اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
داليا صبّاح
التاريخ
8/6/2009 6:37:37 AM
  السعودية: الذمة المالية المستقلة بين النظرية والتطبيق      


الذمة المالية المستقلة بين النظرية والتطبيق


المرأة تعدها حقاً.. والرجل يعتبرها إهانة

الذمة المالية المستقلة بين النظرية والتطبيق

تحقيق ـ سحر الرملاوي
كثير من الرجال يعد - عرفا - انه يمتلك زوجته امتلاكا كاملا، واعتمادا على هذا الاعتقاد تصبح أموال زوجته أمواله، إن لم يتمكن من نقلها باسمه فانه يطلبها ويعتمد عليها ويحظر على زوجته أن تتصرف فيها من دون الرجوع إليه، ويرى هذا الأمر من اخص خصوصياته وألزم حقوقه عليها.
قبل يومين أقدم احد الأزواج بالرياض على طلاق زوجته؛ لأنه اكتشف أنها اشترت بيتا باسمها بمساعدة إخوتها من دون علمه، وتحدث آخر عن حقه في معرفة تصرف زوجته بأموالها مبررا ذلك بأنه لا يطمع في مالها، وانه لم يقصر أبدا في حقوقها، فلماذا إذن يكتشف أنها تخفي عنه، كيف تتصرف في أموالها..؟ وأكد انه لو اكتشف يوما أن زوجته تخفي عنه تصرفا ماليا ولو كان ملكها الخالص، فان حياته لن تستقيم بعد ذلك معها.
أما النساء فقد كانت حكاياتهن مغلفة بالمرارة والشعور بالقهر، وهن يتحدثن عن غير المعلن في حياتهن المالية.
اقول وافعال
تقول السيدة نوف وهي زوجة عاملة منذ ستة اعوام ولم تنجب حتى الان «اعتاد زوجي ان يؤكد في كل مناسبة انه لا يهمه مالي ولا يشغله مقدار ما املك سواء تكون عندي بعد الزواج، او كنت املكه قبل زواجنا، لكنه بالمقابل لا يتوانى ابدا عن تذكيري في كل وقت بعبارة «انا اعلم انك وما تملكين لي» وانا اتلقى عبارته هذه بكثير من الامتعاض، لكنني لا اعلق حرصا على ديمومة علاقتنا، لذا اصبحت اكثر حذرا في تصرفي بمالي الخاص وبدأت ادخر منه جزءا كلما امكنني هذا بعيدا عن حسابي الذي يعرفه وتمكنت فعلا من جمع مبلغ بدأت في استثماره من دون علم زوجي.»
صندوق الاسرار
اما السيدة فاطمة فقد ارتأت منذ اللحظة الاولى لزواجها ان تغلق على معاملاتها المادية في مالها الخاص صندوقا سريا لا يعرف عنه زوجها شيئا تقول: منذ الايام الاولى لزواجي اكتشفت ان التعامل العلني مع الزوج في النواحي المالية يولد الكوارث والمصائب، فمثلا لو علم اني اعطيت اهلي مالا اكفهر وجهه واظهر لي انهم جشعون ويطمعون في ما املك، ولو فكرت ان اجامل صديقة بهدية ثمينة اصبحت في نظره مسرفة ومبالغة بلا مبرر، واذا اردت ان اكرم نفسي بشيء مترف كشراء جوال قيم، او حاسوب محمول، اصبحت من اخوات الشياطين، لذا قررت منذ البداية ان افعل كل ما يحلو لي بمالي، ولكن من دون علمه، ولله الحمد لم اقصر في المساهمة في بيتي كما لم اغمط اهلي ومعارفي وغيرهم حقهم في بعض مالي.
الحذر واحب
وتقول السيدة طرفة «اخبريني من هو المضمون في هذا الزمان، كل ما بيني وبين زوجي ورقة، وحدود علاقتنا تنتهي بكلمة يمكن ان يلفظها في اي وقت، فكيف آمن على نفسي ومالي معه، وكيف يمكن ان افعل مثلما تفعل احدى صديقاتي التي تترك بطاقة الصراف الخاصة بها لزوجها يسحب وينفق كيفما شاء ولا يفكر حتى بالعودة لها واستشارتها في مالها. وفي النهاية تزوج عليها واشترى غرفة نومه الجديدة من مالها.
انا تعلمت ان اضع حدودا لكل شيء فانا مثل معظم العاملات اساهم في بيتي، واشارك زوجي نفقاتنا اليومية وفواتيرنا الشهرية، وتقريبا أتقاسم معه المصروف في كل شيء لكني بالمقابل لا اخبره كم معي، ولا ماذا فعلت، او سأفعل به، والحقيقة انني الآن املك ثلاثة بيوت اشتريتها تباعا خلال خمسة عشر عاما، لا يعلم عنها زوجي شيئا، ولا حتى ابنائي. اتربح من تأجيرهم وفي النهاية اعلم اني لست قلقه من المستقبل، وان تركني زوجي فلن اضيع بمشيئة الله ولن يضيع ابنائي.
