انقسم الناس في بلدى الي عدة اقسام – فالمقربين من السلطة ودائرة الضوء عرفوا من اين يؤكل الكتف , ووجدوا في ازكاء الدعوة وتبني فكرة التوريث والترويج لها , سوف تحقق لهم كل مصالحهم دونا لتعرض لاى نوع من انواع المحاسبه , حتي القضية الاخيرة والتي اصبح الناس وقودها في الحكم باعدام 24 شخص , كانت هناك ايدى خفيه اخرى تقف وراء هؤلاء البلطجية الذين اعتدوا علي املاك الدولة ثم ارواحهم فيما بينهم , ولم يتجرأ رجال الشرطة عن الاستفسار من وفر هذه الاسلحه التي استخدمت في المعركه ومن أين أتت – رغم ان هذه الاسلحة وتوافرها بهذا الشكل واستخدامها بهذا الجبروت هي قضية امني قومي.
وفئة اخرى تعيش علي الهامش شاكرة حامدة تنتظر الي ثواب الاخرة ويتمنون الجنه التي سوف يخلدون فيها حسب اعتقادهم لانهم عاشوا وارتضوا بالظلم والفقر وان ربهم سوف يكافاهم علي ذلك – مع والعلم عند الله أن الجنه ابعد مما يتصورون لان الله اعطي المظلوم عقل لكي يدافع عن نفسه ضد الظلم والقهر والجوع والفقر.
وفئه اخرى عبث بعقولها الشيطان , وتحولت الي وحوش ادمية , فلم يرهبها اى قانون الهي او قانون وضعي , فأستباحوا القتل , بأنواعه .
وبالرغم من الدعوات القادمة الينا من الغرب , ومحاولة تطبيق ذلك في مصر , عن فكرة الغاء عقوبة الاعدام , يحلو لي ان اتساءل ان كان في ظل وجود عقوبة الاعدام , لم تقف هذه العقوبه حائلا او رادعا في وجه الخارجين علي القانون , او من سول لهم الشيطان سهولة القتل . فكيف بالحال لو تم الغاء تلك العقوبه وحذفها المشرع المصرى من قوانينه , اعتقد بان سيل من الدماء سوف يتدفق في الشارع المصرى اكثر من ذى قبل.
خلال النصف الثاني من شهر مايو وحتي يومنا هذا ولا تخلو صفحة الحوادث من تحويل اوراق بعض الجناة الي فضيلة المفتي , في متواليه عدديه تصاعديه واحيانا تنازلية . وبعودة الي الماضي البعيد عنما كنا نقرأ بان هناك حكم بالاعدام لشخص ما كنا نصاب بالدهشة والاستغراب , والبحث عن السبب ومحاولة الفهم لتلك القضية . لكن الان لم يعبأ اى انسان بالنظر او بالاعتبار , او الاتعاظ – فتبلددت المشاعر والاحاسيس , وتبدل الحال من سيء الي أسوء – رغم الحديث عن ازدياد المد الديني في بلادنا , فأى مد ديني هذا الذى لم يتمكن من تقويم ونهذيب السلوك البشرى , لماذا اصبح الناس في بلدى وحوشا , وتجد من يقول انها حوادث فرديه لا تصيب المجتمع في مقتل – لكن ومن وجهة نظرى انها ظاهرة اصبحت تستحق الدراسة الجيدة بناء علي اساليب علميه ونظريات لتبحث لنا عن اسباب الخلل الذى اصاب الانسان المصرى . وتتعدد الاسباب وتجد من يقول بانها أسباب اقتصاديه – واخر يقول لنا هي اسباب سياسية , ومن يقول بانها نابعة من ثقافة مجتمع ونظام سمح لنفسه بالبلطجة , لكن لم نصل حقيقية الي الاسباب , وتحليلها , والتوصيات وتطبيقها ومتابعة تنفيذها .
هل سوف نمسي كل ليل علي فضائيات تسرد لنا عن احكام الاعدام والقضايا , هل سوف نستيقظ كل يوم عن خبر بقتل زيد او عمر او سيدة . مع ملاحظة ان افراد الاسرة جمعاء يتلقفون تلك الاخبار , ولا ندرى ما تتركهم فيها من تأثير. وكأن الامر لا يعدوا بان الحديث عن الاعدام لا يحدث في مصر , ولكنه يحدث في مجتمع اخر بعيدا عنهم . اخاف ان تكون كل اخبار الجرائد والتي كان المنادى ينادى عليها منذ زمن أقرأ الحادثه – ويتغير المنادى الي القول اعدام... اعدام ...... اعدام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1