اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
mohas1981
التاريخ
8/15/2008 7:21:15 AM
  فرعون      

لفت أنتباهى موضوع فى أحد المنتديات قام بكتابته وجمعه أحد أبناء محافظة الشرقية
أرجو أن ينال أعجابكم وأستحسانكم

لقد كثر الجدل على تحديد شخصية فرعون,فتارة يقولون إنه رمسيس الثانى وتارة يقولون إنه مِرِنبِتاَح إبن رمسيس الثانى.أما أنا فأقول إنه لاهذا ولاذاك,وبرغم أننى غير متخصص فى التاريخ إلا أننى مهتم بتاريخ بلدى مصر كمصرى ليس إلا.
إننى والحمد لله توصلت إلى هذه الحقيقه بدليل قاطع.وبهذا الدليل نتعرف جميعا على هذه الحقيقه التى تسمعون بها لأول مرة فى حياتكم.الحقيقه هى أن فرعون لم يكن مصريا أبدا,ليس هذا فحسب,بل هناك حقيقة أخرى وهى أن قوم فرعون لم يكونوا مصريين أبدا.وإليكم الدليل من القرآن الكريم,
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ 28 يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ 29 وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ 30 مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ 31 وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ 32 يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ 33 وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ 34)صدق الله العظيم,سورة غافر الآيات 28-34.
إن الآيات الكريمات هى خطاب من رجل مؤمن من آل فرعون لقومه آل فرعون يرجوهم أن يقبلوا دعوة موسى وهارون عليهما السلام,ولكن فلنتوقف عند الآيه رقم 34
(وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ),فى هذه الآيه يقول مؤمن آل فرعون لآل فرعون:يا آل فرعون لقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات .والسؤال هنا كيف أتى يوسف لآل فرعون!!!الذين يقال أنهم مصريين!!
إن يوسف عليه السلام أتى للهكسوس بالدعوه وهذا ثابت تاريخيا ولاشك فيه.إذن كيف أتى يوسف عليه السلام لآل فرعون!!إلا أن يكون آل فرعون هكسوساًً أيضا مثل القوم الذين عاش معهم يوسف وآتاهم بالبينات!!.ياإلهى إن فرعون وآل فرعون هكسوس إحتلوا دلتا مصر فى فتره تاريخيه.إنهم الهكسوس بلا شك وليسوا المصريين بناة الأهرام والحضاره!!
أُنظروا إلى قوله(فما زلتم فى شك مما جاءكم به)أى مازلتم يا آل فرعون فى شكٍ مما جاءكم به يوسف.لقد أتى يوسف عليه السلام لقوم فرعون من قبل ،إنهم نفس القوم الهكسوس وليسوا المصريين.لقد كان المصريون فى وسط وجنوب مصر ولم يكونوا فى الدلتا أبدا طوال فترة بقاء الهكسوس من زمن يوسف لزمن موسى عليهما السلام.
أُنظروا إلى قوله(فلما هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً)أى فلما هلك يوسف قلتم ياآل فرعون لن يبعث الله من بعده رسولاً.وهنا يتضح بجلاء أنه عندما مات يوسف عليه السلام قال آل فرعون إن الله لن يبعث من بعده رسولاً.أى أن قوم فرعون هم نفسهم نفس القوم الذين قالوا بعد موت يوسف عليه السلام,لن يبعث الله من بعده رسولاً.إن قوم فرعون هكسوس,وفرعون إسم قائدهم الهكسوسى الذى أغرقه الله وجنده الهكسوس فى اليم,وبغرقهم إنتهت دولة الهكسوس فى دلتا مصر,إذ ربما كانت لهم فلول فى سيناء وطاردهم أحمس.
إنها حقائق تاريخيه نأخذها مباشرة من الآيه 34 من سورة غافر.
