اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
الناصري
التاريخ
2/14/2011 2:50:04 PM
  ثورة المجد - مقدمة وقصيدة رائعة للدكتور حاكم المطيري       

بقلم الدكتور حاكم المطيري
إلى شهداء تونس وعلى رأسهم البوعزيزي، وشهداء مصر وعلى رأسهم خالد سعيد، وإلى الثوار الأحرار من الشباب في ميدان التحرير بمصر، وإلى نوارة نجم (صارخة النصر)، أهدي هذه القصيدة فرحا بالثورة التي فرح لها كل عربي حر، وكل مؤمن بر، وتخليدا لذكرى أبطالها الشباب، الذين بيضوا وجوه أمتهم بعد طول سواد، وأحيوها بعد طول رقاد، وحرروها من الأغلال والأصفاد، وأثبتت ثورتهم للعالم كله أن العرب من الخليج إلى المحيط أمة واحدة، فأفراحهم واحدة، وأحزانهم واحدة، ومشاعرهم الفطرية واحدة، مهما حاول القطريون والشعوبيون فصم عرى وحدتهم!
 
 وأثبتت ثورتهم أنهم أقدر الأمم على انتزاع حريتهم وكرامتهم، وأنهم أحلم الأمم حين يصبرون، وأرحمهم حين يثورون!
 
وأثبتت الثورة أن النساء شقائق الرجال، وأنهن يصنعن النصر، كما يصنعه الرجال!
كما أثبت العرب بهذه الثورات المجيدة أنهم أرقى الأمم في ثورتهم على الظلم، وأنهم هم ورثة الحسين وآل بيته الأبرار، وليس أولئك الحشاشون الباطنيون الشعوبيون الذين خانوا أمتهم ووطنهم، وجاءوا مع جيوش الاحتلال لغزو العراق تحت ذريعة تحريره من الظلم والاستبداد! ليقتلوا الملايين من أبناء العراق، وليهجروا الملايين، وليضعوا الأكاليل على قبر الجندي الأمريكي، وما زالوا يمارسون أبشع الجرائم الإنسانية، بدعوى إقامة الديمقراطية!
 
 لقد نجح الشعب التونسي والشعب المصري في تغيير أشد الأنظمة استبدادا وبطشا في أقل من شهر، وببضع عشرات من الشهداء الأحرار، والشباب الأبرار، دون خيانة لأمتهم، ودون وقوف مع احتلال أجنبي، ودون رفع رايات طائفية، ولا أكاذيب وشعارات دينية، باسم الحسين وآل البيت الأطهار، الذين هم براء من رجس من ينتحلونهم، وخيانة من يدعونهم، ممن لم تجر فيهم دماء عربية، ولا حمية وطنية أو دينية!
 
لقد أرادت أمريكا من النموذج العراقي أن تقول للعرب وللعالم أجمع، بأن العرب لن يتحرروا من الدكتاتوريات إلا بخيانة أوطانهم، والوقوف مع المحتل الأجنبي، وأنهم حين يتركون وحدهم يتقاتلون وتدب فيهم الفوضى، كما أرادوا من نموذج التغيير في العراق الذي كان أسوء نموذج عرفه التاريخ بدمويته وخيانته وفوضويته!
 
 فجاء النموذج التونسي والمصري وهما تجربتان عربيتان خالصتان لتقولا للعالم أجمع شيئا آخر تماما، ولتضربا أروع المثل في طهوريتهما ونزاهتهما وتنظيمهما وسلميتهما!
 
لقد كانت كلتا الثورتين تعبر أصدق تعبير عن سيكولوجية الإنسان العربي، وعن شخصيته المعنوية الجمعية، من حيث اعتداد العربي بنفسه، وشعور كل عربي بأنه رأس لا يحتاج إلى من يقوده، وأنه لا يحتاج إلى الزعيم المخلص، ولا إلى قيادة تتمتع بالكاريزما، ولا إلى مرجعية دينية أو سياسية، يسلمها عقله، كما هو شأن أكثر الثورات في العالم، كما جرى في ثورة الشعب الإيراني بقيادة الخميني، وشعب جنوب أفريقيا بقيادة مانديلا، والشعب الهندي بقيادة غاندي!
 
