مقدمة وتمهيد
مقدمة الطبعــــــــة الأولــــى

التاريـــــــخ حـــق الأمـــم .. وواجـــــب المؤرخـــــين

آراء المعاصــرين فى جمــال عبد الناصـــر وحكمه

 
دار الإعتصــــــــام
 
اليوم نقدم " الكلمة الأخيرة  " " عريضة الدعوى " من خلال " ألسنة الخلق أقلام الحق " تقدم هذاالكتاب . وهو القول  الفصل فى جمال عبد الناصر  " هولاكو" القرن ا لعشرين وهى بتقديمها لهذا الكتاب الذى هو جامع ما كتبه مناصرو وناقدو جمال عبد الناصر . تقفل الباب أمام التكرار الذى يذهب بهول الجريمة الشنعاء . التى صنعها عبد الناصر .
 لقد هدم الإنسان المصرى . بعد أم هدم كيان مصر .
لقد تحول الإنسان المصرى الى " مهرج " فى كل المواقع  إلا من رحم ربى .والمهرج هو الذى يقدم فاصلا هزليا مضحكا بين فقرات إستعراض الحيوانات فى السيرك . إن كنتم لا تعلمون .
أما مصر وكيانها وإقتصادها وقوانينها وحضارتها وأرضها ومرافقها ومجتمعها وسمعتها وعلاقاتها الدولية المتشعبة فستقرأ بين دفتىالكتاب . المآسى المبكيات .
ودار الإنصار : إذ تقدم هذه الدراسات ,‎ هذه الدعوى هذاا لعمل الممتاز الجليل فهى تقدم كاتبا وكتابا أما الكاتب فهو أستاذنا المحامى الكبير عمر عبد الفتاح التلمسانى رئيس تحرير مجلة الدعوة القاهرية .
والذى يعرف الأستاذ عمر التلمسانى لا بد  أن تمر بمخيلته الصفات الآتية : الرؤوس القمم الشوامخ ذوو الحياة العالية الجهابذة التفوق والنبوغ المثل العليا للقيادة والريادة التجرد الورع التقوى الزهد الصبر والمصابرة والمرابطة العطاء الى ما لا نهاية حتى آخر نفس .
كتب بحوثا قيمة منذ أن كان طالبا فى مجلتى النذير والإخوان المسلمين فى الثلاثينات عندما كان المركز العام للإخوان المسلمين بحى الناصرية بالقاهرة . كتب يحلل ويبرمج مناهج الإخوان المسلمين وكيف يكون العمل الآسلامى من خلال مناهج الإخوان للوصول لأهدافها . كتب مرة سلسلة من عشر حلقات يحدد فيها مفاهيم ثلاثة " وإن شاء الله ستشرف قريبا دار الأنصار بنشر هذه الأبحاث " وهذا وعد للعاملين فى حقل الدعوة الاسلامية .
كان طبيعيا بعد أن عرفنا عن الاستاذ التلمسانى زهده ونكرانه لذاته ألا يذكر ما لا قاه الإخوان المسلمون من أهوال يشيب لهولها الولدان . كيف وفى سجلات مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية ما يعد وصمة عار للإنسان أى انسان أيا كان وفى أى مكان لو عدنا الى سجلات هذه المستشفى لوجدنا أسماء العشرات ممن لم يحتملوا مشاهدة " مجرد مشاهدة " التعذيب المبرمج الذى تعرض له الإخوان المسلمون .
وفى تلال العباسية وفى الجبل الأحمر وفى الجبل  الأصفر شرقى العباسية أى شرقى السجن الحربى ترقد عظام الشهداء شهداء التعذيب الذين قضوا نحبهم من التعذيب المبرمج تستمطر اللعنات علىا لسفاحين البغاة .
ومما لا شك فيه ولا جدال . أن الإخوان ا لمسلمين هم القطاع الوحيد من الشعب المصرى الذى وقف بصورة مباشرة فى وجه الطاغية جمال عبد الناصر وضد حكمة الاجرامى .