وإليكم الدليل الثانى,الآيه 31 من سورة غافر أيضا(مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ )وهنا أيضا يُحذر الرجل المؤمن من آل فرعون قومه آل فرعون أن يصيبهم الله بالعذاب كما أصاب أقوام نوح وعاد وثمود والأقوام الذين من بعدهم مثل قوم سبأ,قوم تُبَّعْ,المُؤتَفِكه,أصحبُ الرَسْ,قوم لوط.وكل هذه الأقوام ظهرت واندثرت فى شبه الجزيرة العربيه,فكيف لآل فرعون الذين يعيشون فى مصر فى ذلك الزمان أن يعرفوا ماحدث لكل هذه الأقوام من عذاب وأسباب العذاب وكيف كانت دعوة الرسل لهم ثم كيف كفروا وكيف ماتوا,إنها أحداث دقيقه فكيف لآل فرعون أن يعرفوا كل هذا؟ الإجابه بطريقتين,الطريقة الأولى وهى أن آل فرعون عرفوا كل هذا لأن أصلهم من هناك من شبه الجزيرة العربيه(يعنى هكسوس).أو أنهم عرفوا كل هذا لأن يوسف عليه السلام قد جاءهم بالبينات من قبل مصداقاً للآيه 34 من سورة غافر وهذا يعنى أنهم هكسوس.
إن الأبحاث دلَّت على أن إسم فرعون هو إسم آرامى معناه ملك الرعاه,وكلنا يعرف أن الهكسوس كانوا شعباً خليطاً من الآراميين والعاموليق وغيرهم ممن سَكَنَ شبه الجزيره العربيه.وفرعون هو إسم موجود فى شبه الجزيره العربيه الآن,فهذا (منقذ آل فرعون)المُدَّعى العراقى العام,وذاك الشاعر السعودى(ناصر الفراعِنَه)وهما حيَّان يُرزقان.وما خَفِىَ كان أعظم إذ ربما كان هناك كثيرون يحملون إسم فِرعَوْن فى شبه الجزيره العربيه,بينما لم يُصادفنى هذا الإسم فى مصر.إذن علينا أن نؤمن بهذه الحقيقة بلاشك,وهى أن فرعون وقومه لم يكونوا مصريين أبداً,بل إن الله لم يُرسل موسى وهارون عليهما السلام إلى المصريين أحفاد بناة الأهرام.
عُذراً أيتها الحضارة المصريه فلقد إعْتَقَدتُ أنكِ حضارةً ملعونه.عُذراً ياملوك مصر الأبطال فلقد إعْتَقدتُ خطأً أنكم
مغضوبٌ عليكم من الله.عُذراً يا رمسيس ويا أحمُس فلقد إعتَقَدُت أنكم جُبناء,ولكن الجُبناء هم أعداءُ مصر الذين عبثوا بتاريخها ودَسُوا أكاذيبهم لخدمة مصالحهم ونحن صدَّقناهم.
ولكن ها قد آن الأوان لنكّتُبَ تاريخنا بأنفسنا.هاهى براءة مصر الحضاره أنزلها الله من فوق سبع سماوات.
أقول لشعب مصر,أحِبوا الحضاره المصريه وقَدِروا ملوُك مصر بناة الحضاره الذين رفعوا إسم مصر عاليا لآلاف السنين.إن الله لم يغضب على حضارة مصر ولم يطمسها أو يخسف بها ولله الحمد فهاهى شامخة عاليه تحكى قصة كفاح شعب مصر,بينما طمس الله على آثارٍ لأَقوام ٍ كفروا وجحدوا أمثال قوم عاد ومنهم من دمَّر سَدّهُم كقوم سبأ ومنهم من حذَّر من الدخول إلى مساكنهم خِشيَة اللعنه كقوم ثمود.بينما لم يرد نص قرآنى أو حديث نبوى ينتقص الحضارة المصريه فى شئ.
أقول للمصريين لا تقولوا حضاره فرعونيه بعد اليوم وقولوا حضاره مصريه.لا تقولوا فراعنه وقولوا مصريين,فالمصريين ليسوا فراعنه والفراعنه ليسوا مصريين .إنما الفراعنه هم هِكسُوس محتلين وليسوا مصريين.
إرفع رأسك فأنت مصرى,واعتز بحضارة مصر,فإنها حضارةٌ غير مغضوب عليها.
إننى أدعوا جميع المسؤلين المصريين وبالأخص سيادة الرئيس محمد حسنى مبارك حفظه الله للعمل على وقف العُدوان على تاريخ مصر.
وَفَقَكُم الله وسدد خُطاكم,إنه نِعّمَ المَوّلى ونِعمَ النَصير,والسلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه.
التوقيع:إبن مصر مؤمن محمد سالم - الزقازيق - محافظة الشرقيه.

