اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
صالح عينر
التاريخ
11/13/2012 1:19:49 PM
  علاج العشق .. من هدي القرآن والسنة .. الحلقة الثانية .. حلقات مسلسلة بقلم صالح عينر      

عــلاج العشـــق

من هدي القرآن والسنة

( الحلقة الثانية )

عرض وتلخيص : صالح عينر

 

أمــرا ض القلوب

وتصاب القلوب بنوعين من الأمراض :

النوع الأول : مرض شبه وشك .

والنوع الثاني : مرض شهوة وغي .

 

فمن النوع الأول : شك وشبهة :

 قوله تعالي :

{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً }

سورة البقرة الاية 10

{ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً  }

سورة المدثرالاية 31

 

{   وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50)  }

سورة النور

ومن النوع الثاني : شهوة وغي :

قال الله :

 

{ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ  }

سورة الاحزاب الاية 32

فهذا المرض هو مرض الشهوة والغي من جريمة الزني .

والعشق مرض من امراض القلوب ، وهو مرض مخالف لسائر الامراض من حيث ذاته ؛ واسبابه ؛ وعلاجه ؛ وهو مرض جد خطير ، اذا استحكم ؛ تمكن من القلب ؛ وعز علي الاطباء دواوؤه ؛ وأعيا العليل داؤه ..

 

تأصيل مرض العشق

العشق هو مرض تعلق قلب المرء بالصور ..

وانما هو بلاء تبتلي به القلوب الفاعرغة من محبة الله تعالي ؛ لانها معرضة عن الله تعالي متعلقه بسواه ..

ومن ثم فكلما كان الفلب متعلق بربه ؛ مملوء بمحبه مولاه وخالقه ؛ فان اركان القلب جميعها لايكون مكان فيها الا لله وطاعته ومحبته والسعي لرضاه ؛ وهذا التعلق بحب الله هو الذي يدفع مرض عشق الصور ؛ ولهذا قال الله تعالي في حق يوسف النبي الذي تعلق قلبه بالله وحده :

{ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }

سورة يوسف الاية 24

وهوما يدل علي ان الاخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي احدي الثمار الاساسية لمرض العشق للصور ..

 

ولماذا يصيب العشق القلب :

يظن كثير من الناس ان العقل هو الذي يقود بني أدم ..

وهي مسأله جري بحثها من جانب العلماء ..

وحسمها القرآن وهدي النبي صلي الله عليه وسلم ..

فالعقل كلمة معناها اللغوي ( الرباط )  وعناها الاصطلاحي لطيفة ربانية تدرك حقيقة الاشياء فتمنع صاحبها من الخطأ وتحثه علي الصواب ..

ولكن القائد الحقيقي للانسان هو القلب وليس العقل ..!

ولك أن تتأمل في قوله تعالي :

{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }

سورة  الحج الاية 46

(  فتكون لهم قلوب يعقلون بها )

نعم .. فالعقل قد يدرك حقيقة الاشياء ..

ويعلم الصواب منها والخطأ ..

ومع ذلك القلب يزين ويميل بصاحبه هواه .. رغم علمه باحقيقة الاشياء ..

ومن هنا فالقلب واقعيا هو الذي يقود الانسان ..

فقد يوجد العلم حتي عند العلماء .. او  عوام الناس .. ويدركون الحقيقة بين الحلال والحرام .. والخطأ والصواب .. والجائز والممنوع .. ومع ذلك يرتكبون الحرام والخطأ والممنوع .. علي الرغم من وجود العلم اليقيني لديهم في هذا الشأن ؛ وهذا ما حققه الله تعالي في اياته في { القرآن الكريم :

أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }

سورة  الجاثيةالاية23

فالعلم موجود عند هذا الضال ..

لكن اضله الله علي هذا العلم ..

لان هواه كما اخبر الله تعالي طغي علي علمه ..

ومن ثم كان من ثمرة هذا الهوي ان ختم علي سمعه وبصره .. وقلبه .. ولم يذكر هنا العقل ..لمذا ..؟!

لان القلب هو القائد الذي يقود باقي الاعضاء ..!