لقد خرج الشباب في تونس ومصر وخرج معهم الشعب التونسي والمصري بعفوية وبإرادة حرة، وبلا قيادة موحدة، فكانت ثورة جماهيرية عربية مليونية لم يشهد لها العالم مثيلا، وإن كانت لا تخلو من قيادات جماعية كالنقابات العمالية في تونس، والتنظيمات والحركات الشبابية في مصر، والأحزاب التقليدية، إلا أن السمة البارزة فيها غياب الزعيم القائد، والمرجع الواحد!
 
كما كانت الثورتان التونسية والمصرية سلميتين بامتياز، لم ترق فيهما دماء من جهة الثورة وشبابها، وانتصرتا فانتصر معهما العفو والصفح، وهي أخص خصائص الإنسان العربي، بل إنه قد يتعاطف ويعفو عن المهزوم، ويتسامى عن الأحقاد والضغائن بعد النصر، مروءة وشهامة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال للمشركين بعد الفتح (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، وكما قال شاعرهم :
 
ملكنا فكان الصفح منا سجية
                    فلما ملكتم سال بالدم أبطحُ
فحسبكم هذا التفاوت بيننا
                    فكل إناء بالذي فيه ينضحُ
 
لقد أثبتت الثورتان العربيتان الحديثتان بأن ما جرى من أنهار الدماء في العراق بعد الاحتلال على يد العصابات الطائفية الإجرامية، لا يمت للشخصية العربية السنية والشيعية بصلة، ولا يعبر عن قيمها وثقافتها، بل هي ممارسات فئة ممسوخة الهوية، تعبر عن حالة تشوه ثقافي وقيمي، تجعل من خيانة الوطن مع المحتل ثورة وتحررا! ومن الغدر والقتل غيلة قصاصا وعدلا!
 
لقد أفرزت العقائد الباطنية - التي تقوم على موروث من الحقد والضغينة للعرب وتاريخهم، والتي تعبئ به الشخصية الطائفية منذ نعومة أظفارها - شيئا مخيفا فكان العراق مشهدا مأساويا للتعبير عن تلك العقائد الشعوبية الحاقدة على أمتها وبني جلدتها ووطنها، حيث ظهرت بعد الاحتلال الأمريكي شخصية عراقية طارئة دخيلة لا يمكن أن تكون عربية الهوية والدم، ولا إسلامية العقيدة والدين، ولا إنسانية الضمير والقيم! وهو ما حصل تماما بعد سقوط بغداد على يد التتار سنة 656هـ حيث عدها الحشاشون الطائفيون نصرا لهم وخلاصا من الظلم العباسي والخلافة العباسية، الذين كانوا هم وزراء الدولة فيها!
 
إن الثورات الشعبية عادة ما تكونوا دموية، كما في الثورة الفرنسية والروسية، وكما جرى بعد الثورة في إيران من تصفية جسدية للآلاف من رجال النظام السابق، وما جرى من محاكم وإعدامات في الشوارع، وقد تم استنساخ تلك التجربة في العراق بعد سقوطه تحت الاحتلال الأمريكي، على يد الأحزاب الطائفية، فجاءت بأحقادها وأضغانها، وممارساتها الوحشية، لتمارس تصفياتها الدموية ضد خصومها، بل ضد آلاف الأبرياء من ضباط الجيش العراقي، والعلماء العراقيين، ولتسيل طرقات بغداد أنهارا من الدماء، وهو ما يتنافى مع قيم العرب وأخلاقهم، حتى ترحم العرب على دكتاتورييهم مقارنة مع جرائم هؤلاء الحشاشين والقرامطة الجدد، وديمقراطيتهم المزعومة!
 
لقد ولد العرب من جديد بالثورتين التونسية والمصرية، واستعادوا ثقتهم بأنفسهم، بعد عقود من التضليل الإعلامي، وتخويفهم من أنفسهم، وأنهم لا يستطيعون أن يغيروا أوضاعهم السياسية، وأنهم لا مرجعية دينية لهم تستطيع أن تحرك الشارع وتضبط حركته - وتتفاهم مع الاحتلال من وراء الكواليس لتبيع الأمة والوطن من أجل دم الحسين - حتى حاولت أمريكا أن توحد الفتوى في العالم العربي من خلال مؤسسات حكومية ليتسنى لها التفاهم معها، كما تفاهمت مع المراجع الطائفية في العراق، لتوجيه الرأي العام وضبط حركته بما يخدم مصالح العدو المحتل!
 