ومن أجل ذلك تحمل مالم يتحمله بشر . من قتل وتعذيب وتشريد وسجن واعتقال وفتن ودسائس وذلك بغية إبادتهم واقتلاع جذورهم ومحو آثارهم من المجتمع المصرى وهم بذلك يواجهون الإجماع الرهيب من الشيوعية والصهيونية والصليبية العالمية بغية القضاء عليهم مستغلين جنون السلطة والسيطرة فى نفسية عبد الناصر واستعداده المقيت للإقدام على كافة جرائم الخيانة لدينه وشعبه ووطنه فى سبيل توطيد حكمه لمصر .
لذلك فلا عجب أن يطالب الأستاذ المؤلف بمحاكمة  عهد عبد الناصر  وكتابه التاريخ الحقيقى لهذه الحقبة من تاريخ مصر وإعادة تقييم دور الإخوان المسلمين الذين قاوموا هذاالفساد والإفساد من موقع ما يمليه الاسلام على المسلم من مسئولية " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس " وكا من أثر قيام الإخوان المسلمين ب " وأمر بالمعروف وانه عن المنكر  وأصبر على ما أصابك " ان الاخوان المسلمون هم الفئة الوحيدة التى تحملت أقصى وأقسى عسف وجرائم جمال عبد الناصر ومن ثم كانت محاربة جماعة الاخوان المسلمين واجهة لمحاربة الاسلام عموما وما " لجنة التحول الاشتراكى السداسية "  ببعيد والمكونة كلها من الشيوعيين إبتداء من عام 1961 عام انفصال الوحدة بين مصر وسوريا ـ عام قرارات يوليو الاشتراكية . هذه اللجنة التى حولت كل نص ينشر أو يذاع أو يرسم أو يمثل الى مادة ساخرة ناقدة للدين والعرف والعادات والقيم الاسلامية .
أخى القارىء . ستجد فى سياق الحديث فى باب التعذيب نموذجا واحدا من جرائم عبد الناصر وزبانيته  سنقرأ حادث قتل الشهيد حسين شعبان حرقا بالنار حين صب عليه القتلة أعوان عبد الناصر كحولا وهو حى معلق على صليب وأشعلوا فيه النيران . رحم الله الأخ البطل الشجاع فقد كان مثل الصبر والاحتساب .
ولكن احتساب الأستاذ المؤلف ما لا قاه رغم أن ما لا قاه بشع ومخيف وشنيع فإنه لم يذكر ما لا قاه النساء من تعذيب . حتى النساء  .وليرجع من يشاء الى ما كتبته زينب الغزالى . وتعذيب الأطفال والأولاد أمام آبائهم وأمهاتهم لكى يجبروهم على الإعتراف بما فعلوه أو لم يفعلوه وتعذيب الشباب والاستمرار فى التعذيب حتى تفيض روحه ومن ثم يلف فى بطانية ويدفن فى الجبل المجاور ثم الاعلان عن هربه ثم مهاجمة منزله للبحث عنه كما ذكر الأستاذ مصطفى أمين . لقد كان السفاح مصاص الدماء يحضر فى فترات التعذيب هو وعبد الحكيم عامر وبعض أذنابه وكلابه . هل يعقل أن يعذب إنسان حتى بعد صدور الحكم بإعدامه  . هل يعقل أن تدبر وتنفذ مجازر جماعية لمن صاروا مسجونين مثل مذبحة ليمان طرة التى صدر بشأنها حتى الآن أربعة كتب .
