الزملاء والزميلات في وطننا العربي الكبير ..
 
لا يدرك الكثيرون الهموم التي يعيشها المحامون يوميا حينما يمارسون أعمالهم.. يتصور البعض  أن المحاماة مهنة مترفة وأنها مجرد وجاهة .. وثراء.. وعلاقات .. وسفر .. وما لذ وطاب ..
 
غرهم منها مظهر المحامي الذي يخرج دائما في كامل أناقته .. وغرهم منها هذا التقدير الذي يجده المحامي في أوساط المجتمع وأينما حل ..
 
 يتصورالكثيرون كل هذا وهم لا يعلمون أن المحامي يدفع الثمن ..
وياله من ثمن ..
لا يدرك الكثيرون أن المحامي يقضي يومه الطويل في مكتبه بين كتبه وملفاته وأوراقه ومستندات الدعوى وأوراق الخصوم ..
 
 أو في الطريق إلى المحكمة يسابق الزمن مستعجلا  يصارع أمواج السيارات لحضور قضية حان موعدها ..
 
أو في أروقة المحاكم واستراحات المحامين وأمام منصات القضاء ..
 
إما مهاجما في قضية تبناها فاستولت على تفكيره وأخذت منه وقته كله .. وحرمته لذة نومه وساعات أنسه..
 
أو مدافعا عن حق يكاد يضيع بين ظلم الإنسان وغياب الوازع وتكالب قوى الشر وتعاون شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض ..
 
 أو مدافعا عن امرأة ضعيفة جار عليها الزمن وتحدتها الظروف وابتليت بزوج جاهل أحمق .. تحاول الفكاك منه وتشتكي إلى الله ..
أو أخ ظالم يريد أن يغمطها حقها الشرعي في إرث فرضه الله فاستكثروه وحرموها منه  ..
 
أو أم تدفع الغالي والنفيس للخلاص من زوج عديم المروءة لم يراع فيها ربه ولا ضميره حتى أصبح يساومها على فلذات كبدها مقابل الخلاص منه ..
 
أو واقفا بجانب مظلوم أطبقت عليه مخالب الغدر والخيانة .. 
 أو منضما لهذا الطرف .. أو متداخلا في هذه القضية أو تلك ..
يقضي يوما طويلا رتيبا متنقلا من قضية إلى أخرى ومن ملف إلى ملف بين عميل يجيب عليه وعميل يجتمع معه .. وآخر يطلب موعدا .. حياة جادة شاقه منذ انشقاق ساعات الفجر وحتى الهزيع الأخير من الليل ..
 
لا يدرك هموم المحامين إلا المحامين .. كما لا يدرك الشوق إلا من يكابده .. يحتاج المحامي إلى ساعات من الترويح .. والخروج عن قوالب المهنة والخلود إلى النفس .. قارئا متأملا أو منخرطا في صحبة ولكنه وفي جميع الأحوال لا يجد متعته إلا مع زملاءه .. وبين إخوانه .. فالطيور على أشباهها تقع ..
 
لذا جاءت "استراحة المحامين " في محاولة لتغطية هذا الجانب من حياة المحامى .. وليعرض المحامون من خلالها أدب المحاماة .. وهو أدب مارسه الكثير من المحامين شعراء وكتاب روايات وقصص .. ونثر وخواطر .. الخ
 
نتطلع أن تكون " استراحة المحامين " حديقة مزهرة بأدب المحامين بشتى أنواعه ..
قد تكون هذه هي المساحة الأولى في العالم العربي التي تهدف إلى جمع أدب المحاماة ونشره .. ولن تكون الأخيرة ضمن سعي شبكة المحامين العرب لتقديم خدمات غير مسبوقة للمحامين وعلى مستوى الوطن العربي .
وستضل بإذن الله شبكة المحامين العرب صاحبة الريادة في خدمات المحامين ..
 