لقد استغلت الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي وجوقتها الثقافية والإعلامية والدينية ما جرى في العراق ليقولوا للعرب هذا هو البديل عنا، وهذا هو ثمن التغيير المزعوم، إنه ملايين من المهجرين، وملايين من القتلى، وعشرات القواعد العسكرية الأجنبية، وآلاف من ميليشيات الموت الإجرامية، وملايين من المهووسين دينيا ينوحون ويبكون، في حال من الهستيريا، وضرب من الجنون، يسوسهم الدجالون، المعممون بالخبل والجهل، وغيبة الوعي والعقل، ليصبح العراق بسببهم خارج نطاق التغطية، وليخرجوا العراق من العالم المعاصر، إلى عصر ما قبل الحضارة، ثم يقال للعرب هذا هو النموذج للديمقراطية والإصلاح!
 
فجاءت الثورتان العربيتان الطاهرتان في تونس ومصر لتثبتا بطلان تلك النظريات، وأن التغيير حين يكون بيد الشعوب، وبيد العرب أنفسهم، سيكون شيئا مذهلا، وتغييرا مدهشا، وفوق ما يتصوره الواهمون، أو يتخيله الحالمون!
 
فهنيئا للعرب من الخليج إلى المحيط، وهنيئا للأمة كلها من المشرق إلى المغرب، ثورة النصر والمجد، وهنيئا هذا النصر العظيم، وهو فاتحة عصر مجيد، وأول خطوة على طريق الحرية، يستعيد الإنسان العربي فيه شهوده الحضاري من جديد، وما ذلك عليهم ببعيد..  
 
(ثورة المجد)
 
يا ثورة أذهلت من   هولها الدولا
                                                       وأحيتِ المجدَ والإنسانَ والأملا
وحررت مصرَ من أغلالها فسَمت
                                                 وأشرقت شمسُها واستبدلت حُلالا
وماطت الحزنَ عن ثغرِ العروبةِ في
                                                      أرضِ الكنانةِ حتى افترَّ مشتعِلا                          
غنى الحمامُ لها من نشوةٍ طرباً 
                                                          وأصبح النيلُ مزهواً بها ثمَـلا
يا ثورة وقف التاريخُ يرقبها
                                        وأدهش العالم  المذهولَ ما حصلا
وزلزلت عرشَ حسني بعد سطوتهِ
                                                 ففر طاغوتُ مصرٍ خائفاً وجِلا
لما مضت تونسُ الخضراءُ ثائرةً 
                                                   تدك ثورتهُا الطغيانَ والعُمَلا
تُفاخر النجمَ في أبناء ثورتها
                                                    كبوالعزيزي خير القوم مرتجلا
 
