيل وهل يستطيع اي كائن حي ان يشرب ماء نهر النيل
شكرا لكم هذا هو ردي على ادعاء المدعي العام وانا مستعد للنقاش
اشكركم جميعا لحسن الاصغاء
والله ولي التوفيق
شكرا لمحامي الدفاع والرجاء من بواب المحكمة السماح للشهود بالدخول وابداء الراي


ونظرا" لاهمية المتهم الادبية ستبقى المحكمة مفتوحة 24 ساعة حتى الانتهاء من اخر شاهد
سيدي القاضي

حضراتي المستشارين



السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ،،


أعرف بنفسي ،،

أنا الشاهد الأول : Hee ،،

جئت اقدم لكم شهادتي مع المتهم الشاعر نزار قباني وكلي ثقة بعدالتكم ،،

هدفي الاول والاخير هو احقاق الحق ونصرة أصحابه ،،

و أقسم أن أقول الحق و لا شيء غيره ،،



اقتباس:
التهمة الأولى

1- نزار ليس بشاعر و لايفقه معنى الشعر

معنى الشعر : تجمع الآراء النقدية في الماضي على تعريف الشعر من خلال خاصية انفراده بالوزن ،،

فنرى قدامة يقول : “ الشعر كلام موزون مقفى يدل على معنى “.

وقد أشار كل من الجاحظ وابن سينا وابن خلدون إلى اقتران الشعر بالتخييل

أو بالتصوير إلا أنّهم اشترطوا فيه أيضا خاصية الوزن

فكلنا يعلم أن الشعر ما هو إلا نثر موزون و مقفى ،،

و لو لم تكن خاصية الوزن موجودة لبقي النثر نثراَ ،،



هل الشاعر نزار لا يفقه ذلك ؟؟؟

و ان كان محامي الادعاء ادعى ذلك ،،

فالبينه على من ادعي ،،


هلا ذكرتِ لنا بيت واحد فقط من دواوين الشاعر نزار قباني مكسور الوزن أو القافية ؟




اقتباس:
نزار لا يعرف معنى الشعر بل يشوهه بتعريف يحط من جماله وروعته ووظيفته وهدفه.فمفهومه الخاص لايدل الى عدم شاعريته فقد اخرج الشعر من طبيعته الجمالية وغاياته النبيله
ما هو هدف الشعر ؟

و هل أهداف الشعر واحدة ؟

و هل غايات الشعر دائماً نبيلة و سامية ؟


لو كان كذلك لما وُجد الشعر الهجاء !



فقد قال حسان رضي الله عنه :

هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفءٍ *** فشركما لخيركما الفداء

هجوت مباركا برّا حنيفا *** رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالدتي وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء


الهجاء نوع من أنواع الشعر ،،

اذاً حسان بن ثابت -رضي الله عنه- اعترف لخصمه بأنه شاعر؛

بالرغم من أن هدف شعره وغايته هي ذم الرسول - صلى الله عليه و سلم - !



اقتباس:
فحتى يكون شعرا يحب ان يخرج عن القانون ويخدش الحياء ويقل الادب ويثير

القلق ويكسر الشريعه ويزيل القناعه ويحرق العالم بالكلمات ..

هو لا يحتاج الى كل هذا ليكون شاعراً ،،

هو شاعر لانه ينظم أفكاره لتخرج قصيدة موزونة و مقفاه ،،

هو شاعر لانه يستطيع أن يترجم أفكاره " بغض النظر عن مضمونها" بطريقة شعرية معروفة و مشهود لها بالساحه الأدبية ،،

هو شاعر كبير لانه أثرى ميدان الأدب العربي بقواميس من البلاغة و التشبيهات و الاستعارات

التي نفتقر اليها الآن في كل من يسمي نفسه شاعراً ،،




اقتباس:
فجميع ما كتبه لايعد إلا ضربا من الهذيان وجرعة من الغثيان وقتلا للأحاسيس الجميع وزرعا للسموم الخبيثة

