|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 5/26/2012 4:05:20 AM
|
قراءة فى المشهد
|
ان المتأمل فى المشهد المصرى اليوم يقرأ من الأحداث أمورا متناقضة أيما تناقض , الأول هو حصول الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة وهو ما يطلق عليه اعلاميا الذراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمين على نسبة لم تتخط ال 25% من اجمالى عدد الأصوات الصحيحة لمن أدلوا بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية , ماذا حدث فى الذراع - أقصد الذراع السياسى لجماعة الاخوان المسلمين - ؟ القارئ للأحداث لأول وهلة يخيل له ان الذراع قد كسرت , فكيف بالأمس يحصدون ما يقرب من الخمسين بالمائة فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى واليوم لم يتخطوا حاجز ال 25% ؟ الأمر الثانى هو صعود نجم الفريق أحمد شفيق بهذه الدرجة التى يدخل من خلالها الى حلبة الاعادة فى الصراع رئاسة مصر , كيف حدث ذلك وهو - شئنا أم أبينا - أحد كهنة السلطان الذين يقبعون فى السجون وكبيرهم رهين سرير فى مشفاه والتى مهما قيل عنها فانها سجن ربما يكون اقسى عليه من زنازين سجن طرة على بعض كهنته , ثالثة الأثافى ماحدث للقطب الاخوانى السابق الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح بعدما استطاع بحكنة لملمة بعض المتبعثرين حوله وكان اول هؤلاء معقلا لايستهان به وهو معقل الدعوة السلفية اضافة الى بعض القوى السياسية الناقمة على جماعة الاخوان المسلمين لاسيما بعد ان استطاع الاعلام الموجه النيل من مساحة الثقة فيهم , أما رابعة المتناقضات ان لم تكن أولها على الاطلاق هو بزوغ بجم جديد فى سماء الصراع متوهجا ومفاجئا للجميع وهو الصحفى حمدين صباحى بعد ان استطاع لمرات عدة ان يحدث صداعا رهيبا فى رأس الفريق فى منافسته على المركز الثانى فى السباق غير ان الأمر قد حسم فى النهاية لصالح شفيق فى ان يكون الثانى فى الصراع مخلفا للحصان الأسود المركز الثالث فيه بفارق لايكاد يذكر اذا ما قورن بمن يدعم الطرفين , أما ما حدث مع السيد عمرو موسى وزير خارجية مبارك وخريج الكلية الحربية فهذا ليس بمستبعد ولامفاجئ على الاطلاق ,أما اذا عدنا الى تحليل ما تم اجماله فيما سبق نجد ان الدكتور محمد مرسى ووراءه جماعة الاخوان المسلمين وحزبها الذى ولد عملاقا قد بذل الجميع جهدا مضنيا للوصول الى مقدمة الصف وهو وان كان بفارق قليل ربما لم يتخط نسبة ال 1% عمن يليه الا أن ذلك كان جهدا لم يبذلوا نصفه فى الانتخابات البرلمانية والسبب فى ذلك هو كم الحشد الرهيب الذى ووجهوا به ممن يقفون وراء سيادة الفريق فضلا عما اصيبوا به من تشويه متعمد خلال الفترة مابين الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة وكان ماتحصل عليه الدكتور محمد مرسى هو بكل الحق نتاج جهد مضن على كل الاصعدة ولاغرابة فى ان يتصدر المشهد وانما الغرابة تأتى فى النسبة التى حصل عليها وفيمن يليه فى القائمة , ولكن الأمر اذا ما تفحصته العين أيضا يخرج عن الغرابة , فمن يقف وراء الفريق ويدعمه ؟ أول من يدعم الفريق كانت الجذور التى تأبى أن تموت كما الثعبان يوهمك بموته ثم مايلبث ان يفيق كى ما ينقض على فريسته , هذه الجذور هى بقايا وفلول الحزب الوطنى المنحل والذين بذلوا جهدا أضعاف أضعاف ما بذل الاخوان المسلمون أضف الى هؤلاء حاشية الوجاهة التى تملأ القرى والنجوع والذين كانوا يمثلون الظهير الأقوى للحزب الوطنى فى كل مصائبه السابقة , وأنا والله يحضرنى حوار قصير حدث مع أحدهم وتربطنى به صلة قرابة من ناحية والدتى - وكان ذلك قبل انتحابات الخزى فى عام 2010 والتى كانت المسمار الأخير فى نعش مبارك وحاشيته بأيام - قلت بنوع من الرغبة فى توريطه فى تصريح يدينه كما هى عادته دائما مع كل ماينتمى الى الاسلاميين - هننتخب مين ياخال ؟ فلم يحر الرجل جوابا ورد كما الطلقة تخرج من مدفع الهاون - المضاد للدبابات - وأقسم بالله على ذلك - بص يامحمد : لو جابوا حمار وكتبوا عليه الحزب الوطنى هننتخبه . ياسبحان الله ! أالى هذا الحد يبلغ الحقد والغباء مبلغيهما ؟ هؤلاء هم نفس الوجوه التى كانت فى صدارة من يؤيدوا الفريق يليهم الكثيرين ممن ينتمون الى الفصيل العسكرى بشقيه الجيش والشرطة متمثلين فى اسرهم وذويهم أضف الى من سبق جل - ان لم يكن كل - أفراد الجهاز الادارى بالدولة - مخيرين كانوا او مرغمين من رؤسائهم - أما من استطاع أن ينأى بنفسه عن شقى الرحى المتمثلة فى جماعة الاخوان ومن يساندون الفريق فقد فزع الى الحصان الأسود كخيار أفضل يمثل الثورة والثوار ولكن كان ينقص هؤلاء الدعم المادى و الفنى والذى يتوفر عند سابقيهم بلا حدود والذى لو توفر لهم لكانوا هم من اتوا فى صدارة المشهد وبلا منازع , أما عن القطب الاخوانى السابق فقد ذهبت به رمادية موقفه الى الوراء بعد ان كان فى مقدمة القافلة , كانت محاولته مجاراة السلفيين ومجاراة الليراليين واستقطاب بعض شباب الاخوان الغير راضين ببعض سياسات قادتهم كل ذلك أدى بالرجل الى ضبابية فى موقفه الأمر الذى دفعه للخلف ليأتى رابع المتسابقين ,,, بعد كل ذلك لمن تكون الغلبة ؟؟ من المؤكد انه ان ظلت الصورة ناصعة البياض هكذا فيما يتعلق بالتنظيم والاشراف على الانتخبات ومراقبتها لاشك أن الأمر يبيت محسوما للدكتور محمد مرسى لأن الفريق أخرج كل مافى جعبته وجعبة مسانديه أما الدكتور مرسى فلازال لديه الكثير والكثير مما خلفه له سابقاه - السيد حمدين صباحى والدكتور ابوالفتوح - أظن أن العشرين يوما الآتية ستحمل لنا كثيرا مما لم نكن نعلم قبلها , فالله نسأل أن يمن على مصر بالأمن والأمان وأن يولى عليها من يصلح أمرها دنيا وآخرة . محمد الحفناوى - المحامى - قويسنا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|