اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
hmohandes
التاريخ
6/25/2010 11:45:23 PM
  فن السفسطة والمغالطة      

فن السفسطة والمغالطة


تعريف السفسطة أو المغالطة ببساطة أنها أسلوب ملتو منحرف في الجدال والإستدلال، لا يهدف للوصول للحقيقة وإنما إلى التصليل والخداع للإنتصار على الخصم والهروب من قبول حجته والإقرار بصحة قضيته مهما بلغت درجة وضوح صدقها، وهو ما يتضمن معاني المكابرة والمعاندة والمشاغبة.
والسفسطائي المغالط ، في معرض التضليل ، يصوغ مغالطته في صورة استدلال منطقي من حيث الظاهر ، إلا أنه ينطوي على الإخلال بقواعد الإستدلال المنطقي الصحيحة ويخرج عنها ، وصولاً إلى أحكام واستدلالات فاسدة ، لا ترتبط فيها النتائج بالمقدمات بمقتضى الضرورة المنطقية.
وأمثلة المغالطات السفسطائية تستعصي على الحصر، إلا أنني اود هنا أن أعرض بعض الأمثلة الإيضاحية
المثال الأول: " مغالطة تجاهل المطلوب"
قد يحدث أن تفحم خصمك الذي تجادله وتحصره في ركن ضيق بتقديم أدلة صارمة مفحمة مؤيدة لوجهة نظرك ... وإذ يدرك خصمك انه في مأزق ولا يستطيع مجابهة أدلتك أو الرد عليها او دحضها على أي نحو ، فإنه يلجأ إلى تلك المغالطة ، وهي الهروب من الرد على أي منها، ومحاولة الإفلات بتفريع الحديث إلى موضوع آخر .
مثال على ذلك أن تنسب إلى أحد الشخصيات أنه ينتحل مثلاً لقب مهني أو وظيفي بينما هو لم يحصل يوماً على المؤهل العلمي اللازم للمهنة أو يعمل يوماً بالوظيفة التي تسوغ حمل اللقب ، فيرد محاورك السفسطائي مغالطاً : لا بل إنه شخص مصري الجنسية!! ، وأنه قد ساهم في بناء جامع!! ... وأنه ينفق على مساكين!!!
طبعاً كل هذا جميل ولكنه خارج الموضوع ولا يرد على المطلوب بل يتجاهله ويهرب منه لأنه يعجز أو يخجل من مواجهته .
وتلك المغالطة الشائعة لم يفت على تراثنا الشعبي العبقري تسجيلها ، وذلك في المثل الشعبي:
سألوا البغل مين أبوك ... قال : الحصان خالي!!
ولنا عودة...