منقول


  حسني سالم    عدد المشاركات   >>  55              التاريخ   >>  15/8/2008



شكرا للاستاذ محمد علي نقله للموضوع , وأحب أن اقول أن القرآن له ظاهر وله باطن ,  والباطن له سبعة أبطن , ولا يعلم تأويله إلا هو , والراسخون في العلم يقولون أمنا به , كل من عند ربنا ,  أنا متأكد من الحقيقة التي جاء بها القرآن لكني اشكك في حقائق التاريخ , فليست مطلقة عندي .

حسني سالم



  mughanny69    عدد المشاركات   >>  64              التاريخ   >>  16/8/2008



الحقيقة أن مثل هذا الموضوع يحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث من قبل علماء متخصصين في هذا المجال ، وكاتب المقال كما وصف نفسه ليس من المتخصصين ، كما أنني أرى أن في الدراسة قفز سريع إلى النتائج دون دراسة علمية متخصصة متعمقة.

وبناءا عليه فأنا شخصيا أتردد كثيرا في قبول ما توصل إليه الباحث من نتائج .

غير أني  أود أن أضيف شيئا ذا علاقة بالموضوع ، كنت قد سمعت من الشيخ الشعراوي رحمه الله في خواطره حول هذه الآيات ، بأن سورة يوسف لم يذكر فيها اسم فرعون ولا مرة واحدة بصفته حاكم مصر ، وإنما وصفت الآيات حاكم مصر بالملك ، وعلل ذلك بأن مصر كان  محتلة وتحكم خلال هذه الفترة من قبل الهكسوس وليس من قبل الفراعنة ، وذلك من اعجاز القرآن الكريم

فلو أن ما توصل إليه الباحث في بحثه من أن الهكسوس هم الفراعنة  ، فلماذا وصف القرآن حاكمهم على عهد يوسف عليه السلام بالملك ولم يصفه بالفرعون كما فعل في قصة موسى عليه السلام ؟


(وقولوا للناس حسنا )
محمد المغني


  مصطفي عبد الحميد    عدد المشاركات   >>  108              التاريخ   >>  16/8/2008



فرعون موسى بين الكتب المقدسة والتاريخ

يقرر الإسلام أن كل رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله إلى قومه فقط وبلسانهم:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (إبراهيم 4)
وأرسل الله محمدًا إلى الناس كافة باعتراف السنة النبوية والقرآن الكريم:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سبأ 28)
فهل أُرْسِل سيدنا موسى إلى بني إسرائيل فقط بناءً على هذا؟ وما هم بنو إسرائيل؟ إننا نعرف أن دعوة سيدنا موسى بدأت في مصر. فهل بدأت في عصر الفراعنة؟ ومن هم الفراعنة؟ هل هم المصريون القدماء أم هم قبائل الهكسوس التي غزت شمال مصر وتدفقت عليها واستقرت بها حقبة من الزمن؟
كتب المؤرخ القديم مانيتون (كبير كهنة جامعة أون "عين شمس") كتابًا عن الهكسوس. قال فيه: "في عهد تيماوس أصابنا ولست أدري لماذا نقمة من الإله فاندفع نحونا أقوام آسيون من أصل وضيع جاءوا من المناطق الشرقية. هذه الأقوام كانت تدعى هكسوس ومعناها الملوك الرعاة. والبعض يقول أن هؤلاء الناس كانوا عربًا. "
ويقول عالم الآثار مارييت "إن قبائل الهكسوس كانوا خليطًا من العرب وأهل الشام وأكثرهم من الكنعانيين، وفي التواريخ العربية العمالقة " (1).
وقد عاش العمالقة في موضع صنعاء اليوم ثم نزحوا إلى مكة ولحقت منهم طائفة بالشام ومصر. وتفرقت طائفة في جزيرة العرب والعراق. ويقال أن فراعنة مصر كانوا من العماليق. (2)
ويقول بريستد أن أبناء يعقوب كانوا على أصح الاحتمالات عربًا تابعين لامبراطورية الهكسوس. ولا يبعد أن يكون وجود هؤلاء الأعراب بمصر سببًا في تلقيب تلك الامبراطورية بدولة الرعاة.
ويؤكد د. أحمد شلبي في موسوعته مقارنة الأديان أن الهكسوس هم قوم من الأعراب الذين ذكرهم القرآن الكريم بقوله: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا} (التوبة 97)
ويقول العالم زينون كاسيدوفسكي: "يتوقع أن تكون عشيرة يعقوب قد جاءت مصر مع زحف الهكسوس أو بعد أن أقاموا سيطرتهم فيها، وقد استقبلوا يعقوب ومن معه استقبالًا طيبًا في مصر لأنهم كانوا أقرباء المحتلين. وليس من الصعب أن نتوقع أن الفراعنة الهكسوس لم يثقوا بالمصريين، وكانوا يثقون بأنسابهم الآسيويين الذين يجمعهم معًا المنشأ واللغة." (3)
لذلك رحب الهكسوس بقدوم بني إسرائيل ومنحوهم أجود الأراضي الزراعية في محافظة الشرقية وكان أحد أبنائها وهو النبي يوسف الرجل الثاني في البلاد بعد ملكهم.
نستنتج من ذلك أن الهكسوس لم يكونوا شعبًا واحدًا بل أحلاف من شعوب وجماعات متنوعة من قبائل العماليق (الأعراب) والعبرانيين من بني يهوذا وبني إسرائيل (يعقوب) . وقد سيطرت هذه الأحلاف (الهكسوس) على مصر على مرحلتين. استولوا في المرحلة الأولى على مدينة قرب منطقة القنطرة شرق الحالية، واسموها بلغتهم "هوارة" وتعني "المدينة"، وأعادوا تحصينها وشيدوا لها سورًا له أبواب متفرقة، واتخذوها عاصمة لهم. ومنها بدات المرحلة الثانية حيث احتلوا الدلتا وأواسط مصر وظل هذا النفوذ طوال الأسرتين 15 و 16.