شعر نزار كثير و متنوع بالأسلوب و المضمون و بالموضوع ،،

منه ما ذكرتِ ،،

و منه ما هو وطني عفيف قوي بلغته و بلاغته ،،


فقد قال نزار ،،

يا فلسطين لا تزالين عطشى ،،، وعلى الزيت نامت الصحراء

يا فلسطين لا تنادي عليهم ،،، قد تساوى الأموات والأحياء

قتل النفط ما بهم من سجايا ،،، ولقد يقتل الثرى السراء

يا فلسطين لا تنادي قريشاً ،،، فقريش ماتت بها الخيلاء

لا تنادي الرجال من عبد شمسٍ ،،، لا تنادي ! لم يبق إلا النساء




و قال ،،

يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ ،،، فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا

دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي ،،، أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟

أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم ،،، فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا

وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا ،،، متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟

سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً ،،، وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا

عاشوا على هامش الأحداث ما انتفضوا ،،، للأرض منهوبة و العرض مغتصبا



أين ما ذكرتِ في هذي الأبيات ؟

أين الهذيان و السموم الخبيثة هنا ؟




هذا و سأكمل بقية الشهادة على دحض بقية التهم ان شاء الله ،،

و اني أسجل حضوري هنا كشهادة لحين الاستدعاء مرة أحرى ،،
سيدي القاضي سلام الله عليك وعلى جميع الحاضرين

اقسم بالله ان اقول الحق ولا شيء غير الحق



في فمي يا عراق ماء كثير كيف يشكو من كان في فيه ماء


سيدي القاضي

لقد خلق نزار قباني على امتداد حياته المليئة بالتناقضات جملة من الأزمات الفكرية والأدبية .. انه المعبر الحقيقي عن تناقضات خطاب العرب في النصف الثاني من القرن العشرين . انه الشاعر الذي نسف بكل شجاعة جملة من البنى التقليدية التي ألفها الناس منذ أزمان طويلة .. كان حرا ومتمردا في ما يقوله بشأن أهم ما شغل البال العربي والتفكير والجوارح والمشاعر والأحاسيس .. من جانب وكل المحرمات والمنكرات والحلال والحرام .. موضوع المرأة الذي وجد نزار فيه ضالته ، واعتبره الاهم في هذا الوجود ! لم يقدم نزار المرأة باعتبارها إنسان مثل أصناف البشر ، بل ليعرضها في فاترينة ويبقى يجّملها بالمساحيق والألوان وينادي الآخرين إليها مع كل أوصافه الرائعة فيها والتلذذ بما يطلقه من تعابير عن جسدها .. مستلهما كل تراثات أسواق النخاسة التي كانت مزدحمة ورائجة البضاعة في ماضينا المتعب !


سيدي القاضي

انني اعترف أن للرجل شاعريته التي لا يختلف حولها اثنان ، وعندما يسمعه الناس تطرب أسماعهم وتهفو قلوبهم خصوصا وانه امتلك قدرة رائعة في الإلقاء الشعري الذي يأسر القلوب ! إنني لا أريد أن أكون ضد الرجل وقد غاب عنا ، فلقد حكيت له كيف اقيّم له تفكيره ! صحيح انه جادلني في البداية ، ولكنه بدأ يحترم آرائي لأنه عرف إنني من المؤمنين بحرية الإنسان وتنمية قدراته وتفكيره واستقلالية إرادته . وكان نزار ينتشي جدا عندما يسمونه بـ " شاعر المرأة " . والحق يقال ، بأن نزارا في قصائده الوطنية وأنشوداته القومية ومواقفه النقدية الساخرة وفي العديد من مقالاته التي نشرها في سنواته الاخيرة في ركن من جريدة الحياة المعروفة ، كان مثالا للمثقف العاشق ليس للمرأة حسب ، بل لترابه واوطانه لولا جملة التناقضات التي وقع فيها كأي شاعر عربي متمرد في هذا الوجود
سيدي الرئيس


حضرات القضاة المحترمين


اقسم بالله ان اقول الحق ولا شيء غير الحق


سيدي الرئيس


كانت جدتي تدلـل ابي باسم " نزوري " حين كان طفلا ضائعا بين أحواض الورد والخبيزة وبين عريشة الياسمين وأشجار الليمون والسفرجل ونافورة المياه الزرقاء في بيت أبويه بدمشق القديمة، وهائما مع أسراب الحمام والسنونو وقطط البيت. وعندما بلغ سن العاشرة ، لم يترك " نزار " صنعة فن لم يجربها : من الرسم إلى الخط العربي ، إلى الموسيقى، إلى أن رسا قاربه - وهو في السادسة عشرة - على شاطئ الشعر.

