بعد انتهاء انتخابات المحامين.. الإخوان في مكانهم «ثبات» ومرشحو الوطني «ضجيج بلا طحن»
عمرو بدر
اختتمت أمس الأول الخميس انتخابات المحامين الفرعية بعد أن انتهت انتخابات محافظتي القليوبية والمنوفية وكانت نتائج انتخابات المحافظتين تميل لصالح الإخوان المسلمين في أعقاب فوز محمود يوسف المدعوم من الإخوان بموقع نقيب القليوبية فضلا عن الحصول علي أغلبية مقاعد مجلس النقابة فيما حصد الإخوان خمسة مقاعد في عضوية مجلس محافظة المنوفية وبذلك تكون الانتخابات قد انتهت ولكن الجدل حولها سيستمر لفترة طويلة، وهناك العديد من الملاحظات التي لا يجب أن تمر دون الوقوف عليها.
أولاً: لأول مرة في تاريخ نقابة المحامين يبدو الصراع الانتخابي كما لو كان محصورا بين الإخوان من جانب والحزب الوطني من جانب آخر فلم يكن للحزب أي رصيد في النقابة العريقة ومع ذلك فإن الحصاد النهائي للانتخابات يؤكد أن الحزب لم يكن له وجود حقيقي، فلم ينجح أحد من أعضاء الحزب «المنظمين» في الحصول علي مقاعد في عضوية المجالس إلا قليل جدا ومع ذلك كان الحزب يراهن علي نجاح قيادات بعينها في الانتخابات من أجل الإيحاء بأن له كوادر قوية تخوض الانتخابات فضلا عن محاولات لضم الناجحين إلي الحزب بعد ظهور النتيجة. ثانيًا: خاض الإخوان المسلمون الانتخابات «بتكتيك» انتخابي جديد، فلأول مرة تخوض لجنة الشريعة الانتخابات بمرشحين علي مقعد النقيب، وقد حدث هذا في ستة مواقع مختلفة كانت النتائج تشير إلي تفوق للإخوان المسلمين، فقد أوقفت الانتخابات في أربعة مواقع منها هي «الإسكندرية والدقهلية وشمال وجنوب القاهرة» ونجح مرشحو الإخوان في «أكتوبر ودمياط» بما يعني أن قوة الإخوان لم تتأثر كثيرًا خلال الانتخابات الماضية رغم الإيحاء بأن الحزب الوطني الحاكم قد انتصر انتصارًا ساحقًا.
ثالثًا: كان هناك تأثير واضح لقانون المحاماة الجديد علي الإخوان المسلمين إذ قسم الانتخابات إلي جزئيات وليس إلي «وحدة واحدة» كما كان في السابق بما أضعف من «كتلة الإخوان» التي كانت تستطيع تمرير أي مرشح، ومع ذلك فقد خاض الإخوان الانتخابات بتكتيك يعتمد علي المنافسة علي المقاعد المضمونة التي هي بالنسبة لهم «النقيب» الذي يتم اختياره عن طريق المحافظة كلها فضلا عن «مقعد الشباب» ويخضع لنفس الطريقة في الاختيار وبذلك خاض الإخوان الانتخابات علي عدد من المقاعد المضمونة مع استمرار المنافسة علي باقي مقاعد العضوية. رابعًا: وضح خلال الانتخابات بروز تيار جديد بداخل نقابة المحامين لا ينتمي للإخوان ولا لغيرهم من التيارات السياسية وإن كان يدعو إلي استقلال نقابة المحامين عن الجميع، هذا التيار كان خلال هذه الانتخابات أقرب إلي لجنة الشريعة الإسلامية ليس من منطلق انتماء عقائدي ولكن خوفا من تدخل الحزب الوطني الحاكم في الانتخابات وهو الذي يمثل بالنسبة لهذا التيار تدخلا حكوميا في شئون واحدة من أكبر النقابات المهنية المصرية.
خامسًا: نجح الإخوان في تمرير عدد من النقباء غير المحسوبين عليهم «تنظيميا» وإن كانوا قد دخلوا معهم في تحالف «تكتيكي» مثلما حدث مع نقيب القليوبية مثلا هذا التحالف استطاع الإخوان تسويقه علي أنه «توسيع» لتيار استقلال النقابة الذي لا يشمل لجنة الشريعة الإسلامية فقط بل يشمل تيارًا واسعًا من كل المؤمنين بهذا الاستقلال، والخلاصة أن الإخوان في أعقاب المعركة لم يخسروا ولم يزيدوا من مكاسب الدورات الماضية أما الوطني فهو «ضجيج بلا طحن».
نقلا عن الدستور