من هو فرعون؟ :
لفظة "فرعون" ليست لقبًا كما يتصور البعض وإنما هي اسم عَلَمٍ على كبير الهكسوس الذين غزوا شمال مصر. يقول معجم الحضارة المصرية: "إن المؤرخين الغربيين وكل من تصدى لدراسة الحضارة المصرية قد نقلوا كلمة فرعون عن لفظ حقيقي رسمي في التوراة." وتأثر رجال الآثار المصرية وخضعوا لمسلمات توراتية، فقالوا أن كلمة "فرعون" مشتقة من اللفظ المصري "ب ر – عا" (البيت الكبير) على أساس أنه أقرب الأسماء لاسم "فرعون". وقد أجمع ثقاة الآثار المصرية وعلى رأسهم السير آرثر إيفانز والعالم ألان شورتر والعديد غيرهما أن كلمة "ب ر – عا" ليس لها أي علاقة بشخص الملك أو اسمه. ويقرر القرآن الكريم أن لفظة "فرعون" اسم علم وليست لقب. فلم تأتِ اللفظة معرفة ("الفرعون" مثل: الملك / العزيز) بل تاتي نكرة "فرعون". كما جاء مع أسماء، لذا لابد أن يكون اسم علم مثل الأسماء التي سبقته والتي لحقته:
{وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} (39) سورة العنكبوت
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} (24) سورة غافر
كذلك لم يأتِ هذا الاسم جمعًا أبدًا، ولم ينسب لمصر ولا للمصريين (مثل: عزيز مصر، ملك مصر). ولم يطلق على أي حاكم مصري لفظة "فرعون" إلا على الحاكم الذي عاصر موسى، أطلق عليه اللفظ بدون أداة التعريف "أل" في 74 موضعًا. ثم جاء هذا الاسم بياء النداء في القرآن الكريم "يا فرعون" بصيغة النكرة على العكس من "يا أيها العزيز". كما تقول الآثار أن العرب عرفوا الاسم "فرعون" واستعملوه في مملكة سبأ القديمة جنوب اليمن في نفس وقت استعماله في مصر أيام الهكسوس. (4) وقد ورد الاسم "فرعون" في إحدى نصوص هيرودوت في كتابه الثاني فقرة 3: "وحين مات سيزوستريس خلفه ابنه فرعون". فلا عجب عندما يستدل د. نديم السيار بعدد من المؤرخين المسلمين ثم يقول: "إن جميع المؤرخين المسلمين يؤكدون أن ملوك العماليق (الهكسوس) هم فقط الذين يحملون لقب فرعون." ولكن لماذا أصبح الاسم "فرعون" لقبًا لكل ملوك العماليق حتى الذين سبقوا فرعون موسى؟ نقول أن هذا أمر شائع عندما يتحول الاسم إلى لقب. فقد تحول الاسم "كسرى" إلى لقب لملوك الفرس وتسموا بالأكاسرة. وكذلك الاسم "يوليوس قيصر" كان حاكمًا للروم فتسموا بالقياصرة. وعلينا أن نعلم أنه لا يوجد ملك مصري واحد نفش هذا اللقب (فرعون) في الخرطوش الخاص به الذي يحوي اسمه ولقبه.
لذا نجد الاسم "فرعون" منعدمًا في مصر قديمًا وحديثًا، ومعروفًا لدى العرب. فهناك عائلة د. "رشاد فرعون" الدبلوماسي السعودي، والكاتب الجزائري "مولود فرعون" وهو من أصل عربي. و "ليف فرعون" البطل السعودي في الزوارق المائية والكثير غيرهم. وأطلق محمد عليه الصلاة والسلام على أبي جهل "فرعون قومه".
نفهم من هذا أن الهكسوس أقوام بدو جبارون من الأعراب والعبرانيين استولوا على حكم مصر، وفي آواخر أيامهم ملك عليهم رجل طاغية اسمه فرعون. فأرسل الله إليهم من أنفسهم رسولًا كريمًا هو موسى ومعه أخاه هارون.
أي أن فرعون لم يكن مصريًّأ. نعم. وإليكم الأدلة:

1- وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ احْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الاخْرَى فُوعَةُ. (خروج 1: 15)
لو كان فرعون مصريًّا لماذا يختار عبرانيتين لتقتلا الأولاد الذكور لبني إسرائيل؟ وأين جنده وبني وطنه؟ ولما كان لبني إسرائيل قابلتان فقط. أي كان لبني إسرائيل قوم موسى قابلتان فقط، دل ذلك على قلة عددهم:
{إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} (54) سورة الشعراء
{فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} (83) سورة يونس
كانت القابلتان ومعهن نساء بني إسرائيل ينجحن في الغالب في خداع فرعون وإنقاذ الأطفال الذكور. بيد أن هذا الأسلوب لم ينفع الطفل موسى لأنه كان داخل القصر -كما سيأتي تفصيله- ومن الصعب إخفاؤه مدة أطول. اقرأ الآية مرة أخرى ولاحظ استخدام لفظة "مَلَئِهِمْ" أي الملأ من بني إسرائيل بقيادة قارون. إن فرعون يحكم قبائل الهكسوس ومعه قادة كل قبيلة ومن ضمنهم قوم موسى.

2- لماذا هرب موسى بعد أن قتل رجلًا على أرض مصر؟ لو كان القتيل مصريًّا وفرعون مصريًّا لم يك فرعون ليضحي بفتى القصر المدلل من أجل واحد من الرعية؟ لقد قتل موسى رجلًا ذا جاهٍ له صلة قرابة بالملأ من حول فرعون من قبيلة أخرى:
{وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } (20) سورة القصص
كان موسى وقبيلته يعيشون في الجانب الآخرمن المدينة. فجاءة رجل على صلة بالقصر الملكي وحذر موسى من محاولة اغتيال يدبرونها له في خفاء. فاتخذ موسى قرارًا بالهرب بعيدًا عن العبرانيين والأعراب. فلم يهرب إلى فلسطين لأن قومه هناك أيضًا. فهرب إلى منطقة أخرى يسكنها قوم آخرون، هرب إلى مديان.

3- لم يعرف المصريون لا الصلب ولا الرجم:
{وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ} (20) سورة الدخان
{قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} (71) سورة طـه
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} (41) سورة يوسف

4- ولم يعرفون الجمال والخيل (العير) :

{فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} (70) سورة يوسف
ولا يوجد رسمًا واحدًا طوال التاريخ المصري وحتى الاحتلال اليوناني يبين استخدام المصريين طريقة الصلب أو الجِمال البدوية.

5- ولم تتحدث مخطوطة مصرية واحدة عن حدوث مجاعة في مصر في فترة الهكسوس. وقعت المجاعة في أرض كنعان (فلسطين) حيث كان يعيش يعقوب وأولاده.