قبل أن يكون أبي كان صديقي، ومنه تعلمت أن أحكي بينما هو يستمع ، رغم ندرة استماع الرجل إلى المرأة في مجتمعنا. زان أبي مراهقتي وشبابي بشعره، لكنه - في المقابل وبصفاء نية - أفسد حياتي بشعره وبتعامله معي؛ فقد جعلني أقارن بينه وبين الرجال الذين ألقاهم ، وأتت المقارنة دائما لصالح أبي ، ورأيت أغلب الرجال طغاة.

كان جاري في لندن ، لكنه لم يزرني قط دون موعد مسبق. وفي نادرة ، دق بابي دون موعد ، وعندما وجد لدي صديقات اعتذر ، واستدار عائدا مؤجلا زيارته لمرة أخرى ، ولم يسبقه سوى صراخ الصديقات بأن يبقى.

قد يكون أهم ما أذكره عن أبي ، هو ذلك التشابه المذهل بينه وبين شعره ؛ فهو لا يلعب دورا على ورق الكتابة ، ودورا آخر على مسرح الحياة. ولا يضع ملابس العاشق حين يكتب قصائده، ثم يخلعها عند عودته إلى البيت.

أنقل عن " أدونيس " فقرة مما قاله عن نزار قباني :

" كان منذ بداياته الأكثر براعة بين معاصريه من الشعراء العرب، في الإمساك باللحظة - التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم الضاغطة : من أكثرها بساطة، وبخاصة تلك المكبوتة والمهمشة ، إلى أكثرها إيغالا في الحلم وفي الحق بحياة أفضل. وفي هذا تأسست نواة الإعجاب به ، ذلك الإعجاب التلقائي الذي تجمع عليه الأطراف كلها.

ابتكر نزار قباني تقنية لغوية وكتابية خاصة ، تحتضن مفردات الحياة اليومية بتنوعها، ونضارتها ، وتشيع فيها النسم الشعري، صانعا منها قاموسا يتصالح فيه الفصيح والدارج، القديم والحديث، الشفوي والكتابي".

وبعد ، كم أشعر بالفخر لأن أبي هو نزار قباني، الشاعر الذي نقل الحب من الأقبية السرية إلى الهواء الطلق.
السلام عليكم ورحمة الله


سيدي الرئيس ؛ سادتي القضاء المحترمين



اقسم بالله ان اقول الحق ولا شيء غير الحق



سيدي الرئيس


كثيرةٌ هى المعارك التى خاضها هذا الشاعر الكبير ، عبر شعره النابض بالحياة وبقصائده ذات الجرس الموسيقى العذب؛ والتى تسرى فى أوصالها النزعة الإنسانية ومن ثم تحضُّ على النضال وعدم اليأس، والاستسلام أمام الهزيمة ـ ثقة بالغد الآتى بالنصر، مهما ادلهمّ الظلام، خصوصاً بعد نكبة حزيران 1967، ولكن بالرغم من ضراوة المعارك التى كان يخوضها، والتى لا تهدأ إلا لتبدأ، فقد ظلَّ قامةً سامقة، لا تطاله الأقزام، فكان يخرج من كل معركة، وهو أصلب عوداً وأكثر رسوخاً فى ذاكرة المواطن العربى هنا أو هناك.
كان نزار قبانى يعى جيداً، أنه منذور للشعر الحُر يعبر به عمّا يمور فى أعماقه عاكساً مشاعر الإنسان العربي، أنّى كان موقعه، دفاعاً عن الحرية والجمال والحب، وأن أصابعه سوف تحترق، وأن سنان الأقلام المناوئة سوف تطاله فى محاولة يائسة لطمس الحقائق وتزييّفها.


