هل التحقيقات ستكون بهذه الجدية و هذا الشكل و هذا الاهتمام لو كان المجنى عليه محاميا؟
و ان كان هناك رد ارجوا ان يكون بالحجة القاطعة
أخي الاستاذ / طارق هاشم الفولي
تحية واحتراما
أسعد دائما بالرد على استفسارات معاليكم أو بمعنى أصح بالحوار المفيد مع شخصكم النبيل وهنا وفي سبيل اجابتي على سئوالكم اسوق اليكم هذا المثال:
لنفترض ان شقيقتين تخرجتا من المعهد العالي التجاري مثلا والحقتا بالعمل بديوان المحافظة احدى الشقيقتين عملت في وظيفة مديرة لمكتب السيد الوزير المحافظ والأخرى اختيرت للعمل بقسم المهايا والاجور بالادارة المالية بنفس ديوان المحافظة
لاحظ بعد عدة اشهر مدى انعكاس الموقع الوظيفي على تصرف و (سيكلوجية) كلا الشقيقتين
قد تقول لي ان المشكلة هي في الوظيفة او المسمى او الموقع الوظيفي وهذا قول فيه جانب من الحقيقة وليست الحقيقة الكاملة
الصحيح
هو اننا يجب أن نبحث في الاسباب لا في النتائح
لماذا تتعالى علينا هذه السيدة التي تعمل مديرة لمكتب السيد المحافظ؟
عندما نصل الى الاجابة .. سنصل الى حل المشكلة او على الاقل نكون قد وضعنا ايدينا على مكمن الداء
ينسحب هذا أيضا على السادة القضاة فلن يكون الصواب في أن ننبذهم ونوصمهم بالتكبر والتعالي على عباد الله او نقف نحن في الخدق المعادي
ولكن الصواب
أن نبحث في الاسباب التي أدت الى تكبر بعضهم وتعاليهم .. ومن هنا سنتأكد أن هناك خلل ما ، قد يكون هذا الخلل في التشريع وقد يكون في سلوكنا نحن كمواطنين ، وقد يكون كل هذا ناتج عن التركة الثقيلة التي ورثناها من قهر ومذلة وعبودية وخوف من (العسكري) وكراهيته في آن معا
القاضي الذي تم سحله في الشارع يجب أن نقف معه قلبا وقالبا من منطلق انه مواطن مصري يجب أن يكون محاطا بكافة انواع الحماية من مثل هذا العمل الاجرامي الذي مورس بحقه على قارعة الطريق
ويجب أن نقف معه من منطلق آخر وهو أن هذا الرجل بمثابة رمزا للعدالة فكيف نسمح لها بأن تهان!!؟؟
هذا بغض النظر عن المسائل الشخصية والحزازات المهنية
ترتيب الأولويات يحتم علينا أن نتبنى جميعنا قضية هذا القاضي الذي أهين وبعد هذا يمكننا مناقشة جميع المسائل فيما بعد
وليس من المنطقي ان نترك القضاة لقمة سائغة في فم الحكومة لانهم يتعالون علينا وأن نترك بعدهم موظفي السكك الحديدية لانهم يستخدمون وأسرهم وسائل النقل العام بالمجان والجزارين لانهم يرفعون أسعار اللحوم والأطباء لانهم يبالغون في تحديد اتعابهم والعاملين بقطاع كذا لانهم كذا
وفي النهاية نقول
أكلت يوم أكل الثور الأبيض
تقبل تحياتي
محمد أبواليزيد - الاسكندرية
"خيبتنا في نخبتنا"
|