يقولون كل يوم بان العالم اصبح قرية صغيرة , وليتهم ماقالوا!!!!
فنحن نرى باعيننا ونطالع كل يوم التقدم العلمي الهائل , من حول دولنا .  مع كل صباح يوم جديد  يقدم الينا العالم المتقدم كل ماهو جديد في شتي مجالات المعرفة والعلم والصحه والدواء والميكنه والتكنولوجيا – بينما نحن قابعين في ظلمة مابعدها ظلمة , ومن الواضح باننا سوف نظل هكذا الي ابد الابدين . 
نحن لا نتقدم قيد انمله ,  والغريب اننا لا نفهم حقيقة الامر – بل والبعض منا يفسر الامر علي اننا نعيش عصر نهضة , ولست ادرى اى انواع  النهضه تلك التي نعيشها – وهل يمتلك نفس الاعين التي وهبنا الله اياها – ام ان له خاصية اخرى غيرنا نحن بني البشر.
نسعد جدا عندما يقول البعض منا بأن التاريخ يعيد  نفسه ,   اذن فاين الحركة  وقوانينها ,   معني ان التاريخ يعيد نفسه – فما نحن الا اسرى للجمود ونكره الحركه تماما , لذلك ليس هناك جديد  ولا ابداع او خلق او ابتكار او اختراع -  شعب جامد متجمد متحجر مثل الاثار الفرعونية التي نتباهي بها ,  فعشنا مثلها تماما.
ربما الذنب ليس ذنب المواطنين , ولكنه ذنب من اوكل اليهم الامر من ولاة الامور في بلادنا العربية ,  فعندما يأمن الانسان علي حياته وكرامته يكون لديه حرية الابداع – اما ان كانت محاولات المواطن عندما يستيقظ كل يوم من نومه في كيفية حماية قفاه من الضرب تحت اى مسمي , او اى قانون جائر, فكل تركيزة وعبقريته في النجاة بقافاة وحريته من بطش الامن .
كل بلادنا العربية تعيش عصر الحجاج بن يوسف الثقفي   متمثله في جهاز امني علي غرار نفس الايام السابقه وبمباركه من عبد الملك بن مروان الموجود علي كرسي الحكم في كل البلاد العربية .  فهل يسعي المواطن الي الابتكار , ام الي الاختفاء من سلطة الامن وتنكيله به.
طالما استمرت السياسة الامنيه للحجاج تنتشر في ربوع  بلادنا . فلن نتقدم خطوة الي الامام بل سوف  تكون تقهقرا الي الخلف خطوات وخطوات تباعد بيننا وبين العالم الاخر .
سوف نظل مستوردين  لكسرة الخبز من بلاد لم يمتعها الله بنهر النيل ,  سوف نظل نتسول اعانات لنبيع معها الكرامه , ولن تكون كرامة الحاكم بالطبع , لكنها تبيع كرامة المواطن لرفاهيه الحاكم وحاشيته ؟ 
حرية الوطن وانطلاقة لن تتاتي في وجود  الحجاج  وجهازة – ولا في استمرار وجود عبد الملك بن مروان الذى قال لكتاب الله عندما تولي الحكم هذا اخر عهدى بك.   ولا في وجود زبانية التعذيب , ولا في حاشية تبحث لنفسها عن فقط عن وسائل لحماية مأربها .
الحرية الفرديه والتي تمارس في بلاد العالم المتقدم  هي دليل علي نجاحهم ودليل علي فشلنا –  في بلادنا نجد ان المعقتلين هم صفوة رجال المجتمع من العلماء – اما البلطجية والفاسدون والمرتشون والمجرمين يمرحون  تحت وبصر النظام . – مربو الاجيال من كبار العلماء  يعيشون تحت وطأة الاعتقال في اى وقت , والتهم جاهزة ,  فكيف يمكنهم من اداء واجبهم العلمي في الحياة. اما من كفر بوطنه فهاجر الي الخارج لينهل من علمه وابداعه اخرون -  وفروا له الحريه التي  تساعد علي الابداع ,  والخلق والابتكار – فاتت ثمارها ونضجت يوما بعد يوم  واستمتع العالم بتلك الانجازات .
سحقا للحجاج ومن هو علي شاكلته -  سحقا لكل حاكم استهواه كرسي السلطة بعيدا عن كرامة شعبه ,  سحقا لكل انسان  عاش لنفسه فقط , سحقا لمن اهدر حرية المواطن .
اذا انتهي عهد كل حجاج في بلادنا , سوف نكون اسعد شعوب العالم واكثرها  اضافه الي الانجازات العالمية .
 

سامي عبد الجيد احمد فرج