واليكم الامثلة سيدي الرئيس :


قصائد أثارت معارك

قصيدة خبزٌ وحشيش وقمر : كانت هذه القصيدة قد أثارت كثيراً من الجدل سيما بين رجال وشيوخ الدين فاعتبره كافراً وملحداً، وهو جدل لم يهدأ مُذ نشرها للمرة الأولى سنة 1954م ونالت شهرة واسعة، وقد اهتزتْ لها النفوس الضعيفة، وأرجفت من وقع كلماتها وهى ــ بشكل أو بآخر ــ تعبر عن صيحة شاعرٍ قومى مخلص لعروبته وهُويته القومية.
يقول فى هذه القصيدة التى نجتزئ جزءاً منها فهى تتسم بالجرأة والتمرد على الواقع ..

"عندما يُولد فى الشرق القمر
فالسطوح البيض تغفو
تحت أكداس الزهر
يترك الناس الحوانيت، ويمضون زُمر
لملاقاة القمر
يحملون الخبز والحاكى إلى رأس الجبل
ومعدات الخدر
ويبيعون ويشرون خيال
وصور
ويموتون إذا عاش القمر"

وقد ألّبتْ عليه هذه القصيدة كثيراً من الأعداء، خصوصاً فى المجلس النيابى السوري، واعتبرها بعضهم: داعرة فاجرة، وتباكى أحدهم فقال ما معناه أنها تظهر الشعب العربى فى أقبح صورة، وتعطى للآخر انطباعاً بالعجز والتخاذُل.
إن قصائده السياسيّة تدق ناقوس الخطر، وتؤكد أنها ذات أبعادٍ قومية، وصرخة احتجاج وتمرد على الواقع العربى المتردى لأنه كما قال ولف الكتاب محمد رضوان: كشف الزيف عن حقيقة مجتمعاتنا الشرقية المتواكلة التى تتكلم أكثر ممّا تعمل، والتى تأخذ الحياة بلا مبالاة بينما الآخرون يتقدمون بالعلم والعمل الجاد المخلص "ص 24".
كانت هذه القصيدة لوناً من الشعر، وخطاباً لم يألفه المتلقى العربي، صِيغت بعبارات تقدح شرراً لعلها توقظ الشعب العربى الغارق فى سُباتٍ ران عليه قروناً عديدة، علّه ينهض ويأخذ زمام المبادرة.

قصيدة هوامش على دفتر النكسة: كان شعر نزار قبانى قبل نكسة 5 حزيران/يونيو 1967م مُنصرفاً بكليته للغزل والحب عاشقاً يتغزل ويتغنى بجسد الأُنثى البديع بألفاظ غاية فى العذوبة والرّقة مُتعرضاً لأدق التفاصيل، وأكثرها إثارة وفتنة، ولذلك فقد أطلق عليه النقاد والأدباء شاعر المرأة متصفاً بالشفافية والنقاء.
وهذه النكسة والهزيمة المُريعة، أصابتْ منه مقتلاً، فكان وقعها على نفسه أليماً؛ وأصابته بجُرح فى قلبه لم يتأت له أن يندمل، ولقد غيرت لديه كثيراً من المفاهيم والقيم فى السياسة، واهتزتْ ثقته فى الرجال الذين كان يعقد عليهم آمالاً عريضة، ويراهن على أنه كانوا يمسكون بأيديهم زمام المستقبل فى استرداد الإنسان العربى لكرامته، بيد أن هذه الأحلام والأمانى الوطنية انهارتْ دفعة واحدة، وأُصيب بصدمة نفسية قوية، اهتز له وجدانه فولدت لديه الغضب المقدس، والإحساس المرير بالفاجعة.
اُنظر إليه وهو يصور المشاعر والإحساس بالخيبة والفشل التى مُنيتْ به الأمة العربية فى أعز أمانيها، وما اضطرب فى نفسه الحرة الأبيّة مشحوناً بالفاجعة والأسي:

"أَنْعى لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمة، والكتب القديمة
أنَْعي
كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة ..
ومُفردات العُهر، والهجاء والشتيمة
أنعى لكم .. أنعى لكم
نهاية الفكر الذى قاد إلى الهزيمة

مالحةٌ فى فمنا القصائد
مالحةٌ ضفائر النساء والليل، والأستار والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء

يا وطنى الحزين حولتنى بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتب شعر الحب والحنين
لشاعرٍ يكتب بالسكين .
ويقول فى نهاية القصيدة، مخاطباً الطفل العربي، طفل المستقبل ..