غارت لها مصرُ فاهتزت مدائُنها
                                                 بثورةِ أصبحت في العالم المثلا
فكان ميدانُ تحريرٍ وملحمةٌ
                                                     ووحدةٌ أدهشت أخبارُها العُقلا
والزحف يمضي   إلى الميدان مبتهجاً
                                                        وموكبُ النصرِ يحدو الثائرَ البطلا
وكلما قُمعوا، (نوارةٌ) صرخت
                                                       فجاءها مددُ الأبطالِ ممتثلا
لم يستطع جيش حسني وأد صرختها
                                                        ولم يلن عزمها أو يعرف الكلالا
ثار الملايين من أحرارها فغدت
                                                             كل المدائن ميدانا ومرتحلا
أبطالُها كلُ حرٍ لم يُطق أبداً
                                                      ذلَّ الحياةِ وقهرَ الظلمِ والخللا          
(الله أكبر كم في النصر من عجبٍ)
                                           رياحه حين هبت حررت دولا!
يا أيها العربُ الأحرارُ فاغتنموا
                                                 هذي الرياح َوهبوا للعُلا حَجَلا
يا خاذل العربِ المخذول ما صنعتْ
                                                        لك اليهودُ وقد اخترتهم بَدَلا؟
جعلت من مصرَ طوقا حاميا لهمُ
                                                    وخنت شعبكَ والتاريخَ والمِلَلا
فرّطت في المسجد الأقصى وصخرته
                                                         وبعت غزة للأعداء محتفلا
وخنت بغدادَ لم تأبه بصرختها
                                                   فاغتالها بوش والأوباش واخجلا !
 تبكي العروبةُ في بغدادَ نكبتَها
                                               وأنت تضحك مسرورا بها جذلا
جعلت من مصر سجنا أنت حارسه
                                                  وضيعةً تبتغي توريثها خَبَلا
حتى أتاك شبابٌ كنت تحقرهم
                                                 فقوَّموا منك ما قد مال فاعتدلا
وأصبح العرب الأحرار قاطبة ً
                                         هم مضرب المثل الأعلى   بما فعلا
رفضت تحريرهم لما دعوا فأبوا
                                                إلا انتزاعك فاشرب كأسها علالا
لكل طاغيةٍ طفلٌ سيصرعه
                                                   قد خبأ الله ذاك الطفلَ والأجلا
وهذه آيـةٌ لله ظاهرة ٌ
                                                يجزي بها كل طاغوت بما عملا
فلتهنئي مصرُ بالأعياد دائمة ً
                                               ما غرد الطير أو ما بارقٌ هطلا
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور حاكم المطيري – لمن لا يعرفه – هو مؤلف كتاب " الحرية أو الطوفان " وهو أستاذ جامعي كويتي من قبيلة مطير العربية الشهيرة الممتدة ما بين السعودية والكويت ، وهو حاصل على الإجازة الجامعية من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت سنة 1989م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف . وحاصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من قسم الكتاب والسنة في كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة 1995م عن أطروحته ( الاختلاف على الراوي وأثره على الروايات والرواة ) .
· حاصل على دكتوراه فلسفة من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة برمنغهام بإنجلترا سنة 2000م عن أطروحته ( تحقيق كتاب إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة للسرمري الحنبلي مع دراسة شبهات المستشرقين حول السنة النبوية ومناقشتها ).
· حاصل على الدكتوراه من جامعة القروين بفاس المغرب قسم الفقه تخصص فقه المعاملات
سنة 2006 م عن أطروحته ( تحقيق كتاب مختصر النهاية والتمام لمحمد بن هارون الكناني ) بدرجة مشرف جدا .
· ويعمل الآن أستاذا مساعدا بقسم التفسير والحديث في كلية الشريعة بجامعة الكويت .
· الأمين العام للحركة السلفية 2000 – 2005 م .
· الأمين العام لحزب الأمة 2005 – 2008 م 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تحية للدكتور حاكم ، ولكل حر شجاع مثله ..
عبدالله الناصري  


