اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
عبد العزيز كرمه
التاريخ
3/16/2007 7:37:44 AM
  اليهود لم يحفظوا الكرم العربي منذ الازل      

اليهود، لم يحفظوا الكرم العربي منذ الأزل

تتميز القضية الفلسطينية عن الكثير من القضايا الوطنية العالمية المعاصرة، كونها من أكثر القضايا تعقيداً، وتتخذ في أبعادها بعدا، تاريخيا، وبعدا دينيا، إضافة للبعد السياسي والاقتصادي ،خاصة عندما يتدخل الرب في البعد الديني، على الطريقة الصهيونية، ويدخل طرفا في الصراع ويمنح هذه الأرض لليهود الصهاينة بدون مجه حق، على حساب حق شعب آخر، بحجة أنهم شعب الله المختار، وهم الذين اصطفاهم الرب، من دون كافة البشر، مع أنهم ليسوا بشعب ولا مختارا.
أما البعد التاريخي للصراع، فعلى أساس الأفكار والمفاهيم والادعاءات الصهيونية الكاذبة، فان هذه الأرض، كان مقام عليها في يوم من الأيام، دولة يهودية خالصة، في الألف الأول قبل الميلاد، في يهودا والسامرة، كما يدعون، وقد انقسمت هذه الدولة إلى دولتين، الأولى في السامرة وكانت عاصمتها (شكيم)، والثانية دولة يهوذا في مدينة الخليل وضواحيها، وعاصمتها أورشليم، (مع أن كلا الدولتين، لم تعمرا سوى بضع عشرات من السنين، أيام النبيين داود وسليمان).
على فرض صحة الادعاء الديني اليهودي، بأن الرب منحهم هذه الأرض، (أي لبني إسرائيل ونسلهم من بعدهم)، فنحن أيضاً، من نسل سيدنا إبراهيم، أبو الأنبياء، وتربطنا صلة نسب مع اليهود، فهم أبناء عمومتنا، كما يقال، فنحن العرب الفلسطينيون، أبناء إسماعيل، وهم أبناء اسحق، ولا أعتقد أن الرب يميز بين أبناء إبراهيم (اسحق وإسماعيل)، فإذا كان هناك وعد الهي حقا، فنحن أيضا نقاسمهم هذا الوعد، ومن حقنا أن نأخذ ارثنا على هذه الأرض، من أبانا إبراهيم، وعلى هذا الأساس أيضا، فنحن لنا حق، في وعد الرب، على هذه الأرض.
سكن العرب الكنعانيون و اليبوسيون، مدينة بيت المقدس وفلسطين، منذ ثلاثة آلاف و وخمسمائة عام قبل الميلاد، وكان لهم ملك يدعى (ملكي صادق)، وواضح من اسمه بأنه عربي كنعاني، وقد أطلق عليه ملوك زمانه القريبين منه (يقال بأن عددهم كان حوالي10 إلى 12 ملكا)، لقب (ملك الملوك)، ونصبوه عليهم ملكاً، لكرمه وعدله، وقوة شخصيته الدينية والأخلاقية، حيث يقال عنه، بأنه كان من الملوك الموحدين، ويقال عنه أيضاً، بأنه كان نبياً، وكانت تربطه علاقة صداقة مع سيدنا إبراهيم، وقد زاره سيدنا إبراهيم في رحلته من مدينة (أور) الواقعة في شمال شرق العراق، عبر مدينة حران، إلى مدينة بيت المقدس، في البقعة المقام عليها حاليا المسجد الأقصى، فقدم له ملكي صادق الخمر والخبز، كناية على حسن الضيافة، والعلاقة الودية بينهما، ومعروف عن ملكي صادق أيضاً، بأنه كان يملك كهفا له في المكان المقام عليه المسجد الأقصى حالياً، أو في موقع قريب منه، كان يتخذ منه مكانا للعبادة والاعتكاف أحيانا أخرى، فالأرض منذ القدم، كانت ارض قبائل كنعان العربية، وحتى عندما حضر النبي داود إلى منطقة الخليل، وزحف بجيشه نحو مدينة بيت المقدس، وأراد أن يبني له قلعة يعيش فيها، فلم يجد له أرضاً يبني عليها قلعته، فاشترى أرضاً من شخص عربي يبوسي يدعى ) أرونا اليبوسي)، وهذا يؤكد أن اليهود ونسلهم من بعدهم، لم يكن لهم وجود في الأرض المعروفة حاليا بمدينة بيت المقدس، وقد سمح الكنعانيون و اليبوسيون لليهود، بالسكن حول المدن الكنعانية، والتي تعد بالعشرات في ذلك الحين لطيبة أنفسهم وتسامحهم، وعطفهم عليهم، وعلموهم فنون الزراعة والقراءة والكتابة، وبعض فنون الصناعات الفخارية والصباغة ودبغ الجلود، لكن اليهود، لم يحفظوا هذا الكرم العربي منذ الأزل، حيث لم يقابلوا الإحسان إلا بالإساءة، فانقضوا على ممتلكاتهم وديارهم، ودمروها واستولوا عليها، ونكلوا بأهلها، فقتلوا أطفالهم ونساءهم، واستعبدوا رجالهم، وأقاموا دولة لهم على أرض شعب كنعان، وعلى حساب حقوقهم، فأين الحق والعدل منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا.

 

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1385 / عدد الاعضاء 62