وهي مسئألة لها اماكن بحثها ؛ لكن لعل الحبيب المصطفي ببلاغته التي طويت له اجزم بها كمسألة محققه لاتحتاج بعد هذا الحديث ثمة كلام :

فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال ؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

( الا وان في الجسد مضغة ؛ اذا صلحت صلح الجسد كله ؛ واذا فسدت فسد الجسد كله ؛ الا وهي القلب .. )

وهو مايثبت من القرآن .. ثم من هدي الحبيب المصطفي ان الهوي انما يكون في القلب الذي يقود ..فاذا اصابه فساد انتقل الي سائر الاعضاء .. ومنها العقل .. واذا صلح القلب .. انتقل هذا الصلاح الي باقي الاعضاء ومنها العقل ..

 

ما هو العشق

ولهذا اصل كثير العلماء مرض العشق فقالوا : ((( العشق حركة قلب فارغ )))..!

اي ان هذا القلب فارغ مما سوي معشوقه ..!

وانظر الي هذا التعبير القرآني الذي يوجز ما نريد التعبير عنه  :

{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً }

سورة القصص الاية 10

اي ان قلبها اصبح فارغا من كل شىء الا من حبها لموسي  ؛ وذلك لفرط محبتها اياه ؛ وتعلقها به ..!

 

عنصري العشق وكيف يحدث ..؟!

والعشق مكون من عنصرين : النعصر الأول استحسان للمعشوق .. والعنصر الثاني الطمع في الصول الي المعشوق ..!

فمتي انتفي احد هذان العنصران .. ينتفي العشق ..!

وقد بين كثير من العلماء ان الله تعالي قد استقرت حكمه في خلقه وأمره علي وقوع التناسب والتآلف بين الاشياء ؛ وانجذاب الشىء الي موافقه وجانسه بالطبع ؛ وهروبه من مخالفه ؛ ونفرته المخالف عنه بالطبع ..

لذا يقول العلما ان سر النماذج والاتصال في العلم العلوي والعالم السفلي انما هو التناسب والتشاكل ، والتوافق ؛ لذا فالارواح جنودمجندة ما تعارف منها ائتلف ؛ وما تناكر منها اختلف ..!

وسر التباين ايضا والانفصال هو التباين والاختلاف ..! وهو الامر القائم علي التناكر ..!

وعلي هذا قام الخلق والامر ..

فالمثل الي مثله ماثل ؛ واليه صائر ..

وكذلك الضد عن ضده هارب ؛ وعنه نافر ..

وقد ثبت في صحيح البخاري ؛ عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله :

( ارواح جنود مجندة ؛ فما تعارف منها ائتلف ؛ وما تناكر منها اختلف )

صحيح البخاري في باب الادب المفرد 901

وسبب هذا الحديث كما جاء في مسند الامام أحمد وغيره ؛ ان امرأة كانت بمكة ؛ فلما جاءت الي المدينة نزلت عند امرأة ايضا تضحك الناس ؛ فقال النبي محمد صلي الله عليه وسلم : الارواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ..

حديث صحيح ..مسند الامام أحمد  (2/ 295 – 2527)

 

وقد اجزم العلماء أن حكمه الله تعالي قد اقتضت واستقرت ان حكم الشىء حكم مثله ..

فلا تفرق الشريعة بين متماثلين ابداً .

ولا تجمع بين متضادين ..

ومن ظن خلاف ذلك فهذا راجع لسببين ؛ اما لقله علمه بالشريعة من جانب ؛ واما لعدم معرفته وتقصيره في معرفه التماثل او الاختلاف ..

فبالعدل والميزان طهر الله خلقه وشرعه ؛ وقام بهما الخلق والشرع ؛ وهو التسوية بين المتماثلين ؛ والتفريق بين المختلفين ..

وهذا ثابت يقينا للعلماء في الحياة الدنيا ..

ولكن في الاخرة ايضاً يجمع الله تعالي بين الاشباه والازواج ؛ فالزوج يقال لشبيه الشيء ؛ كما نقول : - اعزكم الله – زوج من الاحذية .. مثلاً ..

