|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 4/21/2007 7:01:46 AM
|
هيكل والرئيس والسلام المستحيل؟
|
بدأت حملة جديدة ضد هيكل من صحافة الرئيس مبارك التي لا يقرأها أحد.. السبب كان الحوار الذي نشرهصحفي البريطاني روبرت فيسك مع هيكل في «الإندبندنت» وفيه أطلق هيكل وصفاً قاسياً، ومدهشاً، علي الرئيس وطريقة حكمه تناقلته معظم وسائل الإعلام قال فيه «مبارك يعيش عالماً من الخيال في شرم الشيخ»الحوار الذي أثار أصداء واسعة جدد مخاوف الرئيس وصحافته ونظامه المتداعي من صحفي مصري بالغ التأثير، يسدد ضربات محكمة ويثير زوابع عاتية إذا تكلم، لأنه هيكل الذي قالت عنه صحيفة أمريكية ذات مرة «هيكل ليس فقط أهم صحفي عربي إنه ربما أقوي صحفي في العالم»! النظام المرعوب لم يطلق أقلامه لكي تنال من هيكل وتؤثر في مصداقيته لدي الرأي العام، فهو أول من يعلم حجم هذه المصداقية، لكنه أتاح فرصة نادرة لتأمل وقراءة طبيعة علاقة بالغة التعقيد بين كاتب ورئيس في نهاية حكم هذا الرئيس ـ وهو حكم طال وباخ وأفسد أكثر مما ينبغي ـ وفي ذروة مجد صحفي لم يجد في مرات كثيرة في مبارك ما يستحق الهجوم المباشر عليه.. تعالوا نعرف تفاصيل هذه العلاقة؟
لم يكن اللقاء الذي عقده ودعا إليه مبارك في بدايات حكمه مع الذين أفرج عنهم بقرار رئاسي ممن طالتهم اعتقالات سبتمبر الشهيرة التي جمع فيها السادات مصر كلها في سجونه بداية علاقة وطيدة بين هيكل ومبارك، فاللقاء ضم شخصيات كثيرة سياسية وصحفية لم تجد في مبارك سوي رئيس جديد لمصر، أتي في ظروف قدرية غامضة، ولم تجعل منه «الضربة الجوية» زعيماً كبيراً ولا سياسياً علي قدر من الخطورة والإغراء بالتأييد أو المعارضة، كان كما هو الآن، رئيس تقليدي جداً أقرب لموظف علي قمة هرم وظيفي وظيفته تكرار كلام إنشائي وتطمين الجميع أن مصر مقبلة علي فترة من السلام، في هذه المرحلة كان هيكل مشغولاً بما هو أهم من مبارك، كان مشغولاً بالكتابة عن فترة حكم السادات، ربما لأنه كان يعلم أن فترة مبارك ستكون امتداداً وتعميقاً للآثار المدوية لقرارات السادات في تسليم مصر لأمريكا و(إسرائيل)، ولم يكن مبارك من الأصل شخصية تغري هيكل بالاقتراب أو حتي بالعداء، ولهذا عكف هيكل علي كتبه التي أثارت عواصف، وواصل عمله بالالتقاء بمصادر الأخبار بطول الدنيا وعرضها.. وتحول مكتبه علي النيل إلي ساحة للتواصل مع رؤساء وسياسيين حريصين علي المشاركة في سؤال إلي أين تذهب مصر التي يحكمها مبارك الذي لا يعرف أهمية بلد يحكمه بالحديد والنار والقمع والداخلية والتعذيب وينوي حتماً تسليمه بالكامل لعاصمة الحكم في واشنطن!
في عام 1983 أصدر هيكل كتابه «خريف الغضب» وأصدر مبارك قراراً بمنعه من دخول مصر بعد أن قيل له: إن الكتاب وزع ـ في طبعته الإنجليزية ـ ملايين النسخ في أوروبا وأمريكا، ورغم أن أحداً في مصر لم يكن قد قرأ الكتاب إلا أن صحافة مبارك وكانت وقتها تضم أسماء موغلة في النفاق والتزييف لكنها علي قدر لا بأس به من المهنية ـ بدأت في حملة لتشويه هيكل لمجرد أن الكتاب اتبع منهجاً بدا صارماً في تحليل شخصية السادات وتأثيرها علي قراراته، وكانت بعض صحف المعارضة هي الوسيلة الوحيدة أمام الرأي العام لكي تقرأ بعض مقتطفات من الكتاب أو تسمع رأي هيكل نفسه، وعندما ذهب صلاح عيسي لإجراء حوار مع هيكل في «الأهالي» ـ عندما كانت معارضة ـ استغرب هيكل الهجوم علي الكتاب دون قراءته ولم يذكر مبارك بكلمة ربما لأنه كانت تكفيه حجم المعلومات والوثائق والنجاح المدوي لكتاب كشف الكثير عن توريط السادات لمصر في «كامب ديفيد» ثم في معاهدة ستحول مصر إلي مجرد مستعمرة أمريكية في قلب العالم العربي!
