انفلونزا الفيس بوك
 
 انواع الوباء المرضي معروفه , وحتي اى مستحدث منها وظهر علي سطح الحياه الصحيه – يأتي يوم وينتهي ليحل محله فيروس اخر , وباء اخر -  قد يظهر مصل واقي او ينتهي الي لاشيء ,  لكن ما اخطر  الوباء الذى يصيب العقل والفكر..
ومن الواضح والجلي للعيان بان  الفيس بوك من  نوعية الوباء العقلي والفكرى .  ومنبر جديد من منابر التفرقة والفتنه والتنازع  , اسوء ما استحدثه عالم الانترنت من شر – او  ربما يعود الشر الي البشر انفسهم الذين يستخدمون هذه التكنولوجيا .
فاصبح يوسع شقة الخلاف بين ابناء الوطن الواحد  من خلال مواضيع تافهه تطرح ويتم مناقشتها ,  ومجموعات تنسب الي نفسها الثورية وهي مجموعة من الجبناء وربما  مجموعة من المحبطين او اليأسين .. وللاسف الشديد دون ان تدرى تصلك يوميا العشرات  علي البريد الالكتروني . وماتحمله من افكار لا تتماشي مع الحقيقة او ارض الواقع , فعلي سبيل المثال ( كن مع الثورة – حركة 6 ابريل ...  الدعوة الي الانقلاب علي وزارة الداخليه ....... الخ )  فخلقت جيل من الجبناء او المنزوين والمتقوقعين خلف شاشة حاسوبهم بسلبيه شديدة وكأن الوطن ليس وطنهم , وانه قد خيل اليهم بأن وسيلة التغيير لسواءت المجتمع  وعوراته ,  دون المشاركه الحقيقية بايجابيه من خلال التفاعل مع الاحزاب الموجودة وايضا جمعيات العمل الاهلي المدني وتقويتها حتي تشكل قوى ضغط حقيقية علي النظام القائم للاستجابه الي متطلبات التغيير.
لو ظل الحال كما هو عليه في انفلونزا الفيس  بوك دون تفاعل حقيقي من الشباب في المشاركة في مناقشة القرار وصنعه فلن يكون لهم اى مستقبل , وسو ف  تظل افكارهم  واحلامهم ومستقبلهم  عرضة للضياع والسرقه , وساعتها ايها المريض بهذا الوباء لا تلوم الا نفسك .
 
سامي عبد الجيد احمد فرج