"يا أيها الطفل:
يا مطر الربيع، يا سنابل الآمال
أنتم بذور الخصب فى حياتنا العقيمة
وأنتم الجيل الذى يهزم الهزيمة".

القصيدة تطرح أسئلتها: ولكنه لا يأبه بهذه الهجمة الشرسة التى تناوشه بلا رحمة، ويتصدى لها متلذذاً بالرعب والخوف الذى يجتاح ويسكن بعض النفوس الذليلة، فيقول فى هذه القصيدة:

"يسرنى جداً
بأن ترعبكم قصائدي
وعندكم، من يقطع الأعناق
يسعدنى جداً .. بأن ترتعشوا
من قطرة الحبر ..
ومن خشخشة الأوراق
يا دولةٌ .. تخيفها أغنية".

ونشير فى هذا السياق إلى أن هذه القصيدة، قد نُشرتْ لأول مرةٍ عقب نكسة حزيران 1967 فى مجلة "الآداب" اللبنانية، ولمّا ذاع صيتها وانتشرتْ، فأحدثتْ رُدود فعلٍ قوية وعنيفة لدُن رجل الشارع العربي، على اختلاف مشاربه وثقافته تم مصادرة المجلة.
ورداً على هذه القصيدة، فقد كتب الشاعر اللبنانى خازن عبود قصيدة بعنوان "يا شاعر الدانتيل والفستان" قال فيها:
"لأنك ابتعدت عن قضية الإنسان
يا شاعر الدانتيل والفستان
لأنك ابتعدت عن قضية النضال
وعشت فى شعرك
للذات والنساء والسيقان
فشعرك انحلال
يا شاعر النهود والكئوس والشراب
أفسدت فى أمتنا الشباب".

نزار وجمال عبد الناصر

ولقد رأى فيه بعضهم، أنه ليس وطنياً، ولكن مدعى الوطنية مستغلاً نكسة حزيران 1967 م وأن ولادته بعد ذلك كشاعر ثورى كانت ولادية غير طبيعته!!
وكانت أشد ضراوة وأقساها فى الموقف الرسمى المصري، فتبارت أقلام كثيرة تدعو بمنع دخول نزار قبانى مصر، ومنع أغانيه فى الإذاعة المصرية، وتشير من طرف خفى وتستعدى عليه جمال عبد الناصر والإيحاء بأنه هو المقصود بهذه الهوامش!!
ولكن الرئيس جمال عبد الناصر إيماناً منه بحرية الكلمة الصادقة حسم هذا الموقف بقوة، إذْ علق على الرسالة التى بعث بها إليه نزار قبانى فى 30 تشرين الأول/أكتوبر 1967م، والتى تُعتبر فى حد ذاتها قطعة فنيّة وأدبية رائعة، تنضح كلماتها وتقطر حُزناً ولوعة؛ لأنه أُسيء فهمه بما يلي:
- تُلغى كل التدابير التى قد تكون اُتخذتْ خطأً، بحق الشاعر ومؤلفاته، ويُطلب إلى وزارة الإعلام السماح بتداول القصيدة.
- يدخل الشاعر نزار قبانى إلى الجمهورية العربية المتحدة متى أراد ويُكرّم فيها كما كان فى السابق.
وتهزه وفاة جمال عبد الناصر فى 28 أيلول/سبتمبر 1970م هزاً عنيفاً فكتب قصيدة رثاء بعنوان "قتلناك" يقول فيها:

"قتلناك .. يا آخر الأنبياء
قتلناك .. ليس جديداً
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسولٍ قتلنا ..
وكم من إمامٍ ذبحنا، وهو يصلى صلاة العشاء
فتاريخنا كله محنة، وأيامنا كلها كربلاء".

