هل يصلح العطار ما أفسدة النظام
ايامي كلها كئيبة محبطة تسير بنفس الرتابه , لا أمل ولا حلم ,لكن كوايس مفزعه ليلا ونهارا ,وبقايا أنسان ورب أسرة محبط ومشفق علي مستقبل اولادة, فحاولت التغيير , وهمست لنفسي لماذا لا تفعل وتقتبس بعض الاليات التي تراها في التلفزيون والفضائيات وذلك باستخدام المنتجات التي يتم الاعلان عنها , والتي تظهر لك بانها تزرع البسمه علي وجوه المستهلكين و وتجعل حياتهم بمبي بمبي . وقلت لما لا اجرب عسي ان أكون اسعد واوفر حظا ويحدث التغيير المرتقب والمنتظر لاسعاد البقية الباقية من أيام حياتي .
استيقظت مبكرا ثم ولجت الي الحمام واستعلمت فرشاة الاسنان التي كنت قد اشتريتها منذ زمن وبدأت يومي باستخدام معجون سجينال الذى ينير الاسنان ويحميها , ثم غسلت راسي وشعرى بشامبوهات التي يعلن عليها ,ثم استخدمت الجيل الذى يثبت الشعر ,ولا يثبت الايمان , وغسلت وجهي بصابون لوكس حتي أكسبة النضارة . واستعملت روكسانا تحت الابط حتي تزول الرائحه , فعرجت علي المطبخ لابدأ مرحله اخرى , فصنعت لنفسي كوبا من شاى ليبتون , وأعقبت ذلك بمج من النسكافيه , ونزلت الي الشارع وأشتريت باكوا شيبسي مصراوى ولايون وكانز بيبسى وصرت اتجول في الشارع موزعا ابتسامتي علي كل من اقابله , ولم اجد اى استجابه اومبادلة الابتسامه باتسامه مقابله , لكن همس الي شيطاني ليس العيب فيما استخدمت لكن العيب في الناس , الخطأ في المواطن لانه لم يستخدم ما أستخدمته – صبرا جميلا سوف تبتغي وتجد حاجاتك ,وأن التحرش الجنسي الذى تدعوا اليه تلك الاعلانات لابد وان يكون لك منه جانبا . فسوف تنعم به .
حان موعد الغذاء ووقعت في حيرةالاختيار مابين كنتاكي وبين ماكدونلز ومؤمن وغيرها من محلات الاطعمة وقلت استرجل واطلب وابرا او اى نوع اخرواصرخ وقل اكسترا , ويعيني علي زجاجة بيريل مشبرة ومن يقدمها اليك يقول لك خليك راجل . وصرت اتنقل بنظراتي بين الحسناوات الموجودين فلم تعيريني اى منهما اى اهتمام . ياجعدعان انا لابس استك منه فيه – اقصد الاستك بتاع هذا الزمن - لكن ياحسرتاه ضاعت فلوسك هدر ,لكن احيانا التمسك بخيوط الامل يعطي شيئا من السعادة الوهمية .
فقلت بيتك اولي بك . فدخلت الي الصيدليه ابحث عما يتم الاعلان عنه في التلفزيون واشتريت غايتي , بين بسمة سخرية للدكتور ومساعدة , وفتحت باب منزلي ثم عدت الي المطبخ لاعرف ماذا جهزت لي ام الاولادمن اصناف وشاهدت الثلاجه الكريازى , والكتشن مشين , والبتوجاز البموميه –اصل انا اشتريت كل ذلك حسب الاعلانات , المهم وجدت زوجتي نائمه فأيقظتها لتعد لي العشاء ومن ثم اخبرتها عن الحبةالزرقاء والصفرا والحمراء فنظرت الي بغرابه شديدة ,وقالت واحنا من امتي بنستخدم هذه الاشياء, احنا كبرنا علي ذلك , فأكلت وجبه لذيذة-ثم كما بدأت اول يومي اردت ان انهيه باستخدام معجونالاسنان ,وفجأة دخل اولادى الكبار الي حزاني لاعنين الواسطة والمحسوبية , كافرين بالمجتمع واخذت اهون عليهم الامر , وأن فرج الله لقريب , وهنا عاد الاكتئاب الي مرة اخرى والاحباط وانتقلت العدوى الي باقي الاسرة. وسخرت من نفسي- ورددت همسا بيني وبين نفسي ايصلح العطار ما أفسدة النظام –أقصد ما افسدة الدهر.
سامي عبد الجيد احمد فرج