منذ 81 كان مبارك يعمل هو وحزبه وصحافته علي التبشير بفترة رخاء وسعادة وسلام، ورسمت له وسائل الإعلام صورة «الحكيم» الذي يمنع مصر من الدخول في معارك وينشر السلام في ربوع الأرض، وللحقيقة فقد ظلت هذه الصورة صحيحة لدي قطاعات واسعة من الشعب المصري طوال الثمانينيات وحتي نهاية السنوات الأولي في التسعينيات، حتي بدأت الآثار الحقيقية لسياسته تظهر، فقد أدت عمليات بيع القطاع العام إلي تشريد الآلاف من العمال وكانت عمليات «بيع مصرية تتم مقرونة بفضائح فساد هائلة» وعلي مستوي السياسة الخارجية بدأ المصريون يتأكدون أن «السلام» معناه تساقط العواصم العربية واحدة تلو الأخري، وكان هيكل أثناء هذا يكتفي بكشف تفاصيل ما يدور علي مرات متباعدة لكنها شديدة التأثير في 95 وأثناء أزمة قانون الصحافة الشهير أطلق هيكل تعبيراً مدوياً في رسالة بعث بها لمجلس نقابة الصحفيين قال فيه: إن القانون تعبير عن أزمة سلطة شاخت فوق مقاعدها»، وعندما أفرط مبارك في استخدام خطاب سياسي يمهد لأمريكا احتلال العراق قال هيكل: إن العالم العربي لا يعرف له الآن رأس ولا قدمان، وعندما أفرط الرئيس في الزهو بالحريات التي منحها للمصريين اكتفي هيكل بمعلومة صاعقة لم يجرؤ أحد من حاشية الرئيس علي الرد عليها وهي أن هناك 150 ألف خط تليفوني تحت المراقبة.. كان هذا قبل 10 سنوات من ظهور المادة 179 في الدستور والتي ستحول مصر إلي بيمارستان عظيم للاعتقال والجنون والمطاردات..!
باستذكاء شديد كان نظام مبارك يحاول طوال الوقت إظهار هيكل وكأنه «غير ممنوع» خاصة في تليفزيون أداره لأكثر من 20 عاماً صفوت الشريف، لكن الحقيقة أن العروض التي تلقاها هيكل للظهور في التليفزيون المصري كانت مرتين الأولي من الإعلامي الشهير حمدي قنديل «قبل أن يهجر مصر» والثانية من عمرو الليثي الذي ألح علي هيكل الظهور في برنامجه «اختراق» للحديث عن أعوام 56، 67، 73 ولم يمانع هيكل في الظهور لكنه اشترط أن يتحدث في الشأن العام الجاري، ولم يقدر الليثي بالطبع علي هذا الشرط، ومع ظهور الفضائيات الخاصة ظهر هيكل في برنامج أسبوعي علي قناة «دريم» لم يتحمله نظام مبارك أكثر من عدة حلقات خاصة عندما بدأ الكشف عن أسرار مثيرة من عينة أن مصر سترسل قوات إلي غزة وستكون مهمتها تدريب أفراد شرطة السلطة الفلسطينية علي مقاومة.. المقاومة!
«التطهر بالدموع علي قبر رابين».. كان هذا هو العنوان الذي اختارته مجلة «المشاهد» التي تصدرها هيئة الإذاعة البريطانية في حوارها معه بعد أن شاهد العالم العربي كله رؤساءه ـ وفي مقدمتهم مبارك ـ يذهبون إلي (إسرائيل) لتقديم أحر التعازي في وفاة الإرهابي العتيد اسحق رابين، ربما كان هذا الحوار هو البداية الكبري لكي تأخذ العلاقة شكل الصدام المباشر بين نظام مبارك وهيكل الذي ظل حريصاً علي إنجاز كتب مهمة توثق للصراع العربي ـ (الإسرائيلي) بينما نظام مبارك غارق في تحطيم وتدمير البنية الأساسية لمصر في كل شيء، إن هيكل ـ بحكمه رجل عظيم ـ كان يدرك أن نظام مبارك مجرد «نقطة سوداء» هي الأكثر بشاعة في كل التاريخ المصري ولهذا استمر في عمله الكبير، وعندما بلغ عامه الثمانين قرر اعتزال الكتابة في مقال «استئذان في الانصراف» الذي كان درساً بليغاً لهذا النظام، كشف هيكل عن تعرض مكتبه لـ «سرقة» طالت أوراقاً مهمة، وقدم كشف حساب لحياته المهنية ليقول.. بالعمل المتواصل فقط يحيا الإنسان وليؤكد.. أن السرقة والغباء لن يكونا في أي يوم حلاً لأي مشكلة علي مستوي الأفراد أو الأوطان!