الهرم الرابع

وبلغ حزن الشاعر نزار قبانى ذروته عندما قُبض عبد الناصر فقال قصيدته رثاء وحزناً، وهو يشعر بالدمعة الحرّيَ فى مقلتيه.
يقول فى القصيدة:

"السيد نام .. السيد نام
السيد نام كنوم السيف العائد من إحدى الغزوات
السيد يرقد مثل الطفل الغافى فى حضن الغابات
السيد نام .. وكيف أُصدق أن الهرم الرابع مات؟
القائد لم يذهب أبداً، بل دخل الغرفة كى يرتاح
وسيصحو حين تطل الشمس، كما يصحو عطر التفاح
الخبز سيأكله معنا ..
ونقول له .. ويقول لنا ..
القائد يشعر بالإرهاق، فخلوه يغفو ساعات ..".

كلمة أخيرة

إن هذا الشاعر بخطابه الشعرى المتميز، وغير المسبوق، قد ترك بصماته الواضحة فى الحياة العربية ــ الشعبية والرسميّة ــ ولمدة تربو على خمسين عاماً ونيّف، لأنه من ناحية يعبر عن ضمير الإنسان العربى المُغيّب، ويعبر من ناحية أخرى عن المتخاذل والرموز الضعيفة التى تكرس ثقافة الهزيمة والتطبيع، ومن ثم فإنه يسمى الأشياء بمسمياتها دون وجل أو خوف، من سطوة هذا الحاكم أو ذاك، وأن قصائده الملتهبة تقدح شرراً مضمخة بحب الوطن يفوح منها عبق التاريخ، لاسترداد الأمجاد الماضية.
إنه شاعرٌ ملتزمٌ له قضية عربية وقومية، ولذا فإن قصائده تعتبر جسراً للتواصل مع الأجيال، رافضاً بكل ثقة ثقافة الهزيمة والتطبيع.
أُنظر إليه وهو يقول، رافضاً مبدأ التطبيع الثقافى مع العدو الصهيونى ورموزه

"وصل قطار التطبيع الثقافى إلى مقاهينا
وصالوناتنا، وغرف نومنا المكيفة الهواء ..
ونزل منه أشخاصٌ غامضون يحملون معهم دواوين شعر
ومصاحف مكتوبة باللغة العبرية، ويحملون معهم جرائد تقول
إن شاعر العرب الأكبر، أبا الطيب المتنبي
صار وزيراً للثقافة فى حكومة حزب العمل!! الخ ... "
وتأكيداً لهذا المعني، فقصائده التى مُنعتْ أو صُودرتْ كُثرٌ، وهى أكثر من أن تُحصي، لأنها توقظ فى الإنسان العربي، المغلوب على أمره الصحوة وتكشف له الحقائق المُفجعة التى رُزئ بها عبر تاريخه الطويل دون مزايدة أو نفاق.
ومن كل هذه المعطيات، منفردة أو مجتمعة، نجده شاعراً أصيلاً تنبض قصائده بصدق المعاناة ومكابدة الشعر.
ولمّا لاقتْ زوجته الثانية بلقيس، حتفها إثر تفجير السفارة العراقية ببيروت عام 1981 م رثاها بقصيدة باكية، لأن هذه المرأة كانت أثيرة لديه ومن هنا فإن حزنه وشجنه عليها كان كبيراً.
يقول فى هذه القصيدة:

"شكراً لكم
شكراً لكم
فحبيبتى قُتلتْ، وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتى اُغتيلتْ ..
وهل من أُمةٍ فى الأرض
إلاّ نحن نغتال القصيدة..".


بقيَ أن اقول إن هذا الشاعر، الذى ألهبتْ قصائده منذ سنة 1967 الإنسان العربي، وأشعلتْ الحرائق، هنا أوهناك قد توفى بتاريخ 30 نيسان/أبريل 1998م، وهو فى أوج عطائه الأدبي.
ولكن قصائده المضمخة بالحب والنضال بقيتْ صامدة تتحدى الزمان فكتبت له الخلود فى الوجدان العربي