يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ
بقلم
اشرف مشرف المحامي
الناظر الى اعداء الأسلام من بداية ظهوره الى الأن يجدهم جميعا اتفقوا على هدف واحد وهو القضاء عليه ووقف انتشاره ولهم في ذلك وسائل شتى فمن الحروب العسكرية الى الضغوط السياسية وكذلك الحروب الفكرية وتشوية مبادئ الأسلام ورموزه والتركيز في الهجوم والسخرية على الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه
وبالرغم من بعض النجاحات التي حققها الأعداء على مدى التاريخ في حروبهم العسكرية ضد المسلمبين الا ان النتيجة النهائية وهي القضاء على الأسلام لم تتحقق قط
فمع بداية الأسلام وانتشاره وسط العرب في مكة والمدينة وبوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كان عدد المسلمين ليس كثيرا ولكن هذا العدد القليل استطاع بقوته الأيمانية اجتياح دولة الفرس واقتلاعها من جزورها ثم استطاع هزيمة دولة الروم وضم الشام ومصر وشمال افريقيا وفي مرحلة تالية افتتحت الأندلس وبلاد السند والهند وتكونت دولة الخلافة الأسلامية القوية
وفي مرحلة تالية مع الضعف السياسي الذي دب في اوصال هذه الدولة
تعرض المسلمون لهجمتين شرستين متزامنتين احدهما من الصليبين والأخرى من المغول وكلاهما كما تشهد كتب التاريخ اعتمدا سياسة المذابح الجماعية وخصوصا المغول الذين اعتمدوا مايسمى حاليا بسياسة الأرض المحروقة
وبالرغم من الضعف السياسي والحربي لأغلب الدويلات الأسلامية الموجودة في هذا الوقت فأن الله حمى دينه وانتهى الأمر بالصليبيين با لأندحار والعودة الى بلادهم وانتهى الأمر بالمغول بأعتناق الأسلام
وفي معجزة اخرى لا تقل عن معجزة اجتياح المسلمين الأوائل لدولتي الفرس والروم اعظم دولتين في وقتهما
نجد ان اكبر عدد من المسلمين الأن هي في بلاد لم تكن ابدا مجال جهاد او غزوات اسلامية فبلاد شرق اسيا بالكامل انتشر الأسلام فيها بدون أن تراق فيها نقطة دم واحدة
وفي العصور الحديثة ومع الأستعمار الذي حل بأغلب البلدان الأسلامية سواء استعمار انجليزي او فرتسي او هولندي او بلجيكي نجد انه برغم جبروت وتسلط المستعمرين الا انهم لم ينجحوا في فرض ديانتهم على اهل البلاد المسلمين وذهب الأستعمار وبقى الأسلام بل ان الأسلام تتبعهم الى بلادهم
فلا يمر يوم الا وتسمع عن اسلام العشرات بل والمئات من الأوربيين بل ان الأسلام حاليا اصبح ثاني اكبر ديانة من حيث عدد معتنقيها في دول اوروبا
بل ان امريكا نفسها تجد ان الأسلام كل يوم يكسب ارض جديدة بها
وهكذا كان ومازال الأسلام يكتسب قوته الذاتية من ذاته ومن رعاية الله له بغض النظر عن قوة اتباعه السياسية او العسكرية
فالأسلام بأفكاره ومبادئه الواضحة يكتسب اتباعا
فهاهي الدول الأوروبية تنفق المليارات على بعثات التبشير في دول العالم بينما الأسلام ينتشر بدون ان يدعمه احد بل وينتشر في معاقل اعداءه
وصدق الله العظيم في قوله
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {9 الصف