بعد احتجاجات القضاة ومنظمات حقوقية
مصر: مجلس القضاء يتراجع عن التحقيق مع قضاة معارضين للحكومة
تراجع مجلس القضاء الاعلى في مصر عن طلب تحقيق نيابة أمن الدولة العليا مع أربعة من كبار القضاة بتهم تتعلق بادلائهم ببيانات صحفية عن الانتخابات التشريعة الاخيرة اعتبرتها الحكومة مسيئة لها.
وقالت مصادر قضائية ليونايتد برس انترناشونال اليوم الاحد 26-2-2006م ان المجلس سحب طلبا كان قدمه للنائب العام ماهر عبد الواحد للتحقيق في وقائع الادلاء بتصريحات مع اربعة قضاة من بينهم ثلاثة من نواب رئيس محكمة النقض, وهي أعلى هيئة قضائية.
ويأتي تراجع المجلس الذي يعين أعضاءه الرئيس حسني مبارك ويرأسه وزير العدل بعد احتجاجات من القضاة ومنظمات حقوقية داخل وخارج مصر على إحالة القضاة للتحقيق في نيابة أمن الدولة رغم تمتعهم بالحصانة القضائية.
وذكرت المصادر ان المجلس سيكتفي بتحقيق داخلي مع القضاة بشأن التصريحات التي تناولت اتهامات من القضاة بالتلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الاول) الماضيين.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن محمود الخضري أحد القضاة الاربعة انه رفض الاستجابة لاستدعاء النيابة له واحتج على الاجراء.
وصرح الخضري للصحيفة بان الاجراءات التي تتخذها الدولة سوف "لن تثنيه عن الطريق الذي يسير فيه وزملاؤه في سبيل تحقيق احترام ارادة الشعب في انتخابات نزيهة", ويخوض نادي القضاة في مصر الذي ينتسب اليه القضاة الاربعة معركة مع الحكومة بشأن تعديلات يطالبون بها في القوانين النافذة تضمن استقلالية اكبر للقضاء.
= = =
وهكذا أثبت مجلس القضاء الأعلى بيده لا بيد عمر أنه مسيس وأنه يخضع لتعليمات وتوجيهات النظام مباشرة . كما أنه أثبت بهذا القرار أن استقلال النيابة العامة درب من دروب الخيال والوهم فها هى نيابة أمن الدولة تتلقى الأوامر من مجلس القضاء فتحقق عندما يصدر القرار بالتحقيق وتتوقف عندما يصدر القرار بالغاء التحقيق . أين استقلال النيابة العامة إذا ؟؟
وماذا ستفعل نيابة أمن الدولة فى البلاغات الأخرى هل ستسكمل التحقيق فيها أنم ستوقف التحقيق بالتبعية ؟ وماذا عن القضية المتهم فيها عضو مجلس نقابة المحامين ورئيس تحرير جريدة صوت الأمة وعدد من الصحفيين . كانت النيابة قد طلبت سماع اقوال المستشارين فماذا ستفعل الآن ؟ هل ستتغاضى عن هذا الطلب وهم فى مركز قانونى مساوى لمركز باقى المتهمين لإدلائهم بتصريحات مشابهة لتصريحات باقى المتهم بل أقوى واشد منها . وهل تعترف نيابة أمن الدولة إذا أنها تكيل بمكيالين وتوجه الإتهامات وفق ما يشاء نظام الحكم بدون حيدة أو عدالة أو استقلال .
شكرا لمجلس القضاء الأعلى فقد فضح نفسه بنفسه ولم يعد فى الموضوع ما يقال بعد أن تراجع وأثبت باليقين والقطع أنه تابع للنظام يحركه كيف يشاء . ولا عزاء لمبدأ الفصل بين السلطات . ولا عزاء لاستقلال القضاء .