دعونا نقفز إلي هذا العام ـ لدواعي المساحة ولأنها المرحلة الأكثر إثارة في علاقة الكاتب والرئيس ولنبدأ مع لحظة فارقة كاشفة لمدي الانهيار من جانب النظام وكيف واصل هيكل تألقه، معذرة مضطرون لكي نتحدث عن «روزاليوسف» التي أفردت صفحات من الهجوم الكاشف بشدة عن المستوي الذي أوصل إليه مبارك مصر، فبعد أن نشرت الصحف حوار هيكل مع فيسك بدأت حملة «شتائم» لا لهيكل وإنما لمصر حيث وصلت الدناءة إلي حضيض هائل، ولكي ترد الجريدة الأكثر فشلاً علي توصيف هيكل الساحر والعاصف لمبارك الذي يعيش عالماً من الخيال في شرم الشيخ» أظهرت شماتة في الجيش المصري بعد أن نشرت صور جندي (إسرائيلي) يستهزئ بالجيش المصري بعد نكسة 67، ولم تذكر كلمة واحدة عن معارك الاستنزاف التي قادها عبدالناصر وأذل بها (إسرائيل)، في هذه المرحلة كان نظام مبارك يعيش حالة احتضار، رغم الجرائد التي يمولها أحمد عز من أموال المصريين، ورغم الحركات والتحركات لمجموعة ابن الرئيس حيث وصل الهزال إلي حد أن يتولي أمر صحافة النظام أشكال بالغة الغرابة، وهي تريد «صيداً ثميناً» لنظام أجلسهم علي مؤسسات ليخربوها أكثر، وفي حملة «روزا» قالوا عن هيكل «هيكل: 84 سنة وسرطان».. هل يوجد انحطاط أكثر من هذا.. صحيح أن هيكل يملأ الدنيا ويشغل الناس، فحلقاته علي الجزيرة يشاهدها ملايين العرب، ومؤسسته الجديدة، دفعت دماء حارة في شرايين مهنة أصابها ما أصاب كل شيء في مصر، وصحيح أيضاً أن هيكل لا يتأثر مطلقاً بمثل هذه الحملات واكتفي هيكل بوصف الحملات ضده بأنها تتم علي أيدي «معاتيه» لكن هل يمكن أن يصل الانحطاط لهذا الحد؟ هؤلاء «المعاتيه» ـ بتعبير هيكل ـ يعيدون الكلام التافه عن رغبة هيكل الدائمة في أن يكون مستشاراً للرئيس هذه أضحوكة «!» فتأمل العلاقة، والتاريخ يؤكد استحالة التقارب بين هيكل ومبارك.. الصحيح أن يقال إن هيكل يبحث عن رئيس«!». فالصحفي الذي عاش شبابه مع عبدالناصر لا يمكن أن ينسجم ـ حتي إنسانياً ـ مع رئيس يكره القراءة ويحب الأعداء رئيس اتسم عهده بالبرود والجمود والركود العظيم كيف يمكن أن يلتقي مع كاتب متوهج بالأفكار محرض دءوب حالم يحب الشعر والتاريخ والعرب كيف يمكن أن يلتقي رئيس عاشق للموات السياسي بكاتب ساهم في صنع فترات فوران وحراك وأحلام عظيمة وإنجازات جعلت لمصر معني ووزناً ودوراً
منقول للمناقشه
الاستاذ الصديق / نادر بك مجر
تحية واحتراما
قرأت خريف الغضب على حلقات كانت تنشرها صحيفة القبس الكويتية فيه حينه ، وكان هيكل يستشهد في سرد احداث كتابه بمواطين عرب على قيد الحياة ، وقرأت للكثير من هؤلاء نفي وتكذيب لما ذكره هيكل في كتاباته التي اثارت جدلا واسعا في حينه
خريف الغضب إن كان كتب له هذا الانتشار الساحق الذي يتحدث عنه كاتب المقال فهو ليس لأن هيكل من كتبه ، ولكن لكون الكتاب يتحدث عن الرئيس السادات بطل الحرب التي شكك في قيامها هيكل بمقالته التي اودت به الى اسفل سافلين اللاسلم واللاحرب
عموما سيدي العزيز المكتوب عن هيكل وعمالته للسي اي ايه تفوق بكثير كل كتاباته مجتمعة
ولي عودة الى الموضوع فيما يخص عمالة هيكل للسي اي ايه وزجه بالاخوين امين الوشايه بهم لعبد الناصر بعد تعقيب الزملاء
تقبل تحياتي
محمد أبواليزيد - الاسكندرية
"خيبتنا في نخبتنا"
|
الاخ العزيز محمد بك
بغض النظر عن تقيم شخص الاستاذ هيكل
الا انك لم تعلق على ما ورد من وصف وبيان
وانا اتمنى اسمع تعليقق البديع
ومع تحياتى
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|