قال جل شأنه :

{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ }

سورة الصافات

قال عمر بن الخطاب رحمه الله : أزواجهم أي أشباههم ونظراؤهم ..

وقال تعالي ايضاً :

{ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ  }

سورة التكوير الاية 7

اي قرن كل صاحب عمل بمن يشاكله وبنظيره ؛ فقرن بين المتحابين في الجنة ؛ وكذلك قرن بين المتحبين في طاعة الشيطان في الجحيم ..

نعم .. فالمرء مع من أحب شاء من شاء وابي من ابي ..

وفي مسند الحاكم وغيره عن النبي صلي الله عليه وسلم :

( لايحب المرء قوما الا حشر معهم )

صحيح اخرجه الامام أحمد ( 6/145 & 160 ) وهو مروع عن يحي عن اسحاق عن ابن عبد الله وصححه الالباني في صحيح الجامع (3021 )

 

أنواع المحبة والعشق

والمحبة والتعلق انواع متعدده ؛ وافضلها واجلها المحبة لله ؛ وفي الله ؛ ومقتضاها محبة ما امر به الله ؛ وكره ما نهي عنه الله ؛ ومن مقتضاها محبة النبي محمد صلي الله عليه وسلم بقدر اعظممن محبة المرء لنفسه التي بين جنباته ..

ومن هذه المحبة محبة الاتباع لدين الله ؛ وطريقته ..

وهناك نوع من انواع المحبة لنيل غرض من المحبوب ؛ اما من الجاه .. واما من المال .. واما من التعليم .. واما من قضاء لذة من الحبيب ؛ وتسمي هذه الانواع بـ ( المحبة الغرضية ) لانها تزل بزوال موجبها ؛ فالقاعدة ان من ودك لامر ؛ انصرف عند انقضاء هذا الامر ..

لكن موضوع بحثنا في هذا المقام هي ( محبة المشاكلة والمناسبة ) بين المحب والمحبوب ؛ وهي محبة لازمة لاتزول الا لعارض يزيلها ؛ وهذا هو العشق الذي نتحدث عنه في هذا المقام ..

ومحبة العشق هي استحسان روحاني ..

وامتزاج نفساني ..

وهو ما يترتب عليه ؛ وسواس المحبة والتحول ؛ وانشغال البال ؛ ويري العاشق محبوبه بعيون غير عيون باقي الناس ؛ ويملك عليه فؤاده ؛ فيصير فؤاده فارغا الا من عشق المحبوب ؛ وربما اصابه التلف بسبب هذا العشق ..

 

سؤال مهم :

قد يقال : اذا كان سبب العشق ما ذكرتم من التناسب والاتصال الروحاني ؛ فماباله لايكون في كل الاحوال من الطرفين ؛ بل نجده في كثير من الاحيان من طرف عاشق وحده  ..؟؟!!

والجواب :

ان تخلف المحبة في مثل هذه الحالة يكون لاحد أسباب ثلاثة :

السبب الاول : علة في المحب نفسه : كأت تكون محبة غرضية لسبب ما ؛ وليست ذاتية ؛ وليس من الضروري ان تكون المحبة الغرضية مشتركة ؛ بل ربما يلزمها نفرة من المحبوب ..

والسبب الثاني : مانع يقوم بالمحب العاشق يمنع من عشقه ان يحبه ؛ اما في خلقه ؛ او في خليقته ؛ او في فعله او هديه او ما شابه ذلك ..

والسبب الثالث : مانع يقوم في المحبوب يمنع مشاكت من احبه في محبته ؛ ولولا ذلك المانع لقام به من المحبة مثل الاخر ..

فاذا انتفت هذه الاسباب الثلاثة  ؛ كانت المحبة ذاتية ويكون من الجانبين ..

 

علاج العشق  ...

اما عن علاج العشق ....

 

(((((( للمزيد برجاء متابعة موقع نصرة رسول الله منتدي الابحاث العلمية )))))

الي اللقاء في الحلقة القادمة

مع تحياتي

صالح عينر

 



 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 4072 / عدد الاعضاء 62