كلما تقدمت بنا السنون – واشتعل  الرأس شيبا -  وملئت التجاعيد الوجوة -  وخط الزمن بعلاماته  التي تفيد بالعد التنازلي لما تبقي من عمر,  يصبح علي الانسان ان يتوقف في كل لحظة في لحظة محاسبة ومكاشفة صادقة مع النفس لتصحيح  اخطاؤة الماضيه -  وعنجهيته وغرورة , يجب عليه ان يحطم اصنامه التي صنعها بنفسه ,   يجب عليه ان تتسع رقعة التسامح داخل قلبه – وتقليص مساحة الحقد والغل والغضب والحسد ,  بل ان يجعل من الحب منوالا – وان ينبذ الكراهيه جانبا – وتلك ظاهرة صحيه  حتي يعيش الانسان في سلام مع نفسه فيما تبقي له من ايام يعيشها راضيا متسامحا . ونجحت في ازالة البغضاء من قلبي للغالبيه العظمي ممن اساؤا الي ,  وذكرت من أسأت اليهم في نفس المجلس عن محاسنهم وفضائلهم – الا بعض الاشخاص وعلي راسهم شخص هو علي راس الحكم .

وهذا موضع عتاب من النفس ومن كل من يعرفوني – ويحاولن البحث عن اسباب  تحول الحب الي كراهيه _  فقد كنت من  عشاقة حتي احداث الامن المركزى عام 1986 , ثم بعدها ورويدا  رويدا بدا تتلاشي بداخلي مظاهر الحب لتحل محلها الكراهيه الشديدة.

بدأ في كل افعاله كقدوة وحديث حلو عذب -  وحاول فعلا ضرب الفساد في مقتل – لكن للاسف الشديد لم يمهلوه  الا سنوات بسيطة اكتشفوا فيه مواطن الضعف  والقوة – هذا حال المتصيدين  واصحاب المصالح والنفوذ – فانهم دائما يبحثون عن ثغرة يكشرون فيها عن انيابهم – ويستعرضون فيها عضلاتهم.  وقد كان لهم ما ارادوا في اللعب باهم جهاز سيادى في الداخل  وهو القذرة في عهد الرئيس السادات واستقالوا من وظائفهم  لاحراج النظام والدفع بعدم دستوريته –  فكانت لديهم فترة بيات شتوى لمدة 5 سنوات استطاعوا فيها فهم الطبيعه الجديدة واليات الضغط  لهذه الفترة من الزمن. وبدأ راس الحكم في مصر عاريا تماما امام المتامرين الغير مرئيين بالمره الامن المركزى – ومن المؤكد بانهم تعلموا الدرس جيدا ممن حاولوا ان يمارسوا نفس اللعبه وفهم الرساله – فكانت لهم البلاد بمن عليها  غنيمة.  وان يظل الحكم كما هو. يتمتع به الي  ما لا نهاية.

وقد قال قائل لي يوما لماذا تحمله كل الاخطاء والخطايا في المجتمع – فهو المسؤل عن انهيار الصحه والفقر والتعليم والثقافه .......... الخ  اليس هناك اخرون يتحملون تلك الاخطاء – واقول له ياصديقي هو من يختار – هو من يقوم بالتوجيه – هو من يمتلك كل السلطات – فاى وزير  ينتظر ان يهبط عليه الوحي في صورة تعليمات رئاسية – وتوجهيات سياديه . الا يعتبر هو نفسه مسؤلا عن انهيار مصر.

ومع فارق التشبيه في  بينه وبين سيدنا عثمان بن عفان – وكلنا يعرف سبب قتله – ومن الضرورى ان اجرم قتل ذو النورين – قتل الرجل الذى كانت تستحي منه الملائكة – قتل  رجلا من العشرة المبشرين بالجنه – لست مع قتل رجل افني عمره وماله في سبيل ان تسطع نور الرساله المحمدية علي الارض .  انا لست مع قتل هذا ولا غيرة من المسلمين عامة – وانبذ العنف  والعنف المضاد.

كلنا يعرف لماذا قتل امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه -  ألم يكن ذلك بسبب ظلم ولاته وطغيانهم وفسادهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فلماذا لا يتعظ الحكام – ويعروفون بان العدل هو الاقرب الي  قلب شعبوهم ,  وتولية الصالحين والمصلحين امور البلاد هو خير لهم  وخير عند الله واكثر ثوابا ؟؟   لماذا لا يحاولون ارضاء الله ورسوله في محاربة الفساد وتفشي الفاحشه ؟؟؟ اليسوا بمسؤلين ؟؟؟ لست في خصومة  مع احد ,  وليس لي ثأرا لدى احد ,  واشهد باني لم اعذب او اعتقل – جسديا – لكني اعتقلت احلامي وافكارى الداعيه الي العدل ولا اذان صاغيه .

عندما اجد كل ذلك يتغير, واحس بابتسامة الرضي تتفشي بين اهل وطني .  عندما يقل عدد الساخطين , والعاطلين .  عندما اجد الحب يتنشر في بلدى ,   وتتطبق عدالة السماء في توزيع الثروة ,  عندما اجد القلوب شاكرة حامدة , عندما يطمأن الانسان علي يومه  وسمتقبله  ساعتها  تزول كل الكراهيه – وتكون دعواتي لك ان تنال ثواب الدنيا والاخرة .

 

سامي عبد الجيد احمد فرج