  حسني سالم    عدد المشاركات   >>  55              التاريخ   >>  14/2/2011




شكرا للأستاذ الفاضل / عبد الله الناصري

وتحية أيضا للدكتور / حاكم علي هذا الزخم المنثور والمقفي

حسني سالم المحامي


  الناصري    عدد المشاركات   >>  76              التاريخ   >>  23/2/2011



بقلم د. حاكم المطيري
الأربعاء 23/2/2011
رجاء حار، إلى الأخوة العرب الأحرار، في كل الأقطار، ومن لديهم رغبة في القيام بالثورة في بلدهم، نرجو منهم أن ينظموا ثوراتهم بالدور، ويحترموا الطابور، حتى تستطيع الأمة أن تقف مع كل ثورة بما تستحقه من الدعم والتأييد، فليس معقولا يا جماعة أن تقوم ثورة في ليبيا واليمن والعراق والجزائر والمغرب والبحرين في وقت واحد؟
لقد كنا بالأمس نتمنى ولو ثورة واحدة، فقامت عندنا ست ثورات في وقت واحد! وهذا شيء مذهل لا نستطع تصوره ولم نكن نحلم به!
لقد أسقط العرب في خلال شهرين اثنين فقط ثلاثة طغاة في ثلاث دول، تشكل ما نسبته نحو أكثر من ربع سكان العالم العربي تقريبا مائة مليون نسمة، وربع مساحته الجغرافية، أكثر من ثلاثة ملايين كيلو مربع!
وهذه أسرع حركة تحرر وتحرير في تاريخ العالم كله!
وإذا استمر العرب على هذه الوتيرة فسيحتاجون لاستكمال تحرير العالم العربي ستة أشهر أخرى فقط، فإذا العرب من الخليج إلى المحيط أحرار كما ولدتهم أمهاتهم، وإذا كل عروش الظلم والطغيان قد سقطت، ليستعيد العرب أوطانهم المنكوبة، وأموالهم المنهوبة، وكرامتهم المسلوبة!
وأنا أقترح على الأخوة في كل بلد عربي عندهم رغبة بالثورة، أن يتم ترتيب الأمور وتنسيقها بين الشباب الثوار في كل الأقطار، إما بالقرعة، أو بحسب الحروف، فتبدأ الثورة بالدول التي تبدأ بالألف ثم الباء ثم التاء..الخ، حتى يمكن لنا جميعا أن نتابع دوري الثورات العربية، ونقوم بالواجب للجميع!
وأرى ضرورة التفاهم مع قناة الجزيرة الوكيل الحصري لبث هذا الدوري، حتى تقوم بتغطية كل ثورة تغطية شاملة، مع اشتراط وجود المفكر العربي الحر عزمي بشارة لتحليل وتوجيه أحداث ومجريات كل ثورة!
وبما أن هناك من استعجلوا الآن ونزلوا الحلبة، كالأخوة في اليمن والعراق فأرى أن يبقوا فيها، وأن يسخنوا، حتى يصل إليهم الدور!
وأرى ضرورة أن يراجع أي شعب عربي لا نية لشبابه بالثورة جيناتهم، وفي حال ثبوت دمائهم العربية، وأنه لا يوجد ما يمنعهم وراثيا من الثورة، فبالإمكان إرسالهم في دورة تدريبية تحت عنوان(كيف تصنع ثورة خلال شهر واحد) لدى الشباب في مصر أو تونس أو ليبيا، والاستفادة من خبراتهم في هذا الفن!
كما يمكن إقامة معاهد خاصة لهذا الفن في هذه الدول الثلاث، تستقبل الشباب من كل بلد من بلدان العالم كله، مع وضع رسوم للدراسة فيها، لتصبح مصدرا من مصادر الدخل القومي العربي!
كما أقترح أن يتم تشكيل لجنة تحكيم في تونس أو مصر لتقدير أداء كل ثورة، ووضع معيار للتحكيم بينها، ومعرفة مميزات كل ثورة وأبرز خصائصها ونقاط الضعف فيها!
فإذا كان التونسيون قد حازوا في ثورتهم قصب السبق، وكانت ثورتهم فاتحة الثورات، وإذا كان المصريون قد حازوا كأس الثورة الأضخم، والحدث الأعظم في هذا القرن، فإن الثورة الليبية كانت الأسرع حسما، والأقوى قصما!
فقد احتاج التونسيون إلى أقل من أربعة أسابيع تقريبا، ونجح المصريون في أقل من ثلاثة أسابيع تقريبا، فجاء الليبيون وحسموا الموضوع في أسبوع!
وقد أصبح لدى العرب ثلاثة نماذج من الثورات مختلفة الطعم والطريقة، فهناك الثورة الشعبية السلمية، وهناك الثورة الشعبية المسلحة، وهناك الثورة التي دعمتها النقابات كما في تونس، والثورة التي دعمتها الأحزاب والتيارات كما في مصر، والثورة التي دعمتها القبائل كما في ليبيا!
وأرى بأن الأخوة في ليبيا - نصرهم الله وأيدهم - قد أفقدوا الدوري متعته، واستعجلوا في أمر كان لهم فيه أناة وسعة، وضيقوا واسعا، وحرموا الأمة من الاستفادة من هذه الدورة التدريبية باختصارهم المدة على هذا النحو، مع أن كل ثورة هي دورة تدريبية نفسية وعملية للعرب كلهم، ليكتشفوا ذواتهم وقدراتهم ومهاراتهم!