هشام المهندس


  محمد نبيه    عدد المشاركات   >>  380              التاريخ   >>  26/6/2010



الاخ الكريم / هشام المهندس                                                               دئما ما تدفعنا موضوعاتك الشيقه الى البحث والتنقيب خاصة انى قد عانيت انا شخصيا من السفسطه مع الكثيرين الذين يجيدونها ...... ولاجل الاستزاده من معلومات تجولنا فى مكتبتنا وكذلك تجولنا فى مكتبة النت وكانت الاستفاده عظيمه لاننا قرءنا بجانب موضوع السفسطه ....تعريف الفلسفه وعلاقتها برجال الدين .                                      فاذا قلنا ان السفسطه ..... عبارة عن محاجَجة تبدو وكأنها موافقة للمنطق، لكنها تصل في النهاية إلى استنتاج غير مقبول، سواء لتعذُّره، أو لاستعماله الإرادي المغلوط لقواعد الاستنتاج. وبالتالي فإنه يمكن اعتبارها قولاً مموَّهًا، أو قياسًا له شكل صحيح، لكن نتيجته باطلة، والقصد منه تضليل الآخرين – مشيرين هنا إلى أن ابن رشد كان يسمي السفسطة بالمغالطة والقياس السفسطائي بالقياس المغلوط.                                                                هذا وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كان يوجد تقليديًّا فرق يميز بين السفسطة وبين المغالطة: ألا وهو الرغبة الإرادية في التضليل (لدى السفسطة)، بينما تبقى المغالطة لاإرادية.                  والشيئ بالشيئ يذكر فعن الفلسفه وعلاقتها برجال الدين قرئنا الاتى ......
سؤال يطرحه الغالبيه, ويجهلون كيفية الإجابه عليه. وهذا الجهل يجعلهم يعتقدون بأن الفلسفه شيء تافه وأنها مجرد محاوله للتشكيك في القوانين والثوابت التي يقيمها الدين. أو أنها (أي الفلسفه) ليست سوى محاوله للهرطقه والزندقه. وهذا بالفعل ما يقوله أغلب رجال الدين, وغيرهم من الجهله النائمين روحياً وعقلياً والراضين بأن يسيروا بلا عقل متدبّر ومتفكر. وبالطبع هذا ما يصدقه الأتباع والعامّه من الناس. وهذا طبعاً منافي للصحه تماماً. ومحاوله لتشويه محاولات العقل في التنوّر والخروج عن القيود المفروضه عليه لأي سبب من الأسباب.
يقول خالص جلبي في أحد مقالاته: "لماذا تسبب الفلسفه الصداع للبعض, وعند آخرين إحساساً بالدوار؟ بل هي في عين أناس خطر هدّام وهرطقه مضلله وكفر بواح ومخالفه لمعلوم من الدين بالضروره!!!
لماذا يُسكِت الناس بعضهم بعبارة "لا تتفلسف"؟ أو الإستخفاف بـ الفلسفه فيقولون جدل بيزنطي؟؟ وهل فعلاً الجدل حول منشأ البيضه من الدجاجه أو العكس هو مضيعه للوقت؟ لماذا ينظر البعض إلى الفلسفه أنها هذرمه ومضيعه للوقت ولا علاقه لها بالحياه؟؟..."

الفلسفه تدور غالباً حول السؤال الباحث عن إجابه دائمه مستمّره عن (لماذا نعيش؟؟). الفلسفه بحث عن الحقيقه في كل ما يرتبط بالأنسان والكون والوجود. من أنت؟ ولماذا تعيش؟ وكيف تعيش؟ وما معنى أن تموت؟ وكيف تموت؟ وماهو الألم؟ وما هي السعاده؟ وأسئله كثيره لا تتوقف إلا إذا توقف الإنسان عن الدهشه وأكتفى بما لديه من معارف ووجد حائطاً ليلصق به ما يؤرّقه ويجهد تفكيره وعقله الباحث عن حقيقة وجوده وماهيّته. يقول سقراط موضّحاً ما يدفع الناس إلى التفلسف " إن الدهشه هي التي دفعت الناس للتفلسف...".

أن تكون فيلسوفاً فيجب عليك أن تكون فضولياً لمعرفة كل شيء. أن تكون فيلسوفاً فهذا يتطلب منك أن تطلق لعقلك وحواسك العنان في أن تسبح في ذاتها باحثه عن الحقيقه, فـ الإنسان كما تعلمون هو أكثر المخلوقات والكائنات الحيّه دهشه لأن الدهشه أو فعل الإندهاش يتطلب قدراً هائلاً من العقل ومن غير المتوقع أن نجد نباتاً أو حيواناً يتفكر كما يتفكّر الإنسان. وكما قال ديكارت: ( أنا أفكر إذن أنا موجود). إن عدم تفكيرك وإغفالك للعقل ووضعه جانباً دليل على عدم وجودك.

 

مع بالغ تحياتى

 

 


__________

محمد نبيه

0123713024


  hmohandes    عدد المشاركات   >>  181              التاريخ   >>  27/6/2010



الأخ الأستاذ محمد نبيه

 

شكراً على الإضافة...

 في الواقع، إن المنطق والفلسفة هما وجهان لعملة واحدة . عملة التفكير واستخدام العقل .. وبالفعل هناك فريق من أعداء العقل الإنساني، الذين يؤمنون بأن التفكير ذريعة للكفر واهتزاز الإيمان،  يحملون على الفلسفة والمنطق ويعدونهما – حتى يومنا هذا - رجز من عمل الشيطان يحرم دراستهما أو تدريسهما ... وتحمل أدبياتهم عبارة تراثية مؤسفة خالدة تقول: من تمنطق فقد تزندق!!