إن خبراء التعذيب الشيوعيين والغربيين الذين استقدمهم السفاح الأكبر لم يذهبوا الى هذا الحد من النذالة والسفالة فى معاملة الخصوم إن تعليق المعتقلين عرايا وبأساليب بشعة . إن الزنزانه رقم 24 والتى عمقها متر ملىء بالماء والتى يترك بها المعتقل أياماا فيصاب بالإنهيار العصبى لعدم النوم .. النفخ . كما جاء فى كتاب " أقسمت أن أروى . لقد عشت هول المعركة " للكاتب اللبنانى  هتك أعراض النساء والرجال . تعذيب الرجال عن طريق امتهان آدميتهم ورجولتهم وكرامتهم وتسميتهم بأسماء النساء . تطبيق أساليب الحرب النفسية ونظرية بافلوف الشيوعى لغسيل المخ فى السجون والمعتقلات كما ذكرها المجرم صلاح نصر رئيس مخابرات عبد الناصر . اعتقال 120 فردا فى كل حجرة صغيرة بصورة لا إنسانية بل ولا حيوانية لشهور طويلة . هذا قليل من كثير إستعمال الكلاب والصعق بالكهرباء والبقاء فى الماء والتعليق بصورة مؤلمة والضرب بالعصى والكرابيج وإرغام المعتقلين أن يضرب بعضهم بعضا . وأن يسب بعضهم بعضا لقد ترتب على ذلك انتشرت الأوبئة والأمراض وأصيب البعض بالجنون بعضهم بالصرع والأمراض النفسية وبعضهم بالشلل والقرح والأمراض المعدية .
كما ترتب على خسة ونذالة عبد الناصر وأعوانه فى حربه ضد الاسلام والمسلمين أن أدار هو وأذنابه فى خسة ونذالة حربه ضد أسر المعتقلين فانهارت أسر وتشرد أطفال وضاع مستقبلهم . وكثرت حالات الطلاق . كما ترملت الكثير من السيدات لاستشهاد أزواجهم . حتى أقارب المعتقلين لم يفتهم إرهاب عبد الناصر وأعوانه من اعتقال وفصل من وظائفهم ونقل الى جهات نائبة وتهديدهم إن هم عاونوا أسر قريبهم المعتقل .
ولقد صدر فى هذاالموضوع الكثير من الكتب نذكر لك بعضها للرجوع إليها :
1 ـ يوميات سجين فى السجن ا لحربى :                  الأستاذ كمال الفرماوى المحامى ..
2ـ الموتى يتكلمون                                          الاستاذ سامى جوهر
3ـ المؤامرة على ا لاسلام مستمرة                           الاستاذ جابر رزق
4 ـ الإخوان والثورة                                        ا لاستاذ حسن عشماوى
5 ـ الأسرار الحقيقية لاغتيال الشهيد حسن البنا             الأستاذ جابر رزق
6ـ فى الزنزانة                                               الأستاذ على جريشة
7 ـ المذبحة ..                                               الأستاذ مصطفى المصليحى
8ـ مذكرات الشهيد يوسف هواش                         الأستاذ محمد يوسف هواش
9 ـ أقسمت أن أروى . عشت هول المعركة ...           الأستاذ روكس معكرون
10ـ مذبحة الإخوان فى ليمان طرة                          الأستاذ جابر رزق
11ـ مذابح الإخوان فى سجون ناصر                    الأستاذ جابر رزق
12ـ عندما يحكم الطغاة                                   الأستاذ على جريشة
13ـ شهداء وقتلة                                         الأستاذ عادل سليمان
14ـ محكمة الدجوى                                    ا لأستاذ شوكت التونى
15ـ سنة أولى سجن                                    الأستاذ مصطفىأمين
16ـ سنة ثانية سجن                                   الأستاذ مصطفى أمين
17ـ سنة ثالثة سجن                                   الأستاذ مصطفى أمين
18ـ لماذا أغتيل الشهيد حسن البنا                      الأستاذ عبد المتعال الجبرى
19 ـ الحكم وقضية تكفير المسلم                     الأستاذ سالم البهنساوى
20ـ البوابة السوداء                                   الأستاذ أحمد رائف
21 ـ الاسلام و الداعية                              الأستاذ أسعد سيد أحمد
يترتب على ما فات ويترتب على فحوى هذا الكتاب ويترتب على فحوى هذه الكتب العشرين وغيرها وعشرات ملفات القضايا بل ومئاتها ويترتب على كل ما ذكر على صفحات الجرائد اليومية والأسبوعية أن يحاكم عبد الناصر وعهده انصافا للحق وحفظا للعدالة التى هى أساس لكل مجتمع فاضل ...
                     والله غالب على أمره . ولكن أكثر الناس لا يعلمون  
                                                                                                     الناشر