ولا أدري من يستطيع أن يضرب الرقم القياسي الذي حققه الشعب الليبي، هل يعقل أن تنجح ثورة في أقل من أسبوع! وإذا حدث ذلك فعلا، فإن عدد الدول العربية اثنتان وعشرون دولة، وقد بقي منها تسع عشرة دولة، فإذا صارت الشعوب فيها تتنافس على تحطيم الرقم القياسي، فهذا يعني أن الثورة الأخيرة عليها أن تحقق المهمة في ثمان ساعات تقريبا وهذا شيء لا يكاد يصدق!
وأرى بأن على العرب حتى بعد تغيير كل الأنظمة، أن يبقوا على هذا الدوري كل عشر سنوات، فأي دولة لم يتغير فيها نظام الحكم خلال هذه المدة، فعلى شعبها القيام بثورة شعبية سلمية، حتى لا تنقطع هذه العادة الكريمة، والخصلة الحميدة!
كما أرى ضرورة أن يتصدى المؤرخون والكتاب والمفكرون بتدوين أحداث هذه الثورات وأبطالها وأحداثها ومميزاتها، حتى تكون حاضرة دائما في ذاكرة الأجيال العربية، لتظل هذه الثورات جزءا من ثقافتها وممارساتها وسلوكها!
كما يجب دراسة نفسيات الطغاة، وممارساتهم وسلوكياتهم، قبل الثورة وأثناءها وبعدها، ومعرفة طبائعهم، وحججهم وذرائعهم، وقد تتوصل الدراسات إلى اكتشافهم من صورهم وأشكالهم، لتتجنب الأمة وصولهم للسلطة ولو عن طريق الانتخاب!
وهناك تشابه في تصرفاتهم يحتاج إلى وقفات لفهمه، فهم يخطبون ثلاث خطب، ثم يسقطون بعد الثالثة، ويكون الخطاب الأخير يوم الخميس ليلة الجمعة، وكلها في آخر الليل!
وكلهم استشرى فسادهم المالي وفساد أسرهم وأبنائهم، وأثروا ثراء أسطوريا، وحولوا يلدانهم إلى عزبة وإقطاعية أسرية، وهي حالة تكاد تتصف بها كل الأنظمة العربية الحالية!
وكلهم يقول ليست بلده كتونس، وكلهم يغرر به إعلامه المضلل وبطانته بأن دولتنا غير، وهي دولة الخير، وليست كتونس، ثم يتفاجأون بأن دولهم كتونس!
وقد تكررت خلال هذه الثورات بعض الذرائع التي يتحجج بها الطغاة وهي :
1- الخوف على البلد من الإرهاب والاقتتال الديني الإسلامي المسيحي، والتدخل الدولي، والخوف على قطاع السياحة والدخل القومي، كما قال مبارك.
2- الخوف على البلد من الإسلاميين والأخوان المسلمين والتنمية، كما قال زين العابدين.
3- الخوف على البلد من الاقتتال القبلي وانقسام الدولة وقيام إمارات إسلامية جهادية، والخوف على النفط والاقتصاد، كما قال القذافي وولده.
4- الخوف على البلد من الفتنة الطائفية السنة الشيعية، كما قال وزير الداخلية البحريني!
5- الخوف على الديمقراطية، وعلى صندوق الاقتراع، كما قال علي صالح، وبما أن الصندوق في حوزته، والمفتاح في جيبه، فلا خوف على الديمقراطية!
فهم جميعا يستخدمون فوبيا إرهاب المجتمع بعضه من بعض، {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا} ليقولوا بأنهم صمام الأمان، وسور الأمن، وحماة الوطن!
كما أنهم يتحججون جميعا بالتاريخ لا بالواقع، فمبارك بطل حرب أكتوبر، والقذافي بطل الثورة على الاستعمار، وعلي صالح بطل الوحدة، أما الواقع السيئ الذي أوصلوا دولهم إليها حتى خرجت الشعوب بالثورة ضدهم، فلا يتطرقون إليه!
وعودا على بدء اكرر ندائي للأخوة الثوار بالدور يا أخوة بالدور، والرجاء احترام الطابور، فالجميع سيحصل على نصيبه من الثورة!
 


  احمد مصطفى    عدد المشاركات   >>  44              التاريخ   >>  23/2/2011




تحية للأستاذ الفاضل الجليل  الناصرى
تحية للعالم الجليل الدكتور حاكم المطيرى
***************
تحية لكل روح من أرواح الشهداء العرب من مشرقها الي مغربها
****************************
تحية طيبة أبية مباركة لكل من شارك ويشارك في هذه الحركات التحررية في العالم العربي الأبي الصامد الراسخ الشامخ العظيم
******************************************
وصدق الشاعر حين قال
اذا الشعب يوما أراد الحياه     فلابد أن يستجيب القدر
ومن لم يعا نق شوق الحياه      تبخر في  جوها واندثر
زميلكم أحمد مصطفي المحامي


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3317 / عدد الاعضاء 62