|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 7/25/2006 9:35:40 AM
|
مصر القاهرة الساهرة هي القاطرة فإذا انحرفت كانت الأمة العربية هي الخاسرة
|
مصر القاهرة الساهرة هي القاطرة فإذا انحرفت كانت الأمة العربية هي الخاسرة
بقلم : حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق
لقد أصبح الجهاد في سبيل الله فرض عين علي كل مسلم من مشرق الأرض إلي مغربها.. والجهاد له أوجه متعددة، فهناك الجهاد بالنفس والجهاد بالمال والجهاد بالتحريض علي القتال وبالمساندة المعنوية بكل وسائل الإعلام المنظورة والمسموعة والمكتوبة..فالنفس والمال يأتيان في مقدمة الجهاد تصديقا لقول الله تعالي: "إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" (التوبة:111).
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد".. إن التحريض علي القتال، في مثل هذه الظروف التي يتعرض لها العالم الإسلامي، أصبح واجبا مقدسا علي كل أنظمة الحكم التي تملك هذه الوسائل تصديقا لقوله تعالي مخاطبا نبيه القائد المجاهد في سبيل الله: "يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير" (التوبة: 73) وقوله تعالي: "يأيها النبي حرٌض المؤمنين علي القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون" (الأنفال: 65).. إننا لا نحزن علي من اختاره الله لشرف الشهادة ولكننا نفرح له ونغبطه علي فضل الله عليه بنعمة الشهادة تصديقا لقوله تعالي: "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن تشعرون" (البقرة:154)، إن القتال فرض عين علي كل مسلم في مثل هذه الأحوال تصديقا لقوله تعالي: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" (البقرة: 216).
لقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما بويع للخلافة : "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا" وقام من فوره لمقاتلة الممتنعين عن إيتاء الزكاة وكذلك الذين ادعوا النبوة بعد انتقال الرسول الكريم إلي الرفيق الأعلي (صلوات الله وسلامه عليه).. فجاءه عمر بن الخطاب يتشاور معه ويبادله الرأي في هذا الأمر الجلل وهو الحرب والانقسام بين المؤمنين فأجابه أبو بكر صاحب رسول الله الذي صاحبه في الهجرة إلي المدينة قائلا: "أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام يا عمر والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم من أجله". فيقول عمر: "وما أن رأيت ابا بكر وقد شرح الله صدره للقتال حتي أيقنت إنه الحق" فيالها من حرية في الرأي والتشاور للوصول إلي القرار السليم.. "فالدين يسر والخلافة بيعة والأمر شوري والحقوق قضاء" كما جاء في قول الشاعر أحمد شوقي.
والخلاصة تأتي في قوله تعالي في سورة محمد (الآية 35): "فلا تهنوا وتدعوا إلي السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم".
إن الجهاد بالمال له شأن عظيم يكاد يتساوي مع الجهاد بالنفس كما جاء في قوله تعالي: "وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا علي الظالمين الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين" (البقرة: 193، 194).
ثم تأتي بعد ذلك الآيات للحضٌ علي الانفاق بعد إيضاح قانون المعاملة بالمثل حتي لا تضيع هيبة المسلمين، فيقول عز من قائل: "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" (البقرة: 195). ثم يقول عمن يبخل عن بذل المال دفاعا عن الإسلام: "هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" (محمد:38).
أين نحن الآن مما يحدث في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان؟ أين مصر الكنانة التي كانت في أيام ثورتها المجيدة، هي السباقة لمساندة حركات التحرير في أي قطر علي مستوي العالم العربي؟ كنا نشعر أننا مسئولون عن المساندة بكل ما نملك، وكان ذلك انطلاقا من أنه كلما اتسعت قاعدة الأحرار كنا أقدر علي مواجهة مظالم الاستعمار وجبروته، وكانت هذه المساندة في نفس الوقت دفاعا عن النفس، فعندما تقابل مصر الأعداء المتربصين بها في حرب صليبية مسيحية يهودية استعمارية غربية، بحجمها وبمفردها، ليس كما لو واجهت هؤلاء الأعداء بوزنها والتفاف إخوانها الأحرار في البلاد العربية والإسلامية من حولها. وعلي سبيل المثال كان لمساندة مصر الثورة لثورة الجزائر منذ قيامها في الفاتح من نوفمبر 1954 أكبر الأثر في الشد من أزرها.. وكانت المساندة في جميع المجالات المادية والمعنوية فمن المساعدة بإيصال دفعات السلاح وكل ما تحتاجه ثورة التحرير من تشييد وبناء واسترجاع اللغة العربية التي أراد الاستعمار الفرنسي أن يقضي عليها وذلك بإرسال المدرسين اللازمين، وكان من وراء ذلك جهود المخابرات العامة التي كان يمثلها رجال من أمثال الوزير أمين هويدي والمرحوم الوزير فتحي الديب في أيام رئاسة الزميل العزيز زكريا محيي الدين، وكذلك في مجال البناء والتشييد نذكر المرحوم المهندس مصطفي موسي، وفي مجال المساندة المعنوية كانت صوت العرب في هذه الأيام من العوامل الأساسية التي شدت من أزر المقاومة فلابد أن نذكر المذيع القدير أحمد سعيد الذي كان أداؤه الفذ من أهم العوامل المشجعة والمحرضة علي استمرار الثورة مشتعلة حتي تحقق لها النصر بالاستقلال وإجلاء المستعمر في عام ..1962 وقبل كل هؤلاء تأتي روح ثورة يوليو المجيدة في مصر الكنانة ودور قائدها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فتحية لنضاله وفاتحة لروحه ولأرواح من قضوا نحبهم ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
هذه المقالة كتبت فى جريدة الاسبوع العام الماضى 18/7/2005 ......
وها نحن ألان اليوم فى ذكرى الثورة وحالنا زاد من سئ لأسوأ
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|