خالية الوفاض
ولدى اميرة قصة تحكيها بمرارة كبيرة تقول: ان زوجها اوقع عليها يمين الطلاق اليوم ورغم انها ام لسبعة ابناء منه، وتحملت معه ما لا يحتمل، الا انها تخرج من عنده اليوم خالية الوفاض، بعد ستة عشر عاما من العمل المتواصل، ساهمت خلالها بكل مالها في البيت والسيارة والابناء، وكل التفاصيل، ولم تكن تسمع لامها حين كانت توصيها بالاحتفاظ لنفسها ولو بخمسمائة ريال من راتبها. تقول «الان عرفت قيمة ان تحتفظ المرأة لنفسها بنصيب مما تكسب، وانا اقف على مفترق طرق خالية الوفاض ومطالبة بالبدء من الصفر، ومثل هؤلاء الاربع كثيرات فاجأتني قصصهن اثناء اعداد هذا التحقيق، فبعضهن قالت انها تخفي عن زوجها امر تصرفها في مالها، لانه يكره ان تنفق منه في اقراض المحتاج من اسرتها، او صاحباتها، او حتى تتبرع بجزء منه لعمل خيري ان ارادت، ودائما ما يرى ان البيت أولى من هؤلاء، لذا بدأت تتصرف من دون علمه وبعيدا عن «وجع الراس».
وكذا الحال بالنسبة لاخريات يكفلن ايتاما، او يساهمن في مشاريع خيرية، او يضاربن في البورصة ويشترين العقارات، وتتنقل اموالهن عبر البحار بفضل التكنولوجيا الحديثة من دون علم ازواجهن.
حرية شخصية
وترى المستشارة التربوية الدكتورة منى الخيال رئيسة وحدة التخطيط والتطوير بقسم الاشراف التربوي بادارة الثقافة والتعليم بوزارة الدفاع والطيران أن لجوء المرأة الى «الاخفاء» ليس سلوكا ضد الرجل، وانما هو في الواقع تعبير نسائي، وطريقة خاصة لممارسة الحرية الشخصية، والتحرك في مساحة من الحرية كفلها لها الشرع والدين، واضافت الخيال: الاخفاء امر مشترك يمارسه الرجل وتمارسه المرأة، فمقابل اخفاء الزوجة امورها المالية عن زوجها يخفي الرجل غالبا كل اموره المالية عن زوجته. وتقول ايضا: انا اعتقد انه من حق المرأة ان تتعامل مع جزء من مالها الذي تجنيه بتعبها بالاخفاء والادخار، او الاستثمار، او غير ذلك من دون علم المحيط الخاص بها، ليس فقط الزوج، ولكن حتى الابناء والاباء والامهات، فقد جرى العرف بأن مالا تدخره المرأة هو فائض ينبغي عليها ان تقدمه طائعة، او مرغمة لتحقيق رغبات زوج او ابن او اخ او اي شخص يعتقد ان من حقه هذا المال. وتختتم حديثها قائلة: ان عملية الاخفاء هنا هي مساحة حرية ينبغي احترامها وعدم التعدي عليها من اي شخص ايا كان وضعه ومركزه.
رأي الدين
ويرى الشيخ الدكتور إبراهيم الخضيري القاضي في محكمة التمييز في الرياض، أنه يجوز للمرأة أن تخفي املاكها عن زوجها، وتحفظ اسرارها، ولا اثم عليها ولا ضرر، والارادة في ذلك تبقى لها وليس بلازم ان تخبره.
وكتب الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع في جريدة الوطن: أؤكد لأخواتي جميعا أن لهن من الحقوق الاستقلالية بهن ما للرجال من حيث الكرامة وحق التصرف في أموالهن بالاستثمار والتوكل والتوكيل والهبة والوقف والتصدق وغير ذلك مما يتصرف به المالك في ملكه، وذلك على سبيل الاستقلالية المطلقة لا ولاية لأحد عليها في ذلك، لا لأبيها ولا لزوجها ولا لأمها ولا لأخيها ولا لابنها ولا يجوز أن يؤخذ من مالها شيء إلا بطيب نفسها ورضاها المبرأ من كل إكراه وضغط.

المصدر جريدة الرياض


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 920 / عدد الاعضاء 62