 

مع أطيب تمنياتي

 


هشام المهندس

 لا تنه عن خُلُقٍ وتأتى مثله* عار عليك إذا فعلت عظيم


  hmohandes    عدد المشاركات   >>  181              التاريخ   >>  29/6/2010



المثال الثاني: مغالطة المصادرة على المطلوب
القضية المنطقية تبنى من الربط بين مقدمات مسلم بصحتها وصولاً إلى النتيجة المترتبة عليها منطقياً.. إلا أن السفسطائي عندما تعوزه المقدمات المسلم بها يقينياً ، يعمد إلى وسيلة خداعية تتحصل في إلباس النتيجة التي يريد الوصول إليها قالب المقدمة المسلم بها ،وهي ليست كذلك بالطبع ، ثم يقيم استدلاله تأسيساً على تلك المقدمة التي ألبسها ثوب المسلمات وهي ليست كذلك.
مثال على ذلك أن تحدث جريمة قتل في قطار وأن تريد النيابة العامة إثبات التهمة على أحد الركاب دون ان يكون هناك أي دليل يقطع بارتكابه الجريمة ..
النتيجة التي تريد النيابة الوصول إليها(إثباتها) هي ارتكاب الشخص للجريمة وتوقيع العقاب عليه
فيكون الإستدلال الفاسد ( المصادر على المطلوب) على النحو التالي:
حيث إن وجوده على القطار حال ارتكاب الجريمة يقطع بارتكابه لها ... إذاَ يلزم توقيع العقوبة عليه... واضح إن المقدمة التي تقرر ثبوت ارتكابه للجريمة غير مسلم بها ولا تصلح أساساً لترتيب النتيجة الفاسدة المتمثلة في لزوم توقيع العقوبة ، إذ إن مجرد وجوده على القطار لا يثبت أي صلة له بالجريمة
مثال آخر يحدث في الجدل حول المسائل الدينية ، عندما يلجأ المغالط إلى قطع الطريق على محاوره بان يستند إلى نص ديني قطعي الثبوت ، إلا أنه يغالط عندما يستخدم تفسيره الخاص للنص على أنه مقدمة مسلم بها ، والحال انها ليست كذلك... فهو لا يقول إن هذا رأيي الخاص وإنما يغالط ويقول إن الدين هو الذي يقول كذا، أو أن يستخدم النص مبتوراً مجتزأ على طريقة " ولا تقربوا الصلاة "... أو "ويل للمصلين".. فيكون بتلك المغالطة قد جعل من النتيجة التي يريد إثباتها مقدمة مسلم بها... أي صادر على المطلوب
يتبع....

هشام المهندس

 لا تنه عن خُلُقٍ وتأتى مثله* عار عليك إذا فعلت عظيم


  محمد نبيه    عدد المشاركات   >>  380              التاريخ   >>  5/7/2010



يحيل مصطلح السفسطة على الاستدلال الصحيح في ظاهره المعتل في حقيقته، والذي تكون غايته المغالطة والتمويه على الخصم في المبارزات الحوارية أو المخاطبات العامة، إنها إذن نوع من العمليات الاستدلالية التي يقوم بها المتكلم وتكون منطوية على فساد في المضمون أو الصورة قد لا ينتبه إليه المخاطب فيقع ضحية هذه الحيل السفسطية فيعتقد في الكذب صدقا وفي الباطل حقا.. غير أن حكمة السوفسطائي كانت دائما محط اعتراض من طرف الفلاسفة الذين كانوا يؤكدون أن السوفسطائي هو مجرد مدع للحكمة ومتشبه بالفيلسوف دون أن يكون فيلسوفا بالفعل، لأن الفيلسوف الحقيقي هو الناظر في حقيقة الوجود نظرا شموليا غايته الإحاطة بمبادئه الأولى كما هي فعلا، وهذا ما يفتقده السوفسطائي كلية.