نتمنى أن تكون " استراحة المحامين " هي الوجهة التي يتجه إليها المحامون يعرضون فيها أدبهم وهمومهم ويحصلون فيها على قسط من الراحة ويتبادلون الأحاديث والطرائف والقصص ويعرضون هموم وشجون المهنة بلغة الأدب ..
 
بعيدا عن لغة المذكرات والدفاع والهجوم  ..
بعيدا عن القانون وجديته وصرامته وصرامة رجاله وجفاف عباراته ..
 
وما ذا سيعرض المحامون في هذه الإستراحة ..
 
قد يكون ما يعرضه المحامون طرفة جميلة ترسم ابتسامة على وجه قارئها بعد يوم عمل طويل ..
 
وقد يكون ما يعرضه المحامون الأدب الراقي الذي يتميز به بعض المحامين شعرا أو نثرا أو قصة قصيرة أو خواطر..
 
قد يكون مذكرات رحلة العمر بين أروقة المحاكم  يكتبها المحامي في حلقات ليتم جمعها في النهاية كعمل متكامل ..
 
قد تكون أوراق من دفتر اليومية , أو الكشكول الذي لا يفارق بعض المحامين ..
وقد تكون بثا لهموم المهنة ويالها من هموم .. وقد تكون رسائل عتب رقيق أو جوابا على عتب ..
 
قد تكون طرف ونكت ومواقف ضاحكة مع الزملاء والقضاة والموكلين والعملاء ..
وكم من المواقف الضاحكة التي نشاهدها كل يوم في محاكمنا ولكنه ضحك كالبكاء ..
 
قد تكون تصويرا أدبيا لمعاناة الناس في المحاكم  .. ويالها من معاناة ..
قد تكون صدى لما يتردد "في أروقة المحاكم"  .. وهو خليط من أصوات المظلومين ، وشكاوى الضعفاء من الأقوياء .. ودعاء وهمهات مكتومة ..
 
قد تكون تصويرا أدبيا لمشهد أمام المحكمة أو أمام القاضي .. أو قاعات الانتظار ..
 
قد تكون نقلا حيا من قاعة المحكمة ينقلها أحد المحامين الذي يشاهد ما يجري ويكتب بقلم الناقد أو الساخر أو المحلل أو المعترض ...
 
وقد يكون مختارات منقولة يرى ناقلها أهمية مشاركة غيره في قرائتها ..
وهناك كتابات أخرى ..
 
قد تكون مشاعر أبوة ناصحة أو أمومة حانية .. أوليس المحامون آباء وأمهات لهم مشاعرهم الإنسانية أم أنهم رجال ونساء صارمي المواقف والعبارات جفت عواطفهم ولا مجال لديهم لغير القانون والقانون فقط .
 
وقد تكون مناجاة لحبيب طال هجره وغائب طال بعده .. أوليس للمحامين قلوبا طرية تعرف الحب ومشاعره الدافئة والهجر وآلامه .. أم أنها قلوب قاسية قدت من الصخر ...
 
استراحة المحامين حديقة واسعة يقضي فيها المحامون أوقاتهم ويتنفسون هواء نقيا  بعيدا عن هموم المهنة ومتاعبها ..
 
وهي ليست مقصورة على المحامين فقط .. لكنها مفتوحة لكل من يقدم أدبا رفيعا راقيا يليق بمنتدى المحامين العرب ويتقبل شروطه..
 
لعلنا نشير إلى أنه يجري الآن تطوير هذه المساحة برمجيا لتصبح أشبه بالمدونة بحيث يكون لكل عضو مساحته التي يكتب فيها ما يشاء ضمن مدونة عامة يلتزم أعضاؤها بعدم نشر ما يخالف شروط المنتدى ويضعه في حرج أي كان نوعه ..
 
وعلى هذا الأساس فلن يكون المجال مفتوحا لتعقيب وتعقيب مضاد .. بل لعرض مشاركات الأعضاء فحسب .. ويمكن عرض جميع مشاركات العضو في هذه الاستراحة من خلال الضغط على عدد المشاركات ..
وكان الله في العون ..
 
عبدالله الناصري