لا نملك الا طرح الاسئلة . وربما نعيش ابد الدهر نبحث عن اجابات لتلك الاسئلة , والاجابة المقنعه اليوم , قد لا تجد لها صدى في المستقبل , وتتغير المبررات والاجوبة متأثرة بالتغييرات المجتمعيه , سواء المستحدثة في الداخل او الواردةا لينا من الخارج – وهنا يكون الا ختلاف بين الانسان في الماضي والحاضر.
سوف اسوق هنا امثله من واقع تجرية حياتيه اشد خصوصية , لكن اطرحها بشجاعه عسي ان يفهم القارىء الفرق بين انسان الماضي والحاضر.
والدتي رحمة الله عليها تلك السيدة الفاضله التي عاشت علي الفطرة – وربما تكتب اسمها بصعوبه – ولا تجيد القرأءة – لكن فطرتها هي التي كانت تسيرها في حياتها. وحيث ان منزلنا الي حد ما كان منزل عائله – لان الابواب كانت مفتوحه للجميع تستقبلهم بحرارتها وكرمها في حدود القدرة الماليه .
اتذكر يوم كانت في كشف في المستشفي الجامعي بالاسكندرية – وعندما أ نتهي الكشف وجدت احدى السيدات القروبات – تنزوى في احد اركان الشارع - وكان باديا عليها مظاهر الستر والتعفف – ونظرا لان والدتي ايضا قروية النبته والطباع والفطرة , فقد سألتها عن سبب جلوسها في هذا الوضع – فعلمت بانه كان المفروض ان تحجز داخل المستشفي للعلاج , وبعد ان ودعها اهلها فوجئت بالطبيب يخبرها بعدم خلو السرير , وعليها العودة باكر – فهيىء اليها ان تظل منتظرة حتي الصباح الباكر ثم تعود للداخل ربما يكون السرير قد اصبح لها حتي تعالج . فما كان من والدتي شفقة بهذة السيدة الا ان تحضرها الي المنزل مرحبة بها ضيفه عزيزة - ثم اصطحبتها الي المستشفي في صباح اليوم الثاني – وزودتها بالمستلزمات التي تحتاج اليها المريضة كاستخدام شخصي بصفة دائمه – بل وبعد ان اسكنتها مكانها في المستشفي , ظلت تقوم بزيارتها لتطمأن عليها.
كان هذا هو منوال الاسرة – فقد حدث هذا ايضا مع عمي الذى يقيم معنا- فقد المحت من قبل ان منزلنا كان كمنزل العائله بنفس تقاليد الريف المصرى - اصطحب ايضا رجل له نفس الظروف - وأبن عمتي استضاف لدينا اسرة بورسعيديه كان ابنها تحت قيد الحرية بسجن الحضرة - كانت كل التصرفات ناتجة عن فطرة سليمة – وثقة بالاخرين دون خوف او وجل – ايمانا بأن الدنيا مازالت بخير – وكنت في هذه الاونه شابا – واقوم بتحذير الاهل من عواقب هذه التصرفات وماقد يحدث من الذين تتم استضافتهم في تصرفات قد تمثل علينا خطورة – الا أن جانب الخير المتغلب عليهم في تصرفاتهم كان حائط صد ضد الخوف والنصيحه.
هذا هو انسان الماضي - اما انسان الحاضر فحدث عنه ولا حرج – وبعد حوادث القتل التي نفاجأ بها يوما بعد الاخر في غلظتها وقسوتها بين افراد الاسرة الواحدة . غير مبالين لحرمة صلة الرحم او المصاهره او الجيرة , الكل اصبح مستباح من الكل – فاين ذهب انسان الماضي بأنسانيته , وانسان الحاضر وقسوته , اصبح الخوف والشك في نظرات المصريين , والخوف اصبح ثقافة – والخير اندثر , والفطرة اصبحت نوعا من الهبل والعبط . وكلا منا يخاف فعل الخير لانه ربما يعود عليه بالضرر , فتشرذمنا , وتقوقعنا , واصبح عمل الخير والفطرة متهمتان بتسهيل الامور للقتله والمنحرفين سلوكيا . ترى ما سبب كل هذا البلاء الذى اصاب المجتمع في مقتل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