__________

محمد نبيه

0123713024


  hmohandes    عدد المشاركات   >>  181              التاريخ   >>  7/7/2010



                        المثال الثالث: مغالطة الإلتجاء للتجريح الشخصي
في هذه المغالطة يعمد السفسطائي المغالط عندما يعدم الحجة في مواجهة رأي يعجز عن تفنيده، يعمد إلى أسلوب آخر للهروب من المواجهة الموضوعية ، وذلك بالهجوم لا على الرأي والفكرة وإنما على الشخص لتجريحه . وتسمى تلك الوسيلة أحياناً بوسيلة اغتيال الشخصية. إذ تعتمد على إثارة النفور من الشخص ذاته ، فإذا نجحنا في ذلك كان من السهل إقناع الجمهور برفض أي راي يصدر عنه حتى لو كان صحيحاً .
وهو اسلوب لا علاقة له بالحجج المنطقية وإنما هو أسلوب من أساليب المغالطة بالتلاعب النفسي السيكولوجي بمشاعر الجمهور
مثال ذلك إطلاق أوصاف على صاحب الرأي المخالف من نوعية شيوعي .. يساري... متعصب ... متطرف ... علماني.... تغريبي.... الخ
ومن النوادر التي تروى عن هذا الشأن ، ما يقال عن خسارة احمد لطفي السيد للإنتخابات أمام خصمه الذي روج بين البسطاء أن أحمد لطفي السيد ( ديمقراطي والعياذ بالله!!!!!!!!!!!!!) مضيفاً إن ديمقراطي تعني ملحد!!! ، فلما سال الأهالي أحمد لطفي السيد عما يشيعه خصمه عنه انه ديمقراطي ، رد عليهم مؤكداً ومفتخراً بأنه حقاً ديمقراطي!!
حقاً إن من الجهل ما قتل!!


هشام المهندس

 لا تنه عن خُلُقٍ وتأتى مثله* عار عليك إذا فعلت عظيم


  hmohandes    عدد المشاركات   >>  181              التاريخ   >>  7/7/2010



المثال الرابع: مغالطة الهجوم على نتيجة افتراضية
تهدف هذه المغالطة إلى صرف الجمهور عن مناقشة الحجة المطروحة وتقييم صحتها ، وذلك بالتلاعب بعواطفه ، وذلك بتوجيهه إلى التفكير في نتيجة افتراضية غير مقبولة وغير مرغوبة وإقناعه بان التسليم بالحجة المطروحة يترتب عليه تلك النتيجة غير المرغوبة.
مثال على ذلك أن يطرح الفريق (س) رأياً مفاده ضرورة مراجعة كتب التراث مراجعة علمية لتنقيتها مما قد يكون شابها من شوائب ، تأسيساً على إن الأولين الذين كتبوا تلك الكتب إنما هم بشر غير معصومين من الخطأ .
نرى هنا إن القضية تدور حول حقيقة إن البشر غير معصومين وخطأهم وارد . وتلك حجة لا يستطيع المعارض إنكارها ، وفي نفس الوقت يصر المغالط – لأسباب غير منطقية - على عدم الإعتراف بصحتها.
فيلجأ إلى الهروب من مواجهة الحجة الأقوى ، بالتلاعب بمشاعر الجمهور بدفعه إلى افتراض إن القبول بصحة الحجة التي يعجز عن دحضها – البشر غير معصومين من الخطأ - يؤدي بالضرورة إلى التشكيك في كل ما أتت به كتب التراث ، ومن ثم إلى هدم الثوابت الراسخة والتشكيك في النقل وهدم العقيدة.
وبرغم إن تلك الفرضية غير صحيحة وغير مسلم بها ، إلا أن تلك النتيجة التي افترضها او اخترعها غير محببة للجمهور فإن نجح في تسويقها لمشاعر الجمهور ووجدانهم - لا لعقولهم - كان ذلك كفيل بانتصاره – بالمغالطة - على حجة خصمه الأقوى التي يعجز عن مواجهتها بالمنطق الصحيح .

هشام المهندس

 لا تنه عن خُلُقٍ وتأتى مثله* عار عليك إذا فعلت عظيم


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3648 / عدد الاعضاء 62