6- لم يعرف الهكسوس وقائدهم فرعون البناء بالأحجار كالأهرامات، وإنما كانوا يبنون بالطوب اللبن أو الطوب الأحمر:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (38) سورة القصص
«فَاتَى مُدَبِّرُو بَنِي اسْرَائِيلَ وَصَرَخُوا الَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا بِعَبِيدِكَ؟ التِّبْنُ لَيْسَ يُعْطَى لِعَبِيدِكَ وَاللِّبْنُ يَقُولُونَ لَنَا اصْنَعُوهُ وَهُوَذَا عَبِيدُكَ مَضْرُوبُونَ وَقَدْ اخْطَا شَعْبُكَ». (خر 5: 15، 16)

7- لم تعرف مصر الخيل والعربات الحربية إلا بعد مجيء الأعراب الهكسوس إليها، فلا يوجد ذكر أو أثر لأي حصان أو عربة قبل هذا الغزو. وبعده انتشرت الخيل والعربات الحربية في مصر لدرجة أن يوسف:
«فَشَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لِاسْتِقْبَالِ اسْرَائِيلَ أبِيهِ الَى جَاسَانَ. وَلَمَّا ظَهَرَ لَهُ وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَبَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَانا». (تك 46: 29)

H4818
מרכּבה
merka^ba^h
BDB Definition:
1) chariot

أي مركبة حربية.

وهذا يؤكد نزول بني إسرائيل إلى مصر كبطن من بطون الهكسوس الذين أتوا من وادي عربة شمال جزيرة العرب وأحضروا معهم الحصان والعربة حتى أن المصريين يستخدمون لفظة "عربية" اليوم.

8- ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو اسْرَائِيلَ شَعْبٌ اكْثَرُ وَاعْظَمُ مِنَّا. هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلا يَنْمُوا فَيَكُونَ اذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ انَّهُمْ يَنْضَمُّونَ الَى اعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الارْضِ». (خر 1: 8 – 10)
لو كانوا مصريين فما الداعي لخوفهم من 70 فردًا يتكاثرون في دولة مترامية الأطراف؟! ولماذا يفكر الملك في الحرب وينظر إلى زيادة عدد بني إسرائيل؟! لأنه غريب دخيل محتل فيتوقع الحرب في أي لحظة ويخشى ويتوجس خيفة من انتماء بني إسرائيل حين تدق الحرب طبولها بينهم وبين المصريين.

هل استولى الهكسوس على مصر كلها؟
استولت قبائل الهكسوس المتدفقة على جزء من شمال مصر. وكما ذكرنا استولوا في البداية على مدينة اسموها "هوارة" ثم استولوا على الدلتا وأواسط مصر. والاسم "هوارة" عروبي صرف. لذلك تجد مدن بهذا الاشتقاق عند العرب (الحيرة: عاصمة المناذرة – حارة = قرية، حِيران، حوران)
إن "هوارة" عند الهكسوس تعني "المدينة" وهنا يتجلى إعجاز القرآن الكريم:
{قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } (123) سورة الأعراف
{وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } (20) سورة القصص
وتدور جُلَّ الأحداث في هذه المدينة "هوارة". يقول القرآن الكريم:
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} (67) سورة يوسف
سيدنا يعقوب يعرف أنها مدينة. فقد سمع عنها القاصي والداني بسبب غناها في عصر مجاعة تجتاح جزءًا شاسعًا في آسيا. فيتحدث يعقوب عن مدينة لها سور له أبواب متعددة. وينصح أبناءه بعدم الدخول من باب واحد، وإنما من أبواب متفرقة حتى لا يصيبهم حسد حاسد. ترى لو كان سكانها مصريين أيحسدون حوالي عشرة نفر من بني إسرائيل جوعى ينتظرون الإحسان؟! إن سكان المدينة هنا هم من قوم يعقوب يعرفهم ويعرفونه، ويخاف أن يحسدونه على عدد أبنائه. فهو منهم وهم منه. لنقرأ المزيد:
{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } (82) سورة يوسف
والقرية تطلق في القرآن الكريم على المدينة أيضًا، ومنها "أم القرى". واسأل القرية: واسأل القادمين منها فهم يعرفون الأحداث. هنا كل الأحداث تقع في المدينة على مرأى ومسمع من أهلها:
{فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } (70) سورة يوسف
إن سرقة صواع الملك الذي يشرب فيه تدل على العيش في مدينة يختلط فيها الملك مع أهلها.
في ناحية من المدينة يعيش فرعون وطائفته والطوائف المقربة منه وقادة بني يهوذا وقادة بني إسرائيل. وفي الناحية الأخرى يعيش عامة بني إسرائيل. لذلك لما قتل سيدنا موسى رجلًا ذا جاهٍ من هؤلاء فر من ناحيتهم إلى ناحية قومه التي يسكنون فيها:
{وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } (20) سورة القصص
منقول
مصطفي عبد الحميد
المحامي


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3403 / عدد الاعضاء 62